{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 12 صوت - 3.58 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #131
RE: قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
الزميل الكريم ابن نجد .New97
في البداية لابد أن أشكرك على متابعة ما أكتب ، و أيضا على أن مداخلتك في إطار الموضوعية و الدقة ،وهذا شيء نفتقده كلية في النادي . اسمح لي هنا بتصحيح أولآ ثم إبضاح تالي .
إني لا أمجد العصر الناصري ولا أي عصر ،و لكن التعبير الدقيق هو أن رؤيتي للعصر الناصري - كمرحلة تاريخية انقضت - هي رؤية إيجابية . هذا ليس رأيا طارئا بل هو موقف ثابت . و لكني أيضا أتخذ موقفا ناقدا من المرحلة الناصرية كأي مرحلة تاريخية أخرى ، فقط أرى أن التاريخ هو حساب ختامي بعد إضافة المداخيل و طرح الخسائر ، بهذا الحساب الختامي أقول أن حساب الناصرية في مصر هو حساب دائن . لا أنكر أن هناك جزء عاطفي كبير في موقفي من عبد الناصر ،وهذا شيء لم أنكره بل كثيرا ما أقول أن قلبي مع عبد الناصر و لكن عقلي يلتقي و يتعارض معه خلال المسار كله . أكثر من هذا هناك من كان يهاجمني بشدة بسبب ما يعتقده هجوما على الناصرية خاصة في موضوع " تخوين .. تكفير ..و أمراض أخرى " ، بل و غيره كثير .
أيضا لا يمكننا أن نقول أن سيد القمني ( يسخر ) من العصر الناصري ،و لكنه يبدي وجهة نظر في الناصرية وتوظيفها للأزهر كمصدر للشرعية ، هذا حقه و حق غيره في أن يعبروا عن قناعاتهم ،و لكن من حقي أيضا أن أختلف مع وجهة النظر تلك .
إنني أتفق مع سيد القمني كغيره في قضايا و أختلف معه في أخرى ، أكثر من هذا فمن النادر أن يتفق معي أحد من الليبراليين في موقفي من الناصرية كتجربة وطنية و قومية متميزة ، أو من الماركسية كوثبة مميزة في التفكير الإنساني . إني بإختصار لا أتفق مع أي اتجاه أو مفكر بنسبة 100 % ، فقط أعبر عن الأفكار و المواقف إنطلاقا من قناعاتي و تحكيم ضميري الشخصي لا سواه .
لدينا في الشبكة فرصة غير مسبوقة في التحرر من كل حساباتنا و موائماتنا ،و ألا نحكم سوى الضمير الحر المنطلق بعيدا عن أي غاية سوى ما نراه حقا و عدلآ و جمالآ ،و أنا مصر على استغلال تلك الفرصة حتى الثمالة .
إن العلمانية التي يعبر عنها سيد القمني كما يعبر عنها الآخرون ليست منتجا نهائيا نتفق على مكوناته ، و لكنها اتجاه أو مقترب ، بالتالي فنحن نتفق في موقف واحد فقط ، هو رفض الدولة الدينية ، خارج ذلك نختلف في كل شيء آخر .
العلمانيون أشبه بجبهة واسعة تشمل كل الطيف الإجتماعي و السياسي و الفكري ، هناك القوميون و الماركسيون و الليبراليون و الحداثيون و التنويريون و حتى غير المنتمين ، العلمانية عنوان كبير يصطف تحته أشخاص في تنوع سمير أمين الماركسي ، فرج فوده الداعي للسوق الحرة ، جمال الصباغ القومي الناصري ، سيد القمني الليبرالي ، مراد وهبه الفيلسوف .... الخ . بالطبع الجادون من هؤلاء جميعا ، فليس علمانيا من يؤيد تنظيمات دينية أو دول طائفية ، هو أصولي و لكنه متوهم لا ينظر في المرآة .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 08-03-2010, 03:50 AM بواسطة بهجت.)
08-03-2010, 03:45 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #132
RE: قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟
سيد القمني

الحوار المتمدن - العدد: 3076 - 2010 / 7 / 27

السؤال جد هام ، وأيضا جد حساس ، لكنه سؤال مطروح الآن بقوة في كل الدراسات الشرقية ، وعلينا أن نطرحه أيضا على أنفسنا بهدوء نركن فيه إلى جانب العقل قبل القلب ، وقبل النقل ، وأن يكون هدف الإجابة ليس الانتصار للإسلام أو الانتقاص منه ، أن يكون الهدف هو مصلحة البلاد والعباد في زمن نتأرجح فيه على أرجوحة يقف إسلامنا في جانبنا على طرفها فوق جرف هار بلا قاع ، وعلى الطرف الآخر تقف بكل ثقلها حضارة الإنسان المدني الحديث ، قد تهتز باهتزازنا ، قد تتمسك بطرفه لكيلا نسقط في قاع التاريخ المنسي ، لكنها لن تستمر كذلك طويلا دون جهد مضاعف من جانبنا للحؤول دون السقوط في ثقب التاريخ الأسود.

وللمباشرة والدخول إلى صلب الموضوع يمكن طرح السؤال ببساطة :

هل تخلفنا الذي يتندر به الركبان هو تخلف معرفي حضاري أم هو تخلف ديني ؟

سيجيبنا أهل الدين كعادتهم المتعجلة في الإجابة للوقوع في الفخاخ ، إن تخلفنا يعود إلى نقص شاب إيمان المسلمين ، مما أدى إلى تخلي ربهم عنهم ، وأخلص الأمريكان للصليب ويسوع فنصرهم ، وهكذا تبدو الدنيا وفق هذه الرؤية كما لو كنا زمن آلهة جبل الأوليمب وأساطير الأدويسة والإلياذة ، وهي قفزة هائلة إلى بطن الخرافة وارتداد نحو الأسطورة في التفسير ، والعجيب أن هذا التفسير لتخلف المسلمين هو ما يروجه رجال دين المسلمين عبر كل الوسائل الإعلامية والدينية.

وما يفوت المشايخ وهم يطرحون رأيهم في أسباب التخلف تأثيما للناس وتذنيبا ، أنهم هم المسئول الأول عن الدين الإسلامي طوال تاريخه ، وأنهم يدعون حتى الآن أنهم المسئول عن الإسلام في الأرض ، وممن ثم فإذا حدث التخلف في الجانب الديني فإنهم سيكونون هم المسئول الأول عن هذا التخلف ، ومن ثم لن يمكن استمرار الثقة بهم بعد تخلف دام عشرة آلاف عام. لم يرعوا فيها دين الله حق رعايته التي حملوا مسئوليتها. فإن ردوا علينا أنهم لا سيطرة لهم على الإيمان داخل نفوس المؤمنين فهي منطقة ضمير حرة ، قلنا لهم : قلتم قولة حق ، لكنكم أيضا كنتم حراس الإيمان والمفتشين في الضمائر والحاكمين على الناس والمنفذين الأحكام حتى هذا اليوم ، ويكفي للقارئ إلقاء نظرة واحدة على ملخص أعمال معهد البحوث الأزهري لعام 2004 وحده ليعرف عدد من أمسكهم هذا المعهد بتهم تتعلق جميعا بصدق الإيمان.

ولأنهم كانوا القاضي والخصم والحكم والجلاد عبر التاريخ حماية لهذا الدين ، ولأنهم يزعمون أن تخلف المسلمين بسبب ابتعاد المسلمين عن دينهم ، ولأنهم كانوا المسئول طوال التاريخ عن الدين في الأرض ، فإن من قصر في حق دينه كل هذا التقصير لم يعد مؤتمنا على الدين ولا على الوطن ولا على الناس.

لا مخرج لمشايخنا من هذا الفخ التاريخي إلا الاعتراف للناس بصدق الإيمان ، وسحبهم كل تكفيراتهم وتأثيمهم للمسلمين البسطاء الذين لم يتربحوا بهذا الإسلام لا اليوم ولا أمس ، ولم يقبضوا الهبات والأموال والصدقات والزكاة والرضي السلطاني ليحافظوا عليه. حافظوا عليه فقط لإنه دينهم وجزء عظيم من ثقافتهم وهويتهم ، حافظوا عليه وهم يأكلون الفقر والفقر يأكلهم ، ولأنهم ببساطة يحبون دينهم ويرفضون التخلي عنه.

وبعد هذا الاعتراف والسحب عليهم الاعتراف أن تخلفنا هو في الجانب العلمي المعرفي الحضاري ، وهنا وبعد الاعتراف والسحب عليهم الانسحاب ، لأنه لا مجال لرجال الدين في البحث العلمي في مختلف العلوم ، بل هو مجال الفلاسفة وعلماء الاجتماع والتاريخ والرياضيات والفيزياء والكيمياء ، وهذه علوم خارج نطاق الدين ولا يفهمها رجاله ، لأنهم حتى اليوم يعيشون زمن القرن العاشر الميلادي يأسرون الأمة كلها داخل أسواره ، ويريدون أن يدخلوا في منافسة حضارية مع أمم تعيش في القرن الحادي والعشرين ؟ إنكم سادتي خارج المنافسة.

فهل يبدو من ذلك أن الإسلام هو الذي أدى إلى تخلف الأمة ؟ إن السؤال هنا يغفل تقدم الأمة الإسلامية خلال القرون الأربعة الأول. إذن الإسلام ليس سبب التخلف !!

لكن إذا كان ذلك كذلك وأنه دين تحضر فلماذا نحن اليوم متخلفون؟

يبدو أن هناك أختلاطا ما في المسألة يؤدي إلى التباسها ، هو أن الدين في حد ذاته كدين ليس طرفا في الموضوع ، إنما هو خارج اللعبة وبرئ من التخلف كما هو برئ من التقدم. وأن الإسلام كدين في حد ذاته لم يكن عنصرا في إنجازات الرازي والفارابي وابن الهيثم ، وليس عنصرا في اختفاء العلماء من بلادنا منذ هذه الكوكبة اليتيمة التي نستدعيها نندب عليها حضارتنا الموؤدة دفاعا عن الإسلام والإسلام منها برئ. فبالإسلام نفسه تقدمت دول أخرى في شرقي آسيا أطلقوا عليها لفورتها القاطرة نحو قطار الحضارة باسم النمور الآسيوية. . وبالإسلام نفسه تعيش بقية دول المسلمين في مؤخرة الأمم.

إن المشكلة ليست في الدين ولا في أي دين. لكنها في كيفية استثمار هذا الدين ، فهناك من استثمره في التقدم ، ومنه من يستثمره في التخلف.

هناك من احترم الدين فصانه بعيدا عن آلاعيب السياسة ودسائس المشايخ والسلاطين ، وهناك من مازال يستثمره حفاظا على خط فكري نظري واحد ليظل سيد الموقف في كل شأن وكل أمر ، وهو موقف لا تشغله الأمة ولا الناس ولا الدين بقدر ما تشغله سيادته وسيطرته على العقل المسلم واستمرار هذه السيادة السلطوية المستمدة من تعبد الناس.

إنه الموقف الذي يمثله كل مشتغل بالإسلام مهنة ومصدرا للربح ، والذين يمكنهم تشكيل وعي الناس وفق الرغبات السلطانية والسلطوية. وهو الوعي الذي يتم وفق رؤية بعينها واحدة لا صح سواها ، يزعمون أنها هي صحيح الإسلام وغيرها كافر آثم ، مما لم يعط فرصة للرأي الآخر يوما بالظهور ، لذلك لم تظهر معارضة في تاريخ المسلمين ، وإن ظهرت فكانت وسيلتها الأيديولوجية قراءة أخرى لنفس الإسلام ، لكن هؤلاء غالبا ما انتهى أمرهم في التاريخ الإسلامي في مجتمع لا يعرف سوى فرقة واحدة هي الناجية.

ها قد عثرنا على سبب أول يرتبط بالإسلام :

انعدام وجود رأي آخر يؤدي إلى جدل مثر ونقاش حول الدين وحول الحياة لتفرز جديدها ، كما حدث عندما اختلف المسيحيون الأوائل في تفسيرات الإنجيل ، وحول الذات والروح القدس ، فاجتمع المختلفون في مجامع اعتمدت على قوة حجة المتعارضين ، لينتهي الأمر بقرار يتفق علية الأغلبية ، لتظهر خلافات جديدة لتعقد مجامع جديدة ، وهكذا كان مجمع نيقية ومجمع خلقدونية ومجمع أفسس. . إلخ. كانت هذه بقايا ثقافة اليونان والرومان ، أما على الجانب الإسلامي فكان أول مجمع وآخر مجمع هو مجمع سقيفة بني ساعدة التي تقرر فيها شأن الفهم الإسلامي السائد سياسيا ودينيا وغيره باطل الأباطيل.

ودخل هذا الفهم محنا حتى استتب له الأمر مرورا بحروب أهلية طاحنة بدأت بحروب الردة وليس انتهاء بكربلاء ، فظلت المنطقة الممنوعة المقموعة تظهر عبر التاريخ بقوة ثم لا يلبث أن يتم قمعها وإبادة أصحابها من الزنج إلى الحشاشين إلى القرامطة وغيرهم لم يبق منه جميعا غير المبدأ الخليفي القبلي الأول سائدا لا يقبل منافسة من سواه ، بزعم أنه صحيح الإسلام كما يريده الله ، كما لو كانوا قد عرجوا للسماء واستمعوا هناك إلى كل التفاصيل العجيبة التي دونوها في فقههم وتحليلاتهم وتحريماتهم وتفسيراتهم وفتاواهم من فهم الله نفسه ، وأنه قد خصهم بالفهم دون غيرهم.

ولأن المسيحية من فجرها حدثت ناس زمنها بلغتهم ومفاهيمهم فأعطت ما لقيصر لقيصر وما لله لله فصلا للسلطات ، قياما على مأثور يوناني مازالت مبادئ الديمقراطية لها فيه روائح.

فإن منظومة الخلافة الإسلامية المسربلة بالدين وحلف رجاله المحترفين كانت هي نموذج الدمج الكامل للسلطات دينية ودنيوية ، باحتساب النبي الذي حاز كل السلطات بيديه في دولته الناشئة ، نموذجا سنيا للحكم بحاكم مطلق السلطات والنفوذ وبرأي ديني واحد مطلق السيادة ، غير مفرقين ما بين النبي كنبي أوحد خاتم النبيين ، وبين ذواتهم كوارثين للنبوة والتي لا تورث.

