هذا السؤال سأله أحد الأشخاص في موقع Yahoo Answers
أجاب عليه شخص و جوابه كان عجيب حتى اختاروه من أفضل الأجوبة خلال السنة في الموقع .
لقد قال : أن العالم فعلاً بامكانه أن ينتج طعام يكفي كل سكان الأرض و يكفي ان كميات ضخمة منه تذهب في القمامة بكل مكان . لكن المشكلة ليست هل عندنا طعام يكفي أو لا ! المشكلة انه ليس في كل مكان يستطيعون أن يشترون هذا الطعام ، و اذا كانوا يستطيعون زراعته و فشلوا لايستطيعون أن يستوردونه ..

ولماذا لانعطيهم الطعام الزائد مجاناً ؟ ففي النهاية سيرمى بالقمامة ؟؟

هذا العمل خاطيء لأنه سيقلب اقتصاد الدول التي تستقبل المساعدة وتزيد الطين بله ..
الدول المحتاجة لهذة المساعدات الغذائية حتى لو كان فيها نسبة كبيرة من الفقر و الجوع سيكون أيضاَ فيها نسبة كبيرة من الزراعة و تعتمد على هذة المهنة كمصدر دخل رئيسي ، يعني نسبة كبيرة من السكان يعيشون كعمال في المزارع و إنتاج الأغذية و تعليبها و نقلها و تجارتها .

تخيلوا مرة واحده تمتليء الدولة بالطعام للكل و بالمجان ! هذة المزارع كلها سوف تخسر ، العمال و الموظفين الذين كانوا بالقطاع الزراعي كلهم سيخسرون و تنقطع ارزاقهم ، وسوف تصبح الدولة أفقر من السابق ، القطاعات التجارية و الصناعية المرتبطة بالزراعة سوف تخسر .

اقتصاد دولة كاملة سوف يتدهور ...
وإلى متى سيعتمد الناس على الطعام المجاني و المساعدات؟ فهكذا لن تحل المشكلة ...

هكذا لن تنحل المشكلة، ولكن حتى لوجرى بناء انظمة متقدمة في كل الارض، يبقى السؤال قائما من وجه آخر: كم عدد السكان الذي من الممكن للارض ان تطعمه؟

ان الارض ليست كوكبا غير محدود الموارد، كما ان موارد الارض ليست فقط للانسان، ومع ذلك استولى الانسان على النسبة العظمى واساء الاستخدام، الى متى يمكن للارض ان تتحمل ذلك؟

اليوم اصبح عدد البشر يتجه نحو المليار السابع، وإذا كان كل شخص يطمح للوصول الى مستوى المعيشة الاوروبية سيعني ذلك اننا نحتاج الى اربعة ارضين لتحقيق ذلك بالتكنولوجيا الحالية، ومع ذلك لايبدو ان زيادة عدد السكان ستتوقف عند السبعة مليارات، فكم يمكن للارض ان تتحمل من السكان ومالعمل مع الفائضين؟

سأسأل سؤالا آخر، إن كان النظام الاقتصادي الحالي (الرأسمالي) يستوجب وجود مجاعات رغم توفر حل سهل لها لئلا ينهار أفليس هذا دليل على ضرورة البحث عن بديل.

الأرض اليوم بها من الموارد ما يكفي لإطعام جميع سكانها (والمشكلة اليوم مشكلة توزيع). لكن لو استمر التفجر السكاني بهذه الوتيرة لما استطعنا توفير طعام للجميع. لكن ما لا يدركه البعض أن محاصيل النباتات تستهلك من موارد الأرض مقدارا أقل بقليل من اللحوم (ما يستهلكه تربية المواشي مثلا) ولو شجعنا على استهلاك غذاء جزء كبير منه من النباتات لحللنا المشكلة. مثل هذا الغذاء موجود بشكل تقليدي في دول آسيا وأفريقيا لكنه آخذ بالتغير بسبب تأثير الغرب وهنا بدأت المشكلة يعني في الهند والصين كان استهلاك اللحوم قليلا مقارنة بالغرب لكن مع تزايد تأثير الحضارة الغربية ووجود طبقة وسطى آخذة بالكبر تزايد الطلب على اللحوم.

هل ستساعدنا التكنولوجيا على إيجاد حلول (مثلما حضر الطعام من الذرات في درب النجوم مثلا؟) آمل ذلك.

