{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
سوريا ليست وظيفة ولا رمزاً
آمون غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 700
الانضمام: Jan 2004
مشاركة: #1
سوريا ليست وظيفة ولا رمزاً

سوريا فى ما وراء السياسة


سوريا ليست "قلب العروبة النابض" ولا هى "قلعة الصمود والتحدي" ولا هى "رمز الإباء العربي" ولا هى أى شىء آخر منسوج على نفس المنوال ، بل هى ـ أساساً وقبل وبعد كل شىء ـ مكان ، مجرد مكان يعيش فوقه بشر يزيدون عن عشرين مليوناً ، وكونهم بشراً يعنى بداهةً أن لهم مطالب البشر فى الحرية والتعليم والطبابة والرفاه والتقدم ، ولن يستقيم أمرهذا مع ذاك : أمام سوريا أن تختار بين الوظيفة والرمز من ناحية والانصراف إلى شئون شعبها ومطالبه العادية والعادلة من ناحية أخرى ، وهذا ـ فى رأيي ـ أهم ما يمكن أن نستخلصه من تجربة سوريا مع تاريخها القريب .

كل شىء خلاق وجميل فى سوريا (وما أكثر الأشياء الخلاقة والجميلة فيها) يكاد يكون مصادرا : بلد البرجوازيات الصغيرة وتقاليد التجارة مكبلة بنظام اقتصادي اشتراكي غاية فى التقادم والعقم ، وبلد الطوائف والتنوع "عَجَنته" قسراً أدوات قمع أمنية بالغة الشراسة ثم سُمي العجين "وحدةً وطنية" ، وبلد الثقافة والأفكار (يوما ما) لم تعد تخرج منه مطبوعة واحدة تستحق القراءة لا صحيفة يومية ولا دورية متخصصة ولا كتاب ، وبلد الذكاء والشطارة يعانى تدهورا مفجعاً فى الأداء المهني والحرفي ، وبلد الفولكلور الطربى والوَنس والصهللة تقتصر مساهمته فى الفنون العربية على الفنانة أصالة نصرى ، وحتى هذه (أصالة) لا يملك فيها الكثير ، لا بل وبلد الحُسن والدلال والغنج يكتسب فيها "الحجاب" أرضا جديدة كل يوم فيما يبدو .

وبهكذا أحوال لم يكن مستغرباً أن تربط سوريا بمستعمَرتها اللبنانية علاقة ملتبسة ، فسوريا الكبيرة تسيطر على لبنان الصغير بوسائل القوة العسكرية فيما يتفوق لبنان الصغير على سوريا الكبيرة فى كل ما هو غير عسكري من شئون الحياة بل ويتحول لبنان إلى دولة رعاية لسوريا حين يتعلق الأمر بشيء مثل الطبابة وفرصة العمل وغيرهما .

كاتب هذه الكلمات تربطه بسوريا علاقة غرام من طينة صوفية ، ورغم ذلك (وربما بسببه) أجد نفسي ناقما على ما آلت إليه أحوال سوريا وقلِقا على مستقبل هذا البلد ، وإذ أكتب هذه السطور قاصداً الاختصار إلى أقصي حد فسأستعير تعبيرا مصريا شعبيا أراه يلخص وإن بقدر من الابتذال تقييمي لحال سوريا : "الناس خيبتها السبت والحد وخيبة سوريا ماوردتش على حد " ، فلا العروبة السورية باتت تساوى "قشرة بصلة" (ولم تساو يوما) فى موازين القوة والفاعلية ولا المجتمع الذى كبلته كلا بل صادرته العروبة إياها بقادر على أن يسند قضية أو يحمل ادعاءً ، ودع جانباً أن يبشر برسالة أو يقود مسيرة .

ليس لديّ أى تصور ولو عام ومبدئي عما يجب أن يفعله السوريون ولا من أين يبدؤون ، لكن المؤكد أن الكثير منهم قد انتبه إلى ما كشفت وتكشف عنه الأحداث الأخيرة (وهو مكشوف من البداية) ، وربما استنتج بعضهم أن ما تحتاجة سوريا ، ما هى فى أمّس الحاجة إليه ، قد لا يقل عن إعادة تعريف للأمة السورية وهويتها واجتماعها وأهدافها بعيدا عن أوهام الوظائف وخداع الرسالات وزيف الرموز ، وهذه مهمة تتجاوز بكثير حدود السياسة .





