{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الولد والوالد والبلد
أبو علي المنصوري غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 94
الانضمام: Nov 2011
مشاركة: #1
الولد والوالد والبلد
في مقابلة صحفية جرت مع حافظ الأسد ، سألت إحدى الصحفيات “اﻷسد” اﻷب في معرض الحديث حول “اضطرابات” حماة عام 1982 ٳن كان يخشى من أن يكون يوماً ضحية" لإنقلاب عسكري ؟ فكان رده “لا.. لأنه بالتأكيد لن يكون هناك إنقلاب… فأصرت الصحفية على سؤالها وسألت اﻷسد اﻷب :“ٳلى أي بلد سيتوجه ٳن إضطر لمغادرة سوريا ؟”. أجاب اﻷخير ببرودته المعهودة: “لن يكون هناك بديل عن سوريا بعد ذلك…وهذا يعني أن اﻷسد اﻷب قد رتب إحتياطاته وخططه بما يتوافق مع مبدأ في السياسة اﻷسدية هو مبدأ : “ما بعد حماة”.
في بداية الثورة السورية وقبل تشكل الجيش السوري الحر ،وحصول مايمكن تسميتها بمرحلة المجازر المتدحرجة في الحولة وكرم الزيتون ثم داريا وغيرها... كان النظام الأسدي مع عصاباته وأعوانه وحلفائه يطبق ما عرف “بمبادئ حماة” في مدن حمص ودرعا والزبداني وغيرها... وذلك من خلال العمل على حصرالإحتجاجات في مكان محدد وتجميع المحتجين أو الثوار فيه، ثم الإنقضاض عليه وتدميره على رؤوس ساكنيه.
ولكن بعد زيارة المجرم بشار إلى حي بابا عمرو في مدينة حمص بعيد إقتحامه من قبل عصابات الأسد وشبيحته ،وبعدما شاهد بأم عينه فشل “مبادئ حماة” في ٳخضاع الشعب الثائر رغم محو الحي بالكامل وتدميره على رؤوس ساكنيه، أصبح جلياً له ولباقي بارونات العصابة أن هذه المبادئ لم تعد كافية" لضمان إنتصار النظام على الشعب وصار لازماً الإنتقال ٳلى الخطة “باء”من خطة الأسد الأب أي مبدأ "ما بعد حماة " وهي “حرق البلد” ..ولكن ليس أي بلد ..بل حرق سوريا كاملة .
في آب 1944 وحين كانت جيوش الحلفاء تتقدم لتحرير باريس من النازي، أصدر “هتلر” أوامره للجنرال “فون شتولتيتز” بتدمير عاصمة النور بمتاحفها ورموزها على رؤوس ساكنيها ،من أجل ٳعاقة تقدم الحلفاء ،ومن أجل عرقلة جهود الفرنسيين ﻹعادة بناء بلدهم المدمر في المستقبل ... فماذا فعل الجنرال المحنك والعسكري اﻷلماني المنضبط ؟ لم يكتف الجنرال “فون شتولتيتز” بعصيان أوامر “الفوهرر” بل رفض أيضاً مساهمة الطيران اﻷلماني في الدفاع عن باريس لكي لا تتدمر معالم المدينة ،وإستسلم بسرعة للماريشال “لوكلير” رافضاً الإستمرار في حرب تدميرية مجنونة. .والجنرال اﻷلماني الآخر سبيدل” رفض أيضا"من جهته قصف باريس بالصواريخ ،عندما كلفه هتلر بهذا العمل عندما بعدما تبين للأخير أن الجنرال “فون شتولتيتز” قد عصى أوامره بما يخص تدمير باريس.
هل يمكن المقارنة بين هذين الرجلين وبين “جنرالات” بشار اﻷسد ؟ الجنرالان اﻷلمانيان رفضا التدمير والقتل المجاني مما سمح للشعبين الفرنسي واﻷلماني بتجاوز خلافاتهما وبالتصالح وصولاً ٳلى بناء أوربا التي نعرفها. .ولم يتعامل هذان الجنرالان الألمانيان مع “باريس” كعاصمة للعدو ،إنما فعلا العكس وهو الصواب من خلال إحترامهما للبشر وتراث المدينة وتاريخها، في حين أحرق زبانية اﻷسد سوق حلب التاريخي وهو ما لم يفعله حتى المغول وهاهم الآن يحضرون لتدمير “دمشق” على رؤوس أهلها.
في اعتقادنا أن “الولد” يطبق سياسة “الوالد” الموضوعة سلفاً وبشكل حرفي، الفرق هو أن المبادئ التي يضعها حاليا" نظام الطاغية بشار مع أعوانه وحلفائه موضع التطبيق هي مبادئ “ما بعد حماة”.. أي ٳنها “الخطة باء"التي حضرّها اﻷسد اﻷب لتنفيذها في حال الفشل بقمع إنتفاضة أي مدينة أو جزء من سوريا... وملخص هذه الخطة هو تشجيع تقسيم سوريا وٳحراق كل جزء يخرج ولو جزئياً عن سلطة النظام داخل سوريا المختلطة دينياً وطائفياً، إنتهاء بتدمير “البلد السني” في سوريا بشكل كامل بحيث لاتقوم لهذا الجزء من سوريا قائمة لسنوات طوال.
ومن يظن أن نظام اﻷسد ليس له أهداف طائفية فهو مخطئ في تقدير ومعرفة الطريقة التي يفكر بها هذا النظام الدموي الفاسد ويعمل بها ، فهذا النظام يهدف لخلق وضع وبنية طائفية يستحيل فيها التصالح بين مكونات الشعب السوري ،بحيث يكون الخيار الوحيد المتبقي للمحافظة على وحدة اﻷراضي السورية هو إستمرار عصابة اﻷسد في الحكم، والنهب ٳلى يوم الدين من خلال التدمير “الانتقائي” والممنهج للمدن والبلدات الثائرة ذات اﻷغلبية السنية والعمل على توسيع بحر الدم من أجل إحداث الفرقة بين مكونات الشعب السوري، إنتهاء بتحصين “البلد” العلوي وتزنيره بالسلاح المتفوق والكيماوي لمواجهة باقي الكيان السوري المنتفض.. بكلمة أخرى، سيكون الجيب العلوي ملجأ" لكل الفارين من زبانية اﻷسد وأذنابهم، وسيكون هذا الكيان المسخ “قلعة اﻷسد اﻷخيرة بعد تدمير كل مافي سوريا من مدن وبلدات وقرى .
وحسب هذه الخطة فإن العلويين سيرثون مع هذا الكيان “الولد” والباقين من عائلة “الوالد”،وسيرتعون لوحدهم في “جنة” اﻷسد بشبيحتها ولصوصها وأرباب الفساد فيها وٳلى ماهنالك من متع وملذات سيحرم منها باقي السوريين.
لكن المشكلة في هذه الخطة أن “الولد” هوالذي ينفذ مبادئ ما بعد حماة وليس “الوالد” واضع هذه المبادئ ومعروف أن “الولد ولد ولو حرق، أو عمّر بلد " ..وأن سورية ستكون قريبا" وقريبا"جدا" حرة وعزيزة وموحدة ،وسيسقط خطة الوالد رغم أنف الولد ومن يؤيد ويدعم الولد .




01-05-2013, 01:39 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS