.تسعة أشهر مرت على الثورة الشعبية في سوريا و ما زالت متأججة ومتصاعد تألقها يوماً بعد يوم معبرة عن قوة وشكيمة وجلد هذا الشعب الأبي .. وحوالي الشهرين والعرب يمنحون النظام الوحشي في سوريا المهلة تلو الأخرى دون أن يفقدوا الأمل في اصلاحه ولكن دون جدوى فنظام بني على تحكم الأقلية وعلى الظلم والطغيان وقتل الأرواح واستباحة المقدسات والمحرمات لايمكن اصلاحه.
ومازالت قوات النظام المتوحش تمعن في قتل أبناء الشعب السوري ونزيف الدم يتدفق يومياً مع كل أشكال التعدي على الأعراض والتخريب والتنكيل واعتقال خيرة أبناء هذا البلد وزجهم في غياهب سجونه ومعتقلاته المشهورة في كل اصقاع الدنيا بالمعاملة الوحشية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان حيث من النادر أن يخرج الداخل اليها صحيحا"سليما" في حال خرج حيا".
لقد مضى شهران والنظام الوحشي ممعن في دماء السوريين مرسلا" قواته وعصاباته شرقا" وغرباً جنوباً وشمالاً تدمر بيوت الأمنيين وتخرب ممتلكاتهم وتقتل الأطفال وتغتصب النساء وتهين الكبار والشيوخ وتنكل بهم متجاهلة في ذلك كل الشرائع السماوية والدنيوية ... مكررة اكاذيبها عن وجود عصابات مسلحة ومؤامرة خارجية.
وهاهو النظام وبعد يوم من انتهاء المهلة الأخيرة يعلن قبوله للمبادرة العربية ولكن بشروط بعضها جديدة وفي الوقت ذاته يقوم بمناورات عسكرية لاستعراض قوته كما تطلق أبواققه تصريحاتها وتبجحاتها عن قوة النظام وعن انتصاره القادم كانتصاراته السابقة في حرب حزيران وفي تصديه للاعتداءات والاختراقات الاسرائيلية المتوالية منذ حرب حزيران أو انتصاره في حرب تشرين الذي وصلت خلالها القوات الاسرائيليه الى مشارف دمشق ولم تعود عنها لولا جهود الرئيس المصري الراحل أنور السادات من خلال توقيع مادعي أنذاك بفك الاشتباك بين القوات؟.
ومع كل هذا يستمر نظام عائلة الوحش في المراوغة والمماطلة والتسويف وأيضا"التهديد والتهويل وليس في ذلك غرابة فهذا النظام هو ربيب النظام الايراني وقد اسلم كل مقاليده له فاصبحت السياسة الخارجية و الأمنية تدار وتقاد من قبل الايرانيين وهم المشهورون باللف والدوران والكذب...كل هذا الأحاييل والمكر واللف والدوران الذين يمارسهم نظام بشار الوحشي نجد فيه لمسات وأسلوب السياسة الايرانية في معالجنها لملفها النووي.
إن تهويل النظام وأعوانه من ايرانيين وروس وصدريين وعصابات حسن نصر الله بحصول حرب اهلية في سورية لن يصدنا عن الاستمرار في ثورتنا حتى يتحقيق الهدف المنشود منها وهو اسقاط النظام .. فالحرب الأهلية بين من ومن ؟ فإن كانت بين الشعب والنظام وعصاباته فهي موجودة منذ اليوم الأول للثورة ولن تتوقف الا بهزيمة النظام وازلامه شاء من شاء ورضي من رضي....وإن أراد البعض من الطائفة العلوية أو الأقليات الأخرى الدفاع عن النظام فهذا شأنهم وهم الخاسرون وسيدفعون ثمن الدماء التي سيسفكونها من ابناء الشعب السوري خلال دفاعهم عن نظام بشار وازلامه....فلايجوز ابدا" أن تمتهن كرامة الأكثر تحت مسوغات غير مقبولة كحماية الأقليات أو غيرها ...ولايجوز ابدا" التراجع في الوقت الذي قرر فيه الشعب مصيره بالتحرر من نير عبودية ال الوحش وفسادهم.......