{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الارهاب المذهبي في افغانستان
طريف سردست غير متصل
Anunnaki
*****

المشاركات: 2,553
الانضمام: Apr 2005
مشاركة: #1
الارهاب المذهبي في افغانستان
الامل في افغانستان

في قلب افغانستان يوجد ثقب كبير مفتوح، هناك حيث كان يقف احد اكبر تماثيل بوذا. عام 2001 من قرننا الحالي قامت حركة طالبان بقصفه بالصواريخ بضعة ايام مستمرة، وبعد ذلك ملؤه بالمتفجرات وفجروه. على مر 1500 سنة وقف تمثال بوذا صامدا يتطلع الى سهول باميان. خلال هذا الزمن الطويل ملايين عابري طريق الحرير والتجار والمبشرين لعشرات الاديان عبرت من امامه. (العرب) و المنغوليين والصفويين والبريطانيين والسوفييت تركوا خلفهم آثار الدماء. العديد من الانظمة جاءت وذهبت ولكن تمثال بوذا وقف صامداً. الطالبانيين اعتبروا البوذية ديانة لايعترف بها الاسلام وتقوم بتجسيد الاله، كفر منحوت في الصخر. لم يعيروا اي اهتمام لاحتجاج العالم. لقد حطموا التماثيل من اجل اظهار ان اسلامهم هو فوق التاريخ والثقافة.

في نفس الوقت كانت العملية استعراض للقوة امام المجتمع الصغير الذين يعيشون تحت انظار تمثال بوذا وهم ينتمون الى اثنية تسمى الهاذار يعيشون في منطقة معزولة تسمى هاذاريات في وسط افغانستان المرتفعة. الهاذاريين يشكلون خمسة بالمئة من عدد سكان افغانستان، ولفترة طويلة كانوا يعتبرون في منزلة دنيا. اغلبية هذه المجموعة الاثنية تنتمي الى المذهب الشيعي في بلد اغلبيته من السنة، وبالرغم من ان الاغلبية تعتبرهم اذكياء الا انهم لايعرضون عليهم الا الاعمال الاقل شعبية. بسبب سمات وجههم الاسيوية (ضيقي العيون ولهم انوف مستقيمة وخدود عريضة) يعتبرون جنس اقل تطورا، ويجري تذكيرهم بذلك بإستمرار الى درجة ان بعضهم اصبح يصدق الكذبة.

النخبة الحاكمة من طالبان، وبالذات الاصوليين والمتطرفين السنة والمنتمين الى اثنية البشتون يعتبرون الهاذارين كفرة، حيوانات ومختلفين. ان ذنبهم ان مظهرهم ليس كما يجب على الافغاني ان يكون ولا يتوجهون الى الله بالطريقة التي يفعلها "المسلم". طالبان كانوا يتتداولون مثل عن سكان افغانستان الذين لاينتمون الى البشتون يقول: " الطاجيك الى طاجيكستان، والاوزبيك الى اوزبيكستان والهاذار الى قبرستان". عندما فجرت طالبان تمثال بوذا قامت بإحتلال القرى المحيطة وحرقها من اجل جعل المنطقة غير صالحة للسكن. عندما جاء الخريف كان السكان قلقين لايعرفون كيف سيمضون الشتاء. عندها جاء 11 سبتمبر، التي نظرت اليها الكثير من مناطق افغانستان بإعتبارها مأساة، كانت بالنسبة لسكان هاذاريات الرحمة التي انقذتهم من الابادة.

الحرب ضد الارهاب ادت الى سقوط نظام طالبان، ولازالت آثار هذه الحرب ظاهرة في منطقة هاذار حتى بعد ستة سنوات، ولكن هنا يوجد امل لم يكن له مكان قبل عشرة سنوات. اليوم تعتبر المنطقة من اكثر مناطق افغانستان امانا وخالية ، الى درجة كبيرة، من مزارع الافيون، التي تملئ مناطق الاخرين. إضافة الى ذلك اصبح بإمكان الهاذاريين الدخول الى الجامعة والوظائف الحكومية التي كانوا محرومين منها في ظل النظام السابق. احد نواب رئيس البرلمان هو من الهاذار، كما ان اول امرأة رئيسة محافظة والمرأة الوحيدة هي من الهاذار.

وبالرغم ان منطقة هاذار تؤخذ اليوم كنموذج لما يمكن الوصول اليه، الا ان التفاؤل تكبحه عقبات النجاح في بناء طرق المواصلات والخوف من طالبان وموجات إرهاب الاصوليين السنة.

الان بدأت عمليات إعادة تجميع قطع تمثال بوذا في محاولة لاعادة بناءه وترميمه. مايشابه الامر نفسه يقوم به الهاذاريين في محاولة لاعادة ترميم وبناء حياتهم وماضيهم التي دمرتها الاصولية. هناك فرق كبير بين الامرين: في الوقت الذي توجد صور لما كان كان عليه تمثال بوذا قبل التدمير، لايملك الهاذاريين صورة لشكل الحياة بدون ملاحقات وإهانات وإذلال.

