اقتباس: بهجت كتب/كتبت [/i]
الإسلاميون بالفعل يركبون الهوا .. هي بالفعل رمية بدون رامي أو هي التسريبات اللاشعورية و لا أجد وصفا أكثر توفيقا و أشكرك عليه ، و لكنه أيضا هواء أسود ملوث قاتل.
عندما نتحدث عن الحضارة العالمية أو مجمع الثقافات الليبرالية القائدة فنحن نتحدث عن واقع حقيقي ملموس ، عن كيانات و انجازات لها ملامح يمكنك معرفتها و ممارساتها و نقدها .. لها ايجابياتها و سلبياتها ، نتحدث عن منتجات و خدمات و قيم و فلسفات و ممارسات و أنظمة و مؤسسات ، نتحدث عن طائرات و سفن و مدن ذكية و شبكة اتصالات كونية ، نتحدث عن الحريات العامة و الديمقراطية و حقوق الإنسان ، نتحدث عن الخدمات الطبية و أنظمة متطورة للتعليم و للزراعة و حماية البيئة و التعاون الدولي نتحدث عن الصناعات العملاقة و الهندسة الوراثية و الكيمياء الحيوية و الطبيعة النووية ، نتحدث عن أانجازات واقعية ، يكفي أن تعلم أن الإنجازات العلمية خلال 25 سنة الأخيرة تزيد عن الإنجازات التي حققها الجنس البشري في تاريخه كله ،و أن ما يتحقق كل عام يزيد عن كل إنجازات الحضارة الإسلامية في 1000 عام .
الزميل الوقور بهجت (f)
ألاحظ في أسلوبك نبرة الهجوم يابهجت , واتهام الاخرين بصفات لاترضاها لنفسك لمجرد الاختلاف معك , وأقول لك ان هذا لاينفعك ..
التقدم التكنولوجي ..
هذا الكلام شبعنا منه ونعلمه جيدا وهو حسنة من الحسنات القليلة للحضارة الغربية ...
الحضارة الغربية اذا تكلمنا عنها لابد وأن يكون هذا هو نهاية حديثنا : ( المنجزات التكنولوجية ) وعلى حد تعبيرك أنت :نتحدث عن الصناعات العملاقة و الهندسة الوراثية و الكيمياء الحيوية و الطبيعة النووية !
وأما أساطير الديمقراطية والحرية فكل هذه تنتهي عند إرادة الدول العظمى وليس للطرف الضعيف أي حق في ممارسة الديمقراطية ولا التمتع بالحرية , إنها شريعة الغاب , وليس كل منبهر بها إلا مخدوع أو عميل ... والحقيقة أن من يريد منا استيراد ( كل ) معطيات هذه الحضارة مع التخلي عن قيمنا الانسانية النبيلة فهو انسان لايعرف إلى أين يقود أمته ووطنه في الحقيقة , لأن حسنات هذه الحضارة على قلتها تحميها من الانهيار السريع , في حين أننا لو تخلينا عن قيمنا الجميلة التي تخلو منها الثقافة الرأسمالية الغربية تماما : فإنها ستكون النهاية لمجتمعاتنا على أيدي من يظن انقاذها ..
أنا قلت لك من قبل أن التقدم التقني مطلوب وننادي به كلنا ولكن ليس تحت راية العم سامّ ولا عم آخر خواجة نتخذه قدوة لنا في حياتنا الأدبية وقيمنا العليا ...
لي مداحلة أو ربما موضوع كامل في نقد الحضارة الغربية وفضل الحضارة الاسلامية عليها ... ولاتستعجل في حكمك فسوف ترى ...
اقتباس:نحن نتحدث عن دروب متشابهة للتقدم تحركت خلالها و بنجاح شعوب عديدة مختلفة ، شعوب أوروبية و أمريكية و أسيوية و أفريقية ، و لكنكم تتحدثون عن حضارة افتراضية غير موجودة ، عن شيء أشبه بحكايات ألف ليلة و ليلة ، عن وهم أشبه بالمرض النفسي عندما تصبح الكلمات بديلا للواقع و تختلط الأماني بالانجازات ، في ذلك العالم الوهمي لن توجد سلبيات ولا عيوب و لا خطايا ، لن يوجد أي شيء سوى الكلمات . هذا هو ركوب الهواء ..
نعم الثقافة الإسلامية بلا أمراض فالموتى لا يمرضون
عزيزي ... المثقفون العرب هم أول المرضى ولايفعلون إلا الكلام ! ولايمكن أبدا إخراجهم من دائرة المسئولية عما تعانيه أمتنا ... هل تفعلون أنتم إلا الكلام ؟؟ بل أكرر :
ان من يزعم الثقافة والتنوير في عالمنا العربي هم مجموعة من الببغاوات التي لاتعي نهاية الطريق التي تمشي فيه على عمى وتقليد لايعرف أي حاسة نقدية !
