الشهادة الرابعة
أيها الأخوة الرب يبارككم. في اللحظة التي مسك الرب بيدي وجدتُ نفسي واقفاً على صخرة. إلتفتُ خلفي فوجدتُ ملاكاً. ثم بدأنا بالنزول من خلال نفق بسرعة خارقة. وفي لحظة إلتفتُ ثانية فلم أجِد الملاكَ هناك، وصرت أشعرُ بالخوف. سألتُ الرب، "يا رب أين هو الملاك. لماذا لم يزل بعدُ هناك؟" أجابني الرب: "لا يستطيع أن يذهب الى المكان الذي نذهب إليه." إستمرنا بالنزول ثم توقفنا فجأة وكأننا في مِصعدٍ. رأيتُ عدة أنفاق، فأخذنا النفق الذي تكلّمت عنه اُختي ساندرا حيث كانت الناس معلقة من رؤوسها بصنّارات ومقيدة بشِكالات في رسغ أياديها. وكان الجدار الذي كانت ملايين الناس معلقة عليه طويلاً لا نهاية له. كما كانت ديدانٌ حول اجسادها. نظرتُ قدامي فرأيت جداراً أخر يُشبه الجدار السابق تماماً فقلتُ للرب: "يا رب يتواجد العديد من الناس في هذا المكان!" وفي الحال أتت الى ذهني أية من الكتاب المقدس لم أكن أدركها، ثم قال لي الرب: "الجحيم ومكان الموتى جائعان دوماً"
تركنا ذلك المكان ووصلنا الى مكان أخر دعونا إسمه "وادي القِدور" كانت القِدور ممتلئة بالوحل المغلي وإبتدأنا نقترب أكثر فأكثر من أحد القِدور. وأول شخص لاحظته كان إمرأة. كان جسدها يعوم ويغطس في الوحل المغلي، ولكن حين نظر إليها الرب توقفت عن الحركة وبقي جسدها معلقاً في ذلك الوحل عند مستوى خصرها. وسألها الرب: "يا إمرأة ما اسمُكِ؟" أجابتْ: "إسمي روبيلا"
وإستطعتُ رؤية شعرها وهو ممتلئ بالوحل المغلي. كان لحمها يتدلى من عظامها وقد إسودّ بسبب النار. وكانت الديدان تدخل من تجاويف عينيها وتخرج من فمها، ثم تدخل ثانية من أنفها وتخرج من أذانها. وأينما صعُبَ على الديدان الدخول فإنها بكل سهولة كانت تثقب ذلك الجزء من الجسد وتسبب ألاماً لا يمكن وصفها. قالت للرب وهي تصرخ بصوت عالٍ: "يا رب أرجوك خُذني من هذا المكان. إرحمني! لا أستطيع الإستمرار أكثر بهذه الحالة! إجعل هذا الشئ يتوقف! لا أستطيع أن أتحمل أكثر! أرجوك إرحمني!" فسأل الرب المرأةَ عن سبب وجودها هناك. فأجابت إنها كانت هناك بسبب غرورها، وكانت ذات الكلمات مكتوبةٌ على الصفيحة المعدنية الموضوعة على صدرها. وكان في يدها قنينة، وبدت لي القنينة كقنينة عادية لكنه بالنسبة اليها كان عطراً ثميناً جداً. ثم أخذت روبيلا القنينة التي كانت ممتلئة بالأسيد وصارت ترشّهُ على كل جسدها. لكنه حينما عمِلت ذلك ذاب كل اللحم الذي لمسه الأسيد مما سبب لها ألماً فظيعاً. فصرخت الى الرب وقالت: "يا رب إرحمني! لا أستطيع أن أمكث هنا فترة أطول! فقط لحظة واحدة يا رب."
لستُ أقول أنه خطيئة إستخدام عطرٍ ولكن الرب قال لنا أن المرأة كانت هناك بسبب عِطرها. وكلمة الرب تقول لنا في تثنية 7:5 "لا يكُن لكَ ألِهة اُخرى أمامي"
كانت تلك المرأة هناك لأن جمالها وعطرها وغرورها كان المكان الأول في حياتها. ولكن الرب يسوع هو ملك الملوك ورب الأرباب فينبغي أن يكون الأول والثاني والثالث في حياتِكَ، لهذا السبب كانت المرأة هناك.
