القاهرة فى 28/4/2011
السجل المدنى
ذهبت اليوم مع ابنى الذى بلغ السادسة عشر من عمره لاستخراج بطاقة رقم قومى من قسم شرطة العجوزة ، والسجل المدنى لمن لا يعرفه هو مصلحة الأحوال المدنية بمصر ومنافذ خدمته أقسام الشرطة حيث انه إداريا يتبع وزارة الداخلية.
والسجل المدنى هو الجانب الطيب فى هذا المبنى المسمى قسم الشرطة ولكنه ليس طيبا كمثل باقى الإدارات الحكومية ولكن كما يقول المثل من جاور الحداد انكوى بناره ، فنهاك أيضا ينفعك المال والسلطة فى إنجاز حقك المشروع و من ابسط الامور أن تتعرض للمعاملة الجافة وبعض الشخط والنطر بدون سبب من شخص يبدو عليه انه لا صفة له فى المجتمع الوظيفى او شخص فى ادنى السلم الوظيفى، وإذا رفضت هذه المعاملة فيتم التعامل معك على انك فى قسم الشرطة.
المهم وحتى لا أطيل عليكم فقد أنهيت المهمة فى دقائق قليلة جدا وغادرت المبنى وجلست فى السيارة يقودها سائقى الخاص وجلس فى الخلف ابنى واسترخيت وعدت بذاكرتى إلى تعاملاتى السابقة مع السجل المدنى ، بالطبع لم أتعرض فى الماضى لمشاكل مطلقا لاننى فى حالى ولا اعرف إلا الخط المستقيم فى تعاملاتى ونادرا ما أحيد عنه ولكن فى البداية أثناء الدراسة او بداية الحياة العملية كنت ادخل هذا المبنى وبداخلى شئ من الرهبة فلربما يلقى الحظ فى طريقى احد اولاد الحرام يضيع مستقبلى او يهيننى ولربما لا يعجب شكلى الموظف حيث ان المدام بتتوحم ولربما كنت محدود الذكاء ولا اعرف انه إذا اردت أن تنجز فعليك بالونجز (والونجز هو ماركة من السجائر تعنى تقديم القرابين للموظف سواء كان سجائر او نقود حق الشاى).
وبعد ان اكرمنى الله بوظيفة طيبة جعلتنى فى عداد من يقال عليهم اصحاب المراكز او بلغة هذا الزمان "باشا" فقد كنت ادخل هذه المبانى وانا متحفز لإبراز هويتى فى اول احتكاك حتى يلزم من امامى حدوده او كنت احجز مقدما بالتليفون من احد معارفى موعد لإنهاء مصلحتى اثناء تناول مشروب فى مكتب المأمور أو نائبه.
ولكن بعد ثورة يناير شعرت ان هناك احترام اكثر فى اسلوب التعامل وحتى وجوه رجال الشرطة بمختلف درجاتهم من الجندى وحتى الضابط كانت اكثر وداعة وسكينة مما كانت عليه فى الماضى وكنت سعيدا لأننى تعاملت كمواطن عادى لا احتاج لتعريف الاخرين انا مين.
وفعلاً حمدت الله على الثورة ولعنت حسنى مبارك وعصره.
أرز التموين
وفى هذا اليوم جلست مساءً فى المنزل وتطرق الى سمعى صوت زوجة حارس العقار وهى تحدث زوجتى عن أنها لم تصرف حصة الارز التموينية التى تصرفها الاسرة وقالت لها انها سمعت انه لم يتم صرف أرز هذا الشهر !!!
لا اعرف هل هى اشاعة ام حقيقة ولكننى اذكر اننى فى شهر فبراير الماضى قد قرأت تقريرا رسميا عن احتياطى السلع التموينة وارصدتها خلال المدة القادمة وكان التقرير مزعج بالنسبة لى وللأسف لا أعرف التطور فى الوضع التموينى حاليا بالتحديد ولكن خشيت من أن تكون حقيقة وليست اشاعة وخشيت اكثر من تساقط قطع الدمينو قطعة وراء قطعة .......
وازعجنى ولدى الصغير عندما نامت الاسرة واستيقظ من نومه جائعا وكان هناك قليل من الطعام هممت بتناوله ولا يوجد غير رغيف واحد خارج الثلاجة وباقى الخبز فى الفريزر والطعام مثله يحتاج للتسخين وكلانا ليس عنده الرغبة فى بذل الجهد فى تحضير طعام ..... فقال لى إبنى: تسمح لى يا بابا اكل نصف رغيف فقط.... فتركت له الطعام مربتا على رأسه وسألت نفسى
ماذا لو لم يكن هناك طعام فى الثلاجة او سلع فى المحال او غاز او كهرباء او مياه شرب .... كيف سيكون الحال ؟ هل بدأت قطعة الدومينو فى السقوط...
وعندها ترحمت على ايام حسنى مبارك ولعنت الثورة ويومها.
ترى هل نحن فى أى الطريقين ؟