هيباتيا هي المرأة الوحيدة التي يشار اليها في تاريخ الفلسفة ، ولولا ظروف مقتلها ما عرفها احد ، تاريخ الفلسفة من طاليس حتى كارل بوبر لا يذكر امرأة واحدة اشتغلت بالفلسفة الا هيباتيا ، وللاجابة على هذا السؤال ، هل هيباتيا فيلسوفة ، يجب اولا ان نُعرّف كلمة فيلسوف ثم نطبق هذا التعريف عليها .

اعتقد ان الفيلسوف هو ذلك الانسان الذى يضع فكرا تحليليا للواقع المادى والمجرد ، وينظم هذا الفكر فيما يسمي بالمذهب الفلسفي ، والمذهب الفلسفي بدوره هو وجهات نظر كلية شاملة تحاول تفسير الوجود المادى وما وراء المادي ، ومثال ذلك مذهب ارسطو الفلسفي الذى حاول تفسير الوجود المادى وما وراء المادى ومذهب هيجل وكانط ..... الخ .

هل كل من يفكر فيلسوفا ؟
عندما يسألني طلابى نحن ندرس محمد عبده بمنهج الفلسفة ، فهل يعتبر محمد عبده فيلسوفا ؟ اعتقد ان الفيلسوف اعم واشمل من المفكر ، فالمفكر لا يملك بالضرورة مذهبا فلسفيا جامعا يفسر فيه كل اشكاليات الوجود ، المفكر يملك وجهات نظر جزئية تخصصية نحو موضوعات بعينها ، ويتعامل معها كجزر منفصلة ، اما الفيلسوف فيضع مبدأ اصليا يرد اليه الوجود المادى والمجرد ، بنظرة كلية شاملة .

والدارس للفلسفة وتاريخها ورجالها يجد الصنفين مختلطين ، وعامة الناس تخلط بين المفكر والفيلسوف معتبرين ان كل من يفكر يكون فيلسوفا حقا لانه يفكر .

هيباتيا لا تملك مذهبا فلسفيا ، وانما وجهات نظر جزئية شارحة لما قبلها ، كما ان معظم أعمالها كانت عبارة عن أعمال مشتركة مع والدها ، فمن مساهماتها في مجال العلوم : قيامها بعمل رسم الأجرام السماوية، واختراعها مقياس ثقل السائل النوعي (الهيدرومتر)المستخدم في قياس كثافة ولزوجة السوائل ، وكل ذلك تفكير جزئي لم يرق للمذهب الفلسفي المتكامل .

الاشكالية الكبري التى لم اجد لها تفسيرا مقنعا ، ما هي الاسباب التى باعدت بين المرأة والفلسفة ، حتي يتصور الدارس ان كليهما علي طرفي نقيض ؟ طبعا هناك اسباب معولبة من قبيل ان الظروف الاجتماعية لم تسمح للمرأة بتلك النشاطات وحصرتها فى مجالات بعينها ، لكن هذه الاسباب لا تقنعني للاسف وربما تقنع البعض الآخر .

تحياتي

(06-05-2011, 05:10 PM)wahidkamel كتب:  هيباتيا هي المرأة الوحيدة التي يشار اليها في تاريخ الفلسفة ، ولولا ظروف مقتلها ما عرفها احد ، تاريخ الفلسفة من طاليس حتى كارل بوبر لا يذكر امرأة واحدة اشتغلت بالفلسفة الا هيباتيا ، وللاجابة على هذا السؤال ، هل هيباتيا فيلسوفة ، يجب اولا ان نُعرّف كلمة فيلسوف ثم نطبق هذا التعريف عليها .

اعتقد ان الفيلسوف هو ذلك الانسان الذى يضع فكرا تحليليا للواقع المادى والمجرد ، وينظم هذا الفكر فيما يسمي بالمذهب الفلسفي ، والمذهب الفلسفي بدوره هو وجهات نظر كلية شاملة تحاول تفسير الوجود المادى وما وراء المادي ، ومثال ذلك مذهب ارسطو الفلسفي الذى حاول تفسير الوجود المادى وما وراء المادى ومذهب هيجل وكانط ..... الخ .

هل كل من يفكر فيلسوفا ؟
عندما يسألني طلابى نحن ندرس محمد عبده بمنهج الفلسفة ، فهل يعتبر محمد عبده فيلسوفا ؟ اعتقد ان الفيلسوف اعم واشمل من المفكر ، فالمفكر لا يملك بالضرورة مذهبا فلسفيا جامعا يفسر فيه كل اشكاليات الوجود ، المفكر يملك وجهات نظر جزئية تخصصية نحو موضوعات بعينها ، ويتعامل معها كجزر منفصلة ، اما الفيلسوف فيضع مبدأ اصليا يرد اليه الوجود المادى والمجرد ، بنظرة كلية شاملة .

والدارس للفلسفة وتاريخها ورجالها يجد الصنفين مختلطين ، وعامة الناس تخلط بين المفكر والفيلسوف معتبرين ان كل من يفكر يكون فيلسوفا حقا لانه يفكر .

هيباتيا لا تملك مذهبا فلسفيا ، وانما وجهات نظر جزئية شارحة لما قبلها ، كما ان معظم أعمالها كانت عبارة عن أعمال مشتركة مع والدها ، فمن مساهماتها في مجال العلوم : قيامها بعمل رسم الأجرام السماوية، واختراعها مقياس ثقل السائل النوعي (الهيدرومتر)المستخدم في قياس كثافة ولزوجة السوائل ، وكل ذلك تفكير جزئي لم يرق للمذهب الفلسفي المتكامل .

الاشكالية الكبري التى لم اجد لها تفسيرا مقنعا ، ما هي الاسباب التى باعدت بين المرأة والفلسفة ، حتي يتصور الدارس ان كليهما علي طرفي نقيض ؟ طبعا هناك اسباب معولبة من قبيل ان الظروف الاجتماعية لم تسمح للمرأة بتلك النشاطات وحصرتها فى مجالات بعينها ، لكن هذه الاسباب لا تقنعني للاسف وربما تقنع البعض الآخر .

تحياتي

سلام،

الجواب لسؤالك عند شوبنهور ونيتشه، بتحليلٍ تفصيلي عند الأول، ساخر عند الثاني.

تعليقاً على ما تفضلت، فلقد اسقطت "آين راند" (Ayn Rand) —رغم اني اعتبرها سارقة— و "سيمون دو بوفوار" (Simone de Beauvoir).
اما بالنسبة لتعريف الفيلسوف، فأنت تعرفه بالمعنى الكلاسيكي، وهذا النوع من الفلاسفة انقرض بعدما انبئنا اوغست كومت (Auguste Comte) بعصور التخصصية، وهذا ما حدث فما عاد من مجال لفيلسوف جامع، قادر على الإلمام في كل علوم الدنيا؛ اني اعتقد بأن اخر الكلاسيكيين وعنده انتهت الفلسفة الكلاسيكية هو "شوبنهور"، فقد تكلم في كل شيء، وكان ملماً في كل شيء تقريباً —اللغة، الطب، البيولوجيا، الفلسفة، الرياضيات، الفيزياء، المنطق، الأديان، الموسيقى، الشعر، الأدب و التاريخ— وجمع كل فلسفته في نظام صلب ومتماسك —(Architectonic)؛ اي على غرار الأرسطية والكانطية؛ نظام شامل لكل المعارف— وبهذا كان تلميذاً وفياً لأستاذه —كانط— ومَثَلُه —افلاطون—...

دمتم،