احترامي للجميع :
أود أن أتقدم بالشكر مره أخرى من الزميل بهجت والزميل وليد لاعاده طرح هذا الموضوع المميز على بساط البحث مرة جديدة.
اقتباس
اقتباس:من الممكن أن يتعرض مفهومان مثل "التأثير " و" التطور" لنقد , قد يبطل و لزمن طويل نسبيا , صلاحية استخدامهما , لكن هل يمكن الاستغناء وبصوره دائمة عن مفهومي "الأثر " و " الكتاب" أو حتى عن بعض الوحدات مثل " العلم " و "الأدب"؟ هل يلزم اعتبارهما أوهاما , بناءات واهية , نتائج لم تستنبط بكيفية سليمة ؟ هل يجب العدول عنها والكف عن اتخاذها سندا حتى و لو كان مجرد سند مؤقت والإقلاع والى الأبد عن تحديدها ؟ إن ما ينبغي , هو تخليصها من بداهتها المشبوهة وإخلاء سبيل القضايا التي تطرحها , و الإقرار أنها ليست المكان الامن الذي يمكننا , انطلاقا من ارضيته , طرح اسئله أخرى (بنيتها و تناسقها و نظامها و تحولاتها ) , عليها هي ذاتها أن تطرح عددا من الاسئله (تتعلق بطبيعتها كمفاهيم , وبكيفية تعريفها , وبأنواع القوانين المتمايزة التي تخضع لها , وبنوع الارتباطات التي تكون مؤهله لها , و بالمجموعات الفرعية التي يمكن أن تتولد عنها , و بالظواهر الخصوصية التي تنبثق عنها في حقل الخطاب ). إن ما ينبغي فعله , هو الاعتراف أنها وفي نهاية المطاف , ليست كما كنا نعتقد منذ الوهلة الأولى ومجمل القول : أنها في حاجه إلى نظرية , وهي نظرية لن تقوم لها قائمه ما لم يظهر في صفاء غير متقنع , حقل وقائع الخطاب الذي تنشا على ارضيته..
ميشيل فوكو –حفريات المعرفة –ص25-26 -المركز الثقافي العربي.
مع التنبيهات الكثيرة التي ينبه عليها الكتاب من خطر الاقتباس من نصوص الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو , لان اسلوبه الأدبي عصي على استخلاص النتائج سريعا ,وربما يثير سوء الفهم , وعلى الغالب فأن من الصعب إيجاد نص ما, يمكن اقتباسه لغرض عرضه كدليل أو شاهد في نصوص هذا الرجل .لكن كتجاوز سأبرره ألان أورد هذه ألفقره لا بغرض التدليل وإنما هو أنها ستوفر علي الكثير من الكلام .
من الغريب حقا عند البدء بقراءة مجموعه من المقالات للدكتور الإنجليزي" ريتشارد دوكنز" منشورة من قبل المجلس الأعلى للثقافة المصري تحت عنوان "العلم والحقيقة " أن نجده يعود إلى مناقشه قضايا أوهمتنا الحداثة – أو بالحري الوضعية الجديدة – أن العقل تغلب على كل ما تثيره من صعاب او مشاكل في أنساق العلوم الانسانيه ألحديثه , مشاكل من زمرة مدى قدره المناهج العلمية بصفه عامة على الوصول إلى كنه الواقع وإنتاج خطاب عنه يحظى بالقدر الكافي من الدقة و المصداقية , تؤهله ليكون الخطاب الأكثر معقوليه والأقرب إلى الحقيقة من بين الخطابات الأخرى الايدولوجيه او الدينيه ان شئنا الفصل بين الدين والايدولوجيا.
نقول هذا عن ريتشارد دوكنز ونحن نعلم ان هذا الرجل كان من ابرز العلماء الغربيين الذين حاولوا تبسيط العلوم ونقلها الى الجماهير , والدعوه الى الى اتخاذها حكما قادرا ومنصفا , وبعد ان كان اهم المروجين لمذهب التطور الطبيعي او الحيوي , عاد اليوم ليناقش المسلمات وللدفاع عن اولويه العلوم .
معلوم أن هذه الظاهرة يمكن ردها الى ما يسود الوسط الفكري الغربي اليوم من حركات –ربما يحبذ البعض تسميتها فوضويه- تدعى ما بعد الحداثة , تؤمن هذه المدارس بقصور العلوم –حتى الدقيقه منها –عن الوصول الى ما بحث عنه البشر منذ البدايه والذي يدعونه "الحقيقه". ويتبجح معضمهم بالذي فعله اينشتين بميكانيا نيوتن دونما فهم للذي حصل بالضبط كما يقول دوكنز ويرد هذا الأقاويل الى سوء استخدام الفلسفه حيث يكون من الخطر تعلم القليل من الفلسفه .
يقول فوكو ان من الغير مجدي الاستمرار بنعت " العلوم الانسانيه الغربيه" بالموضوعيه العلميه والمنهجيه غير المتحيزة عند دراسه كل ما يخص الانسان , وبشكل اساسي يرفض ضمها و"العلوم الدقيقه"كالرياضيات والفيزياء والكيمياء في نفس الصنف من الخطاب . ويرى –وافكاره اليوم شبه اكاديميه وذات صدى واسع في الاساط الفكريه-يرى ان هذه "العلوم الانسانيه " جزء من تكنولوجيا السلطه التي أسست المجتمعات الراسماليه الغربيه , وأضفت المشروعيه المعرفيه و الاخلاقيه عليها , وساهمت كأداة في ضبط الداخلى للمجتمع عن طريق افراده , ولم تكن ابدا –كما روج لها – تسعى الى ما كان يسمى "لحقيقه ". ولا نعجب الان عندما نرى عالم اجتماع من رتبه"الان تورين" الفرنسي الذي يتكلم عن الحقبه الماضيه " الحداثه" بوصفها " الايدولوجيا الغربيه للحداثه " او تلك الدراسه التي قام بها ادوارد سعيد " الاستشراق " التي يقول انها تكشف اللثام عن مؤامره من نوع ما بين السلطه و الادب في عمليات انتاج علم يختص بالشرق يسمى "الاستشراق".
