RE: إسرائيل تريد إسقاط الرئيس وبقاء النظام- أملا بالإلتفاف على مطالب الثورة السورية
اخى الفاضل نظام الملك
اشكرك لاهتمامك و اسمح لى بمواصلة بيان وجهة نظرى بما تفضلت به .
تفضلت بالقول :
...................
6) يتم النفوذ الشيعى فى الخليج واليمن بصورة متطورة حتما ستؤدى لمزيد من التدخل الامريكى عند الضرورة ولكن بعد استنزاف موارد العرب اكثر واكثر.
...................
الجواب:
اخى الغالى , و هل تظن ان التدخل الامريكى سيتوقف فى يوم من الايام ؟؟؟؟ و هل تعتقد ان وقف اى نفوذ شيعى يعنى ان الامريكى سيتراجع ؟؟؟؟؟
هناك مثل روسى يقول :
مهما اطعمت الذئب فانه ينظر ناحية الغابة .
التدخل الامريكى لن يتوقف الا عندما يشعر الامريكى ان تدخله مكلف له بل ان تدخله سيكون خسارة لمصالحه .
اما بالنسبة للنفوذ الشيعى فى الخليج و اليمن , فهو فى الواقع غير موجود بالشكل الذى تحاول حكومات الخليج تصويره , لان شيعة الخليج فى اغلبها لا تتبع مرجعية ولاية الفقيه , كما ان الذين يتبعون مرجعية ولاية الفقيه ليس لهم اى مشكلة مع الانظمة التى يعيشون فيها , بل كل مراجع الشيعة يؤكدون علنا بان على اتباعهم الانضباط و الالتزام بقوانين اى دولة يعيشون فيها , حتى انهم يشددون على ضرورة التزام قواعد المرور و عدم مخالفتها , و لكن القضية يا عزيزى , هو وجود تاجيج طائفى , و تعامل عنصرى فى الخليج مع الشيعة يختلف فى شدته من دولة الى اخرى , هذا التعامل الطائفى مع الشيعة يؤدى بهم للمطالبة بحقوقهم الوطنية و مطالبتهم بالمساواة مع اخوانهم من المواطنين دون تمييز مذهبى , و بالطبع سيجدون تعاطفا من الشيعة فى غير بلدانهم , و خصوصا عندما لا يجدون تعاطفا من اخوانهم المواطنين المخالفين لهم فى المذهب و صدقنى لو ان ابناء شعبهم المخالفين لهم بالمذهب وقفوا لجانبهم لما ظهرت اى تحيزات طائفية .
و بالرغم من كل ذلك لن تجد شيعيا واحدا فى الخليج او فى العراق او فى اليمن او فى اى دولة يطالب بتدخل ايرانى فى بلده , و يامل ان يتم ذلك بالنضال الوطنى الداخلى و يامل ان يتحرر اخوانه من العقدة المذهبية , و اقصى ما ينتظره من ايران كدولة شيعية وحيدة فى العالم ان تدعمه سياسيا و ثقافيا و اعلاميا و ربما اقتصاديا ان كان بحاجة للدعم الاقتصادى , فقط للحصول على حقوق متساوية فى وطنه مع الاخرين .
بالنسبة للحوثيين فقد هاجمتهم الدولة و قصفت بالطائرات و الاسلحة الثقيلة و شاركتهم بذلك السعودية , فقط ان شعارهم كان الموت لامريكا الموت لاسرائيل .
و بالرغم من ذلك , لم يفجروا فى المدن اليمنية و لم يهاجموا مدنا مدنية بل دافعوا عن انفسهم , و علاقتهم بايران محدودة تم تضخيمها لايجاد مبرر شعبى لتنفيذ الاوامر الامريكية بالفتك بهم .
تفضلت بالقول :
................
7) ايران مفروض عليها حصار اقتصادى منذ سنوات طويلة (ظاهرا) ولكن واقعا لا يوجد حصار اقتصادى بل غض طرف لأن وجودها ضرورى والمطلوب إيهام العالم بقوة إيران حتى تحقق المطلوب للمصلحة الامريكية فى العالم العربى السنى وستظل ايران فى مستوى قوة إقليمية (هشة بالنسبة لأمريكا وليس بالنسبة للعرب) لأن وقت تصفيتها سيكون بتصفية قوة تركيا بعدما تؤدى المطلوب فى منابع النفط. فقد خرجت تركيا خروجا سافرا على قواعد اللعبة حين تصادمت مع اسرائيل ولابد من القضاء على قوتها بواسطة استنزافها فى حرب مع ايران بعد ترتيب الوضع حول منابع النفط وبعد حماية المضايق والشرايين المائية فى الخليج والبحر الاحمر.
.................
الجواب:
الحصار الاقتصادى على ايران فعال و قوى جدا و مدمر , و بالمقاييس العملية من الممكن لهذا الحصار ان يخضع اى دولة او حكومة فى العالم , و لكن التاييد الالهى للجمهورية الاسلامية حقق المستحيلات و المعجزات .
كما ان جهود الايرانيين الجبارة و عنادهم و تحديهم اجبر الاخرين على الخضوع .
تعامل الايرانيون بدهاء غير طبيعى مع الحصار , و فتحوا قنوات عالمية متعددة و ربطوا اقتصادهم باقتصاديات دول عالمية و غير عالمية , و مدوا نفوذهم الاقتصادى فى كل الاتجاهات فاقتحموا روسيا و دول الاتحاد السوفييتى السابق , مستغلين انهيار الاتحاد السوفييتى و حاجة هذه الدول لعلاقات اقتصادية لبناء اقتصادياتها , فدخلوا بقوة الى اسيا الوسطى و خصوصا انها تشترك معهم بالقومية الفارسية و التركية و الديانة فدخلوا الى طاجكستان و اوزباكستان و كازخستان و تركمانستان , و اشتروا من روسيا و اوكانيا و بيلاروسيا كل ما يمكن شراؤه مستغلين حالة الفوضى التى عمت هذه الدول فى التسعينات و سيطرة المافيا على اقتصاد الدولة مما يعنى عدم التقيد بالنظام الدولى الذى تتحكم به امريكا , كما انهم مدوا نفوذهم الاقتصادى الى افريقيا و السودان و مدوا نفوذهم الى البرازيل و فنزويلا و كوبا , و هى دول فى اغلبها فى حالة عداء مع امريكا , كما انهم استغلوا الصراع الهندى الباكستانى , و طموح الهند لتقوية اقتصادها فتسللوا الى الهند التى كانت حانقة على امريكا لدعمها باكستان , ثم اقتحمت باكستان عندما حنقت على امريكا لدعمها الهند و هكذا ....
و استطاعت تنفيذ سياسة عدم التورط فى خلاف الفرقاء و الخصوم , و الاهم من ذلك , دخول ايران الى الصين و كوريا الشمالية , و هى دول ترفض الهيمنة الامريكية .
و هكذا فان ايران استطاعت اقتحام العالم اقتصاديا (ربط اقتصاد دول عالمية باقتصادها و خصوصا النفطى) مما يعنى ان وقف تصدير النفط العالمى سيتسبب بكارثة عالمية , و حصول الصين و الهند على النفط باسعار رخيصة و مميزة و تسهيلات جعل الاتحاد الاوروبى يضطر للتعامل مع هذا التنافس بحيث انه ايضا مد يده للنفط و الاقتصاد الايرانى , بداية بالسر , و من ثم بالعلن دون اهتمام للحصار الامريكى .
كما ان الاتحاد الاوروبى فهم حقيقة و قوة ايران , بانها كلما ضغطوا عليها ازدادت قوة
مثال ذلك
الحصار الاقتصادى جعل ايران تعتمد على نفسها , و كلما حاصروها فى شئ , عملت ايران على ايجاد هذا الشئ بالاعتماد على نفسها .
ايران كانت تبيع النفط و لكن لم تكن تصنع البنزين الا بكميات قليلة جدا لا تكفى حاجاتها فكانت تشترى البنزين من الغرب .
عندما قرر الغرب حصار ايران من ناحية البنزين لخلق ازمة , سارع الايرانيون بكل قوة لتصنيع البنزين , و مروا بداية بازمة خانقة , الى ان تمكنوا من صنع البنزين بالكميات التى يحتاجونها , فخسر الغرب السوق الايرانى , بل ان ايران اعلنت انها تصنع الان البنزين زيادة عن حاجتها و انها بدات بالتصدير لبعض الدول , و اعلنت انها تنوى ان تكون فى الصدارة مستقبلا فى تصدير البنزين مما يعنى
للغرب دخول ايران كمنافس فى سوق تصدير البنزين مما يعنى خسارة للغرب .
و هذا مثل بسيط لنتعرف كيف تعاملت ايران مع الحصار , بحيث ان الغرب صار يفكر الف مرة قبل تطبيق الحصار على ايران , لان الحصار الغير مدروس بغاية الدقة ستكون له نتائج عكسية فى تقوية ايران و خسارة الغرب .
بالنسبة لتركيا
فللاسف الشديد تبين انها لم تغير علاقتها بالناتو و امريكا و لم تتغير مواقفها الا كما رسمت امريكا لها .
لاحظ ان كل التهديدات التركية لاسرائيل تبين انها خواء و فرقعات اعلامية للنفوذ الى العالم الاسلامى لتنفيذ ساسة امريكا , فتصفية الجيش التركى غير واردة فى الاجندة الامريكية بل العكس , تركيا من اهم جيوش الناتو .
و لا اتمنى ان تتم تصفيته لانى امل ان ياتى اليوم الذى تتحرر فيه تركيا من الناتو و الغرب و تكون فى صف جيرانها .
اكرر شكرى لاهتمامك
و لك منى كل المحبة و التقدير
|