03-15-2005, 04:39 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
ابن سوريا غير متصل
يا حيف .. أخ ويا حيف
*****

المشاركات: 8,151
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #2
سوريا ليست وظيفة ولا رمزاً
أروع آمون

بقلبي حسرة كبيرة، لأني أحب هذا الوطن المسمى سوريا والذي كنت طويلاً أتسمى باسمه كابن لسوريا، بقدر عشقي لهذا الوطن.
وبنفس الوقت أتحسر للوضع الذي آل إليه. والذي لا يسر صديق ولا عدو.
أعتقد بأن سوريا بحاجة لمتنفس، لبعض الحرية لينطلق بها هذا الكم من المثقفين المشردين والمكبوتين داخلياً وخارجياً.
وكل أملنا بأهلنا بالداخل ليقوموا بذلك، فلا أتمنى من ناحيتي أي تدخل خارجي ولا حتى منا نحن مع كل محبتنا للوطن لأنه بكل الأحوال سنكون متهمين بالتواطؤ بشي جهة أجنبية.
حتى من يقوم بالاعتصام سلمياً بالداخل يتم ضربه بالعصي بتهمة التعاون مع الخارج الأجنبي، ولقد كان والدي بين المعتصمين منذ يومين وتم الاعتداء عليه ممن هم بعمر أحفاده.

أملنا بأهلنا بسوريا بأجيال جديدة تلعن العبودية وتقف أمام السلطان ولا تنحني له.
أعلم أن الأمر سهل نحكيه من الخارج. ولكننا لا نملك إلا هذه الكلمات، ونشكر هذا الجيل القديم الشجاع الذي يفتح الطريق نحو الرفض والعنفوان بشكله السوري.
فلقد صار يكفي.

كما بمصر افتتحت الاعتراضات على حكم مبارك بشعار : كفاية.
فعلينا بسوريا أن نتعلم من أم الدنيا ونقول: بيكفي.

(f)
03-15-2005, 05:35 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Contender غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 426
الانضمام: Dec 2004
مشاركة: #3
سوريا ليست وظيفة ولا رمزاً
مقالة جميلة تشكر عليها

عندما كنت صغيراً كنت دائماً اقول لنفسي لماذا لبنان متقدم اكثر من سورية وهو بلد صغير جداً مالذي يملكه؟ فحسب ما اعلم هم يستوردون حتى الكهرباء.

لماذا نجد اكثر من نصف مليون عامل سوري في لبنان بينما لا نجد ولا لبناني في سوريا ما هو السر؟

قد يقول قائل ان الحرب الاهلية فتحت فرصة العمل لهؤلاء العمال، فأقول له ان السوريين يذهبون الى لبنان من قبل الحرب بسنين وحتى من عائلتي غالبية الرجال الذين تجاوزوا الاربعين كانوا يعملون في لبنان في يوم من الايام.

ان سوريا كجسد مصاب بالسرطان ولن يتم الشفاء الا باستئصال العضو المصاب والا انتشر هذا المرض في كامل الجسد.

اذكر عندما صدر العدد الاول من جريدة الدومري لم يبقى ولا عدد في السوق، نفذت جميعها وكم كانت حسرة في قلبي عندما اغلقوها.

لا يخفى على احد ان السبب الرئيسي هو حزب البعث الحاكم والفساد والديكتاتورية الغارق بهما. هذا الحزب هو من اسوء ما انتجته البشرية وخصوصا انه في يد اقلية اقل ما توصف بأنها طابور خامس، فهم مستعدين ان يحرقوا البلد بمن فيها في سبيل مصلحتهم.

وبحجة العروبة والوحدة والحرية والاشتراكية نهبوا خيرات البلد واذلوا شعبها وبحجة القضية الفلسطينية ينهبون معظم موارد البلد لدعم الجيش (المتمثل بالضباط واولادهم فقط) والذي سيرمي اليهود في البحر يوما ما.
هذا الحزب الذي كان يعد بتوحيد الشعوب العربية كافة تحت شعار امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة لم يستطع توحيد شطريه العراقي والسوري على مدار ثلاثين عام!

اذكر ان قريب لاحد اصدقائي سجن مرة ستة اشهر لأنه قام بتهريب الموز من لبنان!