مبدائيا اريد ان اعتذر عن الاطاله , واريد ايظا ان اؤكد انني لست في صدد الدخول من هذا الباب لمناقشه ما يجري هنا في دار الإسلام, او حتى لمناقشه جدوى التجربه الغربيه في افادتنا نحن العرب في عملية التقدم على كافة الصعد , او الوقوف من الغرب موقف ندي نكون فيه طرفا موازيا له من حيث القدره والمعرفه ..او حتى طرح مبداء العقلانية والتعقل للنقاش من حيث هو طريقنا الافضل لحل مشاكلنا اما دعوات دوغمائيه اصوليه لا تفقه ما تقول. واقول ربما "ربما " ان ياتينا بعد عده سنوات اصولي –خطير لانه تعلم القليل فقط كم يقول دوكنز- يطرح قضيه الغرب و الاسلام من هذا الباب ثم يستنتج ببساطه ساذجه كونيه الاسلام وعالميته وقدرته وحده ووحده فقط على المساعده في النهوض والخروج من المازق الحالي . ونعلم من الان مدي العوي والكشوف الهائله التي سيعتقد جيل الثوره الميمون – علىراى الزميل بهجت- انهم حصلو عليها وكيف انهم نصروا الحق وغلبوا" المستغربين" او المثقفين الذين يرون في الغرب نورا لا نارا. وكل من يتابع الخطاب الاصولي يرى مدى توغل هذه الطريقه في النقاش على عقليتهم وعقليه الجمهور العريض الذي يسمع ارشاداتهم . .. شريط الزميل وليد " الحقيقي والكاذب من قضايانا المعاصره" يقدم وصف ادق لهذه الظاهره الذابحه اذا استمرت ولم تجد من يضع لها حدودا.
لكن ,, اذا ما وجدت حقا تلك الطبقة الواعية فعليا لحقيقة ما يجري –والتي نسميها طبقة المثقفين المستنرين – والتي يعول عليها عمل كل ما يجب عمله ليس فقط لدفع المجتمع الى عمليه التقدم والتطوير وانما في كثير من الاحيان خصوصا اللحظه الراهنه منع تراجع المجتمع الى مرحله اكثر جهلا و جاهلية . ولربما حق علينا فعلا ان نطرح على انفسنا اسئله من نوع اخر , نوع منهجي يقيس حالة المجتمع ويحدد اكثر الكيفيه التي يجب من خلالها التعامل معه ..
-لماذا نشعر دائما بالحاجه الماسة لتغيير شيء ما ؟
-لماذا نشعر ان"الإسلام"-ونقصد هنا طريقه تفهم المسلمين اليوم للنصوص الاساسيه- يمثل عائق وحائط منيع امام كل من يدعو للتغيير والاصلاح؟
-لماذا نرفض النموذج الاسلامي المطروح للقيام بدور المنضم لعمليه التطوير والخلاص من الازمة ؟
-لماذا نجد في الغرب دائما وسائل ملائمه تحل مشاكلنا ؟
-هل نحن وعينا فعلا الذي حصل في الغرب ,كعمليه تطوير وإصلاح أنتجت قيما ومعارف غير مألوفة على الاقل في مجتمع مثل مجتمعنا؟
-لماذا يتقبل الإسلاميون بعض منتجات الغرب الفكريه مثل "لعلوم الدقيقه " كالفيزياء والهندسه والطب , بل ويرونها في كتبهم القديمه , في الوقت الذي يرفضون فيه كل المنتجات الفكريه التي تعطي خطابا عن الانسان و المجتمع و القيم ؟
-هل نحن فعلا متاكدون من صلاحيه منتجات الغرب الفكريه وخصوصا فلسفاتها السياسيه من ان تعطي نفس النتائج التي اعطتها عند تطبيقها على مجتمعات الغرب؟
-العلمنة كمثال , هل سيقوم هذا المفهوم بتنظيم الحياة السياسيه والثقافيه في مجتمعنا ونحصل على نفس النتائج التي تمت في الغرب بعد تطبيق هذا المفهوم هناك؟
-لو ان الكتله الشرقيه –فرضا – هي التي انتصرت في الحرب الباردة , ولنفرض انها تحكم العالم اليوم , هل سيبقى المثقفون يرون في المنتجات الفكريه الغربيه حلولا شافيه لازماتنا ؟ونحن نعلم ان هناك فروقا كبيره في طرق التحليل والتنظير للمجتمع بين السوفييت و الغرب الرأسمالي ؟
-في حالتنا بالذات , اليس من الممكن ان نجد حلولا ما نائمه هناك في تراثنا ؟ ينبغي هضمها وفهمها واعادة انتاجها , الم يقم الغرب نفسه على التراث ونقده واعاده انتاجه ثم القطيعه الابستمولوجيه معه؟
وللحديث بقيه.....