موسى شفق هاذاري، وطالب نشيط في جامعة كابول، بفضل النظام الجديد يسرد ذكرياته عن القصص التي سمعها في طفولته عن اصل الهاذاريين ولماذا لهم شكل مختلف. حسب الاساطير المتناقلة فإن الهاذاريين احفاد المنغول الذين اجتاحوا افغانستان في القرن الثاني عشر وبنوا قلاع لاخضاع السكان. عندما قام السكان المحليين بثورة عليهم وقتلوا ابن جنكيز خان شن المنغول حملة قاسية ووحشية قتلت فيها السكان وخربت بيوتهم وضيعهم. بقايا السكان الذين تمكنوا من الافلات تزاوجوا مع المحتلين واختلطت الجينات ليظهر الهاذاريين المختلفين عن بقية سكان افغانستان، اقلية جديدة قد نشأت. اليوم يفتخر البعض بإنتماءه الى جنكيو خان ولكن على الاغلب تستخدم الاغلبية هذا الامر من اجل معايرتهم واهانتهم باختلاط الاصل.

بالنسبة للاغلبية يبدء التاريخ الحديث لافغانستان مع الملك عبد الرحمن، والذي كان ينتمي الى البشتون، وبدء عهده بسلسلة من الملاحقات والحملات ضد الهاذار وحول منطقة هاذارات. تحت تأثير الفكر القومي ومسلح بفتاوي " علماء" السنة قتلت قوات عبد الرحمن بضعة الاف من الهاذاريين واخذت العديد منهم كعبيد. العديد من الهاذاريين اجبروا على ترك مزارعهم وقراهم في السهول واضطروا الى الصعود الى اعلي الجبال. الحكومات التالية قامت بواسطة القوانين والاجراءات بإبقائهم معزولين في في اعالي الجبال مستخدمة وسائل فيزيائية ونفسية.

تاريخ الهاذار توارثته الاجيال بالسماع عبر التاريخ. تقول حبيبة صاروبي محافظ المنطقة انه: " بالنسبة للهاذاري، فالامر مثير للاحباط ان يكشف عن انتماءه الاثني". محمد محقيق، والذي كان سابقا قائد الهاذاريين وهو الذي حصل على الاصوات في الانتخابات النيابية عام 2005، يقول:" كانوا يتعاملون معنا وكأننا حمير نُستخدم فقط من اجل نقل الاشياء من مكان الى مكان".

موسى شفيق كان في الصف العاشر عندما جاء طالبان الى السلطة عام 1996، وكان الشعب قد تعب بالنزاعات بين مختلف قادة الحرب على خلفية انتماءتهم الاثنية. قبل عام من ذلك كان طالبان قد تمكنوا من قتل عبد العلي مزاري وكان قائد محبوب للشعب الهاذاري ومؤسس حزب الوحدة الذي كان يطمح الى وقف النزاعات الداخلية بين فصائل الهاذاريين. بعد موت المزاري تفتت الهاذاريين وتمكن طالبان من الاستيلاء على منطقة الهاذاريين. عند دخول طالبان رفع الهاذاريين الاعلام البيضاء اشارة على الاستسلام وقاموا بتوقيع معاهدة مع الطالبان اجبروا فيها على دعم الطالبانيين. في حين يتذكر موسى شفيق كيف اخفى كتبه حتى لاتراهم اعين طالبان.

في مقاطعة باميان ناضل اعضاء حزب الوحدة من اجل منع طالبان من الاستيلاء على المناطق القليلة الباقية من البلاد خارج سلطتهم. المدارس اغلقت ابوابها، والمزارع اصبحت متروكة، والعوائل هربت الى ايران. طالبان قاموا بحصار هازاريات الامر الذي ادى الى النقص بالغذاء في منطقة بالاصل تعاني من الجفاف. في مدينة باميان قام الناس بإستخدام خشب السوق للتدفئة والعوائل هربت الى المغارات المنتشرة في جبل بوذا. (يذكر الامر بالحصار الذي تقوم فيه اسرائيل ضد غزة).

في بداية عام 2001، وتحت الايام الاكثر برودة من شتاء هازاريات القاسي وصل الرعب حتى الى ياكاولانغ. في الثامن من يونيو سجن الطالبان الفتيان الهازار في عاصمة المنطقة ناياك. " الناس اعتقدت انه ستجري لهم محاكمة"، حسب مايتذكر سعيد جواهر امال، المدرس في قرية كاتا المجاورة. " ولكن في الساعة الثامنة صباحا جرى قتلهم جميعا". لقد جرى صفهم بجوار بعضهم البعض واطلق النار عليهم مباشرة على الطريق. عندما ذهب شيوخ مدينة كاتا كهون ليستفسروا عن مصير الشبان جرى قتلهم ايضا. منظمة مراقبة حقوق الانسان ذكرت ان اكثر من 170 شخص جرى اعدامهم خلال اربعة ايام. " لكوننا مسلمين شيعة. هذا هو ذنبنا الوحيد"، يقول الشيخ محسين موسيفيد ذو الخمسة والخمسن عاما والذي يسكن في كاتا كوهان، والذي فقد اخين من اخوته في ذلك اليوم.