عزيزتي الدرة البيضاء

اقتباس:هذا العمل خاطيء لأنه سيقلب اقتصاد الدول التي تستقبل المساعدة وتزيد الطين بله ..
الدول المحتاجة لهذة المساعدات الغذائية حتى لو كان فيها نسبة كبيرة من الفقر و الجوع سيكون أيضاَ فيها نسبة كبيرة من الزراعة و تعتمد على هذة المهنة كمصدر دخل رئيسي ، يعني نسبة كبيرة من السكان يعيشون كعمال في المزارع و إنتاج الأغذية و تعليبها و نقلها و تجارتها .
تخيلوا مرة واحده تمتليء الدولة بالطعام للكل و بالمجان ! هذة المزارع كلها سوف تخسر ، العمال و الموظفين الذين كانوا بالقطاع الزراعي كلهم سيخسرون و تنقطع ارزاقهم ، وسوف تصبح الدولة أفقر من السابق ، القطاعات التجارية و الصناعية المرتبطة بالزراعة سوف تخسر .
اقتصاد دولة كاملة سوف يتدهور ...

هذا الكلام يصح في حالة وجود احتكارات في القطاعات المنتجة و تجدينها حيث لا تتدخل الدولة في الاقتصاد مثل الحال في النظام الرأسمالي. فعندما يزداد عرض supply سلعة ما بسبب المعونة الغذائية المفترضة القادمة من الخارج تنخفض الأسعار مما يعني انخفاض أرباح المنتجين و المحتكرين للسوق فيلجأون الى عدة سياسات مضادة لحماية أرباحهم مثل تسريح العمال و الموظفين مما سيؤدي الى رفع نسبة الفقر و البطالة. و هذا سيؤثر على كافة الحياة الاقتصادية كما ذكر المثال فالقطاع التجاري مثلا سيتأثر أيضا بسبب تراجع الاستهلاك (نظرا للفقر و البطالة) و القطاع الصناعي سيتسبب في زيادة العرض عن الطلب demand مما يسبب الكساد. ولذلك تقول الاجابة التي نقلتيها لنا أن الاقتصاد يتدهور.

اضافة الى ذلك فان صغار المنتجين و المزارعين و ملاك المواشي و غيرهم يعيشون تحت تهديد دائم تمثله تلك الاحتكارات القادرة على تخفيض اسعار منتجاتها فتكسرهم و تكسد بضاعتهم بين يوم و ليلة حتى لو يكن هناك مجاعات. أو تهددهم بذلك ان لم يرفعوا اسعارهم. و هذا الأمر أيضا يدفع ثمنه المستهلك.

و تدهور الاقتصاد ليس شرطا أن تسببه معونة خارجية بل ان هناك سياسات تؤدي لنفس النتيجة مثل سياسة الانفتاح (مصر السادات مثال) حيث فتحت الأبواب للمنتجات الغربية ذات الجودة العالية مقارنة بالمنتج المحلي فأفلس المنتج المحلي و سرح العمال و الموظفين لتزداد البطالة و الفقر و تغتني فئة الوكلاء و المستوردين.

لكن لو كان النظام الاقتصادي في البلد الفقير اشتراكيا تحدد الدولة فيه الأسعار و تتحكم في توازن العرض و الطلب فسيكون من مصلحة الجميع الحصول على أي نوع من أنواع الدعم دون أن يتسبب ذلك في افلاس أحد أو تسريح أحد أو تدمير الاقتصاد. فالقطاعات المنتجة من زراعية و صناعية و تجارية ليست ملكيات خاصة تلجأ لحماية أرباحها على حساب بقية الشعب و انما هي قطاعات تملكها و تديرها الدولة.

المثال الذي ورد في Yahoo Answers يبرئ ساحة النظام الراسمالي الذي يتسبب حتما في افقار الكثير من دول العالم لأنه يعمل بنفس الآلية: قلة تحتكر السوق و تتحكم في قوت البشر عبر الحدود و القارات. و الأنكى أنه لا يمكنه الاستمرار دون أن يعيش على دماء الآخرين كما الحيوان الطفيلي.

(04-24-2011, 09:42 AM)طريف سردست كتب:  هكذا لن تنحل المشكلة، ولكن حتى لوجرى بناء انظمة متقدمة في كل الارض، يبقى السؤال قائما من وجه آخر: كم عدد السكان الذي من الممكن للارض ان تطعمه؟

ان الارض ليست كوكبا غير محدود الموارد، كما ان موارد الارض ليست فقط للانسان، ومع ذلك استولى الانسان على النسبة العظمى واساء الاستخدام، الى متى يمكن للارض ان تتحمل ذلك؟

