أعضاء من وفد الجالية السورية في الولايات المتحدة الأمريكية يؤكدون لسيريانيوز رغبتهم في المساهمة بحل الأزمة التي تمر بها البلاد
الاخبار المحلية
شارك
قال أعضاء من وفد الجالية السورية في الولايات المتحدة الأمريكية إن اللقاء مع الرئيس بشار الأسد، الذي أستمر أربعة ساعات ونصف، وضم 16 شخصا، كان ايجابيا جدا، مؤكدين رغبة الجالية السورية في لعب دور أكبر في تنشيط العجلة الاقتصادية في البلاد والمساهمة في حل الأزمة التي تمر بها.
وقال أحد أعضاء الوفد أسعد جبارة لسيريانيوز إن "اللقاء كان ايجابيا جدا، وتكلمنا بعدة مواضيع تعلقت بأمن والأعمال والأزمة التي تواجهها سورية حاليا، والتي تؤثر على الأوضاع أمنيا وماليا"، مضيفا أن "الرئيس بشار الأسد كان واقعي ومنفتح على كل الآراء، حيث وصل إلى أكثر حدود الصراحة والصدق".
وأضاف جبارة أن "لمسنا من الرئيس بشار الأسد محاولته لتهدئة الأمور وتطوير الأوضاع في سورية"، موضحا نني "وقبل أن أزور سورية كان لدي رأي مغاير لرأيي الحالي، حيث أعتقد أن الاضطرابات ستنتهي قريبا وأن الإصلاحات ستتم رغم كل شيء".
من جانبه، قال جهاد السلقيني، أحد أعضاء الوفد، إنه "تم الحديث تهدئة الشارع بالإضافة إلى تهدئة الخارج ووصلهم لكي يكون باستطاعتنا النجاح على الجبهتين الداخلية والخارجية"، مضيفا أن "من بين المواضيع التي تمت مناقشتها هو انتخاب مجلس شعب حر وشفاف".
وتحاول عدة دول أوروبية من بينها بريطانيا، والتي تحظى بتأييد أميركي، استصدار قرار في مجلس الأمن يدين السلطات السورية لاستخدامها ما أسموه "القمع المفرط" ضد المتظاهرين، في إجراء تعتبره السلطات السورية محاولة للضغط عليها للحصول على تنازلات في مواقفها من القضايا الوطنية والإقليمية.
أما عن دور الجالية السورية المقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية، أشار السلقيني أن "الجالية ستعمل على توجيه نداءات في مجلس الشيوخ والحكومة الأمريكية لإيقاف التدخل وإعطاء سورية فرصة لتنفيذ الإصلاحات التي أقرتها القيادة السورية"، مؤكدا أن "الجالية ستساهم بزيادة الاستثمارات ودعم الاقتصاد السوري، وخاصة أن القطاع السياحي كان أكثر المتضررين من الأحداث التي تمر بها سورية".
وأضاف السلقيني أنه "تم الاتفاق على عقد مؤتمر قريب للمستثمرين السوريين الأمريكيين، كما تم الطلب لتهيئة الجو أمام الجالية السورية للحضور إلى سورية وبدون أية صعوبات، لأننا بحاجة لأن تكون الجالية جزء من الحل".
وكان أبناء الجالية السورية في الولايات المتحدة الأمريكية نفذوا خلال الفترة الماضية العديد من المسيرات والاعتصامات دعما لمسيرة الإصلاح في سورية، وكان أخرها يوم السبت، حيث تجمع مئات السوريين أمام النادي اللبناني الأمريكي في دير بورن بولاية ميتشيغن الأمريكية في مهرجان حمل عنوان نعم للإصلاح لا للتخريب وحضرته فعاليات سياسية ودينية واجتماعية وأكدت الكلمات التي ألقيت خلاله على الدعم الكامل لمسيرة الإصلاح.
بدوره، قال أحد المشاركين في اللقاء، طلب عدم ذكر أسمه، إن "الرئيس بشار الأسد طلب من الوفد طرح جميع الأسئلة مهما كانت صريحة وبدون أي تردد"، موضحا أنه "تم طرح موضوع تعامل الأمن مع المتظاهرين، والأخطاء التي تم ارتكابها من بعض عناصر الأمن".
وأضاف "كان جواب الرئيس بشار الأسد على هذه النقطة أننا في حالة استثنائية ومن يخطئ من الأمن فأن ذلك يعود أليه لأنه لا توجد تعليمات للإساءة للمتظاهرين، لكن بعض عناصر الأمن غير مهيأ للتعامل مع هذه الحالة الجديدة في سورية، وهناك أخطاء وهناك حوادث معينة تمت إحالة المتسببين بها إلى القضاء والتحقيق".
وأوضح أن "الرئيس بشار الأسد يريد من المواطنين عند حدوث أي مشكلة أن يرى أمامه الشرطي والمحكمة، ويريد أن يرى الجيش في ثكناته وأفراد الشرطة في مكاتبهم".