يبدو أن سبب التخلف في النهاية هم رجال الدين أنفسهم مع حلفهم الانتهاري عبر التاريخ ، ثم ألا يبدو خطابهم اليوم خطابا يعود للقرون الوسطى إذا ما قورن بلغة الحداثة اليوم؟

تعالوا نقارن : في الوقت الذي يتحدث فيه العالم عن الفصل بين السلطات ، يتحدث مشايخنا – أجلك الله – عن الدمج الكامل للسلطات الدينية والدنيوية في دولة مسلمة.

في الوقت الذي يتكلم في العالم عن الحرية وحق التفكير والإبداع والإعلان عن الرأي المخالف بحماية الدولة ، يتحدث مشايخنا عن الخطوط الحمراء للأمة وثوابتها التليدة.

في الوقت الذي يتكلم في العالم لغة العلم والمدنية والحضارة نتكلم نحن بفقه الأموات ولغة زمان مضى لا يريدون له أن يمضي.

في الوقت الذي يرفع فيه العالم كل القيود عن الحريات نتحدث نحن هنا حد الردة والخروج عن معلوم من الدين بالضرورة وعدم الاجتهاد مع نص.

في الوقت الذي يحكم فيه العالم على ما يكتب المفكر من منطق الحجة والبرهان ومدى المصلحة المتحققة من هذه الكتابة ، تحاكم مجامعنا المفكرين وتدينهم وتهدر دماءهم. وبالمناسبة أتذكر هنا أن المجمع المنوه عنه سبق وطالب مصادرة بعض أعمالي ، وتمت محاكمتي ، وتمت تبرئتي من تهمة الكفر (الازدراء بالأديان) والإفراج عن كتابي ، فإذا كانوا يؤكدون صحة الحديث النبوي : “من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها احدهما” ، فهل مع براءتي يكون الأزهر قد باء بها؟

وفي الوقت الذي تتحرك فيه الدنيا في وثبات عملاقة علميا واقتصاديا يدعو مشايخنا إلى الثبات ، لا بل إلى العودة إلى الخلق ، إلى الزمن النبوي حيث خير القرون وهو ما أدى لاحتقار المسلم لزماننا ورفضه له بكل حضارته ومنجزاته.

في الوقت الذي يصبح فيه علم التاريخ علما مخبريا يقوم على التدقيق بأجهزة وأدوات ومركبات كيميائية وتساعده الجيولوجيا والطبوغرافيا والآلسنيات والأركبولوجيا والأنثروبولوجيا لكي نصل إلى صدق وثيقة واحدة فواحدة لنرى التاريخ كما كان في زمانه قدر الإمكان. فإن مشايخنا يمنعون مثل هذا العمل في التاريخ الإسلامي ، ويرفضون تدقيقه ، ويجرمون وصف الآشياء بأسمائها الحقيقية ، بعد أن تم تزييف هذا التاريخ على المسلمين لصالح مذهب بعينة وفئة بذاتها هي الحاكمة وهي المتفقهة.

وفي الوقت الذي تفتح الدنيا أبوابها للنقد لأنه باب المستقبل ونافذة النور لإصلاح الشأن باستمرار نحو الأفضل بجميع ألوان النقد لذلك هي تتقدم ، فإن المسألة عندنا تقوم على مبدأ الستر وتجميل التاريخ الإسلامي ، والذب عنه ، وإحدى وسائل هذا الذب هو عدم كشف عواره ، وإن أي نقد سوف يصب في خانة العداء للإسلام.

وفي الوقت الذي تصبح فيه أعظم نظريات العلم الحديث من الماضي باكتشاف جديد ، ليتحول العالم كله نحو الكشف الجديد ، فإن مشايخنا يرون فهمهم للإسلام صالحا لكل مكان وزمان ، وأنهم المرجعية الدائمة في كل شأن من كيفية التغوط إلى كيفية إطلاق الصواريخ.

في الوقت الذي تبحث فيه الأمم عن أخطائها لإصلاحها أينما كانت فإن مشايخنا صنعوا للمسلمين وعيا لا يرى في نفسه عيبا كما لو كان الاعتراف بالخطأ كفرا ، والأنكى أنه يرى الدنيا كلها عيوبا وأنه الوحيد المنزه.

وفي الوقت الذي يتحرر فيه الفرد من كل قيود المجتمع أللهم إلا القانون الساري على الجميع على التساوي ، فإن مشايخنا يلزموننا السنة في كل سلوك أو بادرة تبدو منا أو قول نقول ، يلازموننا حياتنا الشخصية من الصباح حتى موعد الجماع ويدخلون معنا الكنيف وغرفة النوم. وقد زيد في هذه السنة المستحب عند الصحابة والتابعين وتابعي التابعين ، حتى أصبح المسلم كالإنسان الآلي يردد طوال الوقت الأذكار والأدعية ، مما يدفعه في النهاية إلى حالة ذهان مرضي واضحة في شارعنا الإسلامي.

وفي الوقت الذي تجاوز فيه العالم فكرة الوطن بحدوده إلى عالمية الإنسانية بعولمة هي فرز زمانها الطبيعي ، فإننا خارج هذا كله ، بل نحن لم نصل بعد إلى مرحلة أسبق هي مرحلة المواطنة ، لأن مشايخنا لا يرون للمسلم وطنا سوى دينه وجماعته المتشرذمة من بلاد واق الواق إلى بلاد ماو الماو. فالإسلام هو الوطن وشعب الإسلام هو أي فرد مسلم في العالم. فتضيع الأوطان من المسلمين فيصبحون خارج الجغرافيا بعد أن أصبحوا خارج التاريخ.

وبينما تستفيد الشعوب من نكساتها وهزائمها في منافساتها الحضارية من أجل إصلاح الذات والتقدم على طريق المنافسة ، فإننا نلجأ في هزائمنا لنقف صفوفا وراء مشايخنا لنعلن الحروب في المساجد ضد الأعداء بالدعاء والتزام الطقوس إثباتا للرب أننا صالحون ، وأنه سينظر إلينا بشفقة ويسامحنا ويبرز للدنيا عجائبه فجأة ، فتزول أمريكا وإسرائيل وربما كل الشعوب المتحضرة لنبقى نحن أسيادا على المسكونة دون أن تحقق هذه الدعوات سوى مزيد من الخسائر والتخلف في الواقع ، لأن مشايخنا يجعلون التقدم ثمرة للصلاة والدعوات الصالحات التي قد تغفر الذنوب لكنها أبدا لا تأتي بأي تقدم.

ولو كان للصلاح والتقوى والدعاء الصادق أي دور في التقدم ، لكان سلفنا الصالح هم الأحق بصنع الصواريخ والمضادات الحيوية وهندسة الوراثة ، ولوصلنا إلى القمر ببركة دعاء الوالدين. إن الدعاء لتطهير النفس والصلاة للبعد عن الفحشاء والمنكر ، وليس لاكتشاف الذرة أو أسس الحضارة ، ولم يكونا يوما سببا في أي تقدم أو أي انتصار.

إن التقدم والتحضر هو شأن الإنسان وممكناته وإرادته وقدراته ، التقدم يقوم به عقل حر مطلقا من كل قيد ، لديه القدرة على رفض كل ما هو ضد قوانين العقل والكون ، وهو وحده القادر على إقامة التحضر ، والعقل يقول إن الأخذ بالحداثة والانغراس الفوري فيها هو الطريق إلى التحضر والتقدم.

يقول لنا مشايخنا – رحمك الله – إن المقصود مما يقوله أمثالي أن نعيش كأهل الغرب وانحلالهم الخلقي لكي تنهار أمتنا بتقليدهم ، كما لو كنا متقدمين حقا نخشى الانهيار ، وكما لو أن حياة أهل الغرب قد أدت إلى تخلفهم وانهيارهم.

ومن هذه الفكرة التي ترى الحداثة غزوا ثقافيا مقصودا منها ضرب أمتنا في دينها بعد أن أعاد الاستعمار تشكيل نفسه باستخدام أساليب جديدة ، أي فكرة أن الغرب صليبي يشن عليه حملة صليبية ، لا تفهم هل الغرب صليبي يميني متدين متطرف في تدينه ، أم أنه محل فجور وانحلال وإلحاد ؟


إذن لا علاقة للدين ولا الإيمان بتقدم أو تخلف ، إنما هناك دائما في وجود الجريمة من هو صاحب مصلحة مستفيد ، وهي جريمة تاريخية في حق أمة بكاملها جنى عليها رجال الدين المحترفين ، وكانوا طوال الوقت المسئولين عن الإسلام والمسلمين ، فكان حاميها طوال عشرة قرون هو حراميها.
08-06-2010, 02:50 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #133
RE: قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
.. ادفنوا موتاكم !
سيد القمني


الحوار المتمدن - العدد: 3054 - 2010 / 7 / 5


على عينا وراسنا كل ألوان الخطاب التدليلي التبجيلي لمؤسسة الأزهر ، لكنني أعتقد أنه مع حركة الإصلاح فلا أحد فوق المؤاخذة أو كبير على المساءلة ، ومن هنا سأحاول إلقاء نظرة تاريخية على الأزهر للوصول إلى نتيجة نستطيع أن نحكم فيها على أدائه كمؤسسة حكومية وطنية ، خاصة في ظل مبدأ المواطنة وحقوق الإنسان والتي سنصر طوال الوقت على طلب تفعيلها في واقعنا حتى نصدق ما يحدث ونتفاعل معه ونحترمه .


إن الأزهر يقوم في مبادئه على ثاية أسمة هي تخريج قادة للفكر الديني ، هدفهم إنقاذ العالم من الظلمات والأخذ بيده إلى النور ، أي إلى الإسلام ، ويقدم للدارسين فيه معارف ومهارات يؤكد أنها الأفضل في العالم كله ، لأنها موروثة عن الزمن القدسي عندما كانت الأرض على اتصال بالسماء في بلاد أخرى تقع على الجانب الشرقي من البحر الأحمر ، وأن الرب قد أختار هذه المنطقة وباركها وحرمها وبخاصة مكة والمدينة فأصبحنا أقدس المواقع على الأرض ، وأن الله الذي أوحى لعبده هو الأدرى بما يصلح لمخلوقاته منهم .
وهنا نقول كلاما تقريريا لا بلاغيا أن هذا الفكر عندما يكون الخلفية والأساس الذي يقوم عليه التعليم الأزهري ، فهو ما يعني أن هذا اللون من التعليم قد ظل دون تطور أو تغير أو تبدل أو انفتاح ، تأسيسا على مسلمة تؤكد أن خير القرون في الزمان كله كان بالحجاز في القرن السابع الميلادي .
تقوم على حديث بهذا المعنى ، فيترتب عليها أن أي تغيير يتفاعل مع متغيرات الواقع وتقدم الزمن يعني أن هناك نقصا في مأثورنا وتراثنا الكامل المقدس ، وحتى لا يكون هناك أي نقد تم تشريع الحدود التي تقونن قطع الأطراف وجز الأعناق والجلد والسلخ في حال التفكير ، مجرد التفكير ، بما يتناقض مع تراثنا الخالد أبد الدهر ، تفنى الدهور ولا يفنى .
والمعلوم أن التعليم في بلادنا قد انقطع عن تخصصاته القديمة في جامعات الإسكندرية وأسيوط وطيبة ، ومدارسه المتخصصة في الفنون والعلوم على اختلافها ، فمع الفتح العربي أصبح التعليم في بلادنا كله دينا وبعضه دين وما يستنتج منه دين ، وذلك لكفالة طاعة المواطنين لسيادة سلطة تمثل جماعة أو هيئة أو طائفة ، مهمتها أن تقوم بالتفكير نيابة عن كل المواطنين ، لأن الوطن ليس بحاجة لتفكير أكثر مما هو بحاجة إلى دين وذمة وشرف .. إلخ ..إلخ ، وتعتبر هذه السيادة السلطوية نفسها العقل المفكر القادر المبدع المتمكن من إدارة كل الشئون داخليا وخارجيا، وذلك لأن العوام قاصرون عن إدارة شئونهم بالخلقة والفطرة .
ومع هجمة الأسلمة التي أتتنا مع زوبعة ما يسمونه "الصحوة الإسلامية" تمكن السعودي بن عبد الوهاب من إعادة فتح مصر وقام ، كل أسيادنا من القبور ، يشيرون لنا كي نسمع ونطيع ، هكذا قال بن تيمية ، وهكذا قال الغزالي ، وهكذا قال ابن عبد الوهاب ، وهكذا قال ابن عبد الوهاب ، وهكذا قال ابن قطب ، لقد نهض موتى التاريخ ليحكمونا مرة أخرى كسادة لنا يقولون قولا مقدسا ، بعد أن ظلوا ما ينوف على ألف وأربعمائة عام ، ظلوا أربعة عشر قرنا يقولون وحدهم ولا ينطق غيرهم ، ومعهم لا قول لشعب ولا لمواطن عبر التاريخ الهباب غير قول آمين .
ماذا يقول الطالب الدارس ؟! وهل مسموح له أن يقول أمام البخاري أو الشعراوي وباقي جحافل هذه الأقوال المقدسة المنزهة وحدها ؟! إن الطالب في ظل هذا المنهج التعليمي لن يفهم أبدا أن من حقه أن يقول ، فهذا شيء عجاب ، وبدعة ما لها في شرعنا من باب . ألا ترون المسلمين في الفضائيات يخاطبون أصحاب القداسة بقولهم : يا شيخنا ويا مولانا ويا سيدنا ، في اعتراف بائس بأن العبودية لحامل هذه الثقافة قد ختمت الأرواح بالذلة والمسكنة ؟! ألا تسمعونهم يطلبون الفتوى على الملأ في أخص الشئون حتى أدخلوهم معنا في مخادع الزوجية ؟!
ألا ترون مدى الصغار ومدى التمكن من الأرواح والعقول حتى بات الواحد منا لا يخطو خطوة دون أن يعرف فيها رأي مشايخنا ؟!
وفي المقابل لابد أن يستشعر الشيخ أنه شخص استثنائي غير باقي الناس ، فهو سيدهم، وهو من يخطط لهم ، وهو من يضع لهم القوانين ، ويكون له الحق كل الحق من بعد أن يكفر هذا ويرضى عن هذا ، أن يشكل خطرا على هذا النظام ، وأن يضغط على ذلك الفريق ، ومن ثم أن يلعب سياسة ، لأن جمهوره يقدسه ، وهو الفائز بحول الله .
وكلنا يعلم أن الهدف من إنشاء الأزهر كان هو دعم توجهات الفاطميين بمصر ، ومع تغير الأنظمة الحاكمة والمذاهب المسيطرة، تقلب الأزهر في جلسته مع كل جديد على مستوى السلطة ، وأتيت أنه يمكنه التغير مع المتسجدات ، فانتقل من التشيع الفاطمي إلى المذاهب السنى في نقلة نقيضة بالكلية ، ومن بعد ذلك أثبت مرونة مذهلة في التحول والتغير ، فكان مع اشتراكية عبد الناصر ، ثم مع الانفتاح الاقتصادي ، وكان مع الحرب ، ثم أصبح مع السلام ، وهي مرونة تحسده عليها كل الهيئات الدينية المشابهة في العالم .
لكن عندما يتعلق الأمر بحريات المواطنين أو بحقوق الإنسان الأساسية كحق الحرية وحق الاعتقاد وحق إعلان الرأي ، فإن الأزهر كان يتخذ أشد المواقف تزمتا وانغلاقا وأصولية شديدة المراس . وهو أمر يؤدي إلى التساؤل عن سر هذه الازدواجية ما بين أزهر مرن قادر على تطوير نفسه وتطويع الإسلام لما هو جديد وبين وقوفه ضد حقوق المسلمين وحرياتهم الأساسية !
هل كان موضوع مشايخ الأزهر عبر التاريخ هو استمرار الحظوة السلطانية وهباتها اللدنية فقط؟! هل كلن مع ما يريد الحاكم حتى لو قهرا واستعبادا ويصبح ضد شعبه عندما يطلب أن يكون إنسانا كبقية الناس في العالم ، وإنسانا كريما كرمه الله ؟!
والملاحظ لتاريخ الأزهر سيكتشف أنه رغم كل ما حصل عليه من قداسة ورفعة ، فإنه لم تثبت عليه يوما اهتمامات وطنية بالمعنى المفهوم من كلمة وطنية ، ومن كلمة مواطنة، لأن لغته واهتماماته وموضوعاته وتاريخه وكل ما يتعلق بشأنه الدعوى يأخذنا إلى وطن أهم وأقدس من مصرنا ، يأخذنا إلى حيث أسيادنا في الحجاز . ولا أتهم الأزهر أنه انشغل يوما بناسنا الذين هم على مختلف الاصطحات : غوغاء ، رعية ، أهل ذمة ، أنباط ، علوج ، موالي ، بقدر ما انشغل بكيف يوجه العوام ليدفعوا لله والحاكم ، كما لا أتهم الأزهر بأنه حقق سبقا في ميدان حقوق الإنسان ، لأنه ضدها حتى الآن ، وأكثر ما يحز في نفسي كمسلم أن الأزهر لم يسع مرة إلى رقي الأمة ، أو دعوتها إلى نقل الحضارة من بلاد المتقدمين إلى بلادنا ، حتى بعد أن أدرك مدى تخلفه مع مجئ الحملة الفرنسية ، ومع ذلك لم يطور الأزهر نفسه ، ولأن فاقد الشئ لا يعطيه ، فهو ما كان بالأصل قادرا على تطوير الأمة .
حتى بعد بونابرته ، وقف الأزهر ضد كل اكتشاف أو أختراع أو حرية ، لأن كل ذلك خروج على الإيمان ، لأنه لم يخرج من لدنهم هم ، ولا يبقى إلا أن تسألهم : ومن أعجزكم عن فعل مثل فعلهم وأن تتطوروا مثل تطورهم ؟! هل كان المسلمون سيقولون لكم لأ . . هذا كفر ؟!
وعبر السنين السوداء السوالف التي كان فيها أجدادنا يروون أرض مصر الطيبة بعرقهم ودموعهم .. وحتى الآن ، كان رجال الأزهر هم محل الوجاهة الاجتماعية والوجوه المقدمة ، تحترمهم الرعية وتجلهم ، بل تتبارك بهم وتتقدس ، لكن هذه الرعية التي كانت تقبل الأيدي طلبا للرضا السماوي ، لم يكونوا موجودين في أجندة مشايخنا ، لأن مصدر رزق مشايخنا ووضعهم السيادي مستمد وقائم على عدم الأخذ في الاعتبار بشئون الرعية في القرارات السيادية ، لذلك كان رجال الأزهر هم الطبقة الحقيقية الحامية للحكام من أجل استقرار الأوضاع الاجتماعية على ما هي عليه دوما ، ومن ثم كان الأزهر هو الحامي الحقيقي لمنظومة الاستبداد الشرقي في دولة خراج تتركز كل السلطات فيها عند القمة ، حيث السادة والأشراف والبكوات والفاتحون ، ولم يكن للشعب سوى دور واحد هو تنفيذ الأوامر والصدع بالفتاوي ودفع المطلوب منه لتقسيمه على مائدة اللئام !
وكلنا يعلم أيضا أنه بعد خروج الحملة الفرنسية من مصر ، فإن محمد علي لم يلجأ للأزهر مع عزمه وكارزميته وخططه لبناء مملكة قوية ، إنما اتجه أولا إلى التخلص من كل مراكز القوى الفاسدة في مذبحة القلعة ، ثم اتجه ثانيا نحو أوروبا ، ولم يستطع الأزهر حينها أن يقدم بديلا وطنيا أو قوميا أو دينيا أو محليا للتحضر كالغرب ، لم يكن عنده ما يفيد به الأمة وينهض بها ، كان خالي الوفاض .. كان لا يعرف سوى التخديم على السلاطين ، وهو ما استمر يقوم به ، لكن النهضة زمن محمد علي تركته إلى بعث البعثات واستجلاب الخبراء وخطط الإصلاح الغربية ، فنهضت مصر لتصبح ندا للدول العظمى في عصرها منذ قرنين من الزمان . وقامت نهضتها على الانفتاح على العلم بمعناه العصري الإنساني الكشفي الابتكاري التجريبي ، وأيامها قال أحدهم : لو كان لمشايخ الأزهر أي نفع لأخذهم معه نابليون إلى فرنسا .
ولابد من توضيح بدهية معلومة وهي أننا عندما نتحدث عن الأزهر لا نتحدث عن الإسلام ، لأنه ليس في القرآن أو الحديث شيء اسمه أزهر أو رجال أزهر ، وبالنظر إلى حال الأزهر سنجد أنفسنا بإزاء حالة متحفية تتحرك في عالم حفري ، لأن علماء الأجناس والحضارات يقولون لنا أن أيه حضارة سليمة لابد أن يضيف إليها الجيل الواحد إضافات ابتكارية جديدة تصل إلى نسبة 15 % لتفسح المجال للتطور والنمو والازدهار ، بينما تعلقت قلوب الناس في بلادي برجال الدين ، فإن رجال الدين في بلادي مازلت غاية أمانيهم أن نعود معهم إلى القرن السابع ميلادي ؟! هي دعوة إلى "الخلاء" حيث لا تاريخ ، ولا وجود .
وإذا طالعنا كشف حساب الأزهر في تأدية مهمته التأسيسية ، وهي حماية دينه ومجتمعه ، بما له من كرامة مرفوعة وأموال مدفوعة ليؤدي دوره التربوي والديني ، ولأنه قلعة ديننا الحصينة بالفرض الضروري ليبرر وجوده ، فإن أزهرنا لم يحصن نفسه ولا مجتمعه ولا دينه ، وفشل بكل سلطانه القادر في إرساء مبادئ الدين السمح ومعاني الأمن والأمان أو التطور بالدين ليتماشى مع متطلبات الزمن ، لقد فشل الأزهر في ذلك ولم يستطع مواجهة الفكر التكفيري ، بينما من تصدي لهذه المهمة للحفاظ على الدين وعلى الناس وعلى الوطن ، هم المفكرون الليبراليون الذين يكفرهم الأزهر ، وأنهم في ذلك أصحاب الفضل العظيم الذي لا ينكره إلا فاسد الضمير والأفاق اللئيم . لقد فشل الأزهر لأن الفيروس اخترقه مبكرا ، بينما أمن الليبراليون من الإصابة عندما تحصنوا بطعم الحضارة .
لقد فشل الأزهر في أداء دوره لله وللوطن وللناس عندما أصر ولم يزل يصر على مسلمة أن "الحق لا يتغير" .
نعم إن الحق والخير والجمال هي قيم مكلقة بين بني الإنسان ، لكن معيار القيمة نفسه قد تغير بمرور الزمن ، واكتسبت هذه القيم معاني جديدة ، وللتبسيط الشارح اتساءل : هل تكون مضاجعة رجل لامرأة رغم إرادتها بحجة أنها جارية أو ملك يمين أو سبية حرب .. خيرا!؟ أم هو هتك عرض علني بموافقة القانون الشرعي ؟!
وهل يظل القانون الذي يشرع هذا قانونا ملائما اليوم ؟! وهل مضاجعة صغيرات البنات حتى الرضيعة حسب المبدأ الإسلامى المعلوم هو خير اليوم أم شر ؟! وهل الفنون الجميلة بأنواعها من موسيقى إلى مسرح إلى باليه إلى غناء وطرب إلى فن تشكيلي رسما أو نحتا أو تصويرا ، مما يرتقي بالحس الإنساني ويؤدي إلى رهافة الروح .. هل هذا شر ؟ أم خير ؟! وهل تفجير زوار الحفيد النبوي في مساجد العراق في يوم الجمعة ، وتمزيق أشلاء الأبرياء من شيعة أو نصارى العراق .. هو خير أم شر ؟ يبدو سادتي أن الأزهر بما يعلنه يعيش زمنا غير زماننا وعلينا نحن أن نراجع شئونه ن وقبل هذا وذاك أن نراجع فهمنا لقيم الحق والخير والجمال بما يوافق زماننا .
والعجيب أن الأزهر يراوح مكانه دون أن يلتفت شرقا إلى بلاد المقدسات ليرى الإصلاح وهو يدق أبواب الأرض المقدسة ، ويرج نوافذ محمد بن عبد الوهاب ، ثم قام يصلح ويعالج بعد أن دكت أمريكا عاصمة الخلافة منذرة بقية الأنظمة الخليفية في المنطقة لكن بنفس الفكر ونفس الأدوات وذات المنهج والمنطق ، فهو يعالج بينما هو حامل الوباء ، ويداوي بالتي كانت هي الداء . مشايخنا مازالوا عند قديمهم لا يدركون أن القيم أيضا متغيرة ، وأن الحق ليس واحدا ، وأن الخير والجمال أيضا قد أصبحا قيمتين إنسانيتين لا طائفتين تشملان جميع البشر .
كان يفترض في الأزهر بالنسبة للدين أن يكون كوزارة الصحة بالنسبة للمواطنين ، لكنه عندما لم يتحرك اخترقه الوباء واستشرى وانتشر .. فإذا برجاله يصدرن فتاوي قتل الأبرياء فيستشهد فرج فودة ، ويطعن نجيب محفوظ ،ويحاكمون اليوم سيد القمنى لحصوله على جائزة لم يطلبها ولم يسع اليها ، ويقفون ضد الحملة التي قامت للقضاء على عادة ختان الإناث بفتاوي محتشدة ، ويكفرون بنوك الدولة ويحرمون معاملاتها بما يضرب الاقتصاد الوطني في مقتل . فذهب الناس يودعون أموالهم بيوت الأموال الإسلامية برعاية مباشرة علنية دعائية من رجال الدين في بلادنا من شعراوي إلى قرضاوي ، إلى أزلامهم ممن وفروا للصوص نهب فقراء مصر وتدمير اقتصادياتها ، عندما ركن الناس إلى ثقتهم في مشايخهم بإيمان تسليمي خانع خاضع يبحث عن ربح سريع دون بذل أي جهد ، فكان ما كان ، وكم حذر أخي وصديقي الراحل ممجدا فرج فودة من بيوت الأموال ، وقدم فيها الدراسات الوافية بحسبانه اقتصاديا مبرزا ووطنيا مخلصا ، في وقت كان المشايخ يعلنون ويدعون لبيوت الأموال ، وأيضا يقبضون أجورهم من هذه البيوت من مال الفقراء ، وقتلوا فرج بفتاواهم وفروا بأموال الناس ، ولم يقم واحد فقط ممن قبضوا من هذه الأموال بردها حتى تعود لأصحابها ، من شعراوي إلى قرضاوي وما بينهما وما بعدهما من أزلام ، وعلى ذلك مازال عوامنا يعتبرونهم السادة والأسياد .
قد ظلوا يقولون ألفا وأربعمائة عام "أربعة عشر قرنا" البخاري يقول وابن عباس يقول وابن تيمية يقول وبن لادن يقول ، ليضيفوا لإسلامنا مالم يكن فيه يوما ، وكلهم ليسوا بأنبياء ، لقد قالوا طويلا وقننوا طويلا ، لكن اليوم من سيقول ، هو نحن .. الناس ، وسنقول كل مختلف عن المعلوم بالضرورة ، وسنعلن كل رأي يضرب الخطوط ، الحمراء جميعا ، ويهتكها هتكا ، وسنتجاوز كل الأسوار المانعة القامعة من ثوابت الأمة ، سنقول مصالحنا ومعاشنا ومستقبلنا وحرياتنا وحقوقنا الإنسانية ، نريد عندما ينزل المواطن المصري بلدا لا يفتشون حتى ما تحت ملابسه الداخلية ، بل يستقبلونه هاشين باشين حفاوة بإنجازه وعلمه ونبوغه ، لقد انتهى بنا مشايخنا إلى كاريكاتير دموي ومحل هزوء وسخرية واحتقار من شعوب العالم ، بعد أن وأدوا وقتلوا كل جميل في بلادنا .
اليوم لم تعد معاهد العلم مكانا لتعليم الناس الإيمان ، فهو أمر يحصله الإنسان بنفسه عندما يريد ، ولم تعد مكانا يحفظون فيه التراث ، لأن التراث يحفظ بدار الكتب أو المتاحف ، معاهد اليوم هي التي تقوم بصنع الإنسان الحي لا الميت ولا المخدر بأحلام أموات لم تتحقق يوما ولا حتى في زمانها القدسي ، معاهد اليوم تعلم الناس ما ينفهم بالعمل والجهد المنتج المبهج .
أما التراث وأهله الملتحفون بأكفان الموتى فقد آن لنا أن نودعهم اليوم غير آسفين داعين أهل مصر : يا أهل مصر .. ادفنوا موتاكم ، وبلا عزاء !.
08-08-2010, 07:00 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #134
RE: قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
هل عرف النبى والصحابة شعار الإسلام هو الحل ؟
سيد القمنى



