الرئيس القادم.. شاعر أم موظف؟!
لو عملت بالعيش والملح، لا أنصح السياسى المحترم منصور حسن بالترشح للرئاسة.. ولو عملت بالعيش والملح، أهمس فى أذنه ألا يفعل، ولو جابوا الشمس فى يمينه والقمر فى يساره؟.. الرئيس القادم لن يكون له حول ولا قوة.. لا أمام البرلمان.. ولا أمام العسكر.. سيخرج متهماً، وقد يحاكم شعبياً وجنائياً.. وهو برىء.. لا فعل شيئاً، ولا منع شيئاً.. لكنه كان الرئيس!
وأظن أننى لا أتعجل الأمور، ولا أغلق الباب فى وجه الوطن.. لكن القراءة السريعة أحياناً، والمتأنية فى أحيان أخرى، تؤكد أننا إزاء رئيس قادم،
أقرب إلى الطرطور.. ولذلك أتعجب من حرص الفريق شفيق على الترشح، وأتعجب من استماتة عمرو موسى.. كلاهما يسابق الزمن.. لحاجة فى نفس يعقوب.. آخر جولات شفيق كانت فى الصعيد، وحضرها شيخ الأزهر شخصياً!
ويرحم الله كاتبنا الرائع جلال عامر.. تمنيت لو أنه رأى الفريق شفيق، فى جولته الصعيدية، وهو يركب حماراً أو حصاناً لا أدرى.. ماذا كان يقول الساخر الكبير؟.. ماذا يقول لو رأى المرشح الرئاسى وهو لا يعرف ركوب حصان أو حمار؟.. الجديد أن الرئيس المحتمل مواطن، يأكل الطعام ويمشى فى الأسواق.. ويركب الحمار.. الصورة مثيرة، لكنها تستغل سذاجة القرويين!
حلم الرئاسة يداعب الكثيرين.. منهم عمرو موسى، يحضر الأفراح، وربما حفلات الطهور.. وأحمد شفيق يقطع البلاد شرقاً وغرباً.. لا يكل ولا يمل.. أما حازم أبوإسماعيل فهو حكاية أخرى.. يرى أنه الرئيس القادم.. ويتحدث عن شعبيته، التى ترتكن إلى أرضية إسلامية..
كل هؤلاء كوم ومنصور حسن كوم آخر.. لذلك أنصحه بحق ما بيننا بأن يحافظ على تاريخه المشرف!
فمن مثلاً يقبل أن يكون رئيس جمهورية، ويعرف أنه لا يضر ولا ينفع؟.. لا رئيس فرعون..
من يقبل على نفسه أن يكون فى قصر الرئاسة، بينما يدير مصر رجل آخر فى مكتب الإرشاد؟.. أو يعمل بنصيحة مجلس شورى الجماعة؟.. من يتحمل احتجاج الشارع، كرئيس جمهورية، مع أنه لا يستطيع؟.. هل يقول للجماهير الغاضبة إنه كان مجرد طرطور؟!
لا هو مقبول، ولا معقول، أن يخرج أى رئيس ثم يقول إنه معذور، أو إن البرلمان لم يمكنه،
أو إن مكتب الإرشاد تدخل فى عمله؟ أو إن العسكر منعوه؟.. الجماهير لن تقبل الخضوع.. الآن أسمع أصواتاً تتحدث عن الرئيس التوافقى.. تريد هذه القوى، أن تتفضل على الرئيس.. من الوهلة الأولى..
تريد أن تأتى به على المقاس.. يسمع ويطيع، يرأس ويشكر!
وأستغرب أننا لا نعرف من هو الرئيس القادم؟.. جائز أن تقول إنها الديمقراطية.. وجائز أن تقول الأصل أننا لا نعرف.. ربما يكون لدينا رئيس سرى، على طريقة المرشد السرى.. كل شىء وارد، فى ظل حكم الإخوان.. ولا أستغرب أن يقال إن «الإخوان» انتهوا من تسمية وزراء الحكومة الجديدة.. ولا أدرى لماذا حكومة لمدة شهرين، إذا كنا على وشك انتخابات رئاسية؟!
هل مصر تلعب فى الطين.. هل أصبحنا دولة تبدأ من الصفر.. ألسنا دولة ذات تاريخ فى صناعة الحكومات؟.. ولأننا نبدأ من الصفر،
فلا تتعجب من مرشح رئاسى يركب الحمار؟، أو آخر يركب دماغه؟.. الأهم من يملأ كرسى الرئاسية؟.. مصر لا تحتاج إلى رئيس موظف.. مصر تحتاج إلى رئيس شاعر، عنده خيال!
محمد أمين
المصري اليوم 14 / 2 / 2012
كوكو