اليوم اصبح عدد البشر يتجه نحو المليار السابع، وإذا كان كل شخص يطمح للوصول الى مستوى المعيشة الاوروبية سيعني ذلك اننا نحتاج الى اربعة ارضين لتحقيق ذلك بالتكنولوجيا الحالية، ومع ذلك لايبدو ان زيادة عدد السكان ستتوقف عند السبعة مليارات، فكم يمكن للارض ان تتحمل من السكان ومالعمل مع الفائضين؟

استاذي وسيد ساحة العلوم السيد طريف
نعم المشكلة لن تنحل هكذا وهذا ما عرفته من خلال قرائتي لجواب الرجل في موقع Yahoo Answers
ولكن يبدو أن جوابه كان أفضل جواب من بين جميع الأجوبة في الموقع ... تحياتي لك عزيزي

(04-24-2011, 02:49 PM)الحوت الأبيض كتب:  سأسأل سؤالا آخر، إن كان النظام الاقتصادي الحالي (الرأسمالي) يستوجب وجود مجاعات رغم توفر حل سهل لها لئلا ينهار أفليس هذا دليل على ضرورة البحث عن بديل.

الأرض اليوم بها من الموارد ما يكفي لإطعام جميع سكانها (والمشكلة اليوم مشكلة توزيع). لكن لو استمر التفجر السكاني بهذه الوتيرة لما استطعنا توفير طعام للجميع. لكن ما لا يدركه البعض أن محاصيل النباتات تستهلك من موارد الأرض مقدارا أقل بقليل من اللحوم (ما يستهلكه تربية المواشي مثلا) ولو شجعنا على استهلاك غذاء جزء كبير منه من النباتات لحللنا المشكلة. مثل هذا الغذاء موجود بشكل تقليدي في دول آسيا وأفريقيا لكنه آخذ بالتغير بسبب تأثير الغرب وهنا بدأت المشكلة يعني في الهند والصين كان استهلاك اللحوم قليلا مقارنة بالغرب لكن مع تزايد تأثير الحضارة الغربية ووجود طبقة وسطى آخذة بالكبر تزايد الطلب على اللحوم.

هل ستساعدنا التكنولوجيا على إيجاد حلول (مثلما حضر الطعام من الذرات في درب النجوم مثلا؟) آمل ذلك.

عزيزي الحوت العبقري
كلام منطقي ...وأقنعتني بالفعل نحن بحاجة لبديل ويجب أن لا نتوقف عن إيجاد حل لهذة المشكلة
كما تفضلت الأرض بها من الموارد مايكفي لإطعام البشر ولكن هناك مشكلة أخرى ألا وهي تزايد العدد السكاني ... وأيضاً يجب أن لاننسى أن التوازن مطلوب في استهلاك الغذاء من النباتات والحيوانات على
السواء ...ولكن ماهي الطريقة التي نستطيع بها أن نحدث هذا التوازن لحل هذة المشكلة أو الكارثة المدمرة قبل أن تزداد ويصعب عنئذ حلها .......
شكراً لمداخلتك الأكثر من رائعة

(04-25-2011, 09:11 AM)هاله كتب:  عزيزتي الدرة البيضاء

اقتباس:هذا العمل خاطيء لأنه سيقلب اقتصاد الدول التي تستقبل المساعدة وتزيد الطين بله ..
الدول المحتاجة لهذة المساعدات الغذائية حتى لو كان فيها نسبة كبيرة من الفقر و الجوع سيكون أيضاَ فيها نسبة كبيرة من الزراعة و تعتمد على هذة المهنة كمصدر دخل رئيسي ، يعني نسبة كبيرة من السكان يعيشون كعمال في المزارع و إنتاج الأغذية و تعليبها و نقلها و تجارتها .
تخيلوا مرة واحده تمتليء الدولة بالطعام للكل و بالمجان ! هذة المزارع كلها سوف تخسر ، العمال و الموظفين الذين كانوا بالقطاع الزراعي كلهم سيخسرون و تنقطع ارزاقهم ، وسوف تصبح الدولة أفقر من السابق ، القطاعات التجارية و الصناعية المرتبطة بالزراعة سوف تخسر .
اقتصاد دولة كاملة سوف يتدهور ...

هذا الكلام يصح في حالة وجود احتكارات في القطاعات المنتجة و تجدينها حيث لا تتدخل الدولة في الاقتصاد مثل الحال في النظام الرأسمالي. فعندما يزداد عرض supply سلعة ما بسبب المعونة الغذائية المفترضة القادمة من الخارج تنخفض الأسعار مما يعني انخفاض أرباح المنتجين و المحتكرين للسوق فيلجأون الى عدة سياسات مضادة لحماية أرباحهم مثل تسريح العمال و الموظفين مما سيؤدي الى رفع نسبة الفقر و البطالة. و هذا سيؤثر على كافة الحياة الاقتصادية كما ذكر المثال فالقطاع التجاري مثلا سيتأثر أيضا بسبب تراجع الاستهلاك (نظرا للفقر و البطالة) و القطاع الصناعي سيتسبب في زيادة العرض عن الطلب demand مما يسبب الكساد. ولذلك تقول الاجابة التي نقلتيها لنا أن الاقتصاد يتدهور.

