سؤال سأله الزميل مجدي نصر ....

هناك شقان للإجابة على السؤال ...

من الناحية التاريخية كانت في تلك الفترة" الثلاثينات " ، فترة صعود النازية و الرايخ الثالث بقيادة هتلر .. بالتزامن مع" الثورة الفلسطينية الكبرى" و التي استخدم فيها البريطانيون كل الاسلحة بما فيها الطيران لقمع الشعب الفلسطيني و حماية الاستيطان اليهودي ... و سقط في الثورة 13 الف فلسطيني ما بين شهيد و جريح غير الدمار الذي لحق بالقرى و المدن .

اندلعت الحرب العالمية الثانية ... و كانت البداية صاعقة للألمان ، بالنسبة للفلسطينيين في تلك الفترة كان هتلر ملاكا مقارنة بتشرشل و القيادة البريطانية التي كانت مناصرة للصهيونية ..
و لا ننسى أن الدكتاتور هتلر قد انصف الفلسطينيين في احد خطبه الشهيرة متوجها لألمان إقليم السوديت ، ناصحا هؤلاء الالمان بأن يكون يكونوا كالفلسطينيين في دفاعهم عن وطنهم !!!
من جهة اخرى توجه الحاج أمين الحسيني الذي كان بمثابة قائد الثورة الفلسطينية في تلك الفترة لبرلين ، حيث ان رأسه كان مطلوبا عند البريطانيين و استقبله هتلر بالترحاب ...
لا ننسى أن جيوش رومل حققت انتصارات في شمال افريقيا و لو انتصرت في حرب العلمين لكانت فلسطين الخطوة الثانية للجيش الألماني حيث كانت قواعد الجيش البريطاني.

الشق الثاني .. و هو الوضع الحالي ...

استمرار حالة العداء التاريخية بيننا و بين اليهود منذ وعد بلفور و حتى اللحظة يجعل رؤية فلسطينيين يتجاهلون عيوب هتلر لاسباب عاطفية أمرا بديهيا ..
لكن الغالبية و خصوصا المثقفين تعرف أن هتلر له جانب اسود يتعلق بالعنصرية الارية ، كما ان عداءه لليهود له اسباب مختلفة عن اسباب عدائنا لهم ... تتعلق بدورهم في الحرب العالمية الاولى و دور المرابين اليهود في تدمير الاقتصاد الألماني و هذا يمكن معرفته من كتابه " كفاحي ".

الخلاصة ...وجود تعاطف أو حتى تحالف الفلسطينيين مع هتلر لم ينشا إلا بسبب القاعدة البسيطة " عدو عدوي صديقي " .

شكراً لتجاوبك زميلي فلسطيني

الأسباب العاطفية واضحة أخي العزيز، خصوصاً في الفئات الشعبية.

ففي مصر نفسها هناك بعض من يتعاطفون مع هتلر.

ولكني أرى حتى لدى بعض المثقفين إتجاهاً للتعاطف مع هتلر.

وهذا هو سبب سؤالي، فقد رأيتك تساوى ستالين بهتلر، ما جعلني أُرجع هذا للتعاطف - حتى ولو بشكل لا واعي - مع هتلر.

فشخصياً، وبغض النظر عن توجهاتي الفكرية، لا يمكن أن أساوي ستالين بهتلر، وكان هذا موقفي دائماً حتى أيام الأصولية.، حتى لو وصفتهما معاً بالشر.

تحيـاتي أخي الكريم

ظهور النازية وهتلر في وسط العشرينات وبداية الخمسينات اديا خدمة لاتقدر للصهيونية
حيث كانت العامل الرئيسي الحاسم في نشوء دولة اسرائيل على التراب الفلسطيني
ولو لم يظهر هتلر ومعه النازية فان ظهور اسرائيل يكون مشكوكا فيه
لهذا فهتلر والنازية كانا وبالا على الشعب الفلسطيني
اما الحاج امين الحسيني فبعد هزيمة النازية كان عليه الاختفاء من الساحة السياسية
وتسليمها لاخرين بديلا عنه
لكن اظن ان الجامعة العربية وبعض القادة العرب رغبوا بوجوده واستمراره

تصحيح للزميل Vodka

اقتباس:ظهور النازية وهتلر في وسط العشرينات وبداية الخمسينات اديا خدمة لاتقدر للصهيونية
حيث كانت العامل الرئيسي الحاسم في نشوء دولة اسرائيل على التراب الفلسطيني

أرى مغالطة تاريخية هنا ..
لا ننسى أن وعد بلفور "اساس المأساة كلها " سبق ظهور هتلر على الساحة السياسية بعشرين سنة على الاقل ....

