بدأ الزمن بانفجار عظيم، فلم بدأ، وكيف بدأ، وهل بدأ من غير بادئ، فإن كان هذا فلم اختار هذا الزمكان بالذات ليبدأ ولم يبدأ في غيره؟ هل يملك الكون أن يغير شيئا من ناموسه أم ناموسه مفروض عليه؟
أسئلة كثيرة من الممكن إثارتها لهوكنج ومن رأى رأيه.
يجيب هوكنج حين يسأل ماذا كان قبل الزمن أنه ما الذي يوجد جنوب القطب الجنوبي، نقول له جنوب القطب الجنوبي موجود، وهو من غير الأرض ومن غير عالم البعدين الذان يتمثلان بالشرق-غرب والشمال-جنوب. جنوب القطب الجنوبي يخضع لعالم البعد الثالث، وبالتالي فإن ما قبل الزمن يخضع لأبعاد ليست موجودة في هذا العالم.
10-05-2011, 11:15 AM
{myadvertisements[zone_3]}
Kairos
مع فرعون ضد موسى
المشاركات: 464
الانضمام: May 2011
إذا إبتدأ الكون عند نقطة معينة:
1. فإما كان هنالك زمن —أي توالي للأحداث— قبل الكون، وإما لم يكن هنالك مثل هكذا زمن.
2. إذا لم يكن هنالك زمن قبل الكون، فإذن كل الزمن جزء من الكون.
3. وإذا كان كل الزمن جزء من الكون، فإذاً بداية الكون هي بداية الزمن نفسه.
4. في هذه الحالة، لم يكن هنالك سبب لحدوث الكون، لأن الزمن هو جزء من الكون —فلا أحداث قبل الكون (راجع 3).
5. وإذا لم يكن هنالك زمن قبل الكون، فإما لم يكن هنالك شيء قبل الكون، وإما هنالك شيء (الله) لكنه يعجز حتى عن التفكير.
6. وبما أن المحرك الذي لا يتحرك —الله الأرسطي— يسقط منطقياً (راجع نقد كانط)، فإذاً
7. لم يكن هنالك شيء قبل الكون (راجع 6 وراجع 5)
كل هذا يا كايروس لا يفسر لماذا وجد الوجود، هو بحث فيما خلف الوجود باستخدام وسائل الوجود نفسها.
ما مدى استطاعة مخلوقات فرضية من البعد الثاني أن تقيس وتلاحظ أعمال المخلوقات التي تعيش في ثلاثة أبعاد، وماذا عن قدرتها قياس مخلوقات في أربعة أبعاد؟ كل ذلك ضمن أدوات قياس ومعلومات مبنية على أحداث البعد الثاني؟
كيف يمكن أن تشرح لمخلوقات تعيش في البعد الثاني بيانات مثل فوق وتحت، قبل وبعد؟ وكل قدراتها محصورة في الشرق والغرب والشمال والجنوب؟
المسألة التي طرحتها أعلاه هي مسألة منطقية تعالج ما خلف الوجود بالوجود نفسه.
إثبات افتقار هذا الكون إلى موجد، وإثبات أنه عاجز ومحدود ومحتاج، وإثبات أن هناك من وجد قبله وقبل الزمان والمكان بما لا يخضع لمقاييسهما، لا يعني أبدا أن هذا الوجود الآخر يخضع لذات القوانين وذات المعايير وذات الزمكان الكونييان الذان نعرف، ولسنا ملزمين بالبحث في ذلك الوجود ما يقتضيه لنفسه ولصلته بغيره، لاستحالة هذا البحث.
يجدر أن يكون بحثنا في الكون الحالي، المدرك المحسوس، والذي من الممكن إثبات عجزه ومحدوديته، حينئذ المنطق سيبحث تلقائيا عن الموجد والمنظم الذي فرض على الكون نظامه، والذي حده بحدود لا يملك أن يتعداها. والأثر سيدل على المسير حتما ولو لو نجد نقطة الإنطلاق لكننا سنعلم أنها هناك.