الحوار المتمدن - العدد: 3090 - 2010 / 8 / 10

لا يوجد مسلم ينكر أن دين الإسلام هو دين سماوي , و أنه الديانة السماوية الخاتمة و الأخير ة , و أن لهذا الدين قواعد و أصول أحكام قننها الوحي السماوي بالقرآن الكريم ، و علمها للمسلمين عبر رسوله محمد ( ص ) في سنته العمليه لتوضح أصول الطهارة و الاستنجاء و الوضوء و الصلاة و شعائر الحج .. إلى آخره مما يدخل في أصول الدين و العبادات و طقوسها .
و نعلم جميعا أن شهادة أن" لا إله إلا الله محمد رسول الله " هي شعار الإسلام الأوحد و بنطقه عن يقين يصبح المرء مسلما , و بهذا تتحقق أهداف الدين أي إيمان الناس به .
لذلك تنظر في مجتمع جزيرة قبل الإسلام فتجده مجتمع توحش و ندرة و فقر مدقع , أدى للصراع حتى الموت على خيرات البيئة الشحيحة , لذلك اصطلح على تسميته بمجتمع الجاهلية , جاهلية العقل و جاهلية النفس . كان مجتمع التخلف و القسوة و الرعب نفسه , و لم تبدأ الأمور في استقرار نسبي إلا بعد تحول طرق القوافل التجارية العالمية إلى طريق واحد هو الذي يشق الجزيرة جنوبا إلى شمالا مرورا بمكة , و بعد استقرار الإسلام و بدء حرب الفتوحات ظل الضيق و الشظف قائما رغم تدفق الأموال و الذهب و التيجان القادمة من بلاد الحضارات المفتوحة , مما أدى لقوة شرائية مع عدم وجود منتجات كافية ، و هو ما أدى إلى كارثة تضخم مالى عام الرمادة , حدث كل هذا و لم يرفع النبي و لا الخلفاء الراشدين من بعده شعار الإسلام هو الحل , بل لجأوا لحلول بشرية لا سماوية , فقد طلب الخليفة عمر من عامله على مصر النجدة ففاضت مصر بالخيرات و انتهى الرمادة , و في المعارك استعان النبي بخبرة الفرس التي كان يعرفها سلمان و قال له : " يا رسول الله عندما كنا بفارس إذا حوصرنا ضربنا على أنفسنا الخنادق " ، و بذلك نجت المدينة و انسحبت الأحزاب بفكر عسكري فارسي و لم يكن الإسلام هو الحل , حتى قال أبو سفيان عندما وقف على الخندق : " إن هذه و الله لمكيدة ما كانت تعرفها العرب " , أي أنها حيلة عسكرية لم يسبق للعرب معرفتها . و في فتح الطائف استعان بصناع الشام لصنع المنجنيق الرومي و هو إنجاز عقل بشري و صناعة غير إسلامية , و قبلها في غزوة بدر عندما كمن المسلمون لقافلة قرشية بقيادة أبي سفيان , نزل النبي و وزع جنوده , فجاءه الحباب بن المنذر العسكري الأنصاري المتمرس ليسأله ! " يا رسول الله , أهذا مكان أنزلكه الله لا نتقدم عنه و لا نتأخر ؟ أم هو الرأي والحرب و المكيدة ؟ فأجاب النبي ( ص ) : بل هو الرأي الحرب و المكيدة " , فقال الحباب للرسول إذن اذهب و اجلس في عريشك و اترك لنا فن الحرب . ساعتها لم يرفع النبي شعار الإسلام هو الحل , و لا طلب من جبريل أن يضرب القافلة بريشة واحدة من جناح واحد من أجنحته الستمائة ليبيدها كأن لم تكن , إنما عمل بخبرة أهل الدنيا و معارفهم .
في درس عظيم للمسلمين للعمل في دنياهم بما في دنياهم بما يصلح لهم دنياهم . بينما كان يكفي للقضاء على القافلة القرشية صيحة واحدة من صاحب الصيحة , أو أن يطبق عليهم الأخشبين أو ينزل عليهم نارا من السماء أو بعض طيره الأبابيل , و مع ذلك مارس نبي الإسلام ( ص ) السياسة و العسكريتاريا بمنطق الدنيا و أنظمتها ليترك للمسلمين قيمة عظيمة هي ...... أن تحقيق الأغراض الدنيوية لا يتحقق إلا بوسائل دنيويه .
و بعد الفتوحات وجد الخليفة عمر نفسه إزاء شاسع هائل يحتاج إلى تنظيم ضابط فلم يجد أمامه إلا نظام الدواوين المصري و الفارسي لضبط اعمال الدولة و ميزانياتها و هو ما نعرفه اليوم بنظام الوزارات , و لم يرفع شعار الإسلام هو الحل .
الجدير بالانتباه هنا أن سلفنا الصالح كان صادق اليقين بدينه و إيمانه و لا يتاجر به , فكان يكفيه ما يأتيه جزية و خراجا من البلدان المفتوحه , و لا يستثمر الدين لأهداف دنيوية , لذلك لم ينافقوا الناس و يدغدغوا عواطفهم بما ليس في دينهم ، و دون استثمار الدين بانتهازية و رخص و ابتذال , فكانوا يعلمون أن الاسلام جاء كدين عظيم تام جامع مانع شامل , لكنه لم يأت ليقيم لنا دولا و أنظمة حكم و لم يضع لنا أي خطوط و لو عريضه لما يمكن تسميته نظاما إسلاميا للحكم , كي نسير على هداها و نسترشد بها . لذلك عندما استولى المسلمون على محيطهم بعد وفاة النبي ( ص ) ، وجدوا أنفسهم أمام دول قائمة من آلاف السنين لم تتوقف ماكينتها الانتاجية و الإدارية لحظة ، فهي ليست بحاجة إلى سائق . جاءها الإسكندر و هي ماكينة تعمل و جاءها قمبيز وهي ماكينة تعمل و جاءها الفتح العربي و هي ماكينة تعمل .
كل ما فعله المسلمون عندما استولوا على هذه الماكينات الإنتاجية في العراق و الشام و مصر و غيرها , علقوا عليها يافطة تحمل اسمهم من أموية إلى عباسية إلى اخشيدية إلى طولونية إلى عثمانية اثباتا لاسم المالك و ليس اسم الدولة . و تركوا ماكينات هذه الحضارات القديمة تعمل وفق طرائقها الاجتماعية و نظمها الادارية و أنماطها الاقتصادية . بل و نقلوا طرائق هذه البلاد التي كانت لم تزل بعد وثنية إلى جزيرتهم و عملوا بها في عواصم الخلافة . دون أن يدعوا كذبا أن الاسلام دين و دولة و أن الاسلام هو الحل . لأنهم كانوا يعلمون أهمية الانجاز العقلي البشري فلم يستنكروه بل قبلوه عن رغبة و تعلموه من بلاد الحضارات و استفادوا منه لخير الجميع , و ليس لدعايةو انتخابية يستخدمون فيها دين الله الأكرم بكل رخص و ابتذال من أناس يزعمون أنهم هم الاسلام . وهو قول كبير ، كبرت كلمة تخرج من افواههم
مثل آخر شديد الوضوح ورد في القرآن الكريم في سياق سرده لقصة النبي يوسف ( ع ) , و كيف تمكن هذا النبي من حل مشكلة مصر الاقتصادية بعمليات حسابية دقيقة تقرر بموجبها انشاء مساحات الأهراء و المخازن اللازمه لتخزين حبوب سنين الوفرة لتكفي سنين القحط .
هذا نبي لا جدال في نبوته ويقول لنا القرآن أن دينه كان الإسلام ،و مع ذلك عندما سأله الفرعون عن حل المشكلة لم يقل للفرعون أن الاسلام هو الحل ، و إنما طرح عليه حلولا دنيوية عملية حسابية و هندسية ،اجتهد فيها و فكر و قدم منتجا نفع به البلاد و حماها من المجاعة , نعم كان الحل مؤقتا بزمن يوسف فقط , لكنه أفاد جيلا بكامله و حل مشكلة اقتصادية كبرى .
اليوم نحن في أزمة طاحنة و لا يمكنا استحضار النبي يوسف ليحل لنا مشاكلنا , و الاخوان لا يمكن أن يكونوا بديلا ليوسف فلا أحد فيهم يوسف و لا أحدا منهم قدم مشروعا تنمويا كمشروع يوسف .
اليوم لدينا بديل آخر معاصر للنبي يوسف , هو العلم الإنساني البحثي المخبري الذي لا يقوم به الكسالى و المقعدين إنما أهل الهمة الذين يشقوا و يجهدوا وراء بحوثهم و سعيهم و يتعرضوا للأمراض و الأخطار في سبيل الارتقاء بالمجتمع و الأمم .
يوجد لدينا فعلا بدائل ليوسف واضحة للعيان و صنعناها بأيدينا بقوانين العلم الإنساني وحده ، فأقمنا السد العالي بمعاونه من بلاد السوفيت الملاحده ، و بهذا السد تم منع المجاعة عن مصر ليس لمرة واحدة كما حدث مع يوسف .... و لكن للأبد ,
لقد وهبنا العلم ما لم تهبه السماء للأنبياء و رغم ذلك ندير له مؤخراتنا ، منتظرين محلقين في المجهول ظهور المخلص المنتظر و مجئ صلاح الدين جديد أو المهدي أو أى علامة و نحن قعود ... فنحن هاهنا قاعدون .يكفينا أداء الفرض الدينى والباقى على الله
لم يخبرنا القرآن أن يوسف نادى في المصريين الوثنيين أن عليهم إعلان التوحيد فورا و أن الاسلام هو الحل حتى ينقذهم الله ،و هو كما نعلم نبي مسلم عاش في وسط وثني بالكلية و لم يطابهم بصلاة الاستسقاء و لا القنوت و الدعاء و لاالتهجد الباكي طلبا للفعل السماوي , و لم يستغل مركزه هذا و انتشار اسمه وشعبيته بين المصريين كمنقذ ليقفز على كرسي الحكم , و كانت فرصته كاسبة بالتأكيد لو أراد ، لكن يوسف لم ينقلب على الفرعون و لم يطلب التسليم له بالقيادة في شؤن الدين أو الدنيا، لسبب بسيط أنه كان نبيا صالحا و لم يكن إخوانيا طالب حكم و مصالح .
لقد علم سلفنا الصالح أن هناك علوم دين وهناك علوم دنيا لذلك عملوا وفق هذا المبدأ ، فهذا ميدان و ذاك ميدان و لا يتداخلان , و اليوم دولة العلم هي العلمانية الحديثة الليبيرالية التي نرى منجزاتها متحققه أمامنا تخزق العيون و تلطم قفى المتنطعين , و لأن أوضاعنا لا تسر أحدا فعلينا الاقتداء بسنة هؤلاء المتفوقين , و أخذ المنجز الإنساني الذي تقدمت به الأمم دون أن نمرره أولا على أصحاب الفضيلة ليحللوا و يحرموا فيما لا يعلمون أو يفقهون , و تدل كل الشواهد على جهلهم الشديد فيما يكتبون من تقارير حول الكتب و الأفلام التي يمنعونها ، فتشعر أن كاتب التقرير هو شخص لا يعيش بيننا و لا يفكر مثلنا .... تشعر أن كاتبها هو إنسان الكهف الأول.
لذلك لا حل سوى منع رجل الدين من أي تدخل ليس في العلم فقط و ليس في السياسة فقط بل أن يخرج من المجال العام والمشترك الاجتماعي كله ، لأن هذا المجال هو مشترك اجتماعي لأصحاب ملل و نحل و أعراق و أديان مختلفة ، فكما لا يصح أن يتدخل الدين بأي همس في شأن كهندسة الجينات ، فأيضا لا يتدخل في المشترك الاجتماعي العام الذي هو محكوم بالقانون المدني وحده ، و على كل الملل و النحل و الأعراق و الأديان أن تخضع للقانون المدني ، و أن يحترم كل مواطن اخية المواطن الآخر و يلزم حيزه و مكانه فلا يتخطاه. بقوة القانون وهيبة الدولة .
إن شعار الاسلام هو الحل شعار جميل لكنه كاذب و شرير ، بينما الاسلام بدايته تصديق و منتهاه عدالة ، و أن رافعي هذا الشعار غير صادقين و غير عدول لأن شعارهم استخدام ردئ لدين كريم .... هو كلمة حق يراد بها باطل الأباطيل .
و إذا كان مطلوبا اقامة دولة أو إمارة اسلامية على غرار الخلافة الأولى ، فهل ترانا نجد بين الإخوان كادرا قرشيا , لأن القرشية هي شرط الخلافة الأول ؟ و هل خص القرآن الإخوان كما خص المهاجرين و الأنصار بحمل دعوته و الدفاع عنها و نشرها ؟ أم تراهم يعملون بحديث النبي ( ص ) :" قد ينصر الله دينه بالرجل الفاجر " ؟!!!
لقد أكدتم شروط الخلافة و كفرتم من أنكرها و أسميتموهم الروافض و هم بالملايين ، تأكيدا منكم و تصديقا لحديث أبي بكر , الذي لم يسمعه من النبي أحد سوى أبي بكر : " الخلافة في قريش " , فلماذا اسقط الاخوان هذا الشرط ؟ !!!
و في المقابل مادام بإمكانهم اسقاط شرط معلوم فى ديننا بالضرورة هو شرط قرشية الخليفة لعدم توفرها فيهم ، فإن من حقنا أن نسقط بقية الشروط و نرفض الخلافة كمنظومة سياسية عتيقة توفاها الله بعد ان شاخت وتساقطط وفاضت روحها .
إن الإخوان يشوشون علينا ديننا فينافحون عن حديث أبي بكر الصديق ثم تراهم لا يلتفتون لحديث الصديق بالمرة ، كأنهم ينكرون صدق الصديق ، لأن الشعار الإسلامي الصحيح هو ( الخلافة في قريش ) و ليس ( الاسلام هو الحل ) . أترونهم غيانا بيانا يزورون عليكم دينكم و يغضون الطرف عن قواعده لصالحهم دون أن يبالوا و بكل استهانه ، فتراهم ماذا سيفعلون بنا و بدين الله إذا لاقدر الله وحكموا مصرنا ؟ .
في هذا الشعار لاتجد على مستوى الواقع لا إسلاما و لا مسلمين , هو شعار يركب الدين و يستخدمه دابة قدسية و يلبسه لجاما يوجهه كما يريد في سبيل الوصول إلى حكم البلاد و العباد . و هو شعار ضد العلم , لأنه لو كان هناك حل واحد لكل مشاكل الدنيا موجود في ديننا و هو الحل الوحيد , فمعنى ذلك أن على المسلمين تركيز النظر في الاسلام وحده و عدم البحث في الحلول و النماذج التي صنعتها الأمم , معنى ذلك هو بطلان كل الحلول , هو شعار ضد أي تفكير و ضد أي بحث , هو ضد الاسلام , هو سياسة و ليس دينا , سياسة تريد الغاء التعددية في الوطن و الغاء التعددية في السياسة و الغاء التعددية في التصويت نفسه ، لأن الشعار يعني أن من لا يرى أن الاسلام هو الحل فإنه لا يملك إلا حلولا كافرة و مزيفة و ضد المسلمين ، بهدف إلغاء التعددية بالمرة .
إنهم يريدون لنا العودة لزمن نركب فيها البغال و الحمير و الجمال , و نترك السيارة و الطائرة و المصنع و المستشفى , و يجعلون الدين هو الوسيلة لإصلاح سياسة دنيوية , و هو الأمر الخطر على أي دين , لأنه لو وضعنا الدين كبرنامج سياسي فمعنى ذلك أن يخضع للبحث و النقد و الفحص مثل غيره من البرامج المطروحة حتى يختاره الناس أو يختاروا غيره بالمقارنة النقدية و بالفرز و التجنيب و هم على بينه . و هم بذلك يخضعون ديننا الكامل بسموه للمفاضلة و الاختيار بينه و بين البرامج الأخرى البديلة و ذلك على يد من يزعمون أنهم وحدهم الإسلام .
إنهم يهينون اسلامنا مقابل سلطان دنيوي زائل , و نحن نرفض هذا الامتهان ، لأن اسلامنا دين جامع لكل الأديان , و كل الخلق فيه عبيد لله لا يفرق بين أحد منهم , و نص القرآن على أن الله عندما خلقنا جعلنا شعوبا و أجناسا و قبائلا و أعراقا و أديانا مختلفة عن بعضها بقصد من ذاته العلية ورغبة وإرادة , و بين هدفه الرباني من هذه التعددية أنها كي نتعارف و نتحاب و نتعاون رغم اختلافنا ، و ليس لنكره بعضنا بعضا و نقتل بعضنا بعضا لتحقيق دمج المختلفين في توحد متشابه بالقوة القاهرة , على غير رغبة وقرار الله بأن خلقهم مختلفين و يعلم أنهم سيظلوا مختلفين , و لذلك خلقهم , حتى يبعثون و يحاسب كل منهم على اختياره .
كان القرا الالهي خلق البشر مختلفين ليتدافعوا و يتزاحموا و يتنافسوا فيصنعوا مزيدا من الحضارة و التقدم و ليس مزيدا من الكراهية و الخراب .
إن إدخال اسلامنا في منافسه مع برامج انتخابية لأحزاب بشرية هو مصيبة أخلاقية و كارثة إسلامية و عار على أي مصري مسلم أو غير مسلم أن يسمح بها , أو يشاهدها أولو الأمر و يسكتوا عنها , و لا أقل من فضحها و تجريسها حتى يعلم المسلم البسيط رجل الشارع الطيب ، كيف لا يقع عند الاختيار في خديعة الإخوان فيذهب ليدلي بصوته للأنفع و الأصلح , وليس لمن التحى ولبس المسوح ، و كى يعلم أن صندوق الانتخاب ليس مكانا يثبت فيه إيمانه بالتصويت للإخوان , فهذا إثبات إسلام ليس مضطرا إليه ، فقد سبق واثبت إسلامه بالبقاء مسلما منذ ميلاده ، ولأن الإخوان ليسوا لجنة استماع إلهية لتقييم الإيمان ووزنه بالكيلو او بالرطل عبر صندوق سياسي ، و لا هم وكلاء رب الإسلام في الأرض ، ولا هم حتى أهل إيمان صادق ، بل هم أشد أعداء هذا الدين باستثمارهم لة بكل رخص وابتذال . وهم الأشد كراهية لاسم مصر وما تعنية مصر !!
08-11-2010, 01:41 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
عاشق الكلمه غير متصل
فل من الفلول
*****

