استقلت كوسوفو أم لن تستقل!
لقد بدأ عقد انفراط الدول كما نعرفها في عصرنا. و بدأ الجنين في الخروج إلى الحياة.
اشتمت القارة العجوز منذ 40 عاما ما يحدث الآن فتجمعت و تكتلت على بعضها على كثرة علاّتها و فرقها.
علينا نحن العرب أن ننزل إلى أبعد مما نحن عليه من وضاعة المكانة وهامشية الحياة حتى نصل إلى بداية الطريق القويم نحو الإنسانية.
ما الذي يخافه العالم القديم؟ أمريكا أم نحن؟
لا أمريكا و لا يحزنون(نحن), انه التطور الطبيعي ذي السويات العالية الأداء الذي بدأ مؤخرا. تحولت أعلى مستويات التكنولوجيا إلى سلع على الرفوف كما هو الصابون و زيت القلي. وقفزت مستويات الحضارة في دول كانت الناس فيها تصطف في طابور كي تسرح شعرها إلى مستويات جعلت الإنسان, أيا كان يقف فاغرا فاه نظير ما يراه.
ليست أمريكا هي القوة المهيمنة على العالم. لا أقول هذا دفاعا, لست متأمركا و لا حاجة, فأن أولا و أخيرا من قوم يحزنون المذكورين أعلاه.
إن القوة المهيمنة الآن على العالم هي الفردية و قوة الإنتاج.
أرى ألوفا مؤلفة تتنازل عن حريتها طوعا و هي ممنونة نظير العمل. لقاء أن تستلم دراهم قليلة آخر الشهر لسد ثقوب الصرف. طبعا تختلف أقطار هذه الثقوب, فمنها ما هو بحجم سيارة و منها ما هو بحجم حبة دواء. لكن في الأخير هو حكما تنازل عن الفردية لصالح فردية أخرى. الفردية هي من يحكم الآن.
صدقوني: طول ما نحن متحزبون أو طائفيون فإننا يوما لن نكون.
أما العالم القديم,
سيموت في النهاية ليولد آخر.

ثمة خلط عجيب في هذا الموضوع على أهمية عنوانه
فما هي العلاقة بين استقلال كوسوفو والتكنولوجيا والفردية؟
كان بودي أن يظل الموضوع في حدود العنوان، فموضوع مثل انفراط عقد الدول يستحق النقاش، خصوصا بالنسبة للوضع العربي الذي من أبرز مميزاته الاستماتة في قمع أية محاولة للخروج على تركيبة الدول العربية القائمة والموروثة حتى لا يحصل اختراق لها شبيه باختراق كوسوفو لصريبا.