هند رستم رحلت عن عالمنا بعد ان سكنت احلام الكثيرين كونها مارلين مانرو الشرق
بواسطة رياض ابو عواد (AFP) – منذ 6 ساعة
![[صورة: mcacua.jpg]](http://i54.tinypic.com/mcacua.jpg)
هند رستم في خمسينيات القرن الماضي (ارشيف اف ب)
القاهرة (ا ف ب) - اثار رحيل مارلين مونرو الشرق نجمة السينما المصرية والعربية في الخسمينات ومطلع الستينات من القرن الماضي هند رستم، الجدل حول ادوارها في السينما ما بين الانوثة والاغراء وما بين كونها ساهمت في تشكيل تراث السينما المصري في الافلام ال 80 التي اسهمت في بطولتها.
والفنانة الراحلة صاحبة الاسم الفني هند رستم والدها حسين مراد، ولدت في حي محرم بك في الاسكندرية عام 1929 بعد ان شاركت في تقديم ما يقارب 80 فيلما في تاريخ السينما المصرية.
تتحدر الراحلة من اصول تركيه، وقد انتقلت للعيش مع والدتها بعد طلاقها من والدها كما انتقلت ووالدتها الى القاهرة بعد طلاق امها للمرة الثانية.
وهي كانت تشارك في الحفلات المدرسية بالرقص والغناء والتمثيل وقد اهتمت جدا بالسينما في الوقت الذي تراجعت فيه دراسيا.
جذبت هند رستم الانظار إليها خلال ترددها على الامكنة التي تصور فيها الافلام حيث قدمها للمرة الاولى المخرح محمد عبد الجواد في دور صغير في فيلم "ازهار واشواك". استمرت بتقديم هذه الادوار الصغيرة في 18 فيلما الا ان الفرصة اتيحت لها عندما اشتركت من ضمن فريق الكومبارس في فيلم "عزل البنات" حيث ظهرت وهي تركب الخيل الى جانب ليلى مراد في مشهد اغنية "اتمخطري يا خيل"، هذا المشهد الذي نقلها الى الادوار الثانية في السينما المصرية.
وعملت مع المخرج حسن رضا الذي تزوجته بعد ان اسند لها دور البطولة الثانية في فيلم "العقل زينة" الذي فشل فشلا ذريعا. فابتعدت بعدها لفترة عن الوسط الفني بعد ان انجبت ابنتها الوحيدة.
وعادت لتقديم الادور الصغيرة بعد طلاقها من حسن رضا الى ان حصلت على دور البطولة في افلام "بن حميدو" و"لا انام". وقد نقلها المخرج يوسف شاهين الى موقع النجومية عندما شاركته في فيلم "باب الحديد" اول فيلم عربي ينافس على جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين، بعد ان كانت شاركت بدور صغير في اول افلامه "بابا امين".
بعد بلوغها النجومية، بدأت الصحافة المصرية تطلق عليها القاب مثل مارلين مونرو الشرق وملكة الاغراء. وانطلقت لتصبح من اقوى المنافسات لنجمات وقفت وراءهم يوما في ادوار صغيرة مثل فاتن حمامة وكاميليا وليلى ومراد وغيرهن.
وهذه الالقاب التي منحت للفنانة الراحلة كانت هي نفسها رفضتها في احدى مقابلاتها الصحفية عندما اكدت ان "مفيد فوزي اطلق هذا اللقب علي وانا اغضب كلما سمعت احدا يردده. لكنني استفدت منه في حينه. عندما قرأته انتبهت لادواري وأصبحت أكثر دقة في اختيار ادواري".
وقالت في لقاء اخر انها "لم تقدم سوى خمسة افلام من بين 80 فيلما، يمكن أن تكون قد قامت فيها بدور اغراء رغم انها لا توافق على ذلك".
ومن جهته وافق الناقد طارق الشناوي على الرؤية التي تقدمها الفنانة الراحلة مشيرا الى ان اعتبار "هند رستم نجمة اغراء نظرة ضيقة. فالصحيح ان نقول ان هند رستم تساوي الانوثة والفارق شاسع".
