لعلي لا ابالغ ان قلت انني ممن اكرمهم الله بما نسميه بالحاسة السادسة.. sixth sense
ولكن رغم ان الكثيرين ممن هم حولي يغبطونني عليها او ربما يحسدونني على مثل هذه النعمة فمن يمتلكها يعلم تماما انها تتعبه بقدر اكبر بكثير مما تريحه..سيما ان كان ما تشعر به قد يشكل خطرا او سوءا لنا او لاحدهم.. وبالمناسبة ليس مهم ابدا ان تشعر بهذا الشعور او الحدس الفجائي بخصوص اناس يهمك امرهم فهو احساس يأتي فجأة حتى عن اناس لا تعرفهم جيدا .. او ربما تعرفهم ويكونون بعيدين عنك كثيرا ..
واذكر العديد العديد من المواقف التي سببت لي الاحراج مع الآخرين .. حتى بات معظمهم يقول لي ( شو حاسة عني؟) وشو رح يصير بكزا وكزا؟ او حتى ان تخبر احدهم عن امر سيحصل معه بعد وقت معين .. او لظرف معين ..
وعلى فكرة هو ليس تنجيم ولا عرافة ابدا.. والا لاستطعت ان اعلم ما الذي سيحصل معي .. مستقبلا..
فمن لديه حاسة سادسة يختلف تماما عن ما نسميه بال ( fortune teller) او قارئ الكف او البصار؟
لما قرأت هذه الموضوع احببت ان اضعه بين ايديكم علكم تستفيدون منه بطريقة او بأخرى..
إن ثمة أمراً عجيباً يباغتنا حينما نتعرض للخطر، وهو ظهور فجائي لقوة خارقة تقذف بنا بعيداً عن مكمن الخطر، هذا الأمر يعطي مدلولاً ثابتاً ألا وهو أن بداخلنا قوة خارقة لا تظهر إلا عند الخطر... هذه القوى التي تنشط وتخمد حسب مقتضيات الانفعالات والتفاعلات الطارئة.
وبما أن هناك شفافية في بعض الناس يكتشفون من خلالها حقائق كلغة العيون وعلم (التلباثي)، وهو الشعور عن بعد بما يحدث لمن تحب ومبادلة من تحب نفس المشاعر والأحاسيس، ولذا نقول في المثل الشعبي: (القلوب عند بعضها) و(من القلب للقلب رسول) ولو عن بعد وهذا أمر خاضع لتلاقي الأرواح وصفاء النفوس.
وصدق رسول الله "صلى الله عليه وسلم": "الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف" رواه مسلم.
فتلاقي الأرواح أمر بيد الله سبحانه وتعالى، وهذه المقدرات والمنح الربانية للإنسان لا تصطد م بمعرفة الغيب لأنها تقرر مواقف وتستبصر أشياء خارجة عن نطاق الغيبيات وهى صفات ثابتة يعرفها صاحبها وبعضاً ممن حوله مع علم التوسم كتوقعات بحدس الحاسة السادسة.
وقد كان العالم الألماني "رودلف تستشنر" هو أول من تناول ظاهرة الإدراك الحسي الخارق بدراسة جادة أوائل العشرينات، وأطلق عليها مصطلح E.S.Pالمنسوب مجازاً إلى الحاسة السادسة، صنفها إلى فروع: الاستبصار، والتنبؤ، ونفاذ البصيرة إلى الأشياء والأشخاص والأحداث، وقراءة الأفكار والمشاعر، وإدراك لمحات من الماضي والمستقبل وتحت هذا العنوان قدم الباحث "جي. بي. راين" أول دراسة جادة تالية إلى جامعة "ديوك" عام 1934.
وأصدر "رينيه سودر" في عام 1960م كتاباً عنوانه: "بحث عن البارسيكولوجي" ذكر فيه أن المعلومات التي تلتقطها المدارك الخارقة التي لا تصدر بالضرورة عن نفاذ البصيرة، وإنما تتولد في العقل الباطن كالذكريات، وهي في نفس الوقت حاسة، لتكن السادسة، ما دامت لم تستخدم إحدى قنوات الحواس الخمس للتوصل إلى المعلومات، وفي كل الأحوال تنتقل المعلومات من اللاوعي إلى العقل الواعي.
أما "آرثر كوستلار" فقد ذكر أن الحاسة السادسة إحدى اثنتين:
إما أن تكون نابعة من قوى وقدرات ووظائف روح الإنسان، وهي بذلك قدرة تتجلى وتتفتح تدريجياً مثلما ينمو الحس والضمير والوعي درجة بعد درجة تصاعدياً على سلم النمو والتطور.
وإما أن تكون على عكس ذلك حاسة بدائية قديمة من خصائص الإنسان البدائي القديم، كان في أمس الحاجة إليها كوسيلة للاتصال، ثم ضمرت وتلاشت وحلت محلها أشكال الإدراك والاتصال الحسية الأخرى، وفي كلتا الحالتين ينطوي الاحتمالان على احتمال ثالث، وهو احتمال بعث الحاسة السادسة من جديد، عن طريق روحانية الإنسان، أي عن طريق تدريب وتقوية قواه الروحية.
وتفسير "كوستلار" السابق - على ما فيه من حيرة - يؤكد أهمية متابعة دراسة ظواهر البارا سيكولوجي عامة، والحاسة السادسة بصفة خاصة على وجه مكثف.
أغلب الناس لديهم الحاسة السادسة:
هذا ما تقوله "جيرترود شميدلر" أستاذة علم النفس بجامعة نيويورك، فقد استخلصت من دراسات أجرتها أن أغلب الناس لديهم الحاسة السادسة، وعن طريقها تتحقق تخميناتهم أو استبصاراتهم بشكل أو بآخر خلال حياتهم اليومية. ليس من الضروري أن يتنبأ الشخص بحادث خطير أو أمر بالغ الأهمية حتى يقال: إنه موهوب الحاسة السادسة، بل يكفي أن يدق جرس الهاتف ويخطر على البال أن المتحدث صديق قديم لم يتصل بك منذ أمد طويل، وما أن ترفع السماعة حتى تسمع صوته ويتحقق حدسك، وهذا مظهر من مظاهر الحاسة السادسة.
وقد تتعرف أحياناً على شخص وسيم لبق رقيق، لكنك لا تشعر بارتياح إليه، وعلى العكس تحس بهاجس لا تدرك مصدره، ولا تعرف له سبباً ينفرك منه، أو كأنما هاتف من أعماقك يطالبك بأن تتجنبه وتتقي منه شراً مرتقباً، فإذا ما توطدت علاقتك به أثبتت لك الأيام صدق إحساسك الخفي الذي حذرك من صداقته، وهذا أيضاً مظهر من مظاهر الحدس أو الاستبصار أو التنبؤ. وكلها جوانب من عملية تواصل حسي صافية، مبعثها الحاسة السادسة، أقلها أن تشعر بعدم الارتياح لشخص أو شئ أو قرار، ويتحقق فيما بعد سبب لهذا الشعور.
الحاسة تنشط وتخبو:
وأكدت دراسات الدكتورة "جيرترود" أن الحاسة السادسة تنشط في الشخص ذاته أحياناً وتخبو وتصاب بالخمول أحياناً أخرى، والسبب هو أن كافة مظاهر الإدراك الحسي الخارق ترتبط وفق الارتباط بمحيط نفسي أخر قوامه : صفاء الذهن، وهدوء الأعصاب، واعتدال المزاج، وعناصر شخصية ونفسية أخرى متشابهة حتى هؤلاء الذين يتمتعون بحاسة سادسة قوية لابد لهم من شرط أساسي يتيح لحاستهم استقبال الإشارات دون تشويش، هذا الشرط هو توفر حد أدنى من صفاء الذهن واعتدال المزاج.
متى تقوى ؟ ومتى تضعف ؟
وفي جامعة كاليفورنيا أجريت دراسات مطولة أثبتت أن الإنسان يستطيع أن يرسل إشارات حسية للغير، كما يستقبل من الغير إشارات، أو يحس بأحداث أثناء وقوعها في مكان بعيد، بل حتى قبل وقوعها، وأثبتت أيضاً أن بعض الموهوبين يستطيعون التأثير على أفكار الغير، فيوحون إليهم بفكرة ما أو سلوك معين عن طريق الاتصال الخاطري الحسي البحت، كما يستطيع بعضهم قراءة أفكار الغير والشعور بالأخطار التي تحدق بهم.
وأبسط مثال لذلك في حياتنا اليومية أن هؤلاء الذين يتورطون في مأزق خطير أو يقعون في ضيق أو تنتابهم الأمراض والآلام، يتذكرون أحب الناس إليهم من الأقرباء، وقد يستغيثون بهم ويستحضرونهم في مخيلاتهم، يشعر هؤلاء الأقرباء بغصة، أو تطرأ عليهم ظواهر عضوية كخفقان القلب ورفيف الجفون، والانقباض النفسي، وقد يصارحون المحيطين بهم آنذاك بمخاوفهم، وبأنهم يستشعرون خطراً يحيط بهم من الناس.
ولعل في تفسير العامة لأسباب الغصة "الشرقة" ورفيف الجفون ما يساير هذا الرأي، علماً بأنه تفسير قديم يتصف بالعمومية في معظم المجتمعات المحلية، ويعتبر من الموروثات الشعبية.
هذا إن دل على شئ في جملته فإنما يدل على أن الإنسان يمكن أن يكون مثيراً للحاسة السادسة عند غيره، مثلما هو مستقبل بها لإشارات حسية يستبصرها... ويكون الإنسان في أقصى حالات القدرة على الإرسال أو الإيحاء، كلما اشتدت انفعالاته وهياجه الوجداني، بينما يكون في أقصى حالات الاستقبال والاستبصار عندما يكون راقداً مسترخياً على قدر كبير من الراحة وهدوء الأعصاب.
والحاسة السادسة ليست ثابتة، أي أنها ليست إرادية مثل الحواس الخمس الأخرى، إنها حاسة لا إرادية تحضر لحظة وتغيب أياماً - باستثناء بعض الموهوبين الأفذاذ، أمثال: هيزكس، وجين ديكسون، واليكس، تانوس، وهيلين هيل، وبول زيفين، وغيرهم ممن خضعوا لاختبارات العلماء.
خصائص الموهوبين:
الدراسات التي أجريت في جامعة أكسفورود تشير إلى أن لدى بعض الناس نوعاً من العتامة تقاوم وتحجب الانطباعات الاستبصارية من الظهور على شاشة الوعي، وأثبتت من ناحية أخرى أن فريقاً من الناس يسجلون سيلاً لا ينقطع من الاستبصار وصدق التنبؤ، حتى تكاد تكون حياتهم سلسلة من الرؤى الصادقة، وأتضح بعد فحص عدد كبير من الفئة الأخيرة، ودراسة شخصيات منهم، أنهم جميعاً يشتركون في عدة خصائص مميزة، أهمها:
• حسن التكيف الاجتماعي.
• الاستقرار الوجداني.
• نفسية منبسطة.
• الثقة بالنفس.
• حسن العلاقة مع الآخرين.
• اتساع شبكة العلاقات.
• الإيمان بالله ودماثه الخلق.
إضافة محرر الموقع :
أثر العبادة على تقوية الحاسة السادسة:
لقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أحاديثه الشريفة إلى قدرات خارقة مكتسبة بالعبادة واستحضار عظمة الله تعالى وذكر النار والجنة وهي رؤية أحد بعض عوالم الغيب
عن حَنْظَلَةَ الأَسَيْدِيّ وَكَانَ مِنْ كُتّاب رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم أَنّهُ مَرّ بأَبي بَكْرٍ وَهُوَ يَبْكى: فَقَالَ مَالَكَ يَا حَنْظَلَةُ؟ قَالَ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ يَا أَبَا بَكْرٍ،، نَكُونَ عِنْدَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، يُذَكّرُنَا بالنّارِ وَالْجَنّةِ كأَنّا رَأْىَ عَيْنٍ، فَإِذَا رَجَعْنَا عافَسْنَا اْلأَزْوَاجَ والضّيْعَةَ وَنَسِينَا كَثِيراً قال فَوَالله إنا لكَذَلِكَ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَانْطَلَقْنَا فَلَمّا رَآهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَالَكَ يَا حَنْظَلةُ؟" قَالَ نَافَقَ حَنْظَلَةُ يَا رَسولَ الله، نَكُونُ عِنْدَكَ تُذَكّرُنَا بِالنّارِ وَالْجَنّةِ حَتّى كَأَنّا رَأْىَ عَيْن: فَإِذَا رَجَعْنَا عافسَنَا الأَزوَاجَ وَالضّيْعَةَ وَنَسِينَا كَثِيراً، قال:فقال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لَوْ تَدُومُونَ عَلَى الْحَالِ الّذي تَقُومُونَ بهَا مِنْ عِنْدِي لَصَافَحَتْكُمْ المَلائِكَةُ في مَجَالِسِكُمْ وَعَلَى فُرُشِكُمْ وَفي طُرْقكُمْ، وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةَ سَاعَة وَسَاعَة". قال أبو عيسى: هذا حديثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ [تحفة الأحوزي ـ رياض الصالحين ـ سنن ابن ماجه ـ سنن الترمذي ـ صحيح مسلم ـ مجمع الزوائد ـ مسند أحمد ـ معجم الطبراني ].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه...)[صحيح البخاري].
عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: (لقد كان
فيما قبلكم من الأمم ناس محدَّثون؛ فإن يكن في أمتي أحد فإنه عمر) [رَوَاهُ البُخَارِيُّ. ورَوَاهُ مُسلِمٌ من رواية عائشة].
أنت جالس في غرفتك مسترخ هاديء، وفجأة تفكر في شخص وكأنك تقول في نفسك : منذ زمن لم أره.. وفجأة يرن جرس الهاتف.. وإذ به هو نفسه من كنت تفكر به
تدخل مكانا غريبا لأول مره فتقول لمرافقيك إنه مكان بديع وجميل، وفجأة تحس لاوعيك بدأ يظهر إلى ساحة الوعي لافتة عريضه كتب عليها: ألا تظن أنك وسبق أن رأيت هذا المكان؟
تصادف شخصا ما فتتأمل وجهه قليلا.. تضع عينك في عينيه فترى حروفا تنطق عن حاله، وترى كلمات تحدثك عن أخباره.. فتكاشفه بها لتتأكد أنك أصبت الحقيقه تماما
أنت وزميلك تتحدثان وتريد أن تفاتحه في موضوع فإذ به ينطق بنفس ما أردت قوله
*******
هذه النماذج في الحقيقة ما هي إلا صور معدودة تختصر ما يمكن أن نسميه: القدرات ما فوق الحسية.. أو: القدرات الحسية الزائدة.. أو ما يشمل علوم التخاطر والتوارد للأفكار والاستبصار ونحوها
وكل شخص منا من حيث الجملة سبق وأن تعرض لمثل هذه الصور في يومه وليلته، أو خلال فترات ولو متقطعة.. المهم أنه سبق أن مر بمثل هذه التجارب في حياته.. هو يدرك أن ثمة شيئا غريبا بداخله.. هو يدرك أن هذه الأمور غامضة أو نابعة من قوى خفية غير ظاهرة
المهم أنه يدركها ويحس بحقيقتها ماثلة امامه حتى وإن عجز عن إيجاد تفسير دقيق وجلي لهذه الظواهر
الكثير من الناس لا يتنبهون إلى أن مثل هذه القدرات تحدث معهم كثيرا.. ربما تحدث للبعض في اليوم مرارا وتكرارا، لكن يمنعهم من ادراكهم وتنبههم لحدوثها أمران
الأول
أنهم بعد لم يعتادوا حسن الاستماع إلى النبضات الحسية التي تأتي مخبرة إياهم ومحدثة لهم بكثير من الوقائع.. بمعنى أنه لا توجد آلية للتواصل بين الإنسان وبين نفسه وأعماقه ومن ثم التعرف على هذه الخواطر
فنحن في هذه النقطة أمام مهمتين
1 -
كيف نتعلم؟.. بمعنى ما هي الآليات التي تؤهلنا للوصول إلى وعي وفهم هذه القدرات الحسية الزائدة؟
2 -
كيف نصل إلى مرونة واضحة في التحدث بطلاقه بهذه اللغة؟.. بمعنى التعرف السريع والمباشر على أدق وأعمق ما يرد إلينا من أفكار وخواطر من الاخرين.. وما ينطلق منا من أفكار ورسائل ذهنية نحو الآخر
الثاني
أننا كثيرا ما ننتظر أن يحدث أمر غريب وغامض ولا نشعر بأن ثمة أمرا حدث بالفعل
تأملوا هذين المثالين
1 -
شخص يقترب من بيته فإذ به يحس أن أخاه سيفتح له الباب
2 -
شخص يقترب من بيته فيظن أن فلانا الذي لم يره من شهر سيزوره
حينما يصدق احساس الشخص في الحالتين فإنه أبدا لن يهتم كثيرا لنجاح وصدق احساسه في الحال الأولى.. بل سيتنبه للحال الثانية لأنها بالفعل غير متوقعه إطلاقا.. فهي معجزة في نظره.. إذ كيف يتوقع مجيء فلان من الناس وهو لم يره منذ شهر؟.. أما من اعتاد رؤيته فهو سيجعل ذلك محض صدفة
لكن حين التأمل سنجد أن كلا المثالين له اهميته.. فكونك تنجح في توقع أخاك من بين عدة إخوة ومن غير دليل منطقي يؤكد لك ذلك هو شيء مذهل ويدل على قدره وموهبة لديك
*******
البعض يظن أن هناك علاقة قوية بين القدرات ما فوق الحسية وبين الصفاء والنقاء الروحي.. وأنه لكي يحدث الوعي النفسي العالي لابد من اصلاح الداخل واليقظة الروحية أو التـأمل.. لكن هذه العلاقة ليست دقيقة، بل الفرد نفسه هو القادر على صناعة وصقل هذه القدرات
أنواع القدرات
مصطلح القدرات فوق الحسية يطلق غالبا على ثلاثة أنواع متميزة من الظواهر النفسيه فوق الطبيعية.. وهي التخاطر والاستبصار والتنبؤ
أما التخاطر فهو التجاوب والاتصال بين ذهن وآخر، أو قدرة عقل الشخص على الاتصال بعقل شخص اخر دون وجود وسيط فيزيقي.. وهو نوعان
1 -
توارد الافكار، وهو أن يكون هناك شخصان يتفقان في وقت واحد على النطق بفكرة أو كلمة في وقت واحد.. فهما تواصلا وتجاوبا في وقت واحد بشيء واحد
2 -
التخاطر، وهو أن يكون هناك رسالة ذهنية موجهة من شخص إلى آخر، فيكون هنا ثلاثة عناصر.. مرسل ومستقبل ورسالة
أما الاستبصار فهو القدرة على رؤية الأشياء من بعد دون الاعتماد على أمور ماديه محسوسة.. والتنبؤ هو القدره على التعرف على أمور لم تحدث بعد دون الاعتماد على أمور مادية محسوسة
******* التأثير على الاخرين
هذه الافكار التي تنبعث منا إلى الاخرين لا تذهب سدى.. بل كل فكر ينطلق منا وينطلق من الاخرين نحونا يسبح في الفضاء فإنه يؤثر فينا ونتأثر به
ونحن إما أن نكون في دور المؤثر أو المتأثر.. الفاعل أو المنفعل.. فما من شيء نفكر به ونركز عليه إلا ويلقى محلا يؤثر فيه.. فالأفكار كما قيل هي عبارة عن أشياء وإن كانت لا ترى لكن لها تأثيرها كالهواء نتنفسه ونستنشقه ونتأثر به وهو لا يرى.. كما أن هناك تموجات صوتيه لا تسمعها الأذن، وتموجات ضوئيه لا تدركها العين.. لكنها ثابتة
وبالتالي بات ضروريا أن ندرك أهمية ما تفعله الأفكار فينا من حيث لا نشعر
هل مرّ بك أن شعرت بشعور خفي يسري فيك، مثل أن تكون في حالة ايجابية وفجأة تتحول إلى حالة سلبية؟.. ربما كان ذلك بسبب أنك أتحت بعض الوقت للتفكير بشخص محدد.. فالتفكير بأي انسان كما يقول علماء الطاقة يتيح اتصالا أثيريا بينكما يكون تحته أربع احتمالات.. إما أن يكون هو إيجابيا وأنت إيجابي، فكلاكما سيقوي الآخر.. أو أنه إيجابي وأنت سلبي، وهنا أنت ستتأثر به فتكون إيجابيا وهو سيصبح سلبيا.. أو أن تكون أنت إيجابيا وهو سلبي.. أو أن تكونا سلبيين، وهذا أخطر شيء
كذلك حين تفكر بالخوف أو الشجاعة أو الحب أو البغض، فان جميع النماذج التي حولك وجميع الأشخاص الذين هم أمامك ممن يعيشون نفس هذا الشعور سينالك منهم حظ.. بمعنى أنك لو فكرت بالشجاعة فإن كل شجاعة تطوف حولك ستهبك من خيرها، وإن فكرت في الخوف فإن كل خوف حولك وكل خوف يحمله انسان أمامك سينالك منه حظ.. وهكذا
*******
إذن
1 -
نحن نتأثر ونؤثر في الاخرين عبر مسارات فكرية ذهنية غير مرئية
2 -
إننا نجذب إلينا ما نفكر فيه
3 -
إننا وإن كنا على حالة إيجابية فإننا معرضون للحالات السلبية لو كان محور تفكيرنا في نماذج هي الآن تعيش حالة سلبية
*******
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 04-11-2008, 11:54 PM بواسطة -ليلى-.)