شبح الحرب الأهلية يخيم على سوريا
أ. ف. ب.
GMT 11:00:00 2011 الخميس 9 يونيو
3Share
واشنطن: هل تتجه سوريا بعد ثلاثة اشهر من القمع نحو حرب اهلية قد تهدد النظام الذي يمسك بقبضة من حديد هذا البلد المتعدد المكونات؟ يطرح هذ السؤال نفسه على العديد من المحللين منذ الاعلان عن مقتل 120 شرطيا الاثنين الماضي.
واعلنت السلطات السورية ان عناصر قوى الامن قتلوا في جسر الشغور بايدي "جماعات مسلحة"، لكن ناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الانسان وشهود عيان نفوا ذلك بحيث يؤكد بعضهم ان القتلى لقوا مصرعهم خلال تمرد في مقر عام لقوات الامن.
ويقول محمد بزي من مركز الشؤون الخارجية في نيويورك لوكالة فرانس برس ان سيناريو محاولة التمرد او الانشقاق لمساعدة المتظاهرين يضعان نظام الرئيس بشار الاسد "بمواجهة تمرد بابعاد مختلفة".
ويضيف ان "هذا الامر قد يسفر عن استخدام النظام المزيد من القوة بشكل وحشي في محاولة لسحق التمرد, وسيشكل ذلك ربما منعطفا يؤدي الى حرب اهلية في سوريا، اي نزاع واسع النطاق بين السنة والعلويين" الذين يشكلون الاقلية التي تحكم سوريا.
ويؤكد بزي ان الضباط العلويين الموالين لعائلة الاسد يسيطرون على قيادة الجيش كما ان الاقليات المسيحية والدرزية والشيعية الذين يشكلون جميعا 15 بالمئة من السكان "يعتبرون الاسد مصدرا للاستقرار".
ويرى ان السنة العلمانيين وخصوصا "البورجوازيين التجار في دمشق وحلب" لا يبدو انهم يشاركون في الاحتجاجات حتى الان، لكن بداية انشقاق في الجيش قد تحرجهم لان "الاسد سيخسر حينها مقولة انه الوحيد في السلطة القادر على ضمان الاستقرار".
من جهته، يقول دبلوماسي اوروبي في واشنطن ان "الجميع قلق من حرب اهلية تدور رحاها في ارجاء البلاد" مشيرا الى ان ذلك امر "محتمل". وبحسب المعلومات التي بحوزة المصدر، فان المعارضة السورية اصبحت الان افضل وضعا مما كانت عليه في بداية التظاهرات لكنها لم تصل بعد الى درجة "المعارضة المنظمة".
بدوره، يرى المعارض عمرو العظم ان نظام الاسد يخشى ان يشكل المعارضون معاقل حدودية لهم وهذا ما يفسر شدة القمع في درعا اولا على الحدود مع الاردن ومن ثم في بانياس قرب الحدود مع لبنان وبعدها في جسر الشغور قرب الحدود مع تركيا.
ويقول استاذ التاريخ في جامعة شاوني في نيويورك ان القادة السوريين "يرتعبون من فكرة بنغازي جديدة" في اشارة الى "عاصمة" التمرد في الشرق الليبي وقاعدة الانتفاضة.
الا ان الناشط الحقوقي ناصر ودادي يعتبر ان الحرب الاهلية "سابقة لاوانها" مؤكدا ان "النضال السلمي واللاعنف هما الهدف المعلن للمتظاهرين". ويضيف ان نظام الاسد "في ضيق شديد وفي موقف دفاعي. ويختلق جميع انواع قصص" التآمر في محاولة لتبرير العنف ويقدم نفسه كضامن للاستقرار وخصوصا لدى الاسرة الدولية.
بيلاي تدعو النظام السوري لوقف الهجمات على المدنيين
إلى ذلك، دعت مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي اليوم الخميس السلطات السورية الى وقف الهجمات على المدنيين، وابدت اسفها ازاء "لجوء اي حكومة لقمع مواطنيها لارضاخهم". واضافت المفوضة العليا في بيان "نتلقى مزيدا من التقارير المفزعة والتي تشير الى مواصلة الحكومة السورية قمع المتظاهرين المدنيين بلا اي رحمة".
واضافت "من المؤسف تماما ان تلجأ حكومة الى قمع مواطنيها من اجل ارضاخهم، باستخدام الدبابات والمدفعية والقناصة". وحثت بيلاي دمشق الى "وقف انتهاك حقوق الانسان الاساسية لشعبها". وبدأ مجلس الامن الدولي الاربعاء مناقشة مشروع قرار تقدمت به الدول الغربية لادانة القمع في سوريا، في حين تدفق اكثر من 1600 لاجىء الى تركيا هربا من القمع.
من جانبه، حث البابا بنديكتوس السادس عشر الخميس لدى استقباله السفير السوري لدى الفاتيكان، السلطات السورية على "مراعاة كرامة الذات البشرية". واعتبر البابا ان "وحدة واستقرار اي امة تمر عبر مراعاة كرامة الذات البشرية غير القابلة للتصرف. ينبغي أن تكون في قلب المؤسسات والقوانين ونشاط المجتمعات".
واعتبر ان الاحداث التي يشهدها العديد من دول المتوسط ومن بينها سوريا "تبرهن على الضرورة الملحة لاجراء اصلاحات حقيقية في المجالات السياسي والاقتصادي والاجتماعي". واعتبر انه "من المفضل الا يحدث ذلك في اطار عدم التسامح والتمييز او النزاع، وبالطبع ليس العنف، ولكن في اطار الاحترام المطلق للواقع والتعايش والحقوق المشروعة للافراد والجماعات وكذلك في اطار المصالحة".
http://www.elaph.com/Web/news/2011/6/660...mainmiddle