وتابع "ما هو الاغراء بمعناه المباشر في فيلم مثل +انت حبيبي+ عندما كان فريد الأطرش يغني في القطار +يا مجبل يوم وليلة+ وهى ترقص بالجلباب البلدي.. فتخطف العين كذلك في دور +هنومة+ في رائعة يوسف شاهين +باب الحديد+. ليس غواية او اغراء بجردل الكازوزة ولكنها الأنوثة".
ورأى الشناوي ان "الصراع بين رهان الرقة الذي سيطر على نجمات التمثيل فى ذلك الزمان فاتن حمامة وماجدة ومريم فخر الدين وشادية، كان يقابله من الجانب الاخر وبأسلوب منفرد أنوثة هند رستم التي لم تقدم افلام اغراء".
الا ان ما رآه الناقد السينمائي طارق الشناوي الذي قدم رؤية مغايرة عما هو سائد في الساحة النقدية والجماهيرية والفنية المصرية في الافلام التي قدمتها هند رستم للسينما المصرية، يخالفه المخرج المصري الاهم الان في الساحة الفنية المصرية داود عبد السيد.
فهو رأى ان "الفنانة الراحلة لها مكانها في تاريخ السينما المصرية من خلال الافلام التي قدمتها. الا اني ارى انها ممثلة عادية ولم اعتبر ما قدمته في الاغراء ينطبق عليها مفهوم الاغراء الفني، لان الاغراء كفن شيء اخر يختلف عما رايناه في الافلام التي قدمت فيها مثل هذه الادوار".
والحقيقة ان نجمة سينمائية بمستوى هند رستم استطاعت ان تقدم ادوار في تلك الفترة متنوعة تتضمن قدرا كبيرا من الجرأة سواء في ادائها او موضوعها الذى تطرحه مقارنة بقريناتها من النجمات السينمائيات في حينه، اذا استثنينا الفنانة نادية لطفي التي خاضت المجال ايضا بقوة وبجراءة مغايرة عن نجمات ذلك الزمن.
تركت هند رستم وراءها عدد من الافلام التي اختيرت لتكون من بين اهم مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية، من بينها "باب الحديد" و"رد قلبي" و"بين السماء والأرض" و"صراع في النيل".
ومن اجمل افلامها ايضا "اشاعة حب" مع الراحلين يوسف بك وهبة وسعاد حسني وعبد المنعم ابراهيم وعمر الشريف و"شفيقة القبطية" و"الراهبة" وغيرها.
واعتزلت الحياة الفنية بعد زواجها بعدة سنوات من الطبيب محمد فياض، فقررت ان تعتزل الفن وان تقف الى جانب زوجها حيث رأت انه من الصعب ان تبقى وقتا طويلا خارج المنزل في الاستوديوهات بما لا يتفق مع عمل زوجها كطبيب.. وقد امضت معه 50 عاما من حياتها.
أما اخر فيلم قدمته على شاشة السينما في العام 1979 فكان "حياتي عذاب".
المصدر:
http://www.google.com/hostednews/afp/art...e0d7b3.281
هند رستم «مارلين مونرو» السينما المصرية
المصري اليوم
Tue, 09/08/2011 - 20:04
شيعت جنازة هند رستم أو مارلين مونرو السينما المصرية، التى توفت الاثنين عن عمر يناهز 80 عاما إثر تعرضها لأزمة صحية دخلت على أثرها المستشفى منذ عدة أيام.
ولدت هند حسن مراد رستم فى نوفمبر عام 1931 بحى محرم بك بمدينة الإسكندرية، وكان أول ظهور لها على شاشة السينما فى دور كومبارس عام 1954 حيث ظهرت فى مشهدين فقط فى دور فتاه «معتوهة» وذلك فى فيلم «الستات مايعرفوش يكدبوا»، للمخرج «محمد عبدالجواد» وكانت البطولة لـ«شادية»، «إسماعيل ياسين» و«شكرى سرحان» وقبل أن تصبح كومبارس ناطق كانت مجرد كومبارس صامت تردد الأغنيات فى فيلم «غزل البنات» مع الفنانة ليلى مراد.
وساقتها الصدفة إلى مكتب شركة الأفلام المتحدة عام 1946 لتشارك بعد ذلك بدور صغير مع الفنان يحيى شاهين فى فيلم «أزهار وأشواك» عام 1947، ثم توالت بعد ذلك الأدوار الصغيرة حتى التقت بالمخرج حسن رضا الذى تزوجت منه وأنجبت ابنتها بسنت وبدأت رحلة النجومية فى السينما، حيث كانت تؤدى بعض الرقصات، إلى جانب التمثيل. وعلى يد المخرج حسن الإمام الذى أسند إليها الأدوار البارزة فى تاريخ حياتها لم تمثل فى المسرح، قدمت «هند رستم» مع «إسماعيل ياسين» عـدة أعمال أهمها «ابـن حـميـدو» عام 1957 للمخـرج «فطين عبدالوهاب» ثم توهجت مع «صلاح أبو سيف» فى «لا أنام» عام 1957.. ووصلت إلى مرحلة النضج الفنى فى «صراع فى النيل» لـ«عاطف سالم» عام 1959.
استطاعت هند رستم أن تعبر عن تقلبات الأنثى ولهيب مشاعرها عبر الجسد الملتهب بالعواطف دون أن تعرى جسدها.. وهذا مــا فعلته أيضا فى «رجل بلا قلب» عـام 1960 أمــام «يحيى شاهين» وأيضـاً فى مشـــاهد قليلة مـن فيلم «إشـــاعة حب» فى نفس العام للمخـرج «فطين عبدالوهاب»، نجحت «هند رستم» فى أن تتميز وأن تبدو النجمة التى تهافت عليها الجميع لتكون بحق نموذج الفنانة الموهوبة فى السينما المصرية، الذى شكل حالة خاصة فى الأداء، فرغم أن أدوار البطولة الأولى كانت إغراء مثل «الجسد» إلا أنها لم تلبث أن غيرت من هويتها فى «باب الحديد» و«امراة على الهامش».
بعد ذلك عملت دورا كوميديا متميزا فى «حب وحب»، استفاد حسن الإمام من مواهبها وقدمها فى أحسن أدوارها كما لمعت فى دور قصير فى «كلمة شرف» كما ظهرت موهبتها التمثيلية من خلال فيلم «الخروج من الجنة» مع الفنان فريد الأطرش، حيث قامت بالتمثيل فقط فى الفيلم دون أداء أى استعراضات وحصلت على العديد من الجوائز عن أفلامها خاصة «الجبان والحب» عام 1975 وصارت هند رستم أشهر وأهم نجمة إغراء فى عالم السينما المصرية
وتزوجت أيضا من الطبيب المعروف الدكتور محمد فياض اشتهرت بألقاب: «ملكة الإغراء» «مارلين مونرو الشرق» وفى أواخر السبعينيات قررت هند رستم اعتزال العمل الفنى، وكان آخر أعمالها السينمائية فيلم «حياتى عذاب» عام 1979 وكان آخر ظهور إعلامى لها فى برنامج مصر النهاردة منذ عام تقريبا بعدما قررت إنهاء حالة العزلة التى فرضتها على نفسها عقب رحيل زوجها الدكتور محمد فياض.
المصدر:
http://www.almasryalyoum.com/node/484864
هند رستم «مارلين مونرو» السينما المصرية
المصري اليوم
Tue, 09/08/2011 - 20:04
شيعت جنازة هند رستم أو مارلين مونرو السينما المصرية، التى توفت الاثنين عن عمر يناهز 80 عاما إثر تعرضها لأزمة صحية دخلت على أثرها المستشفى منذ عدة أيام.
ولدت هند حسن مراد رستم فى نوفمبر عام 1931 بحى محرم بك بمدينة الإسكندرية، وكان أول ظهور لها على شاشة السينما فى دور كومبارس عام 1954 حيث ظهرت فى مشهدين فقط فى دور فتاه «معتوهة» وذلك فى فيلم «الستات مايعرفوش يكدبوا»، للمخرج «محمد عبدالجواد» وكانت البطولة لـ«شادية»، «إسماعيل ياسين» و«شكرى سرحان» وقبل أن تصبح كومبارس ناطق كانت مجرد كومبارس صامت تردد الأغنيات فى فيلم «غزل البنات» مع الفنانة ليلى مراد.
وساقتها الصدفة إلى مكتب شركة الأفلام المتحدة عام 1946 لتشارك بعد ذلك بدور صغير مع الفنان يحيى شاهين فى فيلم «أزهار وأشواك» عام 1947، ثم توالت بعد ذلك الأدوار الصغيرة حتى التقت بالمخرج حسن رضا الذى تزوجت منه وأنجبت ابنتها بسنت وبدأت رحلة النجومية فى السينما، حيث كانت تؤدى بعض الرقصات، إلى جانب التمثيل. وعلى يد المخرج حسن الإمام الذى أسند إليها الأدوار البارزة فى تاريخ حياتها لم تمثل فى المسرح، قدمت «هند رستم» مع «إسماعيل ياسين» عـدة أعمال أهمها «ابـن حـميـدو» عام 1957 للمخـرج «فطين عبدالوهاب» ثم توهجت مع «صلاح أبو سيف» فى «لا أنام» عام 1957.. ووصلت إلى مرحلة النضج الفنى فى «صراع فى النيل» لـ«عاطف سالم» عام 1959.
استطاعت هند رستم أن تعبر عن تقلبات الأنثى ولهيب مشاعرها عبر الجسد الملتهب بالعواطف دون أن تعرى جسدها.. وهذا مــا فعلته أيضا فى «رجل بلا قلب» عـام 1960 أمــام «يحيى شاهين» وأيضـاً فى مشـــاهد قليلة مـن فيلم «إشـــاعة حب» فى نفس العام للمخـرج «فطين عبدالوهاب»، نجحت «هند رستم» فى أن تتميز وأن تبدو النجمة التى تهافت عليها الجميع لتكون بحق نموذج الفنانة الموهوبة فى السينما المصرية، الذى شكل حالة خاصة فى الأداء، فرغم أن أدوار البطولة الأولى كانت إغراء مثل «الجسد» إلا أنها لم تلبث أن غيرت من هويتها فى «باب الحديد» و«امراة على الهامش».
بعد ذلك عملت دورا كوميديا متميزا فى «حب وحب»، استفاد حسن الإمام من مواهبها وقدمها فى أحسن أدوارها كما لمعت فى دور قصير فى «كلمة شرف» كما ظهرت موهبتها التمثيلية من خلال فيلم «الخروج من الجنة» مع الفنان فريد الأطرش، حيث قامت بالتمثيل فقط فى الفيلم دون أداء أى استعراضات وحصلت على العديد من الجوائز عن أفلامها خاصة «الجبان والحب» عام 1975 وصارت هند رستم أشهر وأهم نجمة إغراء فى عالم السينما المصرية
وتزوجت أيضا من الطبيب المعروف الدكتور محمد فياض اشتهرت بألقاب: «ملكة الإغراء» «مارلين مونرو الشرق» وفى أواخر السبعينيات قررت هند رستم اعتزال العمل الفنى، وكان آخر أعمالها السينمائية فيلم «حياتى عذاب» عام 1979 وكان آخر ظهور إعلامى لها فى برنامج مصر النهاردة منذ عام تقريبا بعدما قررت إنهاء حالة العزلة التى فرضتها على نفسها عقب رحيل زوجها الدكتور محمد فياض.
المصدر:
http://www.almasryalyoum.com/node/484864
هند رستم: «هنومة» الباحثة عن الحرية أو سرابها
الاربعاء, 10 أغسطس 2011
كتب إبراهيم العريس
... وكأنها، قبل أن تموت، انتظرت تغييراً في مصر يعيد بلدها الحبيب هذا الى ما كانت تتصور أنه العصر الذهبي، العصر الذي شهد ذروة تألقها بوصفها فنانة لا توجَد ويوجَد فنّها الا مترافقاً مع الحرية. هذه الحرية، التي مكَّنتها من أن تلعب أدواراً في أفلام ذلك العصر المدهش في تاريخ مصر، تعكس توقاً مصرياً عاماً الى دخول العصر وجعل الفن أداة للانعتاق. ولسنا نعني هنا انعتاقاً سياسياً يمكن ان يقال كشعار ويمارس ما هو عكسه تماماً، بل هو انعتاق اجتماعي كان من شأنه آنذاك ان ينهي حقبة كانت تَحُول، بين أمور كثيرة أخرى، بين بنات مصر ولعبهنّ على الشاشة أدواراً تشاكس المحظورات. قبل هند رستم وبعض «الآمازونيات» الأخريات، من ذوات الجذور التركية على أي حال، لم يكن لفتاة مصرية ان ترضى بأن تلقب ملكة إغراء، لكن هند قبلت... بل اكثر من هذا: هي قبلت بأن يكون اولُ ظهور شعبيّ كبير وواعد لها عبر ملصقات انتشرت في شوارع المدن العربية تحمل صورتها المرسومة بأسلوب «الكيتش» وتعلوها عبارة تقول: هذه المرأة خانت زوجها! لم يكن هيّناً ان تبدأ ممثلة مسارها الفني على هذا النحو، لكنّ هند رستم فعلتها، بل ظلت طوال حياتها مندهشة أمام دهشة الناس الدائمة لما فعلت!
كان الملصق لفيلم «اعترافات زوجة» الذي عُرض أواسط خمسينات القرن العشرين، فهل نقول إنه خلق من حول الفنانة الشابة (كانت بالكاد تجاوزت العشرين في ذلك الحين) سوءَ تفاهم جعلها بسرعة «مارلين مونرو الشرق»؟ بالتأكيد، لكنه سوء التفاهم الذي أعطاها شعبية مدهشة، وإن كانت اول الأمر على حساب أدائها الفني الذي لم يُلحظ في شكل واضح إلا لاحقاً... بل بعد سنوات عديدة من قنبلة الأداء التي لن تُنسى أبداً، والتي حملت اسم «هنومة» في رائعة يوسف شاهين «باب الحديد».
اليوم لو سألنا أيَّ ناقد ومؤرخ للسينما العربية عن أفضل عشرة أداءات في تاريخ هذه السينما، ستكون هند رستم «هنومة» في مكان متقدم بين المجموعة. لكن هذا لن يُلحظ إلا لاحقاً، كما قلنا، حين انتهت «لعنة» ذلك الفيلم وصار من الكلاسيكيات الكبرى في تاريخ السينما العالمية. وفي ضوء هذا الواقع الجديد نفسه، سيعود كثر للبحث عن هند رستم في أدوار صغيرة عابرة (كومبارس تقريباً) في أفلام شعبية سابقة على «اعترافات زوجة» أو «باب الحديد»، والمدهش في ذلك البحث ان حضور هند ولو في أدوار عابرة، عاد يلحّ بقوة مثل ضوء قمر كانت الغيوم حجبته. وأيّاً يكن الأمر هنا، فإن هند، التي منذ نالت اللقب «الإغرائي» أواسط الخمسينات، صارت هي تَعتبر اللقب طُعم صيّاد تُجتذب الفريسة به لاكتشاف ما في خلفه من عمق إنساني وتوق الى الحرية، شرط ان يكون الصياد نفسه مبدعاً حقيقياً. ولا ريب أن تلك الفنانة الاستثنائية، والتي لم يعمّر حضورها على الشاشة اكثر من عشرين سنة اخرى (إذ اعتزلت نهائياً العام 1979 وكانت لا تزال دون الخمسين من العمر، رافضة ان تقاسم معجبيها كهولتها وشيخوختها بعدما قاسمتهم شبابها وأداءها في اكثر من سبعين فيلماً)، عرفت كيف تعطي افضل ما لديها، مع «الصلصة» الشكلية الخارجية أو من دونها، حين كانت تمثّل تحت إدارة مبدعين من طينة حسن الإمام أو عز الدين ذو الفقار أو احمد ضياء الدين وغيرهم، من الذين على خطى يوسف شاهين الذي خلّدها شكلاً وأداء وأنثوية، إذ جعلها أنثاه المشتهاة والمستحيلة في «باب الحديد»... أي حين صارت حضوراً مشعّاً وامرأة حرة في أفلام لا تُنسى، مثل «ردّ قلبي» و «شفيقة القبطية» و «الراهبة» و «الخروج من الجنة» و «حياتي عذاب» الذي كان عملها الأخير قبل الاعتزال.
في كل هذه الأفلام وغيرها، بدت هند رستم كما هي في حقيقتها: امرأة تتطلع الى الحرية... حريتها وحرية المجتمع الذي تعيش فيه... المجتمع الذي ما رحلت تاركته قبل يومين إلا - كما يخيّل إلينا - بعدما اطمأنت، إنْ عن خطأ أو عن صواب، الى انه استعاد من زمن الذهب قسطاً من حريته يكفيه كي يعيش من دونها.
المصدر:
دار الحياة