(12-18-2011, 12:54 AM)بهجت كتب:  يبقى السؤال من سنخاطب ؟.
من في الشوارع الان هم ثوار العشوائيات و هؤلاء لن يوقفهم شيء .. لا إنتخابات ولا وزارات ولا جيش ولا شرطة .. حتى لو حققنا كل مطالبهم فلن يتوقفوا . فقط حد الحرابة ربما يكون الحل !.

مش عارف أيه اللى من المفترض أن يحدث حتى تؤمن ببقيه الحدود كالقطع والجلد

أنا أختلف معك فى هذا ياعزيزى ....

أنت عليك أن تخاطب وليس مهما كم عدد من سيستمعون لخطابك , أنت قاطرة يجب أن تجر المجتمع الى قيم الحضارة المعاصرة , ولو تعطلت تلك القاطرة فسيضيع المجتمع فى غياهب التخلف لأن هناك قاطرة أخرى قد تسحبه الى الخلف .

" كثير من الإنجازات الكبرى في التاريخ حققها مواطنون مخلصون أصابهم الإعياء و الإحباط ، و لكنهم استمروا في العمل الشاق بدون توقف " . بهجت

ثوار العشوائيات ليس لهم وزن حقيقى وهم مدفوعون دفعا لتلك الأعمال التخريبية , وصحيح لن يردعهم لا جيش ولا شرطه ولا أنتخابات , لكن من المؤكد أنه سيردعهم شعب على درجة كبيرة من الوعى السياسى والثقافى , فهؤلاء يستمدون قوتهم من جهل المجتمع ووقوفه موقف المتفرج لأنه لا يعلم مين الصح ومين الغلط .
يجب أن يؤمن المجتمع بالكثير من أنتاجك الفكرى , لابد أن يعلم على الصعيد الدينى مثلا أن النص لا يفسر بذاته وأنما تفسره الثقافة التى تقرأه , وأنه لا يجب أن تفرض جماعة أو طائفة او أصحاب مذهب فهمهم للنص على أصحاب الطوائف والمذاهب الأخرى , وعلى الصعيد السياسى وماتشهده مصر الأن فمداخلاتك فى شريطك " ادارة الأمل " على سبيل المثال يجب أن تصل الى عقول المصرين بأية وسيلة , وأسرع وأضمن وأنجع وسيلة هى الاعلام المرئى .

بصراحة أنت مقصر وتتخلى عن دور لا يستطيع القيام به سواك ومن هم على وزنك الفكرى وقدرتك على قبول الأخر والاستماع له وتفنيد قناعاته , بل أنك تأخرت أيضا , فكان يجب أن تكمل مسيرة المرحوم فرج فودة , فلربما كان الوضع غير الوضع الذى أصبحنا عليه الأن .

أنا واحد من المصريين وبرغم خلافنا الأيديولوجى الا أنى أعترف أنك فى فترة وجيزه قد أثرت فى بشكل كبير , وأن الكثير من أفكارى وقناعاتى الدينية قد تبدلت للأفضل , ولو أن أفكارك متاحة لأكبر عدد من المصريين خارج نادى الفكر العربى منذ عقدين من الزمن لكانت مصر أفضل كثيرا الأن .

أعذرنى ,, أنا أسلوبى فى الكتابة لا يرقى لأسلوبك لكن اعتقد أن الفكرة وصلت .

خالص التحية

الأخ الكريم عاشق الكلمة .
تحياتي القلبية .

يا صديقي .. ربما كنت أفضل مما يعتقدون ، و لكني بالقطع دون ما تعتقد . أثناء تواجدي في مكتبة بالأسكندرية و كان بجواري مجموعة من الكتب التي انتقيتها ،وقف بجواري رجل في مثل سني تقريبا عرفت بعد ذلك انه كان وكيلآ لوزارة الثقافة و زميلآ للدكتور محمد عنان ، كعادة المصريين و جدته يتطلع من خلف ظهري لعناوين الكتب التي أحملها ، فالتفت اليه بشكل طبيعي جدآ و عرضت عليه الكتب و بدأت أحدثه عنها ، هكذا بدأنا حوارآ مشوقا عندما حدثني عن خفايا عالم النشر الثقافي ،و لكنه أبدى ملاحظة استوقفتني طويلآ بعدها ، قال أنه متعجب من دائرة اهتماماتي و تنوعها ، رغم أن جيلنا أنهى دوره العام . شعرت أنه واقعي و صادق بالفعل ، حتى لو قدمت أرقى الأفكار و أكثرها فائدة ، فما جدواها طالما لن تجد من يستمع لها ؟، إني واثق تماما أن جيلي قد أنهى دوره العام سواء سلبا أو ايجابا ، اليوم هناك جيل جديد عليه تحمل مسئوليته . الغريب جدآ أن جيل الأربعينات و الخمسينات مختفي تماما من المشهد المصري بينما هو الجيل الذي يبني العالم حولنا .
يعني آخرتي كلمتين هنا و هناك ، لست بطلآ مثل باقي الزملاء ماشاء الله و لكني واضح جدآ ، سأعبر عن قناعتي بقوة مهما خالفت المجموع ، و لكن أيضا من حضر عفريت يصرفه فلا يعقل أن لدينا 80 مليون مصري يحضرون عفاريت و يصرفها رجل وحيد ملول و محب للشعر و للسينما و المسرح العالمي مثل بهجت .