أيام قليلة ويعود من يسمون أنفسهم أصدقاء سوريا للإجتماع مجددا" في باريس ،فهل سيرى السوريون جديدا" من هؤلاء الأصدقاء ؟؟..وهل سيقرن أصدقاء الشعب السوري أقوالهم بأفعال ،أم سيكون كغيره من الإجتماعات السابقة، مجرد صرخات كثيرة منددة بالقمع والإجرام الأسدي ،واستنكارات وإدانات بمختلف اللغات لا تتجاوز برودة الكلمات ،أحيانا" من باب رفع العتب ، وأحيانا"لإمتصاص الضغط الأخلاقي الناجم عن مشاهد مروعة لا يحتملها عقل أو ضمير ، وأحيانا"كي لايذكر التاريخ أن الإنسانية لاذت بالصمت بينما آلة الوت والدمار لعصابات الأسد وأعوانهم تعمل بأقصى طاقتها .
لماذاتترك سورية لهذا المصير المرعب؟!ألا تستحق صداقة الشعب السوري ردا" حقيقيا"لوقف نزيف الدم المستمر منذ حوالي العامين من قبل مستبد مجرم مجنون وعصابات طائفية منحرفة،ولعب دور إنساني بسيط في حماية أرواح المدنيين؟؟ وهل يعتقد هؤلاء الأصدقاء أن حججهم وذرائعهم لتبرير سلبيتهم يمكن أن يصدقها أحد ؟؟! هم يتذرعون مرة بمجلس الأمن العاجز ..ومرة عبر المبالغة بخطر جماعات القاعدة سعيها لقطف ثمار الحراك الشعبي ..ومرة بإلقاء اللوم على المعارضة وعدم توحدها ..وإظهار الخشية من بديل مقبل يهدد الإستقرار في المنطقة وحقوق الأقليات ..ونسأل هنا هل الديمقراطية تتطلب معارضة موحدة ،وهل حقوق الأقليات تستوجب الدعس على حقوق الأكثرية ؟؟ويقولون أنهم يخشون أن تتحول سورية إلى دولة فاشلة..فهل هي حاليا" دولة غير فاشلة وقادرة على تأمين الإستقرار والأمن لمواطنيها وتلبية الخدمات التي يحتاجونها.
فأي صداقة للشعب السوري حين يستمر هذا الصمت الشعبي والرسمي العربي والدولي المريب تجاه فتك وتنكيل لم تعرف البشرية له مثيلا"،أو حين يتأفف بعض العرب -وللأسف- من زيادة أعداد اللاجئين على أراضيه مستسهلا" معاملتهم معاملة لا تليق بالبشر ،ويحاولون اختصار القضية في سورية بقضية لاجئين وإغاثة ،وطمس أصل القضية وحق الشغب السوري بالحرية والكرامة كما حصل مع القضية الفلسطينية ..في المقابل أثبت أصدقاء نظام الطاغية صداقتهم له ، وكانوا جادين في تقديم كل أسباب الدعم السياسي والعسكري والمالي لإستتمراره ،وعملوا على تغطية جرائمه وتبريرها بتبني روايته عن العصابات المسلحة والقوى الإرهابية السلفية ،والمؤامرة الخارجية التي تستهدف دوره الممانع .
إن الوقائع والحقائق تؤكد أن الغرب وامريكا تجد ما يحدث في سوريا عمليه رائعه لتدمير سوريا بدون أي تدخل خارجي, وهذا جيد لاسرائيل كعدو للعرب , وجيد لروسيا حتى تبيع سلاحها المصدي, وجيد لإيران حتى تتمدد مذهبيا, وجيد للدول العربيه التي كانت الثورات بدأت تشتعل فيها وتوقفت بسبب الخريف السوري, فلماذا يتدخلوا؟؟؟؟؟؟.
فمنذ أول يوم للثوره والكثير يقول لن يتدخل لا شرق ولا غرب, فمصلحتهم مع النظام وضد الشعب, ولن يجدوا أفضل من بشار .. لهذا لن يسقط النظام الاسدي الا الشعب نفسه, وبواسطه الجيش الحر وأبناء سورية الاحرار فقط, لانه ما حك جلدك مثل ظفرك فلن يساعدنا أحد, ولا يفل الحديد الا الحديد.