مشتركات أساسية، وخلافات سياسية:

المسلمون قاطبة يشتركون بالأساسيات، ويختلفون بالسياسيات.

ونقصدبالإساسيات، هي ماتؤسس للدين الإسلامي كمنهج حياة وعقيدة، يعتنقهاأكثرمن مليارإنسان، ينتشرون على كل المعمورة.

ونقصدبالسياسيات، هي إفرازات التطبيق، للمرحلة التي تلت رحيل نبي الرسالة(ص)، وتسلم المسلمون لزمام الحكم والإدارة، بعد غياب الرسول القائد(ص).

وقبل أن ندخل في التفاصيل، نود التنويه على إن:

الأساسيات هي من الدين، ومن واجباته الأساسية، والركائزالتي تقوم عليهاالعقيدة. لذلك فهي غير خاضعة للإجتهادالبشري، أوالتعديل أوالمساس بها، بأي صورة كانت. ومن هذاظهرمبدأ(حرام محمد حرام إلى يوم القيامة، وحلال محمد حلال إلى يوم القيامة).

أماالسياسات، فهي ليست من الدين بشئ، بل من تطبيقات المسلمين، وبناءاعلى ماوعوه وفهموه من الشريعة الإسلامية ومقاصدها. لذلك الإجتهاد فيهاوارد، والتغيرمستمرحسب ظروف الحكم الإسلامي، وشخصية الحاكم.

مشتركاتناالأساسية:

1- التمسك بالهوية الإسلامية:
بمعنى كل المسلمين، يتمسكون بالأسلام دينا، ويتسمون مسلمين، على إختلاف مدارسهم الفكرية وإتجاهاتهم المذهبية.

وهذاالتمسك بالإسلام كهوية، هومايميزالمسلم عن غيره، ومن مظاهرهذاالتمييز، هوإلتزام المسلم بكل العبادات والمعاملات، وفق فقه الشريعة وأصولها، مع بعض الفروقات الإجتهادية الطفيفة. فكل المسلمين يلتزمون:

أ: وجوب الصلاة: كخمسة فروض يومية واجبة، وبعض ملحقاتهامن شروط ومستحبات، مثل الطهارة والنظافة وحلية المكان واللباس...الخ.

ب: وجوب صيام شهرالصوم في رمضان، ومايتبعه من ملحقات الصوم.

ج: وجوب حج البيت الحرام، على الأقل مرة واحدة في العمر للمستطيع، ومايتبعه من ملحقات وشروط.

د: وجوب دفع الزكاة في كل سنة.

ه: وجوب الأمربالمعروف والنهي عن المنكر.

و: وجوب الجهاد في سبيل الله، في حالة تعرض البلد الإسلامي للغزوالخارجي.

ز: وجوب التمسك بأخلاقيات الإسلام ومثله وقيمه......الخ.

ح:..........الخ من أمورمعروفة ومقبولة للمسلم.

2- الإيمان بالموجد الخالق الصانع، ووحدانيتة واحدا أحدا فردا صمدا، وإنقياد الكون له، والتسليم بنهاية الأمرإليه.

3- الإيمان بالنبوة وخاتميتها بالنبي محمد بن عبد الله(ص).

4- الإيمان بالمعاد الرباني، وإن الله جامع الناس ليوم لاريب فيه، ليجازي المسئ بسيئاته، والمحسن بحسناته.

5- التمسك بكتاب واحد وكماليته، وهوالقرآن الكريم، معجزة النبي الحية الخالدة ماخلد الدهر، بدون تغيير وتعديل.

6- الإتجاه لقبلة واحدة، وهي قبلة المسلمين جميعا في مكة المكرمة.

7- إعتماد السنة النبوية(أقوال الرسول الكريم(ص) وأفعاله وتقريراته) مصدرا للتشريع.

هذه هي معظم المشتركات الإساسية للمسلمين كافة.

الخلافيات:

ذكرنابإن الخلافيات ليست من الدين بشئ، إذلايوجد خلاف بين المسلمين في أساسيات الدين الإسلامي ، لكن الخلاف ظهرفي التطبيق، وبعد غياب الرسول القائد(ص) نتيجة إجتهادات معينة من الحاكم المسلم، طبقا لظروف الحكم والحاكم.

إذن الخلاف ليس في النص ولكن في فهم النص. وبكلمة أخرى لاخلاف على المضمون، بل خلاف على تفسيرالمحتوى.

كل المسلمين يقبلون كتاب الله، كنص مقدس لايأتيه الباطل من بين يديه، ولامن خلفه، لكن فهم النصوص، يختلف من مدرسة فكرية لمدرسة فكرية أخرى، ومن دارس لدارس.

وهذاالخلاف من طبيعة البشر، لأن البشرليسوا متساوين في الفهم والعلم. لذلك شئ جدا طبيعي أن تظهرالمدارس الفكرية المختلفة، والإتجاهات المذهبية المتعددة.

وأيضا شيئ جدا طبيعي أن نجد التشدد والشواذ في كل مذهب ومدرسة فكرية، وشيئ جدا طبيعي أن نجد من يدعوللإعتدال والإتزان في الإحكام والنظرة لبقية المدارس المخالفة.

لذلك لاأرى أي وجوب، للتطرق لبعض الخلافيات الصارخة بين المسلمين، مادامت هي ليست من الدين بشئ، بل أجتهادات خاصة بكل مدرسة ومذهب.

فمثلا كل الشيعة يحتفلون بذكرى إستشهادالإمام الحسين(ع)، لكن هل هذه الإحتفالية من الدين؟؟ الجواب: إنها ليست من الدين، وليس لهاأية صفة دينية.

ومثال آخر، إخوتناأهل السنة يؤمنون بمبدأتصويب وعدالة الصحابة، لكن هل هذا دين؟؟ الجواب إنها ليست دينا، بدليل عدم إلتزام الصحابة أنفسهم بهذا المبدأ، حينما كفروا بل وذبحوا بعضيهم.

وأخيرا مادامت هذه الخلافيات ليست دينا، بل إجتهادات خاصة بكل مذهب، إذن لاأرى أي داع لإثارتها ونقاشهالكونها ليست دينا.

وآخردعواناأن الحمد لله رب العالمين.