نظر الرب إليها بحزن وقال لها: "روبيلا لقد فات الوقت عليك، ديدان ستكون سريرك وديدان ستغطيك" حينما قال الرب ذلك غطّى جسدها حِرامُ من نارٍ واُلتهِم جسدها داخل القِدرِ فصارت تعاني ألماً رهيباً.
بدأنا بالإبتعاد عن ذلك المكان ووصلنا الى مكان حيث تواجدت فيه أبواب ضخمة. إقتربنا منها فإنفتحت لنا. إستطعنا رؤية كهف كبير في الجهة الأخرى. نظرتُ الى الأعلى فرأيتُ أضوية من مختلف الألوان وهي تتحرك مثل سحابة دخانٍ. وفجأة بدأتُ أسمع موسيقى السلسا وباليناتو والروك وأنواع مختلفة من الموسيقى الشائعة التي يستمع اليها الناس في الراديو. وفجأة عَمِل الرب حركة بيده، حينئذ استطعنا رؤية الملايين الملايين من الناس وهي مقيدة بسلاسل في أيديها وكانت تقفز بصورة وحشية فوق النار.
نظر الرب الينا وقال لنا: "أنظروا، هذه هي مجازاة الراقصين والراقصات" حيث كان عليهم أن يقفزوا بصورة وحشية الى الأعلى والأسفل وفقاً لضربات الموسيقى، فإن عُزفت موسيقى السلسا فإن عليهم أن يقفزوا حسب ضربة الطبلة، وإن عُزف نوع أخر من الموسيقى فإن عليهم أن يقفزوا حسب تلك الضربة، كما أنه ليس بإمكانهم التوقف عن القفز. ولكن الأسوأ في الأمر ليس أنه لا يمكنهم التوقف بل لأن أحذيتهم لم تكن عادية فقد تواجد في كل حذاء مسمار بطول ستة إنشات. وكان عليهم أن يقفزوا على الدوام وأن تنثقب أقدامهم دون أخذ راحة ولو للحظة. وكلما حاول أحدهم التوقف كانت الشياطين تأتي في الحال لتطعنه برماحها وتلعنه قائلة: "سبِّح إبليس! سبِّحه! لا يمكنك التوقف، سبِّحه! سبِّحه! عليك أن تسبِّحهُ! عليك أن تقفز! عليك أن ترقص! لا يمكنك التوقف ثانية واحدة!" وكان الأمر المفزع الأخر أن الكثير من المتواجدين هناك كانوا مسيحيين عرِفوا الرب لكنهم كانوا في النادي الليلي حينما ماتوا. قد يندهش البعض من هذا الكلام وربما يسألوا أنفسهم، أين المكان الذي يقول فيه الكتاب المقدس أنه من الخطأ الرقص؟
تقول كلمة الله في يعقوب في 4:4 "أيها الزُّناة والزّواني أما تعلمونَ أنَّ محبَةَ العالمِ عداوةٌ للهِ. فمَنْ أرادَ أن يكونَ مُحبّاً للعالمِ فقد صارَ عَدُوّا للهِ"
كما مذكور أيضاً في 1 يوحنا 2: 15-17 "لا تُحبُّوا العالمَ ولا الأشياءَ التي في العالمِ. إنْ أحبَّ أحدٌ العالمَ فليستْ فيهِ محبَّةُ الأبِ. لأنَّ كُلّ ما في العالمِ شهوةَ الجسدِ وشهوةَ العيونِ وتعظُّم المعيشةِ ليسَ مِنَ الابِ بل مِنَ العالمِ. والعالمُ يمضي وشهوتُهُ وأمّا الذي يصنعُ مشيئةَ اللهِ فيثبتُ الى الأبدِ"
تذكّر أن العالم سيمضي، كل شئ سيَفنى، ولكن الذي يعمل مشيئة الله سيبقى الى الأبد.
