الناس أقدارومقامات:

نردد هذه العبارة، حينما نحاول تقييم شخص ما، لمع نجمه بين الناس. أومن كان صعلوكا عاديا من البشر، لايعتد لمقامه.

يقول علماء الإجتماع، بإن الناس تحترم الرجل لأمورثلاث.

1- عندما يكون صاحب مركزإجتماعي.

2- عندما يكون غنيا.

3- إذاكانت عنده زوجة جميلة.

عادة صاحب المركزالإجتماعي، لايكون قد وصل إلى مركزه المرموق، إلا بعد أن سعى له وإجتهد.

هذاغيرالمحسوب على جهة. لكون المحسوب على جهة، عادة مايكون متطفلا على أمرليس من حقه، ولا يستحقه. وهذا مانسميه مظهرا من مظاهرالفساد في المجتمع.

وعادة ماينتشرالفساد عند حكم العصابة، و منهاالنظام الملوكي، حيث الملك الرمزوحاشيته، ومن يدورفي فلكهما.

لكن من يؤهله مركزه الإجتماعي بجدارة، هومن وصل لذلك المركزبحالة تفرد بهاعن غيره.

فمثلا من يخالف الجميع ويقف إلى جانب شخص مغلوب على أمره، معرضا نفسه للحساب والتضحية في سبيل الغير. أومن يتنازل عن حقه الشخصي رحمة ورأفة، وليس خوفاورهبة.

وأيضا من كان غنيا، يكون قد وصل إلى الغنى والتملك بجهده ومثابرته وعرق جبينه. أو ورث ثروته ممن كانت له صلة به، كأبوه أوزوجته أوأحد أقرباءه.

من يغتني بجهده وعمله، سيقدرقيمة الثروة التي وصلته، ونادرا ما يبددها في أمورغير ضرورية.

أما من يرث، أويحصل على الثروة عن طريق الهبة، أيا كان نوعها. فغالبا لايقدرقيمة الثروة الغيرمتعوب عليها. وهناك إحتمال كبير، سيبددها على أمورتافهة.

من يصل للغنى والثروة عن طريق العمل والجهد. كان إحترامه وإكرامه جديرافارضا.

ومن يصل للغنى والثروة عن طريق الورث والهبة، جاء إحترامه متملقا مغرضا.

لكن كيف نفسرإحترام الشخص لجمال زوجته؟؟

هذا يعود للميل الطبيعي بين الرجل والمرأة. فرغم كون المرأة مرتبطة ومتزوجة، تظل نظارتها والسحرالجاذب فيها، مصدرا للقلق عليها من قبل زوجها.

وبسبب عيون المتلصصين الذين لايخافون الله، بالأعتداء على حق الغيروإلأمعان بإشباع النظرإلى ما حرم الله.

لذلك جاء التحذيرمن قبل الباري، بعدم إظهارالزينة لغيرالزوج، دفعا لوساوس الشيطان الذي يدغدغ مشاعر الرجال وميلهم للجنس الآخر.

ومن هنا يظهرإحترام الغير، وحتى بشكل غيرشعوري، للرجل صاحب الزوجة الجميلة.

والخلاصة من كل ذلك، المقامات والأقدارللرجال وحتى للنساء، إما تكتسب بجهد شريف ذاتي مميز مثاب وهوالصواب، أوتغتصب إغتصابا، من قبل الإنتهازيين المتملقين، ليس بجهد شريف، بل بتوثب عنيف على حق الغير.

اللهم أجعل لنا من القدروالمقام عندك مايؤهلنالصفة الإيمان، ويكفينا الحاجة للغير، بالكذب والبهتان.