اقتباس:
شباب يسحبون جريحة توفيت لاحقا هي وابنها الذي كان ينقلها على دراجته النارية بعد إصابتها بطلقات الأمن السوري في درعا حيث اضطر الشباب لاستخدام الحبال في سحب الجريحين نتيجة إصرار الأمن على إطلاق النار عليهم.
«الاقتصادية» من الرياض
واصلت قوات الأمن السورية، أمس، حملات الاعتقال في مدن سورية عدة، فيما يعزز الجيش سيطرته على معاقل الاحتجاج ضد النظام السوري غداة مقتل 19 مدنيا في حمص وريف درعا.
وأفاد ناشطون بأن الحصار خف عن مدينة بانياس، لكن قوات الأمن قامت بعمليات نهب للمنازل خلال تفتيشها.
وأعلنت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية، أمس، أن قمع التظاهرات في سورية يعتبر ''إشارة على ضعف واضح'' وليس على قوة، وأضافت أن سورية وصلت إلى نقطة اللاعودة، وأن عزلة الأسد تتزايد.
وذكر المحامي خليل معتوق، رئيس المركز السوري للدفاع عن معتقلي الرأي وحرية التعبير، لوكالة الأنباء الفرنسية ''أن قوات الأمن ألقت القبض أمس على الناشط الحقوقي نجاتي طيارة في مدينة حمص (وسط)''.
وأشار معتوق إلى أن ''طيارة اقتيد إلى جهة مجهولة''.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان ''بان الأجهزة الأمنية شنت حملة اعتقالات واسعة في مدن سورية عدة طالت معارضين ونشطاء ومتظاهرين''.
وأشار البيان إلى أن قوات الأمن اعتقلت في ''مدينة بانياس عدنان الشغري، رئيس مجلس البلدية، والمحامي جلال كندو وفي دمشق الناشط بسام حلاوة وفي دير الزور (شمال شرق) اعتقلت فوزي الحمادة، عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الديمقراطي السوري المعارض البارز''.
وأشار المرصد إلى اعتقال العديد من النشطاء في دوما (ريف دمشق) وفي حمص (وسط) وفي حلب (شمال) وفي كفرنبل (ريف أدلب، شمال) والعشرات في اللاذقية (غرب) وجبلة (غرب) وريف دمشق وفي قريتي البيضا والقرير المجاورتين لبانياس.
وأضاف أن حملة الاعتقالات استمرت في بانياس ''واستهدفت بشكل خاص المثقفين والكوادر العليا''. واعتقلت قوات الأمن السورية الأحد قادة حركة الاحتجاج في بانياس، بينهم الشيخ أنس عيروط، الذي يعد زعيم الحركة، وبسام صهيوني الذي اعتقل مع والده وأشقائه.
وذكر شاهد عيان ''أن المدينة خالية من المارة، حيث يتعرض الأشخاص الذين يخاطرون بالخروج من منازلهم إلى الاعتقال''، لافتا إلى ''حملة اعتقالات جرت أمس في حي رأس النبع''.
وأشار إلى أن ''الجيش دخل الحي في البدء لكي يؤمّن حماية لأجهزة الأمن الذين تبعوه من أجل القيام باعتقالات''، مضيفا ''أن الجيش أقام حواجز عند مفارق الأحياء''.
كما سمع دوي إطلاق أعيرة نارية، بحسب الشاهد. من جهته، أفاد عمار القربي، رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان، بأن المعضمية (ريف دمشق)، ''المدينة التي تحاصرها الدبابات، شهدت حملة اعتقالات واسعة طالت عائلات بأكملها''. ونقل القربي عن شهود عيان ''أن المئات تم اعتقالهم'' مشيرا إلى أن في حوزته ''لائحة باسم نحو 300 معتقل طالت معارضين وموالين''.
وأشار رئيس المنظمة إلى أن ''السلطات اضطرت إلى استخدام المدارس الموجودة في المدينة لإيواء المعتقلين، كما أحكمت السيطرة على الجوامع التي حولتها إلى مراكز لتجمع عناصر الجيش'' الذي لا يزال منتشرا بكثافة في المدينة.
وأضاف القربي ''أن حظر التجول فرض في المدينة التي تعاني انقطاعا في التيار الكهربائي والاتصالات أحيانا''.
كما ذكر ''أن قطنا (ريف دمشق) محاصرة منذ الثلاثاء بناقلات الجنود التي امتدت على الطريق العام؛ تمهيدا لشن حملات اعتقالات''، لافتا إلى اعتقال ''نجل القيادي جورج صبرا'' الذي أفرج عنه أمس الأول.
ولفت القربى إلى ''انتشار الدبابات على الطريق المؤدية إلى الشيخ مسكين (25 كلم شمال درعا)'' جنوب البلاد''. وأوضح القربي أن أحداث بلدة الحارة، غرب منطقة درعا، أدت إلى مقتل 13 شخصا بينهم طفل في سن الثامنة قتلوا برصاص قناصة ''كانوا متمركزين على مناطق عدة، منها خزان المياه الغربي والجنوبي وعلى جامع خولة بنت الأزور''. كما أشار إلى المنازل ''التي تعرضت للقصف أمس'' وأورد أسماء سكانها.
وأضاف القربي أن قوات الأمن ما تزال تجري عمليات تفتيش في بلدتي جاسم وانخل.
يأتي ذلك عشية دعوة للتظاهر في ''جمعة حرائر سورية'' دعت لها صفحة ''الثورة السورية 2011'' على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك للمطالبة بإطلاق سراح ''المعتقلات في كل سورية الحبيبة''.
وأعلن المحامي إبراهيم ملكي أن القضاء السوري ''قرر إخلاء سبيل القياديين في حزب الشعب الديمقراطي (المحظور) النقابي عمر قشاش (مواليد 1926 في مدينة حلب) والمعتقل منذ الأول من أيار (مايو) وفهمي يوسف المعتقل منذ 28 نيسان (أبريل)''. ولفت المحامي ملكي إلى ''أن القياديين اعتقلا على خلفية الأحداث التي تشهدها سورية ووجهت إليهما تهمة النيل من هيبة الدولة''. وأعلنت كاثرين أشتون، وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، أنها لا تستبعد توسيع نطاق العقوبات على سورية لتشمل الرئيس السوري بشار الأسد.
ورفضت أشتون في المقابلة القول إن هذه العقوبات ضعيفة جدا، مؤكدة في الوقت نفسه أنه لم يكن من السهل إقناع كل وزراء الخارجية الـ27 للاتحاد بالذهاب أبعد من ذلك.
وكررت وزارة الخارجية الأمريكية أدانتها للقمع الدامي للاحتجاجات الشعبية في سورية، الذي وصفته في 3 أيار (مايو) بـ ''الوحشي''. وصرح مايك تونر، المتحدث باسم الوزارة ''نحن لا نستخدم تعبير (وحشي) غالبا''.
واقترح أعضاء نافذون في الكونجرس، أمس الأول، مشروع قرار ينص على أن الأسد فقد شرعيته بارتكابه أعمال عنف ضد شعبه.
وشنت صحيفة الوطن السورية الخاصة والمقربة من السلطة هجوما على موقف تركيا من الحركة الاحتجاجية في سورية، معتبرة أن رد فعل أنقرة كان ''متسرعا وارتجاليا'' وأن هذه الأحداث تشكل ''امتحانا'' مصيريا ''للنموذج التركي''.