أيها الأصدقاء والإخوة، حينما غادرنا ذلك المكان وجدنا أشياء مثل جسور تقسم الجحيم الى أقسام تعذيب مختلفة. رأينا روحاً يتمشى على جسر مشاةٍ، وكان الروح مثل دمية كتلك التي نراها هنا على الأرض, ونحن على الأرض نسميها "أقزام الكنز" وللدُمى شعر بألوان مختلفة ولها وجه إنسان بالغ في السن وجسم طفل خالٍ من أعضاء جنسية. كانت عيونها ممتلئة شرّاً. وفسرّ لنا الرب أن هذا النوع من الأرواح هي أرواح الخسارة. وكان لذلك الروح رمح في يده فيما كان يتمشى مغروراً على ذلك الجسر مثل ملكة أو كعارضة أزياء. وفي كل مرة وهو ماشٍ على الجسر كان يطعن الناس الذين تحته برمحه ويلعنهم قائلاً: "أتذكر اليوم الذي كُنت فيه خارج الكنيسة المسيحية ولم ترِد أن تدخل فيها؟ أتذكر اليوم الذي فيه كُرِز لك وأنت لم ترِد الإستماع؟ أتذكر اليوم الذي فيه أعطوك نبذة من الإنجيل وأنت رميتها؟" وكانت تلك النفوس المفقودة تحاول أن تغطي اللحم المتبقي لها في موقع الأذان، وكانوا يجيبون ذلك الشيطان، "اسكت! اسكت! لا تقل لي أكثر من ذلك! لا أريد أن أعرف المزيد! اسكت!" على أية حال كانت تلك الارواح الشيطانية تتلذذ بعملها هذا بسبب الألم الذي كانوا يسببونه لتلك النفوس.
إستمرنا بالتمشي مع الرب ثم رأينا قدامنا مجموعة كبيرة من الناس ولاحظنا رجل يصرخ بصوت أعلى عن البقية التي كانت تحترق هناك. وكان الرجل يقول: "أبي، أبي، إرحمني!" ولم يرِد الرب التوقف والنظر الى الرجل، لكنه حين سمع كلمة "أبي" أهتزّ الرب والتفت نحوه. نظر إليه يسوع وقال: "أبي. أنت تدعوني أبي؟ لا، أنا لست أبيك كما أنك لست إبني. إن كُنتَ إبني لكنت معي في ملكوت السموات. أنتم أبناء أبيكم إبليس"
وفي الحال إرتفع حِرامُ من نارٍ وغطى جسده تماماً. قال الرب لنا قصة حياة ذلك الرجل فيما كان على الأرض. دعا الرجلُ الرب "أبي" لأنه كان يعرِفه. كان رجلاً يذهب الى الكنيسة ويستمع الى كلمة الله وإستلم العديد من وعود الله. فلما سمعنا ذلك سألناه: "ماذا حدث يا رب؟" لماذا يتواجد إذن هنا؟" أجاب الرب: "لقد كان يعيش حياة مزدوجة، عاش طريقة حياة في البيت وطريقة حياة أخرى في الكنيسة. كان يفكر في قلبه: حسناً، ليس هناك أي إنسانٍ يعيش على مقربة منّي، لا راعي الكنيسة ولا أيّ من الإخوة، لذلك أستطيع أن أعمل ما أريده. لكنه نسي أن عيون الرب منصوبة على طرق حياتنا وليس بإمكان أحد أن يكذب أو يخفي نفسه عن الرب"
تقول كلمة الرب لنا في غلاطية 7:6 "لا تَضِلـِّوا. الله لا يُشمخُ عليهِ. فإن الذي يزرعهُ الإنسان إيّاه يحصدُ أيضاً"
كان هذا الإنسان يعاني الاف المرات عن بقية المفقودين في الجحيم. كان يدفع دينونةٍ مضاعفة، واحِدة لخطاياه والأخرى لأفكاره أن بامكانه خِداع الرب. تعوّدت الناس في هذه الأيام على تصنيف الخطايا، فهم يعتقدون أن الشاذين جنسياً واللصوص والقتلة هم خطاة أكثر من الكذبة وناشري الإشاعات، لكنه في عين الرب كلها خطايا بذات الوزن وذات الحساب. ويقول لنا الكتاب المقدس في رومية 23:6 "لأنَّ اُجرةَ الخطيّةِ هي مَوتٌ"
يا أخي ويا صديقي، أدعوك الأن لتقبل دعوة يسوع. يسوع يمدُّ يد الرحمة الى حياتك إن قبِلت التوبة. كما تقول كلمة الرب لنا أن الإنسان الذي يغيّر طريقه ويتوب سيُرحم. الأفضل لك أن تؤمن الأن على أن تنتظر وتكتشف ذلك فيما بعد بمشقةٍ. الله يباركك