القادة المحليين سُمح لهم بدفن القتلى، الذين كانوا ملتصقين ببعضهم بسبب التجمد، لذلك جرى فصلهم بمساعدة الماء الحار. بعد اسبوعين بدأت المعارك من جديد. حسب منظمة مراقبة حقوق الانسان قامت قوات طالبان بحرق اكثر من 4000 مسكن ومتجر ومبنى حكومي. لقد قاموا بتسوية المدن بالارض في غرب محافظة باميان. سكان القرى هربوا الى الجبال، ونظروا من هناك الى بيوتهم التي تحترق.

هجوم طالبان وصل الى قمته عندما اصطدمت الطائرات ببرج التجارة في نيويورك والبنتاغون. لقد كان كالهجوم من القوى العظمى، حسب تعبير Michael Semple, الذي قام بالمخاطرة بحياه في سبيل توثيق المذابح التي جرت يكاوالانغ عام 2001. بعد ان قامت القوات الامريكية بإزاحة طالبان عن السلطة ازدادت مطالب السكان وتمنياتهم، بما فيهم الهازار الذين بدؤا استنشاق الهواء. يتذكر ميتشيل سيمبل قائلا " لقد عملت هنا عندما كان الهازارد يشعرون بأنهم في معسكرات اعتقال عنصرية، واليوم نرى ان اصواتهم مختلفة".

ومع ذلك فإنه من الصعب على الهازارد من امثال موسى شفق ان يؤمنوا بصدق واقعهم الحاضر وان التهديد والاضطهاد قد ارتفع عن كاهلهم. "يقول متأملا: " اتمنى ان ارى مكانا حيث احلام الشباب يمكن ان تتحقق، هناك حيث بالامكان ان تقف الكنيسة الى جانبالمسجد الى جانب بقية الاديان". انه يحلم بالزواج من فتاة تنتمي الى الشيعة الزيدية وتنحدر من سلالة الرسول، ولكن العوائل الزيدية لاتسمح لبناتها بالزواج من الهاذارد. لربما الان قد يتغير الزمن ويصبح بالامكان ذلك.

في كابول يشكل الهاذاريين الطبقة الدنيا من اليد العاملة ويعاملون بتمييز شديد، ولكن الطبقة الوسطى من الهاذاريين تنمو بسرعة. ولكن الطبقة الدنيا منهم لازالت كبيرة وتعيش في غرب كابول، حيث لاتوجد المياه والكهرباء. البعض يعتقد ان التمييز الذ1ي يتعرض له الهاذاريين يفترض ان يخلق بينهم مشاعر التضامن والرغبة بالديمقراطية.

موسى شفق الطالب النجيب الذي كان يحلم ان يصبح استاذا في جامعة كابول عاد الى منطقته هازاريات بعد ان لم يتمكن من الحصول على العمل في الجامعة بالرغم تفوقه. ولكن لازال هناك الكثير من الاحكام المسبقة ضد الهازاريين في الجامعة، حيث اغلب الاساتذة من الاصوليين البشتون السنة وبينهم يوجد من قاد جماعات متهمة بالعنف ضد المدنيين الهازاريين. إضافة الى ذلك رفضت عائلة الفتاة قبوله زوجا لها لكونه هازار.

"حتى اليوم تسري الرجفة في اوصال الهازار عندما يسمعون عن اخبار طالبان عبر الراديو"، يقول محسن موسىفيد من مدينة كاتاكونا. لربما ستأتي اجيال جديدة من القادة الافغان تقوم بقيادة الشعب بالتدريج بعيدا عن تفكير الحروب والصراع. الكثير متعلق بمستقبل حركة طالبان وبقدرات المجتمع الدولي على الاحتفاظ بإهتمامها بتغيير الوضع في افغانستان، وبمستقبل التوتر بين امريكا وايران الشيعية.


ترجمت من قبل محمود العودة ، عن ناشيونال جيوغرافي العدد الرابع من سنة 2008 النسخة السويدية، بالتصرف
National Geographic, nr: 4/2008, 20-39





05-18-2008, 10:19 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
AhmedTarek غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,102
الانضمام: Mar 2007
مشاركة: #2
الارهاب المذهبي في افغانستان
خالد الحسيني, الكاتب الأمريكي الأفغاني, رسم صورة رائعة لما يعانيه الهزارا,,,في كتابه الاكثر مبيعا the Kite Runner
الذي انصح باقتنائه ,فان لم تستطع فاستعارته ,فان لم تستطع فتحميله فان لم تستطع فمشاهده الفيلم وهذا اضعف الايمان :)
(f)
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 05-30-2008, 04:11 PM بواسطة AhmedTarek.)
05-30-2008, 04:04 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS