أشهر وينتهي كلّ شيء والقرار الظني "بالون منفّس". انيس نقاش يعاني مشكلة شخصية مع وليد عبود وعلوش ينتقد النظام السعودي.
وضع منسّق شبكة الأمان للدراسات الإستراتجية أنيس النقاش زيارة الرئيس الإيراني أحمد نجاد للبنان ضمن نطاق الزيارات الرسمية الصديقة لهذا الوطن، "دورايران الداعم للبنان حكومة وشعباً واضح في المشاريع الإقتصادية وإعادة إعمار الجنوب والضاحية، وزيارة نجاد تاتي في هذا السياق".
النقاش وفي حديثه لمحطة الـ"mtv" ردّ على النائب مصطفى علوش ضيفا برنامج "بموضوعية" مع الإعلامي وليد عبود على مقولة أنّ الدولة الإيرانية تدعم فريقاً ضدّ آخر في لبنان بالقول: " منذ نشأة الثورة اسلامية وإيران تدعم القضايا العادلة في العالم. زيارة الرئيس الإيراني للبنان لها وقعاً كبيراً ليس لفئة لبنانية فقط بل لكامل الشعب اللبناني، ايران تدعم المقاومات في المنطقة قبل إنبعاث فريق 14 آذار إنسجاماً مع مبادئ ثورتها ومن بين هؤلاء المقاومين الرئيس رفيق الحريري لحين مماته لأنه كان من ضمن معسكر مواجهة اسرائيل في المنطقة".
ووضع النقاش عملية إغتيال الحريري عام 2005 ضمن سياق التوظيف السياسي لمشاريع غربية في المنطقة "إغتيالات الأشخاص تحصل أحياناً للتاثير على معادلة قائمة في منطقة معينّة. من ضمن هذه الإغتيالات يمكن ادراج إغتيال "بنزير بوتو" للتأثير في إنتخابات الباكستان وإغتيال "أكينو" في الفيليبين للتاثير في الإنتخابات أيضاً، وكما حصل لأحد الكهنة في بولندا بغية التأثير على الكاثوليك لتغيير النظام. ففي بولندا رفعت صور اربع ضباط بولنديين مكتوب عليها عبارة "يجب اسقاط النظام الأمني" كما حصل للضباط الأربعة في لبنان". يضيف النقاش: "ليس من قبيل الصدف أن تكون الحملة الإعلامية هي نفسها في بولندا سابقاً وفي لبنان لاحقاً، هناك عقل واحد وراء العمليتين فكما حص ما حصل في خمسينات القرن الماضي "إنقلابات عسكرية لتغيير النظام" تحصل اليوم "الثورات الوردية" لتغيير الأنظمة، وجزءٌ منها الإغتيال السياسي والعاطفة لتحريك الجماهير كما حصل في اكرانيا وجورجيا وبولندا ولبنان. يكمل النقاش حديثه: "وضع لبنان ضمن هذا الصنف ليس مجرّد تحليل بل واقع سوقتّه الوسائل الإعلام المحلية والعالمية عام 2005 بالقول إنّ لبنان ليس أقلُ شاناً من اكرانيا".
النقاش نصح القادة العرب واللبنانيين بترك مشاعر الكراهية لإيران من دون وجه حق لأن رهانهم على إنتصار المشروع الأميركي في المنطقة لم يعد سليماً "أعيدوا حساباتبكم كما فعل النائب وليد جنبلاط، فهو لم يكن مغروماً بالمشروع الأميركي كما ليس مغروماً بأي مشروع..".
من جهتّه قال النائب علوش "أنّ فئة من الشعب اللبناني لديها هواجس من دعم ايران لحزب الله، مشروع الدولة الصفوية هدفه توسيع مدّ ولاية الفقيه، ما يعززّ إنقسام الدول الإسلامية فيما بينها". أضاف علوش: "أمر طبيعي ان يرحّب الرئيس سعد الحريري بزيارة الرئيس نجاد الرسمية الى لبنان".
النقاش الذي رفض مقاربة علوش ومقاربة المؤامرة الإيرانية في المنطقة بالقول: "تراجع الدور الأميركي وفشل مشروع المحافظين الجدد لا تسمّى مؤامرة ايرانية علمياً، الدول العربية التي أيدّت المشروع الأميركي هي خاسرة حالياً امّا الدول التي واجهته فهي منتصرة... هزيمة أميركا ليس إنتصاراً لإيران على الدول العربية بل إنتصاراً لشعوب المنطقة". يتابع النقاش حديثه بالقول: "ايران وسوريا خططتا لمواجهة اميركا في المنطقة بدعمهما للمقاومة في المنطقة، وحالياً الولايات المتحدة الأميركية تفاوضهما سراً وعلناً لترتيب إنسحابها العسكري من العراق وأفغانستان والحفاظ على مصالحها الحيوية في المنطقة".
ورفض النقاش وصف الصراع في المنطقة بين مشروع ايراني وآخر عربي بالقول هناك مشروع كانت تقوده أميركا في المنطقة بالتعاون مع الانظمة العربية وآخر رافض له تدعمه ايران وسوريا والشعوب العربية وانضمام تركيا مؤخراً اليه مؤشر هام لنا كلبنانيين لمعرفة ماذا يحصل في المشهد الإقليمي".
وعن إنعكاس ذلك على الوضع اللبناني رأى النقاش "مستقبل لبنان حسم ضمن إتفاقيات وقعّت بين لبنان وكلّ من سوريا وتركيا وايران وبين تركيا وسوريا وإيران والعراق. وهذه المشاريع تقدّر بحوالي 100 مليار $. تركيا التي رفضت العقوبات على ايران وهي دولة ضمن حلف شمال الأطلسي بلغّت اوباما انّها لن تسير بالعقوبات ضدّ ايران لا بل تريد رفع مستوى التبادل التجاري بين الدولتين". ويضيف: "لقد ادركت ايران وتركيا وسوريا منذ البدء أنّه بانسحاب اميركا من المنطقة ستترك لتلك الدول سموماً فتنوية والغاماً عرقية وإثنية ومذهبية، ولأنّ المعالجة لا تكون بالصراخ ضدّ اميركا بل بتشبيك المنطقة إقتصاديا بمشاريع تنموية كمشروع مدّ انبوب النفط من ايران لتركيا وبانياس في سوريا ولبنان ومشاريع الكهرباء والمياه بين ايران وتركيا وسوريا". يتابع النقاش توضيح فكرته:
"تصوّر انّ ردّ الرئيس السوري بشار الأسد على طلب استثمار الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز داخل سوريا كان بالتمني عليه الإستثمار في الأردن لإستكمال مشروع بناء سكك الحديد الذي يربط بحري الأسود وقزوين عبر تركيا الى سوريا والأردن وخليج العقبة للإستفادة بشكل أهمّ واكبر. المسألة ليست ضبابية على الإطلاق، هناك إنبعاث لكونفدرالية مشرقية بين تلك القوى، المسألة اكبر بكثير من مسألة زاروب وحي في مدينة في لبنان. هناك قرار سوري – ايراني – تركي بضبط المنطقة ولبنان، ولن يسمح لتلك الدول العبث بامن لبنان. كما انّه لن يسمح لهم بالتلاعب بامن العراق أيضاً".
النقاش تمنّى على القادة اللبنانيين الإنضمام الى هذا التشبيك المشرقي بروحية إيجابية لا الإستماع الى الرغبات الأميركية الفتنوية وقال: "جميعنا نريد معرفة حقيقة من إغتال الرئيس الحريري، لأنّ الحقيقة لن تأتي دولياً على الإطلاق. كان علينا إبقاء الملف القضائي في لبنان، لأنّه ثبت لدينا باليقين انّ القضاء الدولي لم يعطنا شيئاً بعد مضي خمس سنوات الا الإتهام السياسي لسوريا سابقاً وحزب الله لاحقا، والدليل لذلك استمرار عمليات الإغتيال لسنوات".
ومع تدخّل النائب علوش للإستفسار عن سبب تعرّض فريقه السياسي فقط للإغتيالات، قال النقاش: "النائب علوش يتذكّر جيداً كونه وطنياً وعربياً كيف عمدت اسرائيل الى تفجير بعض المراكز الاميركية في مصر لإتهام أنظمة جمال عبد الناصر. ويتذكّر أيضاً كيف انّ الموساد فجّر الكنيس الإسرائيلي في وادي ابو جميل لإخراج اليهود من لبنان".
علوش الذي ايّد النقاش بعرضه عقّب بالإشارة الى أنّ الشعوب العربية نحروا باسم العروبة والمعاداة باسرائيل. كتنكيل اسرائيل بالعرب "هناك تقاطع مصالح بين تلك الأنظمة واسرائيل، يجب إقامة النظم الديمقراطية في دولنا العربية لكي نستطيع مواجهة اسرائيل". وعن ملف شهود الزور رفض علوش وجودهم بانتظار القرار الظنّي الذي سيصدر عن المحكمة الدولية".
النقاش الذي إعترف للإعلامي عبود بازمته الشخصية في برنامجه لأنّي كنت اتمنى ان يكون خصمي على مستوى عالٍ "من حاكم شهود الزور قبل ايّ شخصٍ آخر هو الرئيس سعد الحريري، فالأخير أقرّ في حديثه للشرق الأوسط بوجودهم وبوجود جرمهم عندما تحدث عن إساءتهم الينا كدولة وللعلاقات مع سوريا ولعائلة الحريري بالذات...". يضيف النقاش: "لو تحلّى الحريري الإبن بصفات والده كالكرم لكان اقرّ باساءته للضباط الاربعة ايضاً. الحريري اصدر موقفاً واضحاً في هذا المجال، المشكلة أنّ بعض القادة لا يريدون محاكمتهم لأنهم يريدون رمي المسؤولية على عاتق القضاء الدولي، تقصير القضاء اللبناني في محاكمة شهود الزور اجبر اللواء جميل السيّد الذهاب الى القضائين الفرنسي والسوري".
سأله الإعلامي عبود عن المطلوب فعله للخروج من ازمة المحكمة الدولية وملف شهود الزور قال النقاش: "مع سقوط المشروع الأميركي في المنطقة يجب اخماد نهائياً توظيف المحكمة الدولية في مشروع 1559، لن نتراجع عن طلبنا بمعرفة من قتل الرئيس الحريري، ولكنّ تلك الحقيقة المنشودة لن تكون من خلال الدوليين، ليدرك اللبنانيون جميعاً أنّ القوى العظمى في العالم تخرج مهزومة من المنطقة وتوظيف إغتيال الحريري لمشروعهم خمد فتيله، السيّد نصرالله قالها لكوادره وامام العلن "لا خشية للمقاومة من الفتنة في لبنان. القوى التي تريد حماية لبنان ستحميه مجدداً وتحذيرنا من الفتنة هو لإيقاظ الناس فقط. اقولها بصراحة لو صدر القرار الظنّي كما يشتهيه البعض لن يحصل شيئاً على الإطلاق، هذا القرار الظنّي اصبح شبيهاً لـ"بالون منفّس"، لن نسمح بالدول الكبيرة التلاعب بالدول الصغيرة بعد الآن. خيار اللبنانيين هل نستمرّ في لعبة الامم ان ندخل في التشبيك الإقليمي الذي يريد إنقاذ المنطقة".
علوش ردّ على النقاش بالقول: "أتمنى ان يتحلّى محاوري بالتواضع، أنا اؤيد القرار 1559 لأنه نسخة دولية عن الدستور اللبناني، لكنّي لا أرى صحّة في هذا التحليل، تركيا لا زالت عضواً في حلف الشمال الأطلسي وقد تبيع قضايانا من اجل مصالحها...".