المشاركات: 6,017
الانضمام: May 2007
مشاركة: #135
RE: قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
(08-11-2010, 01:41 AM)بهجت كتب:  بل لجأوا لحلول بشرية لا سماوية , فقد طلب الخليفة عمر من عامله على مصر النجدة ففاضت مصر بالخيرات و انتهى الرمادة ,

هل تلك الجمله مقصوده فعلا يا زميل بهجت !

نرى أن سيد القمنى هنا يثنى على عمر بن الخطاب لأنه لجأ الى حلول " دنيويه " وطلب من عامله على مصر النجده , لكن فى موضوع أخر نجدك ونجده تقدحان فى عمر بن الخطاب لأنه أمر باخراب مصر فى عمران مدينه رسول الله :


(05-07-2010, 02:31 AM)بهجت كتب:  و هو ما يفسر موقف الخليفة عمر عندما طلب الغوث زمن الرمادة من والي مصر عمرو بن العاص ، فعرض عليه إعادة حفر قناة سيزوستريس لإيصال المعونة ، لكن ذلك سيعني خراب مصر عدة سنوات ، فقال عمر قولته المشهورة : " إعمل فيها و عجل ، أخرب مصر في عمران مدينة رسول الله " ، لم يكن المصريون من رعية عمر، إنما هم مجلب الفئ للأمير ورعيتة ، و خراب مصر في عمار مدينة رسول الله هو قيمة عُليا عُمرية و قُربة منه إلى الله .
.....................................................
هذا هو عدل عمر .

ياترى بما تفسر ذلك ؟

أما بخصوص بقيه المقال فالاخوان يتفقون مع سيد القمنى فيما ذهب اليه , هو يقول أن افعال النبى والصحابه أبو بكر وعمر والنبى يوسف وغيرهم هى حلول دنيويه لم تأتى من السماء, وهم يرون أن هذا هو الاسلام على مبدأ حديث النبى الأعظم " أنتم أعلم بشؤون دنياكم " وعلى نهج الخليفه عمر بن الخطاب الذى يشيد به القمنى الأن .

الخلاف اذا هو خلاف مسميات .

اقتباس:إن شعار الاسلام هو الحل شعار جميل لكنه كاذب و شرير ، بينما الاسلام بدايته تصديق و منتهاه عدالة ، و أن رافعي هذا الشعار غير صادقين و غير عدول لأن شعارهم استخدام ردئ لدين كريم .... هو كلمة حق يراد بها باطل الأباطيل .

هل فعلا يؤمن سيد القمنى بذلك !

اقتباس:اليوم لدينا بديل آخر معاصر للنبي يوسف , هو العلم الإنساني البحثي المخبري الذي لا يقوم به الكسالى و المقعدين إنما أهل الهمة الذين يشقوا و يجهدوا وراء بحوثهم و سعيهم و يتعرضوا للأمراض و الأخطار في سبيل الارتقاء بالمجتمع و الأمم .
يوجد لدينا فعلا بدائل ليوسف واضحة للعيان و صنعناها بأيدينا بقوانين العلم الإنساني وحده ، فأقمنا السد العالي بمعاونه من بلاد السوفيت الملاحده ، و بهذا السد تم منع المجاعة عن مصر ليس لمرة واحدة كما حدث مع يوسف .... و لكن للأبد ,
لقد وهبنا العلم ما لم تهبه السماء للأنبياء و رغم ذلك ندير له مؤخراتنا ، منتظرين محلقين في المجهول ظهور المخلص المنتظر و مجئ صلاح الدين جديد أو المهدي أو أى علامة و نحن قعود ... فنحن هاهنا قاعدون .يكفينا أداء الفرض الدينى والباقى على الله


إن إدخال اسلامنا في منافسه مع برامج انتخابية لأحزاب بشرية هو مصيبة أخلاقية و كارثة إسلامية و عار على أي مصري مسلم أو غير مسلم أن يسمح بها , أو يشاهدها أولو الأمر و يسكتوا عنها , و لا أقل من فضحها و تجريسها حتى يعلم المسلم البسيط رجل الشارع الطيب ، كيف لا يقع عند الاختيار في خديعة الإخوان فيذهب ليدلي بصوته للأنفع و الأصلح , وليس لمن التحى ولبس المسوح ، و كى يعلم أن صندوق الانتخاب ليس مكانا يثبت فيه إيمانه بالتصويت للإخوان , فهذا إثبات إسلام ليس مضطرا إليه ، فقد سبق واثبت إسلامه بالبقاء مسلما منذ ميلاده ، ولأن الإخوان ليسوا لجنة استماع إلهية لتقييم الإيمان ووزنه بالكيلو او بالرطل عبر صندوق سياسي ، و لا هم وكلاء رب الإسلام في الأرض ، ولا هم حتى أهل إيمان صادق ، بل هم أشد أعداء هذا الدين باستثمارهم لة بكل رخص وابتذال . وهم الأشد كراهية لاسم مصر وما تعنية مصر !!

أفهم من كلام سيد القمنى أننى لابد أن أمتنع عن أنتخاب قيادى أخوانى مثل الدكتور " جمال حشمت على سبيل المثال هذا لأنه من الكسالى والمقعدين الذين يديرون ظهورهم للعلم منتظرين محلقين فى المجهول منتظرين ظهور المخلص , وهذا على الرغم من سيرته الذاتيه التى تقول أنه :

تخرج في كلية الطب بجامعة الإسكندرية عام 1980
وحصل على الماجستير في طب المناطق الحارة من جامعة الإسكندرية عام 1986
ثم على الدكتوراه حول مناعة الأمراض المستوطنة بإشراف مشترك بين جامعة الإسكندرية وجامعة بوخوم في ألمانيا عام 1993
حاصل على دبلوم علوم سياسية ودراسات برلمانية يوليو 2003 م.

ويعمل الآن أستاذاً للأمراض الطفيلية واستشاري للحميات وأمراض الكبد في معهد البحوث الطبية بجامعة الإسكندرية.
يشغل منصب رئيس مجلس إدارة ومدير مستشفى دار السلام التخصصي بدمنهور إحدى مستشفيات الجمعية الطبية الإسلامية.
عضو اللجنة التأسيسية لجمعية رابطة أعضاء هيئة التدريس العاملين بالبحيرة.
عضو لجنة الإغاثة الإنسانية باتحاد الأطباء العرب.
له نشاط بارز في نقابة أطباء الإسكندرية ونقابة أطباء البحيرة.


أو أن أرفض انتخاب شخص مثل عبد المنعم أبو الفتوح لمجرد كونه أخوانى ينتمى فكريا لجماعه الاخوان المسلمين على الرغم من أنه ليس ملتحى ولا يلبس المسوح وأنه أيضا :

خريج كلية طب قصر العينى دفعة 1976 بتقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف – العشرين على الدفعة.
حاصل على ليسانس الحقوق جامعة القاهرة.
حاصل على ماجستير إدارة المستشفيات كلية التجارة جامعة حلوان.

وكذلك أرفض انتخاب الدكتور عصام العريان لأنه من الكسالى والمقعدين بحسب القمنى رغم أنه :

يعمل كطبيب حيث حصل في بكالريوس الطب والجراحة من كلية الطب بالقصر العيني بتقدير جيد جداً، وتخصص في أمراض الدم والتحليل الطبية
حصل بعدها علي ماجستير الباثولوجيا الإكلينيكية وسجل لرسالة الدكتوراة في الطب بـجامعة القاهرة، لكن لم يستطع الحصول عليها حتي الآن بسبب اعتقاله المتكرر والتضييق الأمني، وهو في محاولته الآن لنيل درجة الدكتوراة.
حاصل على ليسانس الحقوق جامعة القاهرة
وليسانس الآداب قسم التاريخ بجامعة القاهرة 2000
وليسانس الشريعة والقانون من جامعة الأزهر
لديه إجازة في علوم التجويد.
حصل على الإجازة العالية في الشريعة الإسلامية من جامعة الأزهر.


ياترى سيد القمنى حاصل على ايه ؟؟؟

ألا توجد أسبابا حقيقيه عند القمنى وأعداء الاخوان تبرر لهم هذا العداء ؟
08-11-2010, 05:32 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #136
RE: قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
عقلهم .. ونقلنا
سيد القمني

الحوار المتمدن - العدد: 3114 - 2010 / 9 / 3
عندما يصادفك فى التلفزيون برامج (توك شو) لشباب دول مختلفة فى قضية للنقاش أو لتعقيب تلفزيونى، ستجد أجهل و أتعس المتصلين و أفقرهم معرفيا و أشدهم تعصبا لأوهامه هوالشاب المصرى،حتى تتمنى لو يخرسه الله أو ينقطع الإرسال لأسباب مصرية ،حتى أصبحنا مسخرة الشعوب و محل تندرها.