وتدخل الجيش في أكثر من منطقة للتصدي لـ "مجموعات إرهابية" تتهمها السلطات بأنها كانت وراء الأحداث، وتم بث اعترافات عبر التلفزيون الرسمي لأفراد قدموا معلومات عن قيامهم بأعمال قتل وترويع لمدنيين وعسكريين بالاتفاق مع قوى خارجية معادية.
أما بالنسبة للإصلاحات، أشار إلى أن الرئيس أكد للوفد على أنها يجب أن تتم تداولها جماهيريا قبل الوصول إلى صيغة نهائية، لأنه وحسب ما قاله الرئيس الأسد "لسنا مضطرين للارتجال رغم الحاجة إلى السرعة ونعرض أنفسنا للانتقادات جراء الفجوات في المشروع الإصلاحي، وبحكم موقفي كرئيس للجمهورية أستطيع أن أوقع على أي قرار، لكن هذا لن يحل المشكلة".
وصدر في الأول من الشهر الجاري قرار جمهوري يقضي بتشكيل هيئة تكون مهمتها وضع الأسس لحوار وطني وتحديد آلية عمله وبرنامجه الزمني، حيث تعقد اجتماعاتها بشكل دوري وفق خطة عمل مدروسة وآليات محددة وجداول زمنية.
وأضاف عضو الوفد، نقلا عن الرئيس بشار الأسد، أن "أي إصلاح يجب أن يكون نتيجة تداول من قبل أشخاص اختصاصيين ليكون كاملا، وهذا يشمل كل شيء كتعديل بعض مواد الدستور أو حتى الدستور بأكمله".
وصدرت، في الآونة الأخيرة، عدة قوانين وإجراءات تهدف إلى تسريع عملية الإصلاح في سورية منها إنهاء مراسيم العفو وإلغاء حالة الطوارئ وإلغاء محكمة امن الدولة العليا، وإجراءات لتحسين الوضع المعيشي للمواطنين، وذلك في وقت شهدت فيه مدن سورية عدة مطالبات تنادي بإصلاحات سياسية واقتصادية.
وأوضح أن "بعض أعضاء الوفد طلب بأن يستأنس من الدستور الأمريكي كونه كاملا وشاملا، إلا أن أعضاء آخرين قالوا أن الدستور الأمريكي أقر نتيجة سنوات طويلة من التداول والحوار، وبالتالي فأن أي تعديل للدستور السوري يجب أن يكون نابعا من حاجة المواطنين والثقافة السورية، أو بمعنى آخر أن يكون سوريا بامتياز".
أما عن الانطباع الذي ساد لدى وفد الجالية السورية في الولايات المتحدة، فقد قال إن "الرئيس بشار الأسد ملم بدقائق الأمور وكل الأسئلة التي طرحت كان لديه أجوبة لها، ولم يحاول أن يمتنع عن الإجابة عن أي سؤال"، موضحا أن "الرئيس كان يطالب بإصلاحات أكثر من المعارضة ذاتها إلا أن أي شيء يجب أن يكون ناتج عن تداول وحوار مؤسساتي ونقاشات معمقة".
وفي خصوص العلاقات مع الدول العربية، فقد نقل عضو الوفد عن الرئيس بشار الأسد قوله إن "علاقاتنا مع الدول العربية ممتازة باستثناء دولة واحدة، حيث ان الدول العربية متفهمة لما يجري في سورية".
وكان الرئيس بشار الأسد تلقى، خلال الأحداث التي تمر بها سورية العديد من الاتصالات من قادة دول عربية عدة، يؤكدون وقوفهم إلى جانب سورية وتجاوز هذه المرحلة.
أما فيما يتعلق بتصريح وزير الخارجية وليد المعلم عن أوروبا، فنقل أعضاء الوفد عن الرئيس الأسد تأكيده أن ذلك يعني انه لدى سورية خيارات أخرى وليس التجاهل أو الانتقاص من أوروبا، حيث أن مصلحة الوطن تقتضي أن تبحث سورية عن البديل والبديل موجود جنوبا وشرقا، وأن أوروبا هي الخاسرة من ذلك".
وكان وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم قال، في رده على سؤال حول الموقف الأوروبي من سورية، إننا "سننسى أن أوروبا على الخارطة، وسنوصي بتجميد مشاركتنا في الاتحاد من اجل المتوسط، كما جمدنا اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي".
وشهدت عدة مدن سورية منذ أكثر من 100 يوم مظاهرات تركزت أيام الجمعة تنادي بمطالب عامة كالحريات والإصلاح ومكافحة الفساد، ترافقت باستشهاد المئات من المواطنين وعناصر الأمن والجيش بنار جماعات مسلحة، وفقا للمصادر الرسمية.
سيريانيوز