اقتباس: هل تدلني على نموذج واحد ..واحد فقط يمارس فيه المسلمون حضارة خاصة أو ثقافة متحضرة ؟، هل تدلني قبل الحديث الحماسي عن الثوابت ما هي الإسهامات التي يقدمها المسلمون في حضارة هذا العصر غير القتل المجاني الحقير و الإنتحار الأبله و الأمراض المتوطنة
ولماذا تنظر إلى المجموعة غير المساهمة في الثقافة ولها مشكلتها مع عدو مجرم , وتريد أن ( تقحمها ) في مانحن فيه ! هذا دليل على أنكم متأثرون كثيرا بالميديا الاعلامية الغربية وأبواقها ونوافيرها ..ترون بمنظارها لاأكثر ... وإلا فهناك كثيرا من الدول الاسلامية لم يمنعها اسلامها من التقدم التقني ليس اهمها ماليزيا مثلا ....
صدقني ليس من مصلحتنا اخفاء الحقائق والتدثر بالعواطف .... من الافضل لنا أن ( نعمل ) ونمضي قدما في ركب الحضارة دون سب ولعن ثقافتنا وقيمنا بحجة أنها هي التي تعطلنا ! هذا عجز وتبرير سخيف , تبير شبيه بالتلميذ البليد الذي يحتج على عدم قدرته على النجاح بأنه لايذاكر لأنه مشغول بمواجهة يومية لفريق منافس في كرة القدم !
هي معركة وهمية لا أساس لها من الواقع , ليس هناك مايعوق عن التقدم التقني إلا متقنوا فن الكلام فعلا , الكلام والكلام فقط ...
هجوم .. وصراخ ... وعويل ....
وليس هناك أي مشروع حضاري عندهم إلا ذلك ....
وظيفتهم فقط أن يشقوا عصا الأمة نصفين مابين مؤيد ومعارض لللقديم أو الجديد .... قديم وجديد ... ياللسخرية .... في هذه المعركة التي لامبرر لها تستفرغ طاقاتنا وشحناتنا المكبوتة ونظن أننا أبطال ! وأننا قد خدمنا قضيتنا ! وقد أثبتنا لأنفسنا فعلا أننا لسنا نحن السبب ولسنا مسئولون ..... الاخرين فقط هم ( الِوحشين ) ... المتطرفين الرجعيين ... أنظر كيف يمنعوننا عن التقدم ؟ أنظر اليهم كيف يمنعوننا عن العمل ؟
أتذكر فيلم لاسماعيل يس في مشهد كوميدي يفطّس من الضحك يصرخ فيه ويقول : إوعى سبيني عليه ! سيبني أكسره وأدشدشه إوعى سيبني باقول لك !
في حين إن مافيش حد ماسكه أصلا ! والرجل واقف جنبه بيقول له : ماتضربه ياسمعه ماهو قدّامك آهو !
وعندئذٍ : كان منظره يهلك من الضحك لما هدى جدا وانسحب في أدب جم :lol:
هذا المشهد هو الذي أراه يتكرر كل يوم في كتابات حداثيينا و( مثقينا )العرب ...
إنها ثقافة التبريروالاسقاط والحيل النفسية المتعددة التي لاتنتهي ...
اقتباس:اقتباس:ويكفي أن الغرب اعتبره الخصم الوحيد بعد انهيار المعسكر الشيوعي .. هل لذلك من دلالة
؟
من تصنفه كمسجل خطر .. المجرمون أم العلماء ؟.إني لا أرى أن هناك ما يدعوا للتفاخر أن يرانا العالم خطرا على حضارته ، و لكنها في الحقيقة رؤية عنصرية ضد المسلمين يرفضها كثير من المفكرين و السياسيين الغربيين أنفسهم ، فبالرغم من محنة الأصولية التي يعانيها العقل المسلم ، لا أعتقد أن هنالك شيء عضوي موروث في الإسلام يجعله بالضرورة متخلفا أو معاديا للحداثة ، لا أعتقد أن هناك ثمة شكل نهائي دائم للأفكار ، فالإسلام كأي دين كبير آخر هو مجموعة من التقاليد الثقافية التي نمت خلال تفاعلات تاريخية معقدة و تطورات في مسارات متعددة ، هذه التقاليد تشكلت دائما تحت ضغط المعطيات المادية التي تحيط بها ، و يمكنها أن تتغير بشكل جذري لو تغيرت المعطيات المادية في اتجاه آخر . هناك أفكار هامة لفرانسيس فوكوياما و برنارد لويس حول تقدمية نظام الملل العثماني ففي حين كانت أوروبا ممزقة بفعل الحروب الدينية كانت المذاهب المختلفة تتعايش بسلام في الإمبراطورية العثمانية
لابد وأن نتفق ..
هذا مانريد أن نقوله ....
إذن المشكلة ليست في الدين ! ولن يكون دين بوذا عائقا عن لحاق اليابان بل والتفوق في مختلف مجالات الحضارة .
:redrose: