{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
هاله
عضو رائد
المشاركات: 2,810
الانضمام: Jun 2006
|
RE: تحوّل/قصة قصيرة/حمّادي بلخشين
قصة جميلة و موفقة سردا و بناء و موقفا
أعجبني فيها تداخل السرد و الحوار ... خلوها من الحشو ... و الأكثر "التحول" و كيف تم عبر الأحداث و تطور الشخصيات.
الفكرة رائعة جدا .. مواطن تقي كبير في السن تتكاتف السلطات ضده يدعمها في ذلك قضاء مأجور منافق و متواطئ ( تحويل التهمة من اعتداء الى عرقلة رجل أمن) و يستند الى قيم العائلة المالكة كمرجعية قانونية (ابنتك ليست أشرف من بنات فخامة رئيس الجمهورية).
حين يساق للسجن يطلب تأجيل السجن الى أن يتم طقوس الحج و يواجه السلطة بسؤال أجاد الكاتب انتقاءه أيما اجادة (ان الكفار في السّويد ومعظم الدول الأروبية يسرّحون عتاة المجرمين اذا طلبوا زيارة عاهرة او شريك في اللواط فهل تسمحون لي بلقاء الله على جبل عرفات لساعة من الزمن؟) اذ يعرض نموذجين نقيضين في الطبيعة و المسلك. الأول الانساني رغم كفره و الثاني الجائر رغم تدينه!
هذا المواطن المسن يسرد حكايته لصديق في سن ابنه ليس متدينا و صاحب سوابق لكن ما يجمعهما هو قهر و ظلم السلطة. فهذا السكير (ابراهيم) انتزعوا أمه من أبيه لأنها راقت لأحد رجالات السلطة مما أدى لموت الأب قهرا في ريعان شبابه و جعل الابن سكيرا لا يفارق الخمرة و لن يفارقها الا بعد اندثار آل سعود. اذن القهر تاريخي و ليس وليد اليوم. و المواطن انعدمت أمامه السبل لنيل حقه فيهرب من الواقع الى الخمرة يدفن في كؤوسها أحزانه و حقده و عجزه. فليس ثمة جهة يحتكم اليها فتتنصفه. تغولت السلطة و سحقت الانسان و دفعته الى مفارقة جحيم الواقع الذي لا يطاق.
يواصل المسن سرد همومه و أحزانه التي تتوالى كموج البحر فلا يلحظ في خضمها استسلام مستمعه للنوم فيوقظه. يستيقظ ليطلب المزيد من "البابلية" قبل أن تقفل الحانة. اذن يجتمع الاثنان عند "البابلية" بعد أن كان الأول حاجا و متدينا. لقد وصل سيل الهموم الزبى و انسد الأفق و ما عاد الصدر يتسع للمزيد .. و هنا لا متكأ و لا رفيق يقاسمهما الهموم كما تفعل البابلية.
التحول الذي أدركناه في نهاية القصة أجاد الكاتب التخطيط له و بناء القصة و الأحداث بحيث تقود اليه ببساطة و عفوية و تسلسل منطقي مقنع.
و هذا التحول يفضح السلطات التي تدفع المواطن بسياساتها و بفسادها دفعا الى الخروج عن الدين الذي طالما ادعت احترامه و حمايته و السهر على تطبيقه. كما أنها تدفع المواطن ليس فقط الى الاغتراب عن واقعه تلاشي انتمائه اليه بل انها أيضا تؤسس للحقد و السخط على السلطة من جهة و للميل الى العنف من جهة أخرى. فالسلطة في نهاية الأمر هي جلاد المواطن و عزرائيله.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 11-01-2010, 09:11 PM بواسطة هاله.)
|
|
11-01-2010, 07:38 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}