أحمد الجار الله يغازل سوريا !!
قوة الحق أقوى من السلاح
لا أحد يريد لسورية أن تكون بعيدة عن فضائها العربي, ولا أحد أيضا يريد لسورية ونظامها أن يغردا خارج السرب العربي.
تلك حقيقة راسخة نرددها ويرددها عالمنا العربي, وعلى سورية ونظامها أن يدركا جيدا تلك الحقيقة, وان أحدا من خارج لغة »الضاد« لن يفيدها ولن يقف الى جانبها ولو قيد أنملة عندما تقع الفأس على الرأس.
حسناً فعلت سورية عندما أعلنت انها تجري مفاوضات مع الدولة العبرية لاسترداد الجولان, وهو اعتراف ينسجم مع ما انسجم معه العرب والعالم وهو ستراتيجية السلام التي ينبغي التأكيد ان الرابح فيها هم العرب قبل غيرهم, والزمن المقبل سيثبت ذلك.
ربحت مصر من ستراتيجية السلام مع إسرائيل, رغم أننا قسونا على مصر وعلى رئيسها الراحل أنور السادات, قسونا عليه بغباء وثبت لاحقا أن مرئياته كانت هي الصواب.
لقد تاجرنا بالقضية الفلسطينية ستين عاما, وكنا كل عشر سنوات نخسر المزيد ونراكم الخسائر التي تتجاوز فداحتها ما خسرناه في السنوات العشر التي قبلها, وكنا نطالب بما خسرناه لاحقا وننسى ما خسرناه سابقا.
وتلك معادلة تدل على خلل فاضح في العقلية السياسية العربية ومواقف بعض الانظمة التي أدمنت المتاجرة بقضية كان يمكن حلها منذ العام .1948
حروب عدة خاضها العرب وخسروا فيها أكثر مما كسبوا. وحدها الحرب التي ربح فيها العرب كانت حرب ,1973 وجاءت زيارة الرئيس المصري الراحل انور السادات الى القدس وإبرام اتفاق كامب ديفيد ليؤكدا ان تحقيق الانتصار لا يكون فقط في الحرب.
لقد ربحت مصر واستعادت أمنها واراضيها المحتلة عبر عقلانية سياسية قائمة على مرئيات موضوعية ومستقبلية, وفي المقابل خسر باقي العرب وهم يديرون طواحين هواء الصراع بجعجعة بلا طحين وحروب بلا انتصارات.
حسناً فعل الرئيس السوري بشار الأسد, وحسنا فعلت الديبلوماسية السورية وهي تعلن عن اجراء محادثات مع اسرائيل لاستعادة هضبة الجولان. حسنا فعلت دمشق بسلوكها الطريق الصحيح لاستعادة ارضها التي فشلت البندقية في استعادتها, وفشل الاتفاق الستراتيجي مع إيران بالضغط على دول العالم واسرائيل لاستعادة هذه الارض.
سورية التي آثرت, وان متأخرة, ستراتيجية السلام, عليها ان لا تغرد خارج سربها العربي بعد اليوم, وعليها ان تدرك ان أحدا لن ينفعها أو يعينها أو حتى »يترحم عليها« ممن تراهن عليهم, حتى وان امتلك هؤلاء قنابل ذرية ونووية فلن تستطيع أسلحة الدمار أن تعيد لسورية مجدها, وهي بلد المجد في ساحتها العربية.
لقد استخدمت سورية ساعي بريد لحصول ما جرى في لبنان, وظهرت النتائج السلبية المريعة لهذا الدور, وقد اتضحت الرؤية الآن, والأمور اصبحت أكثر جلاءً, وسورية تبقى بلدا عربيا يريد له الجميع الأمن والازدهار والاستقرار, ولا يريد أحد أن يدمر هذا البلد بالحرب ولا بزعزعة أمنه أو تغيير نظامه, الكل يريد سورية العراقة والأمجاد, سورية التي انطلق منها الناصر صلاح الدين الأيوبي ليحرر القدس وفلسطين, لكن ظروف الأمس ليست مثل ظروف اليوم.كلنا نريد أن تكون سورية على علاقات وطيدة وعالية التقدير مع محيطها العربي, نريدها شقيقة مخلصة لجارها لبنان, نريدها شقيقة متضامنة مع محيطها العربي, ونريد لنظامها علاقات دولية يفاخر بها العالم, بدل أن يراها دولة إرهاب ومنطلق قتل واعداد وتدريب للذين يقاتلون أهلهم في بدانهم واوطانهم.
لقد شعرنا بشفافية الديبلوماسية السورية وهي تعلن أنها تجري محادثات مع إسرائيل لاستعادة أرضها... وشعرنا بحكمة ذلك الموقف الذي يؤكد أن قوة الحق أقوى من السلاح.
:Asmurf:
|