لا ينبغي أن نفكر بقُطرية
المصري لا يتكلم في شئون السعودي
العراقي لا يتحدث في شئون الليبي
السوري لا يتحدث في شئون التونسي
هذه رؤية غارقة في المحلية وهي سبب أصيل في الكوارث التي تحدث للعرب الآن.
ألف باء سياسة هو الاهتمام بالعمق الجغرافي والعمق الثقافي، والحديث فيه ومحاولة فهمه وطرح المشكلات وحلها.
أوروبا لم تتقدم سوى بالقضاء على الرجعية والتطرف.
لم تنعم بالسلام سوى بحل مشكلة الكاثوليك والبروتستانت في أيرلندا.
شعوب أوروبا خاضوا معركة سياسية وفكرية عظيمة من أجل التقريب والوحدة بين شعبي ألمانيا الشرقية(الشيوعي) وألمانيا الغربية(الليبرالي).
لا تستهين برأيك فطرح رأيك التقريبي والتنويري بين الشعوب في مصر قد يحفظ أرواح يزهقها السفهاء والأغبياء في سوريا.
وحربك على التطرف في السعودية سيحمي حدودك في الكويت.
العرب أمة جغرافية وثقافية واحدة، والمشكلة في بقعة من بقاعها تؤثر بالسلب على بقية البقاع.
منذ أن تصديت واهتممت بموضوع سوريا منذ سنوات وكتبت فيه كتب ومقالات كنت أعلم علم اليقين أن مصر ستعاني من الإرهاب كما عانت سوريا..وقد صدق حدسي.
فبدفاعي عن سوريا وشعبها كانت نقطة مضيئة نحو فهم ما يحدث في مصر.
وأحمد الله أنني لم أندم على أي موقف اتخذته ، بل أثبتت الأيام أن غالبية توقعاتي كانت سليمة، حتى في عز هجوم البعض وتشنيعه على العبد لله كنت أصبر وأعلم أن هذه الآراء ستتغير يوم أن تهمّ الضباع بافتراسهم ، وستعلم حينها أننا كنا ننظر لمستقبلهم يوم أن كانوا لا يزالون في دوامة الثورة ويتأثرون بشيوخ الضلال ويستمعون لمراهقي السياسة وصغار المثقفين.