سئل النقاش عن التشكيك المتبادل بين اللبنانيين قال: "جزء من بقايا فريق الرابع عشر من آذار على علاقة باسرئيل، هذا الأمر ثبت في حرب تموز، انا لا اشككّ، انا اتهّم السنيورة كما القوات اللبنانية بربط لبنان في المشروع الإسرائيلي. علاقتنا مع ايران هي لمصلحة لبنان، أمّا علاقتهم باسرائيل (رغم كونهم لبنانيين) شبيهة لعلاقة المارشال بيتان مع النازية، وإقراري بلبنانيتهم وحقوقهم لا يغيّر في القضية شيء، فالتوصيف أمرٌ لا جدال فيه. انصحهم كونهم لبنانيون لا تؤيدوا القضايا الخاسرة، الحلول التسووية ايضاً اصبحت جثة هامدة واليوم اصبحت قدرة الولايات المتحدة في المنطقة بخبر كان، نحن على أبواب تحرير فلسطين وليس تنفيذ قرار سخيف (1559) كان نتيجة صفقة بين الرئيسين شيراك وبوش الإبن".
يضيف النقاش: "كلام علوش عن تاييده للقرار 1559 هفوة لان الرئيس الشهيد الحريري كان يعارضه بشدّة، فالأخير اكدّ لفيلتمن بحضور السيدّة نازك الحريري أنّه لن يطبّق هذا القرار".
علوش الذي رفض منطق التخوين قال: "اين الحرية في ايران مع الحرس الثوري؟ نحن لا نريد الآحادية في الأنظمة ولا الشمولية ولا الرجعية..." هنا قاطعه النقاش ليسأله عن الحراك السياسي في السعودية! أجاب علوش: "أنا لا استثني ايّ نظام، طبعاً لتيار المستقبل علاقة مع المملكة العربية السعودية".
وختم النقاش حديثه بتوجيه رسالة الى ما تبقّى من فريق 14 آذار: "أعيدوا قراءة الوضع الإقليمي، مصلحة لبنان هي في قيام مشروع جديد، مستقبل لبنان حسم. وما نشاهده اليوم هي عملية لملمة ديكور، نحن سنستبدل كراسي قديمة بأخرى جديدة. هناك قوى منتصرة في المنطقة واخرى مهزومة، إقرأوا هذه التحولات جيداً، على فريق المستقبل العودة الى سياسة رفيق الحريري الذي كان مناهضاً لإسرائيل وداعماً لإتفاق الطائف الذي يقول بالعلاقات المميزة مع سوريا والمنطقة".
يضيف النقاش: "رسالتي للبنانيين بكلّ محبة، لن يشهد وطننا حرباً أهلية، هناك تغيير ديكور في المنطقة، من يتأقلم معه يحافظ على موقعه، ومن لا يتأقلم معه سيحذف من الحياة السياسية. المسألة لا تتعدّى اشهر قليلة لكي تكون الصورة في لبنان واضحة ومن دون ضربة كفّ او ايّ عمل عنفي، لاننا اخمدناها وهي في المهد. هؤلاء اللبنانيين جزءاً من اهلنا ولا اتمنى لهم ان تكون حساباتهم خاطئة، اسرائيل فشلت استراتجيتها النهضوية بعد حرب تموز وغزة كمّا يقرّون هم انفسهم في مؤسسة "عيروت" عام 2007. فما تحدثت عنه عن نهضة لعدة نقاط في بيئتها الإستراتجية فشلت تماماً، ففي غزة ولبنان المقاومة أقوى بكثير، واسرائيل تعيش ازمة وجود حقيقية، نحن اليوم لسنا في العام 2005 بل في العام 2010، اميركا ليست في موقع الهجوم بل بموقع الأفول، وحركة التاريخ في المنطقة لا تقبل اسرائيل
http://www.tayyar.org/Tayyar/News/Politi...609978.htm