ألح هنا على ما تعلمونه جميعا عن مدى تردى الأوضاع فى بلادنا، و لعل أظهره و أخطره هو ما نراه على شبابنا الذين تتمنى أى أمة وجود مثلهم لديها،و مع ذلك لا تعرف ماذا تعلم هؤلاء ومعظمهم لاعلم لديه بالمعارف السيارة المعتادة و القوانين العلمية التأسيسية التى كنا نعرفها فى المراحل الابتدائية،،ولا يفقه معظمهم حتى فيما تعلمه وتخصص فيه و تخرج عارفا به متمرسا كي يسستحق الدرجة، و تكتظ شوارع مصر بالعاطلين بينما الشركات و المصانع تستورد عمالة هندية و كورية و صينية و يابانية،لأن تلميذنا الذى تخرج ربما بامتياز ، عندما يذهب لاختبارالتوظف فإنه لا يعرف شكل الجهاز الذى درسه ، و لا كيف يتعامل معه.و انقرضت عادة القراءة أو انعدمت تقريبا، خاصة الكتب الفكرية و الأدبية و الفلسفية و التاريخية المحترمة،و عدا ذلك فهو يقرأ تراثه بكل تقوى و يقيم الشعائر بانتظام، و منفلت قيميا بانتظام أيضا، عندما يصادفك فى التلفزيون برامج (توك شو) لشباب دول مختلفة فى قضية للنقاش أو لتعقيب تلفزيونى، ستجد أجهل و أتعس المتصلين و أفقرهم معرفيا و أشدهم تعصبا لأوهامه هوالشاب المصرى،حتى تتمنى لو يخرسه الله أو ينقطع الإرسال لأسباب مصرية ،حتى أصبحنا مسخرة الشعوب و محل تندرها،اليوم الهندى فى بلاده عندما يجد هنديا آخرا أهطلا و أبلها يتندر عليه بالقول :هوه إنت مصرى؟ شاهدت ذلك فى مقطع من فيلم هندى منشور على اليوتيوب !!
و الشئ بالشئ يذكر ،فأذكر عندما تفاقم هذا الانحدار المصرى محاولات إيقاظ و انقاذ فنية واكبت العمل العلمي المجتمعي والنقدي ، خفتت و تلاشت ،منها عمل الفنان نور الشريف حوالى خمسة أشهر على إخراج مسرحية عن مصر القديمة كتبها هو و أخرجها و مثلها شباب مبتدئين،و ذلك فى مسرح الهناجر لتعرض لمدة أيام،و هو رجل تعد ساعاته بألوف الجنيهات .و اكتفى الرجل بهذه الأيام القليلة مكافأة ،و أذكر أيضا أنه اعتمد فى مسرحيته بالكلية على كتابى (أوزيريس و عقيدة الخلود فى مصر القديمة) بل و عندما كانت تذكر نصوصا قديمة كان يذكرها بترجمتى الخاصة لها،و إبان العرض كانت الجوقة تذكر أسماء المراجع العلمية لهذا العمل العظيم،ووجدت الأستاذ نور قد عرض مراجعى التى اعتمدت عليها و أسماء أصحابها دون أن يذكرنى بكلمة.
و عندما وجدنى الرجل أمامه فى طابور المهنئين تفاجأ و تلعثم فى أدب و اعتذار و خجل قلق، حتى كاد ينحنى ،و هو قامة و نجم كبير ،لذلك يحترم القيم و يجل المفكرين، قمت ألتمس له العذر صادقا،لأن إسمى وقتذاك كان وجوده ربما كفيلا بعدم مرور المسرحية، لذلك لم أعتب على الرجل بل أنا من خفف من روعه احتراما لإخلاصه لمثل هذا العمل الغير ذى كسب و لا غرض إلا مصرنا الجميلة،كان المهم أن تصل الرسالة للناس بغض النظر عمن اوصلها.
لكن الذى ألاحظه هنا ان الفنان نور كان فيما يبدو قد فقد الثقة فى عقول المشاهدين مع انتشار ثقافة القطيع،رغم أن مسرح الهناجر هو للخاصة المثقفة،فأى حال وصل بنا حتى نتسلل وسط الصفوة و نتحايل لنقول كلمتنا بمنأى من غضب القطيع؟!
بعد هزيمة 1967 و ظهور نداءً " إن الله لا يصلح ما بقوم حتى يصلحوا ما بأنفسهم"، سلمنا لأصحاب النداء مصرنا ليقيموا فيها صحوتهم الإسلامية،كبديل عن الهزيمة و تعويضا عنها،و ربما أمكنهم لو أخذوا كضرورة للتقدم بعض العلم و المعرفة عن البلاد المتقدمة ، أن يكونوا قاطرة للحداثة تأخذ معها شعبنا الطيب بإيمانه الفطرى و العميق ليسير مع مشايخنا نحو النور،و لكن ما حدث بعد الصحوة.و النداء و اعتبار أن الإسلام هو الحل الأوحد لكل مشاكلنا ، هو أننا وصلنا إلى ما ترون أمامكم من انهيار تام لكل القيم و الأخلاق و اختفاء الضمير، و أنزوى الإخلاص للعمل فالموظف إما مشغول بأداء الصلاة أو بالقراءة فى القرآن ليكسب ثوابا على حساب الخلق المعطلة أعمالهم، ثم يرتشى منهم و يسب و يلعن و يفعل كل الموبقات ،و لم يعد أحد يذكر أن من جد وجد و أن من زرع حصد ، الكل يخطف و يجرى،يحيطك علما أكيداً أنه المهندس الصالح الماهر الخبير ليدمر لك جهازاً باهظ الثمن لتكتشف من بعد أنه كان بيعمل أى حاجة كى يأخذ مالا و خلاص،و الأنكى أن يطلب بعد ذلك يوميته على الأقل بعد الخراب و بكل بجاحة! أصبح الكل يمد يده إلى جيب الكل ، مع خراب هائل فى الضمائر،و يقتلك من أجل أن يستولى على بضعة مئات أو ألوف من الجنيهات ،أو يطلب الرشوة بشكل فصيح فى طابور ينتظر تأدية الجزية أو الرشوة لينهى عملا حكوميا سليما لا غبار عليه ، لكن عدم الدفع يعنى تعطيل المعاملة حتى لو كانت سليمة ،أما فى التعليم فقد أصبحت قاعدة أن يكتب المدرس حلول الامتحان على السبورة للممتحنين و يكون هو السائد،و إذا تصادف وجود مراقب عنده ضمير يمنع الغش،يتعرض للضرب و التنكيل من أولياء الأمور، و تصل صوانى العشاء للمراقبين بالمدارس فى المراكز و القرى و النجوع فى كل ليلة لينجح الكل و يفشل الكل.
أصبحت كليات الشرطة و القانون المفترض فيها أنها تخرج لنا أهل الأمانة و أهل العدل من ابناء أصحاب المحتد الأصيل و الأصول الكريمة، كى يكون القائم على حماية الناس و العدل بينهم ، شبعان من بيته عفيف النفس ،ليمارس عمله دون انحياز و دون أن يرتشى ،أصبحت لهذه الكليات أسعار للقبول بغض النظر عن تاريخ الطالب المجتمعي والسلوكي أو الأخلاقى أو الأسرى ،و مادام قد دفع فهو يريد استرداد المدفوع مع الفوائد و العوائد عند استلام عمله ، فكان الخراب فى أبشع معانيه . تجدهم يلتحون و يؤدون الصلوات الجاهرة و يسرقون أراضى الدولة و يعتدون على المال العام و يهربون بقروض البنوك، و ينتقبن و لا يخلصن عملا فيموت المريض و تخرب الآلة ،لأنه لا يحترم العمل و لا وقته و لا الآلة، هو يحترم الشيخ أو القس فقط،لأنه لا يعرف من هو إديسون و لا من هو داروين و لا من هو ماكسويل و لا من هو نيوتن،و لا يجلهم و ينحنى احتراما أمام أسمائهم بحسبانهم العباد الصالحين حقا وصدقا، بل هو يسخر منهم وفق مبدأ العلم لا يكيل بالباذنجان، بينما هو ينحنى ليقبل يد رجل دين جاهل متخلف ، طالبا بانحنائه الخاضع دعم السماء لخيبته و عاره و الصفح عن جرائمه و آثامه ، لذلك تغرق العبارات البحرية بالبشر لأنها تسير على بركة الله دون أى عوامل أمان ،و تحترق القطارات و تضرب بعضها بعضا و يختلط لحم و عظم الناس بالعجينة الحديدة لأن منسق القطارات من جماعة سيبها لسيدك ، قد ذهب ليكسب ثواب صلاة الجماعة و لم يأخذ محموله معه ليتابع أوامر التسيير و السلامة . ترى بماذا يمكن الحكم على جريمة ضد الإنسانية يرتكبها شخص كهذا؟
حتى الفن قرر الالتحاء و التنقب بالسينما النظيفة و الفن الملتزم .قبل هذا التراجع النكير كان الفنانون الكبار لا يكتفون بقراءة الأعمال الكبرى لمفكرى الوطن،بل كانوا يتواصلون معهم إنسانيا طلبا لمزيد من الفهم و المعرفة،كان الفنان صلاح السعدنى و يحيى الفخرانى و محمود الجندى و غيرهم كثير يزوروننى ببيتى المتواضع، سألت مرة صلاح السعدنى الذى هو قامة متفردة فى خصوصايتها الفنية:متى تجد وقتا لتقرأ كتبنا و تتزاور معنا ؟ قال: إن هذا بدوره وقت مدفوع الثمن فأنا أشحن بطارياتى و أقوم بتزييت موتور مخى ، وهذا ينعكس بالضرورة على ذاتى أولا لأنه يكسبنى ثقة و زهو بالذات العارفة، و من ثم ينعكس على فنى بدون قصد و تدبير إنما بإشعاع داخلى على الأداء .لذلك لا تجد للسعدنى فناً هزيلاً بالمرة.
هذا بينما منذ أسابيع شاهدت حلقة حوارية مع فنانة إنتاج هذه الأيام هى غادة عبد الرزاق، و عندما سألتها المذيعة عن مفكريين مصريين أعلاما، أجابت بابتسامة متعالية ساخرة أنها لا تعرف من هؤلاء و انها ليست فى حاجة لأن تعرف !!
هذا هو الفرق!! و صورة للمجتمع تعكس ما حدث للفن كآلية مجتمعية.

و على المستوى الدينى يحدثنا الشيخ يوسف القرضاوى عن قيمة العلم فى كتابه العريض الغليظ فى القيم الإسلامية ص 110 "قيمة الحث على طلب العلم ،و السند فيها إلى آية: قرآنا عربيا لقوم يعلمون / 3 فصلت " !!
الرجل الذى لم يجد لديه ليعرفنا بأهمية العلم و قيمة العمل التى تميز الإنسان عن الحيوان سوى هذه الأسطر المقدسة ، التى تحث العرب لقراءة القرآن باللغة العربية كى يعلموا ما فيه و يفهموه ، و من ثم يصبحوا من العارفين.لا مكان هنا لفيزياء و لا لكيمياء و لا لكهرباء ساكنة و لا حيوية و لا لعلم جيولوجيا و لا فضاء و لا انترنت و لا لعلوم البيولوجيا . العلم شرطه يكون بالعربى و يكون من القرآن بس ، فالقرآن سيعلمه بعربيته فيصبح المسلم عالما علاما.
طبعا نحن نعلم بآيات كثيرة لحث النظر فى الوجود تبدأ بإقرأ و تكرر أنها لقوم يبصرون و يفقهون و يعقلون و لأولى الألباب ، و لكن ليس لمعرفة هذا الذى تحث فيه النظر فى ذاته و لذاته ، و كيف يعمل؟ و لماذا يصح بعضه و يذبل بعضه و يموت ؟، لنعرف قوانينه و نتدخل فيها لإستمرار صلاحية الصالح و تنميتها و الكشف عن قوانينها و أصلح السبل لتطبيق هذه القوانين ، ليس هذا مطلبنا ،طلبنا حسب مشايخنا ان نحث النظر فى السماء و الأرض و المخلوقات لتكتشف لنا عن عظمة الخالق، و جليل صناعته ، و ليس المقصود تحقيق أهداف الدرس و البحث و النظر لمعرفة كيف تعمل الطبيعة، نعم نعلم بالقول :أطلبوا العلم من المهد إلى اللحد " و المقصود بدوره علوم الدين و القرآن ، و حتى عندما نعثرعلى حديث ربما يشجع على طلب العلم فى علوم الدنيا مثل :أطلبوا العلم و لو فى الصين، فليس فى الصين علوم قرآن و لا حديث ولا فقه،عقب عليه محدثونا و فقهاؤنا بأنه حديث ضعيف و هو من الموضوعات و ليس من الصحاح.
نقلب صفحات كتاب الشيخ قرضاوى عسانا نظفر بقول واضح فى قيمة العلم و العمل بموجب ماتعلمه الدنيا عن هذا العلم،
فى صفحة 110 يقول فى قيمة العلم " و قال تعالى : و علم آدم الأسماء كلها". باعتبار ذلك قيمة علمية ربانية حرص معها الرب على تعليم مخلوقه لتأسيس قيمة العلم والمعرفة ، دون أن يوضح لنا كيف نتعلم نحن بدورنا هذه الأسماء، و لا ما هى هذه الأسماء ،و هل كان بينها اسماء كالكهرباء و الفيروسات و المضادات الحيوية و التلفزيون و الكمبيوتر و المرسيدس أو الهمر؟هذا هو ناتج العلم و العمل البشرى الواضح أمام عيوننا و له مدارس و جامعات لمن أراد الفلاح، أما أن يتعلم آدم الأسماء كلها أو لا يتعلمها أو يتعلم بعضها أو ينساها دون أن يؤثر ذلك فى حياتنا إيجابيا ، فكله يصبح لا علاقة له بقيمة العلم الذى وضعها الشيخ عنوان لفصله بالكتاب المذكور ،لا علاقة لها بمعنى العلم اليوم. و يثابر الشيخ ليؤكد ما وجده عن العلم بمعناه المعاصر فى دين الإسلام قبل ان يظهر هذا العلم نفسة بأسمائه ومصطلحاته . بقرون متطاولة ، و ذلك فى تكراره ما سمعناه الوف المرات و لم يصنع علماء و لم ينتج علما ،ليس أكثر من كلمات ذات إيقاع و رنين طربا للسامعين و رقة للأرواح ، لكن دون أى فعل فى الواقع لأن الإسلام دين كريم فقط و ليس كتابا فى علوم البشر ،يقول الشيخ الآيات : "قل هل يستوى الذين يعلمون و الذين لا يعلمون /9/زمر"، و هى قاعدة منطقية سليمة ،لكن ما هو العلم المقصود هنا حتى نتعلمه،و إذا كان أصحاب التفسير العلمى للقرآن يؤكدون أن كل العلوم موجودة فى القرآن و الحديث، فلماذا لا يدلوننا على مكان ذلك فى مقدسنا لنكتشف و نخترع قبل الغرب الفاجر العارى و نسبقهم حضاريا ، لا يقولون لك سوى كلام ابن عم كلام، يرص الشيخ قرضاوى الآيات رصا "إنما يخشى الله من عباده العلماء /28 /فاطر"،و بعدها يشرح مستنتجا فيقول :"ان القرآن هو أعظم كتاب ينشئ العقلية العلمية التى تنبذ الخرافة و تتمرد على التقليد الأعمى للأجداد و الآباء.. و ترفض الظنون و الأهواء..و لا تقبل دعوى إلا ببرهان قاطع من المشاهد المؤكدة فى الحسيات و من المنطق السليم فى العقليات،و من النقل الموثق فى المرويات "و قد استنتج فضيلته هذه المعانى كلها من آيات ثلاث،هى على الترتيب"و إذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما ألفنا عليه آباءنا و لو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا و لا يهتدون / 17 /البقرة"،"و لمالهم به من علم إن يتبعون إلا الظن/28/النجم"،"قل هاتوا برهناكم إن كنتم صادقين/111/البقرة".و الآيات الثلاث تتحدث عن علم و هدى و برهان مقابل ظنون غير صادقة، و من ثم يظل العلم المقصود هنا هو العلم بالدين و بالقرآن بالذات ،و لا علاقة لهذا العلم بالعلوم الإنسانية و الفيزيائية التى تبنى الحضارات و القيم و الكرامات الإنسانية ، إنما هى آيات كريمة لتعميق الإيمان بدين أكرم فقط ، وليس أبعد من ذلك .
و تحت عنوان القيم الإنسانية يكتب القرضاوى عن قيمة العلم الإنسانى كقيمة إنسانية، رغم أن كل ما عرضه يتعلق بالعلم بالدين وحده، و ليس العلم منشئ الحضارات ، فيقول ص 113 تحت عنوان :العلم : " و علماء الإسلام متفقون على أن طلب العلم فريضة على أى مسلم و مسلمة ، ومنه ما هو فرض عين و منه ما هو فرض كفاية ،ففرض العين مما لا بد للمسلم أن يفهم دينه و عقيدته و كتاب أمته ،و هو كل ما به قوام الدين و الدنيا للجماعة المسلمة ، لهذا قرر فقهاء المسلمين أن تعلم الطب و الهندسة و الصناعات و غيرها من فروع العلم التى تقوم عليها حياة الناس فهو فرض كفاية "
و فرض الكفاية هو ما يكفى أن يقوم بعض المسلمين ليسقطوا تحصيله عن بقيتهم.
المهم ان الشيخ يعلم أنه فى قرآننا و حديثنا أى فى جوهر ديننا لا يوجد لا طب أسنان أو قلب و لا هندسة ولا صواريخ و لا مصانع ،لذلك هو يترك تعلمها اختيارا لمن أراد فرض كفاية ،لأن فرض العين على جميع المسلمين هو العلم الذى به قوام الدين و الدنيا،هو الدين وحده.
لا زال شيخ مشايخ المسلمين يشرح ليؤكد قيمة العلم فى الإسلام فيقول ما نصه:" و لم يعرف فى هذه الحضارة ما عرف فى أمم أخرى من الصراع بين العلم و الدين،أو بين الحكمة و الشريعة أو بين العقل و النقل، بل كان كثير من علماء الشرع أطباء و رياضيين و كيميائيين و فلكيين مثل ابن رشد و الرازى و الخوارزمى و ابن النفيس و ابن خلدون ".
و مما يثير حيرتك و دهشتك مع مشايخنا أنهم يكنون أشد العداوة لتلك الأسماء الجليلة المذكورة من حكماء العرب القدامى ،و لا يتذكرونهم و يستشهدون بهم إلا من باب القرعاء عندما تتعاجب بشعر بنت أختها، و لأن هذه الكوكبة ظهروا بسرعة و اختفوا بسرعة، فى بداية الدولة العباسية عندما فصلت إلى حد بعيد الدين عن الدولة ، وجعلت الخليفة مشغولا بالسياسة نهارا و تحويل قصره من بعد إلى ملهى ليلى أحيانا و ناد ثقافى أحيانا، و جعلت للدين إماما دينيا لينال نصيبا من نعيم القصر، و لأن قصور الخلفاء كانت تعرف التسامح فى بعض العصور كما زمن هارون الرشيد و الأمين و المأمون ، و رغم ذلك فإن ابن رشد عندما عندما حاول أن يقول قول قرضاوى باتصال بين العقل و النقل أو بين الدين و العلم فى كتابه :"فصل المقال فيما بين الحكمة (أى الفلسفة و العلم البشرى) و الشريعة من اتصال " ، قام عالم المسلمين و لم يقعد إلا بعد حرق كتبه و تكفيره و نفيه بقيادة من الإمام أبى حامد الغزالى الذى تصدى للفلسفة و المتفلسفين اي للعلم البشري بمعناه الواسع ، و كانت الفلسفة هى علوم الإنسانية الفيزيائية الكيميائية و الموسيقى و الطب و الهندسة و الفلك ، يجيدها الكاهن أو الفيلسوف،و كتب لها الغزالي خصيصا كتابه تهافت الفلاسفة ،و لما رد عليه ابن رشد بتهافت التهافت ،تم القضاء على الرشدية و دخلنا غيبوبة تخشبية لم نصح منها إلا على حوافر خيول الاستعمار الحديث. و المعنى ان كلام قرضاوى هنا عن اتصال العلم البشرى بالعلم الإلهى لو قاله ايامها لحدث له ما حدث مع ابن رشد ،و ما حماه سوى أنه ألقى عبارته فى هذا الكتاب و لم يعمل بها كما عمل ابن رشد،و لم يكرس لها المؤلفات الفلسفية الكبرى وعلوم المنطق إضافة لعلوم الدين كما كرس بن رشد،الشيخ بيقول كلام و بس، مجرد كلام لا ظل له فى الواقع عندنا سوى رأى واحد هو رأى ربنا الذى يعرفه الشيخ و الخليفة، وعدا ذلك لا أحد له رأى أو قول، فماذا سيقول الإنسان أمام قول الإله و النبى ووريثهم الشيخ الفقيه؟
و فى ظل هذا المناخ قطعت أيدى ابن المقفع صاحب كليلة و دمنة ،و ذبح الجعد بن درهم يوم الأضحى فى المسجد و جلد الإمام أحمد، ولم يسلم فقيه واحد من الأذى ، والفيلسوف ابن الرواندى والرازى و المعري اعلنوا كفرهم و الحادهم وكان ذلك زمن التنوير العباسى من الرشيد الى المأمون دون أن ينالهم أذى ، وبعدها عاد الصلب وتقطيع الأوصال ، فصلبوا الحلاج و ذبحوا السهرودى و القائمة تطول.و عندما يقدم لنا شيخ المشايخ تاريخنا على غير حققيته فإنه لا يرضى لنا بالصدق و الحق،وهو بذلك يعود المسلمين على اعتقاد الباطل الزاهق،والكذب على الذات لمداراة المعايب وليس نقدها ، و يعلم هو و غيره من مشايخ انهم لو كانوا انصار علم حقا لأفرجوا عن الكتب الممنوعة فى بلادنا حتى اليوم و هى ليست أكثر من كتب .أى هى علم او فن روائي اوبحوث او دواوين اشعار لا تحمل سلاحا ، هي كلام فقط ، بل أن المسلمين هم المبدعون الحقيقيون للمصطلح المتضاد المتصارع (العقل × النقل) ،و كما كفروا العقل و منعوه من التفكير لصالح النقل ،يفعلون ذات الشئ اليوم يقتلون التعددية والليبرالية العلمانية لصالح النقل وان يصبح الكل متشابهين على نفس الملة بل ونفس المذهب ، أويكون خارجا على الجماعة نهبا لمن يطاله باللسان أو بالسنان ، بينما العلمانية التي هي المشترك لكل ملل ونحل المواطنين عل التساوى و الحامل الحقيقى للعلم و العمل و الحرية و الكرامة الإنسانية ، باختصار هى الحضارة.
لأن مشايخنا يرون أن العلم فرض العين هو الأصل وحده، لذلك يتم رفض أى طريق آخر لحل مشاكله المجتمعيه سواه ،فالثانى فرض كفاية قد تأخذ به أو لا تأخذ ،ثم إن أخذت به لابد أن تمرروه أولا على ذائقة الفقهاء و الوعاظ لتمنع او لتسمح وتحرم وتحلل أو تقتل لذلك يستحسن تركه،لأن القرآن و السنة و السلف الصالح لم يتركوا شيئا للخلف ليفكروا فيه بعد أن فكروا هم فى كل شئ و حسموا كل شأن و تركونا على الواضحة التمامية
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 09-05-2010, 02:33 PM بواسطة بهجت.)
09-05-2010, 02:25 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #137
RE: قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
الإرهاب نظريا وقدسيا
سيد القمني


الحوار المتمدن - العدد: 3116 - 2010 / 9 / 5


فيما ترى التيارات الإسلامية السلفية و السياسية ،و أهمها الإخوان المسلمون،أن ما تعانى منه مجتمعاتنا من انحطاط تام على كل المستويات هو شأن هين و سهل ،و أن الحل عندهم و جاهز بأيديهم،و أنهم إذا حكموا البلاد فسوف يفتحون ثلاجات التاريخ،ليخرجوا منها فكراً تم تحنيطه منذ أكثر من ألف عام،و اعتماداً على إعلان لا يجرؤ أحد على مناقشته،و هو أن ذلك الفكر المتجمد قد حمته قدسيته من الفساد و التلف عبر الزمن،برعاية مباشرة من رب السماء و بتأكيده، إنا نزلنا الذكر و أنا له لحافظون، مع خلط السياسة بالدين عبر ترديد القرارات السماوية : ما فرطنا فى الكتاب من شئ.
لكن الدنيا اليوم لم تعد كذلك،فقد أرسى التيار العلمانى الليبرالى نفسه على الساحة الفكرية فى بلادنا ،و على الساحة السياسية و إن بدرجة أقل،و أصبح لهذا التيار وجوده و مواقفه،بحيث أصبح القول أنه لم يبق فى الساحة سوى سوى الحزب الوطنى أو الإخوان قولا فاسداً،فأنصار الدولة ذات المشترك المدنى يصرون على التواجد و إثبات هذا التواجد بالعمل على فحص كل ما يتعلق بحياة اناس،و إذا تدخل الدين فى حياة الناس تدخلوا هم فى الدين بالفحص و النقد و التحليل،للتأكد من صلاحية هذا المخزون الثقافى المستقدم من زمن بائد للاستهلاك الآدمى اليوم،و إجراء عمليات التحليل العقلى و اعتماد المنهج التاريخى المقارن و كذلك الاجتماعى بطبيعة الحال،للتأكد من صلاحية هذه الحلول التى كانت مطروحة لأسئلة لم تعد موجودة اليوم و حلت محلها أسئلة أخرى تجاوزتها بمسافات ضوئية،لم يعد الليبراليون المصريون و العرب بحاجة لدعوة و فيزا سماح بالمرور إذا ما مس الأمر حياتهم و أمنهم فى وطنهم و أمن هذا الوطن القومى.
[صورة: badee3.jpg]
و يؤكد عموم السلفيين أن مجرد تطبيق الشريعة سيكون كفيلا بنصرة الله على غير المسلمين،و هؤلاء أنفسهم يعلمون أن الشريعة لم يسبق لها أن طبقت عبر التاريخ إلا فى حالات فرادى تعد على أصبع اليد الواحدة،و أن الدولة الدينية بالمفهوم الذى يعرضونه علينا لم يسبق لها أن وجدت قط.
يعلمون أيضا أن نظام الحكم لا هو من أصول و لا هو من فروع الإسلام السنى، فالإسلام السنى يقول بفرقة واحدة ناجية من ثلاث و سبعين هى من سيحكم و الفرق الباقية هلكى، و لا معارضة هنا بالمرة،و تقوم رؤية الإسلام السنى الحنبلى على خلافة المتغلب ووجوب طاعته درء للفتنة،لذلك يرددون الحديث النبوى ( أطع الأمير و إن ضرب ظهرك و أخذ مالك) ،و إنه (إذا بويع لخليفتين فاقتلوا واحدا منهما) ،و أن أول من استخدم الدين فى العمل السياسى هم الشيعة الذين قعدوا ولاية الفقيه ،و أن ما شهدنا من تحولات على الحركات الإسلامية لا تحتاج كثير جهد للكشف أنه قد جرى تطعيمها بفكر شيعى ،فالسنة لا تعرف ولاية الفقيه و لا تقول بسلطة دينية،ودعوتهم لحاكمية الإسلام بمعنى الحكم السياسى،بينما كل آيات القرآن تقصد بالحاكمية هو تطبيق الجانب القضائى،بينما الحركات الإسلامية و على رأسها الإخوان قد أخذوا من مبدأ حاكمية الدين القضائية مركبا للوصول إلى كراسى الحكم السياسى على غير مقصد القرآن الكريم من الحاكمية.

و خلال السنوات الماضية تمكنت الحركات الإسلامية من تقديم درسا مأساويا و دمويا و لا إنسانيا،كما كان لقرارات بعض الجكومات بتديين الدولة،فإن هذه الدول تحديداً هى التى نالها النصيب الأوفر من القهر و الإقصاء و التعذيب و الإبادة الجسدية النصيب الوافر،لذلك فإن من يضع لنا نظام الحزب الوطنى مقابل الإخوان،فإن فساد الوطنى وناره تظل أرحم من جنة الإخوان.و إذا كان المفترض أن تكون المعارضة فى العالم كله هى اداة التغيير نحو الأفضل،فإن الحركات الإسلامية رغم طابعها القتالى و الثورى و التعبوى والشعبوي هى فى النهاية ليست المعارضة المرتجاة،لأنها قوة أكثر تخلفا من الأنظمة القمعية القائمة وأنها أكثر دموية و فساداً من الأنظمة التى تطلب الثورة عليها.
لمجرد التذكير فى تلميحات سريعة قافزة،سنة 1985 أخرج مسعود رجوى رئيس المجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية لائحة تضم 3000 حالة إعدام بينهم 500 طفل قاصر و نساء حوامل،بينما كان خلخالى بأمر بتصفية المتظاهرين الجرحى فى الشوارع لأنهم سيعدمون سيعدمون غدا أو بعد غد،و نميرى السودان أعدم خطيبين بسبب قبله واعدم آخرين لأسباب أهون و ترك السودان ممزقا،وطالبان و ما نال الأفغان من قهرها و انتهائها إرهابا دوليا،والصومال وما أدراك ماالصومال ،فما الذى حدث و تحول معه المذهب السنى المحافظ المنغلق الوهابى الحنبلى المبتعد عن السياسة ومعارضة الحكم بالكلية بل وتأييده كما في تلاحمه مع أولاد سعود ، إلى استخدام القوة المسلحة فى المعارضة و مقاومة أنظمة الحكم القائمة و الخروج عليها،و هو ما لم يقل به أحد من اهل السنة و لا حتى من الحنابلة؟.
و يكفى الإطلال على حالة الأفغان و الباكستان حيث الغلو و التشدد الذى قضى على هيبة الدولة و سقوطها و استجلاب الأعداء لها،أو السودان و التقسيم الآتي ، أو اليمن و تفكيكه إلى قبائل ، أو فلسطين التى ضاعت قضيتها بعد انقلاب حماس على السلطة الشرعية .
إنه الصراع على زعامة هذه المنطقة المتخلفة من العالم،و من ثم استخدام الدين فى هذه الحرب استخداماعلنيا واضحا أحيانا و خفية أحيانا،و بهذا السبيل تم اشتقاق الموقف الجديد من أنظمة الحكم القائمة من فتاوى بن تميمية التى أصدرها بشأن التتار المرتدين.و قد طبعت فتاوى بن تيمية 37 مجلد و غيره على نفقة الملوك السعوديين و تم توزيعها مجانا فى كل العالم.
عندما تفجر البترول وجدت السعودية ذاتها تملك نهر مال و لديها جغرافيا الإسلام مكة و المدينة، و قد رأت نفسها المؤهلة لقيادة المنطقة و الإنقلاب على الأنظمة شبه العلمانية المحيطة ببها و تحويلها لتصبح تابعا وهابيا كامل الطاعة.و كى يتم ذلك مع بلد مثل مصر فقد كان يجب اولا هزيمتها لإضعافها وإهانة كرامتها ثم المن عليها بالمساعدات المشروطة بحزمة الوهابية المرافقة،و قد قام على تنفيذ هذه السياسة فى مصر الإخوان المسلمون والحكومة معا و أدوها كاحسن ما يكون الأداء ،و تسللوا بها على مؤسسات و هيئات و مفاصل الدولة الحساسة،و تمكنوا من عقل المواطن المصرى بعد أن تحول إلى تابع مطيع ذليل للشيخ والسلطان .
و هكذا كان الذراع المغروس و رأس الحربة فى جسد المجتمع المصرى هم الإخوان،الذين اطلقوا هذه التسمية على انفسهم تيمنا بجماعة الإخوان الأم فلقب الوهابيين الأول كان هو الإخوان ، وعندما ظهر الإخوان المصرية أعلنوا أنهم جماعة دعوية تبتعد عن العمل السياسى،ليتحولوا بعد شهور إلى الانغراس فى العمل السياسى،و قد رد حسن البنا عن السؤال:"هل فى منهاج الإخوان المسلمين أن يكونوا حكومة و أن يطالبوا بالحكم؟" وهو السؤال المستغرب من التلامذة على هذا التحول ، كان رد المرشد المؤسس :"إن الإسلام يجعل من الحكومة ركنا من أركانه و يعتمد على التنفيذ كما يعتمد على الإرشاد ،و قديما قال الخليفة الثالث( رضى) ان الله ليزغ بالسلطان ما لا يزغ بالقرآن،و قد جعل النبى الحكم عروة من عرى الإسلام فى حديث لتنقض عرى الإسلام عروة عروة،فأولها نقضا الحكم و أخرها الصلاة
".[صورة: 1269437405.pjpeg]
و يبنى الشيخ القرضاوى على هذا الكلام و يستكمل شارحا فيقول:"و الحكم معدود فى كتبنا الفقيهة من العقائد و الأصول لا من الفقيهات و الفروع،فالإسلام حكم و تنفيذ كما هو تشريع و تعليم،كما هو قانون و قضاء لا تنفك واحدة منها عن الآخرة،لذلك فإن قعود المصلحين الإسلاميين عن المطالبة بالحكم جريمة إسلامية لا يكفرها إلا النهوض و إستخلاص قوة التنفيذ من ايدى الذين لا يدينون بأحكام الإسلام الحنيف..فالحكم منهاجهم(الإخوان) و سيعملون لاستخلاصه من ايدى كل حكومة لا تنفذ أوامر الله.و لابد من إعداد الشعب و تهيئة الأجواء حتى يكون الحكم الإسلامى نابعا من رغبات الناس و اختيارهم /ص 122،123/الإخوان المسلمون/مكتبة وهبة/1999"إذن نظام الحكم مطلب يجب ان يأخذه الإخوان بكل الوسائل الممكنة،و سيكون نظامهم حكم و تنفيذ و تشريع و تعليم و قانون و قضاء لا تنفك واحدة منها عن الأخرى،إنها الدكتاتورية التامة الكاملة النموذج تامة المعاني كاملة السواد ،الطريف أنه يطلب تهيئة الناس لتأييد الحكم الإسلامى عندما يقوم فيكون نابعا من رغبات الناس ،أى أنهم عينوا انفسهم ثم سيدربون الناس على تأييد هذا التعيين و القبول به و مبايعته من بعد .
يشرح مؤسس الجماعة عن حكومته الإسلامية المقبلة بانها "التى تقود هذا الشعب إلى المجد و تحمل به الناس على هدى الإسلام..و لهذا لا نعترف بأى نظام حكومى لا يرتكز على أساس من الإسلام و لا يستمد منه..و سنعمل على إحياء نظام الحكم الإسلامى بكل مظاهره و تكوين الحكومة الإسلامية على هذا النظام،و نريد بعد ذلك أن ينضم إلينا كل جزء من وطننا الإسلامى الذى فرقته السياسة الغربية، و نحن لهذا لا نعترف بهذه التقسيمات السياسية و لا نسلم بهذه الاتفاقيات الدولية ..أما الهدف البعيد فهو إقامة الدولة الإسلامية التى تعلى كلمة الله فى الأرض و تمكن لدينه و تحقق مقاصده /كتاب قرضاوى/الإخوان المسلمون ص 85".
[صورة: crimes-of-hamas-in-gaza-12.jpg?w=400&h=300]
إنها إذن الحرب الأهلية أولا لتوحيد ملل الوطن الواحد،ثم حرب إقليمية لضم لدول الإسلام الأخرى للخلافة الجديدة ،ثم تتبعها حرب عالمية لإخضاع الأرض لحكم الله .و فى كتابه يختار الشيخ قرضاوى مصر لهذا الدور للقيام بهذه الحروب والمسالخ ،فهى المرشحة للحرب الأهلية حتى تتحول إلى إمارة إسلامية تكون مهمتها ضم بقية البلدان الإسلامية الممانعة ،و بعدها يبدأ احتلال الأرض كلها!! و لن يكون لهذه الإمارة القائدة دستور و لا مجلس نيابى يضع قوانين و لا ذكر لحقوق الناس،الحديث فقط عن الدين و الأمة الماجدة التى ستبدأ توحدها بحربها كإمارات إسلامية ضد بعضها للتوحد على مذهب واحد و رأى واحد،و بعد هذا التوحد بحروبه الأهلية و كوارثه سنتحول للكارثة الأعظم،بإعلان الحرب على العالم لتمكين الإسلام فى الأرض.
و حتى يحدث هذا الحراك الهائل فلابد أن تحدث اختلافات فى الرؤى هنا و هناك مما سيخلق معارضة أمام الإمارة الإسلامية المصرية،و لذلك قاموا بحل هذا الإشكال سلفا،لأنه لا يوجد سوى إسلام واحد و لا توجد سوى ثقافة إسلامية واحدة هى التى يلزمها الإخوان،و عدا ذلك ليس إسلاما بل كفراً مهما كان زيه أو شكله،لذلك يكفرون المجتمع قبل أن يركبوه،و يطرحون هنا حديث الفرقة الناجية من بين ثلاث و سبعين فرقة و المتبقية هلكى،و التعبير(هلكى) يعنى الخروج عن الدين و يعنى أيضا وجوب إهلاكهم و تصفيتهم،بينما مهما وصل الخلاف بين أى فريق حزبى أو تيار فكرى و بين الإخوان،فإنه يظل مجرد اختلاف فى الرأى مهما كان الإختلاف جديا فلا يصل إلى درجة الصراع التصفوى الدموى الذى يبقى فريقا واحداً منتصراً برأيه الأوحد.
الإخوان يكفروننا قبل أن يحكموننا ،لأن التكفير جزء من منهج التفكير الإخوانى و هو مبدأ لا نقاش فيه،و الأخطر هنا أنهم جعلوا أنفسهم الإسلام الصح الأوحد و عداهم ليس مسلما و من ثم لا معارضة حسب النظرية الإسلامية و التى تدعم نفسها بحديث آخر:"إذا بويع لخليفتين فاقتلوا أحدهما".فقتل المعارض أمر إسلامى صريح.و هكذا يتحول عدم اتفاق الآخرين معهم فى الرأى و عدم إذعانهم و انضوائهم تحت مخالبهم كفراً بالله ،رغم أن أحدا لم يختلف معهم على الإيمان بالله و لا على أصول الإسلام و شرائعه و قوانينه و شعائره،و أن الله ليس مطروحا ضمن أى برنامج سياسى أرضى فهذا استهانة به و امتهانا لكماله الكلى.
يفسر لنا قرضاوى ما الذى ألهب نفس مؤسس الجماعة حسن البنا بأسباب أهمها" سقوط الخلافة و صدور كتاب الإسلام و أصول الحكم لعلى عبد الرازق و كتاب فى الشعر الجاهلى لطه حسين و ظهور أحزاب علمانية مثل حزب الأمة فى مصر و ظهور مقالات فى الصحف تجترئ على الإسلام/ كتابه الإخوان ص 61 ".إن الإخوان لا يحتملون مجرد الكلام،مجرد الكتابة.
إذن القتل صبرا و السمل و القطع من خلاف هى حدود و أدوات عقابية في قانون الإخوان الذى سيطبقونه علينا،بعد أن اعتبر حسن البنا أن الأخ الصادق المعاهد هو الذى قال الله فيه"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر".و يشرح ذلك القرضاوى بأن الأخ الصادق المعاهد "هو جندى لديه إستعداد للتضحية و بذل النفس و المال و الوقت و الحياة و كل شئ فى سبيل الغاية ..إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة".و لتأكيد العنف و التصفية الجسدية كمبدأ للجماعة يشرح قرضاوى فيقول:"إن الحق لا ينتصر بذاته إنما برجال لا يهابون الموتى..و هم الجيل الربانى و معالمه ثلاثة:المحبة المتبادلة بينهم و بين ربهم،الذلة على المؤمنين و العزة على الكافرين،الجهاد فى سبيل الله دون خشية من أحد.و هؤلاء لا يخشون أحداً إلا الله"

بل و يذهب القرضاوى فى التنظير العسكرى لدولته المقبلة،انه يجوز فيها قتل المدنيين لتحقيق الدعوة و غرضها،فيقول :"فأخذناه و جنوده فنبذناهم فى اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين/40/القصص،و( يشرح ) كلمة الجنود هنا تشمل كل أعوان الطاغية من عسكريين و مدنيين"و فى تاكيد للنازية و احترامها كنموذج يحتذى يقول:"كان الرايخ الألمانى يفرض نفسه حاميا لكل من يجرى فى عروقه دم الألمان،و العقيدة الإسلامية توجب على كل مسلم أن يعتبر نفسه حاميا لكل من تشربت نفسه تعاليم القرآن/كتابه الإخوان ص 80،76،65،131،87".ثم يعقب على دعوة البنا الإخوان للاستقواء بالسلاح قائلا:"إن الإخوان المسلمين سيستخدمون القوة العملية حيث لا يجدى غيرها،و حين يثقون أنهم قد استكملوا عدة الإيمان/نفس الكتاب ص 120،121".و يذكر أن نشيد هؤلاء الثوار البررة سيكون
هو الحق يحشد أجناده و يعتد للموقف الفاصل
فصفوا الكتائب آساده و دكوا به دولة الباطل
و بعد التمكين للفرقة الناجية سيعمل الإخوان على إحياء معنى جهاد الطلب بجهاد قوى الاستعمار فى الخارج و تحرير الأراض الإسلامية أى كل أرض دخلها الإسلام و ارتفعت فيها مآذنه يجب أن تتحرر من كل سلطان أجنبى كافر و كل حكم طاغوتى فاجر و هذا فرض عين..(أى لابد من إخضاع دولة أمريكا و كل دول أوروبا التى ارتفعت فيها مآذن الإسلام) و ابتداء بقضايا الوطن الإسلامى الأكبر مثل قضايا أندونيسيا و باكستان و كشمير و الأقليات الإسلامية فى إريتريا و الجمهوريات الإسلامية السوفيتية،و تحرير فلسطين أرض النبوات من رجس الصهيونية،و أولكم (أى أول الإخوان) هم أبناء حركة المقاومة الإسلامية حماس/الكتاب نفس 215،216".
يبقى أن نذكر ان كتاب القرضاوى هذا صادر فى 1999 اى منذ عقد واحد.
حتى اليوم ستظل الكتابة و الإبداع ايا كان فنا أم تدوينا لديهم كما هى عند طه حسين و على عبد الرازق لايمكن احتمالها ويجب استمرار مصادرتها ،فهل تراهم سيطلقون حرية العبادة فى وطن متعدد الملل و النحل؟و هم لا يطلقون روايات و دواوين شعر؟الأخطر فى كل الموضوع أنهم جماعة من المسلمين ترى فى الدين رأيا و لا ترى سواه و تريد من الجميع الإنصياع لهذا الرأى أو يعتبروا خارجين على جماعة المسلمين مارقين هلكى؟لذلك هم يحفظون عن يقين الحديث:" من خرج على الجماعة فاضربوه بحد السيف"،و بينما الحديث النبوى يتحدث عن جماعة المسلمين بكل صنوفهم و ألوانهم ،فقد قصر الإخوان الحديث عن الجماعة على جماعة الإخوان،و أنهم لو اضطروا سيلغون فى دماء المدنيين بل و دماء الأطفال عملا بالطلب النوحى"لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا إنك إن تذرهم يضلوا عبادك و لا يلدوا إلا فاجرا كفارا".
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 09-13-2010, 09:56 AM بواسطة بهجت.)
09-13-2010, 09:41 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  دراسة ( السم بالدسم ) - قراءة فى فكر اللعين جون لافين - الكاتب / طارق فايز العجاوى طارق فايز العجاوى 0 594 05-02-2012, 04:18 PM
آخر رد: طارق فايز العجاوى
  (( السم بالدسم ))- قراءة فى فكر اللعين لافين - بقلم الكاتب / طارق فايز العجاوى طارق فايز العجاوى 0 681 05-02-2012, 07:43 AM
آخر رد: طارق فايز العجاوى
  انكماش الرأي حسب تغير الدافع.."قراءة في جدلية الإخوان والولايات المتحدة" فارس اللواء 4 1,316 03-11-2012, 03:04 PM
آخر رد: فارس اللواء
  الثورات تُسقِط أنظمة الأفكار أيضاً! الحوت الأبيض 0 900 06-20-2011, 08:38 PM
آخر رد: الحوت الأبيض
  قراءة بخطاب بشار الأسد: فتنة ـ مؤامرة و إصلاحات مصطفى علي الخوري 1 1,978 04-16-2011, 07:42 AM
آخر رد: أبو إبراهيم

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS