الإستنتاج بمجمله صحيح ، وخصوصاً أن الحرب ضد إسرائيل وخصوصاً من قبل النظام السوري ستكون آخر الأوراق القوية التي يمتلكها النظام ، ولربما يلجأ لها في حالة شعر بنهايته الوشيكة لتأليب جموع المتظاهرين ضد بعضهم البعض ولكسب مزيد من التعاطف الشعبي .

أما تبعية حماس للنظام السوري وهي التي يحاول صاحب الموضوع أن يطرحها فهي بعيدة عن العقل والمنطق ، فحماس ليست تابعة لأحد وهذا ما أثبتته المواقف والوقائع التي جائت وستجيئ ، فتوقيع اتفاق المصالحة وكذلك عدم التدخل بالثورة السورية - والتي أزمت العلاقة مع النظام بشكل كبير جداً - تدلل على هذا الأمر .

عملية إيلات تتعدد نظريات كل من يتحدث عنها ، فمنهم من يقول بأنها تخطيط إسرائيلي لصرف النظر عن الأزمة الداخلية الحقيقية التي يعيشها الكيان الإسرائيلي والتي قد تهدد بإطاحة حكومة الليكود ، ولذلك سعى الليكود لخلخلة الوضع وخصوصاً بأن النظرية الأمنية لحزب الليكود تعتمد على هذا الأمر ، وهناك من قال بأنها تخطيط حمساوي لزرع الشقاق والخلاف ولتأزيم العلاقة بين الجيش المصري واسرائيل وخصوصاً بأن الجيش المصري دخل سيناء ب700 جندي وهذا ما حصل فعلاً ، فالعلاقات المصرية الإسرائيلية بدأت تتأزم كثيراً .

والآن هناك من يدعي بأن هذه العملية جائت لخدمة النظام السوري وخصوصاً بأن هذا النظام يسعى لفتح جبهة مع إسرائيل لزيادة الدعم الشعبي له ، ولكن لو فكر النظام بهذا الحل فإنه سيلجئ لحزب الله قبل حماس لإنقاذ سمعته وسمعة الحزب وكذلك لإمكانة بذل دور " ممانع " أكثر في هذه الحرب عما لو كانت هذه الحرب في غزة لقرب الموقع الجغرافي وبسبب السيطرة الامنية والسياسية السورية في لبنان ، كما أن امكانية اطاعة الحزب لهذا القرار أكثر من امكانية إطاعة حماس ، ولكن لا حرب حصلت في غزة ولا حرب حصلت في لبنان .

لكن كل ما في الموضوع أننا كشعب محتل نعيش صولات وجولات من الكر والفر والمقاومة والحروب ضد إسرائيل ، والتوقيت دائماً سيئ عند العرب ، لا يوجد مرة كان التوقيت فيها حسناً دائما يخترعون الحجج والمبررات لإثبات " سوء " التوقيت ، كما أن ما حصل لا ينذر بوقوع حرب ، فإسرائيل ليس بمقدورها شن حملة رصاص مصبوب 2 في هذه الأوقات خصوصاً في ظل وجود عزلة دولية وكذلك زيادة قوة حماس بشكل كبير جداً كما أن الجبهة الداخلية ليست على ما يرام .

والعملية جائت رداً على الجرائم والانتهاكات الاسرائيلية المتكررة بحق أهل غزة خصوصاً والشعب الفلسطيني عموماً ، وهذا حق للفلسطينيين لا يحق لأحد أن يتفلسف بهم عليه .