اقتباس:اما الحاج امين الحسيني فبعد هزيمة النازية كان عليه الاختفاء من الساحة السياسية

هو اختفى فعليا من الحياة السياسية خصوصا بعد حرب 1948 و ضم الضفة الغربية لشرق الاردن لاحقا و دوره اصبح شكليا رمزيا .....

اقتباس:الخلاصة ...وجود تعاطف أو حتى تحالف الفلسطينيين مع هتلر لم ينشا إلا بسبب القاعدة البسيطة " عدو عدوي صديقي " .

بالزبط ..

هذا الموقف تبرره المصلحة البرغماتية العليا وقتها (عدوي عدوي صديقي) ..
طبعاً هذا الموقف ليس للفلسطنيين وحدهم بل ينسحب أيضاً على العرب بمجملهم في سوريا و مصر و العراق .

لكن من الحماقة اليوم الترحم على هتلر و النازية العنصرية البغيضة أو إنكار الهولوكوست أيضاً .

الله يرحم الأبرياء جميعاً في تلك الحرب .

البارحة تناقشت مع أصدقاء لي عن فكرة "ماذا لو؟" ...

"ماذا لو انتصر هتلر في الحرب العالمية الثانية؟؟؟"

أظن أن الخطوة التالية لهتلر كانت تتمثل في الإستيلاء على المنطقة العربية وإفريقيا، ولو أن حروبه في شمال إفريقيا كانت بشكل أساسي بهدف قطع خطوط إمدادات الحلفاء في حوض البحر الأبيض المتوسط ...

المهم، اتفقنا جميعا أنه يا ليته لو انتصر وقضى على اليهود ثم التفت إلينا وحاول القضاء علينا، فلن يصمد أكثر من 6 شهور وبعدين ها يتجنن ويا أما ينتحر أو يرجع لألمانيا

طبعا أنا أفضل دائما الفصل بين اليهود والصهاينة ... مشكلتنا بشكل أساسي -برأيي الخاص طبعا- هي مع الصهيونية، لا مع اليهودية ...

عفوا ... ولكن هل اليهودي بوصفه شخص من خلفية دينية معينة (بغض النظر عن ايمانه بهذا الدين ) هو المسؤول عن المأساة الفلسطيينة ؟!..

اعتقد ان مشكلة فلسطين هي في نهاية المطاف خلاصة جملة من العوامل المتراكبة والمتداخلة: من الاستبداد السياسي العربي، واللامبالاة الشعبية ولعبة المصالح السياسية وسهولة استثارة العربان بتوافه الأمور (هل تذكرون وقعة داحس والغبراء القرن العشرين بين مصر والجزائر !؟) .. كل هذه العوامل مجتمعة صنعت مشكلة فلسطين لا اليهودي لوحده.

(12-27-2009, 03:50 AM)فلسطيني كنعاني كتب:  تصحيح للزميل Vodka

اقتباس:ظهور النازية وهتلر في وسط العشرينات وبداية الخمسينات اديا خدمة لاتقدر للصهيونية
حيث كانت العامل الرئيسي الحاسم في نشوء دولة اسرائيل على التراب الفلسطيني

أرى مغالطة تاريخية هنا ..
لا ننسى أن وعد بلفور "اساس المأساة كلها " سبق ظهور هتلر على الساحة السياسية بعشرين سنة على الاقل ....

يا زميل فلسطيني كنعاني
انا لم انسى ان وعد بلفود هو
اساس المأساة كلها
لكنه كان من الممكن ان يكون بغير مفعول على ارض الواقع
لو لم تظهر النازية
لانه ليس كل يهودي في تلك الفترة لديه حافز الهجرة
اذا لم يكن هناك ما يهدد حياته واستقراره

اقتباس:هو اختفى فعليا من الحياة السياسية خصوصا بعد حرب 1948 و ضم الضفة الغربية لشرق الاردن لاحقا و دوره اصبح شكليا رمزيا .....

عندما عقد اول مؤتمر عربي في انشاص حضر الحاج امين
بعد عمليات هروب من اوربا وادخله الملك فاروق لمصر
لاهداف خاصة به ضد النحاس والملك عبد الله
ومن 1945 وحتى النكبة كان هو ممثل الفلسطينيين واستمر بعد ذلك في حكومة عموم فلسطين
التي تلاشت وفقد المفتي اهميته وبالتالي فقد الفلسطينيون من يمثلهم
حتى اتى الشقيري الذي قام بعمل فذ وعظيم وهو انشاء المنظمة وانشاء مؤسساتها المختلفة
التي لازالت باقية لليوم

بالعودة الى ما كان سائدا في تلك الفترة (اواخر عشرينات و ثلاثينات القرن العشرين), فان المانيا و النظام النازي لم يكونا بالصورة الشيطانية التي ارتسمت بعد جلاء نتيجة الحرب عام 1945, كانت المانيا وقتها مثالا للامة المتحضرة التي نهضت بسرعة و تريد ان تكسب لنفسها مكانا بين الدول العظمى الاستعمارية التقليدية, يومها كانت علاقة المانيا و هتلر ممتازة مع العديد من الدول و طبيعية مع الجميع,
و ننسى مثلا ان صعود هتلر كان برضى و سماح اوروبي لكي يقف في وجه الشيوعية, الامر الذي انتهى بمجرد التحالف بينهما فاستفاق الحلفاء فجأة على خطره...
اما بالنسبة للعنصرية التي صبغت النظام النازي, فهي لم تكن غريبة على ادبيات تلك الفترة من التاريخ, حيث كانت النزعات العنصرية و القومية المتطرفة تلقى قبولا و رواجا في أغلب الدول و الامم, بما فيها اغلب الدول الغربية الاخرى و حتى الاوساط الاكاديمية و العلمية الاجتماعية....
نأتي لموقف الشعوب العربية وقتها, حيث كانت معظمها ترزح تحت سطوة الاستعمارين البريطاني و الفرنسي, و سرها رؤية جيش اوروبي آخر يذيقهما طعم الهزيمة, طبعا الانظمة العربية الحاكمة يومها -تماما كما هي الحال اليوم- كانت مجرد العوبة بيد الاستعمارين, لكن الرأي العام العربي كان في مكان اخر تماما (و يستطيع اي منا اليوم ان يسأل كبار السن ممن عاصروا تلك الفترة)... و ما اشبه الامس باليوم...

بالمناسبة, الحال نفسها كانت موجودة لدى اغلب شعوب دول ما عرف لاحقا ب (العالم الثالث) المستعمرة, حيث رحبت تلك الشعوب في آسيا الوسطى مثلا بالاحتلال الياباني و شمتوا بالجيوش البريطانية و هي تنسحب (كان البريطانيون يعولون على ان الشعوب كانت ستقاوم اليابانيين لكنهم فوجئوا في كل مرة بتمرد الجنود الاسيويين على ضباطهم الانكليز و انضمامهم للجنود اليابانيين), و كان لذلك الامر اثر كبير مثلا في اساليب تعامل بريطانيا مع الهنودد ومنحهم استقلالهم في نهاية المطاف....

بعد انتهاء الحرب, و كتابة التاريخ من قبل المنتصرين (مع عدم اغفال الفظائع التي ارتكبت من قبل جميع الاطراف المتحاربة وقتها -ننسى مثلا ان ذوي الاصول الاسيوية احتجزوا في معسكرات اعتقال في امريكا و من يدري ماذا كان سيحل بهم لو انهزمت امريكا مثلا و تم احتلالها...) تم رسم صورة شيطانية لالمانيا و تمت محاسبة الجميع على هذا الاساس بمفعول رجعي....