اضافة الى ذلك فان صغار المنتجين و المزارعين و ملاك المواشي و غيرهم يعيشون تحت تهديد دائم تمثله تلك الاحتكارات القادرة على تخفيض اسعار منتجاتها فتكسرهم و تكسد بضاعتهم بين يوم و ليلة حتى لو يكن هناك مجاعات. أو تهددهم بذلك ان لم يرفعوا اسعارهم. و هذا الأمر أيضا يدفع ثمنه المستهلك.

و تدهور الاقتصاد ليس شرطا أن تسببه معونة خارجية بل ان هناك سياسات تؤدي لنفس النتيجة مثل سياسة الانفتاح (مصر السادات مثال) حيث فتحت الأبواب للمنتجات الغربية ذات الجودة العالية مقارنة بالمنتج المحلي فأفلس المنتج المحلي و سرح العمال و الموظفين لتزداد البطالة و الفقر و تغتني فئة الوكلاء و المستوردين.

لكن لو كان النظام الاقتصادي في البلد الفقير اشتراكيا تحدد الدولة فيه الأسعار و تتحكم في توازن العرض و الطلب فسيكون من مصلحة الجميع الحصول على أي نوع من أنواع الدعم دون أن يتسبب ذلك في افلاس أحد أو تسريح أحد أو تدمير الاقتصاد. فالقطاعات المنتجة من زراعية و صناعية و تجارية ليست ملكيات خاصة تلجأ لحماية أرباحها على حساب بقية الشعب و انما هي قطاعات تملكها و تديرها الدولة.

المثال الذي ورد في Yahoo Answers يبرئ ساحة النظام الراسمالي الذي يتسبب حتما في افقار الكثير من دول العالم لأنه يعمل بنفس الآلية: قلة تحتكر السوق و تتحكم في قوت البشر عبر الحدود و القارات. و الأنكى أنه لا يمكنه الاستمرار دون أن يعيش على دماء الآخرين كما الحيوان الطفيلي.

سيدة هالة
مداخلة غنية ومفيدة تعكس لنا شخصيتك الجميلة والمثقفة
أشكرك عزيزتي الحلوة على إبداء رأيك ....
تحياتي لك

بالنسبة للتوازن الغذائي فالإنسان يستطيع أن يعيش من حمية غذائية نباتية تماما مع بعض الإضافات التي يستطيع تناولها على شكل حبوب (فيتامين ب١٢، حديد حمض الفولات إلخ بعض الفيتامينات).. والكثير من الأشخاص يعيشون بهذه الطريقة ومنذ آلاف السنين (النباتيون في الغرب، الهندوس في الهند، البوذيون إلخ) حتى لو عدنا مائة عام إلى الوراء فأغلب غذاء أجدادنا كان نباتيا ولم يكونوا يتذوقون اللحم سوى في العيد. ... المشكلة إذن ليست طبية بل عدم رغبة الناس بالتخلي عن أكل اللحم.

لكن حتى لو لم يرغب الشخص بالتخلي كلية عن أكل اللحم، يمكنه التقليل منه قدر الإمكان والتركيز على أكل نباتي (مثلا كل مستحضرات التوفو إلخ... أو الأكلات النباتية التقليدية حمص فول مجدرة هندباء لا ينقض المطبخ العربي أكلات نباتية بعكس الغرب). على فكرة هنالك نظرية بأن استهلاك اللحوم يزيد من مخاطر سرطان القولون الذي كان نادرا عند العرب* ومع تأثرنا بالمطبخ الغربي زادت نسبة المرض، عدا عن ارتفاع الدهون في الدم ومخاطر أمراض القلب والسكتة الدماغية إلخ.

------------------
* تكلمت هنا عن مطبخ عربي تقليدي لكن للتنويه أقول العالم العربي شاسع ويحوي تفاوتا معينا بالثقافات المحلية فأتوقع مثلا أن ساكني البادية تقليديا كان غذاؤهم يعتمد على اللحم واللبن وأقل على الخضراوات بسبب طبيعة الحياة، هنا قصدت العرب الذين عاشوا في مجتمع زراعي كما كان الوضع في ريف مصر والشام إلخ.