(f)
03-15-2005, 07:51 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
آمون غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 700
الانضمام: Jan 2004
مشاركة: #4
سوريا ليست وظيفة ولا رمزاً

شكرا لكما طارق وكونتندر (f)

كتب طارق : "أعتقد بأن سوريا بحاجة لمتنفس، لبعض الحرية لينطلق بها هذا الكم من المثقفين المشردين والمكبوتين داخلياً وخارجياً."


وكتب كونتندر : "ان سوريا كجسد مصاب بالسرطان ولن يتم الشفاء الا باستئصال العضو المصاب والا انتشر هذا المرض في كامل الجسد."

وبالطبع ليست سوريا وحيدة نوعها فى حاجتها لـ "نسمة الحرية" ولا هى الوحيدة "المصابة بالسرطان" ، لكن رغم ذلك تنفرد سوريا ببعض أسوأ الأوضاع فى المنطقة وربما فى العالم ، وخصوصا لجهة نوع الاستبداد الذى يحكمها .

الغالب على تجارب الاستبداد الحديث هو أن النظام المستبد (ومهما كان شكله ونمطه) غالبا ما يحاول أن يضع لنفسه أساسا ما يستمد منه "شرعية" ما أو ما يتوهم أنه شرعية ، فرأينا مثلا مستبدا مثل حسني مبارك يطرح فى بداية حكمه موضوع تجديد مرافق البنية الأساسية (وكانت منهارة فعلاً) ثم بعد ذلك يطرح التحول لاقتصاد السوق ، وها هو يطرح التحول للديموقراطية ، وبصرف النظر عما يمكن أن يقال عن هذا الدكتاتور وما حققه وما فشل فى تحقيقه فالمؤكد أنه جعل من أوضاع الداخل وتطويرها مرجعية لإدعاء الشرعية .

الحبيب بورقيبة اتخذ من التحديث التعليمي والاجتماعي (وخصوصا فى أوضاع المرأة) أساساً لحكمه متجاوزا حتى دوره فى استقلال تونس .

الأسر الحاكمة فى الخليج فى جلها متسلطة وفاسدة ولكنها رغم ذلك اجتهدت فى تطوير مجتمعاتها بشكل لا يمكن إنكاره سواء قبل النفط أو بعده وها هى تواجه القوى الاجتماعية التى أفرزها التطوير الذي قادته هي .

وهناك نماذج أخرى لاستبدادات عربية حاولت وتحاول بهذه الطريقة أو تلك أن تقايض شعوبها بشيء ما مقابل الاستئثار بالحكم ، لكن فيما يبدو هناك نظامان عربيان ليسا فى حاجة إلى مقايضة كهذه : البعث السورى والجماهيرية الليبية .

يحتاج النظام البعثى فى سوريا ـ كمرحلة أولى ـ إلى من "يستدرجه" للبحث عن شرعية ما يستمدها من مقاربته لأوضاع الداخل السوري بعيدا عن الأوهام والشعارات الفارغة ، ولعل كتابات الدكتور عارف دليلة الشجاعة عن الاقتصاد السورى يكون فيها ما يصلح البناء عليه ، المهم أن تكون هناك بداية ما على أمل أن تدور العجلة بعدها .





03-16-2005, 12:19 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  سوريا والاستهداف الأمريكي / لاتخشوا على سوريا إلا من معارضي الخارج عادل نايف البعيني 30 6,286 06-08-2012, 04:43 PM
آخر رد: إسم مستعار
  ليست غيمة عابرة..11 سبتمبر 2001 هز أمريكا و 11 فبراير 2011 سيهز العالم العربي بسام الخوري 0 1,163 02-21-2011, 02:15 PM
آخر رد: بسام الخوري
  الوهابية ليست هي السلفية ..فاتيكان السعودية وأذرع إيران محمد جربوعة 0 1,839 06-30-2010, 02:55 PM
آخر رد: محمد جربوعة
  ظاهرة الخرف العربي ليست جديدة رحمة العاملي 25 5,838 02-13-2009, 02:29 PM
آخر رد: رحمة العاملي
  في رأيي المشكلة الكبيرة في لبنان ليست سوريا...??? بسام الخوري 1 1,046 04-23-2008, 01:21 PM
آخر رد: بسام الخوري

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS