من النكسة العربية الى الخيبة الاسرائيلية
40 سنة من الانتصار للحماقة



قبل 4 عقود كانت النكسة التي تحولت الى (لخمة عربية ) ضاعت فيها القضية الفلسطينية بعد ان ضاعت فلسطين نفسها
41 سنة مرت مارس ويمارس العربي فيها كل انواع الهراء (الموضوعي) بحثا ونقدا وتحليلا لاسباب النكسة , لكنه لم يقارب الاسباب الحقيقية لهذه النكسة
لان مقاربة الاسباب الحقيقية كانت ولا زالت تعد جرما ضد الامن القومي ,وضد القومية العربية , وضد الوطن ورموزه و....الخ

ما المشكلة جيوش عربية جرارة هزمتها حفنة من اليهود المجلوبين من اصقاع العالم ؟!! والمطلوب ان تتوارث الشعوب العربية هذه النكسة جيلا بعد جيل حتى نصل الى (السلام) وننسى
وجهد العالم (الحر) على تعليمنا ثقافة الانسحابات التكتيكية , وماكو اوامر , وان النصر عار يجب الهروب منه لانه قدر الاسرائيلي وحده فقط

الى ان وصلنا الى الحرب الاسرائيلية تموز 2006(حرب الخيبة) كما وصفها تقرير لجنة التحقيق الاسرائيلية فينو غراد

هناك مفارقات غريبة عجيبة بين حرب النكسة النكسة العربية وحرب الخيبة الاسرائيلية

اولها ان العرب خاضوا حرب النكسة وقد كان نصف العالم يقف الى جانبهم والنصف الاخر يقف الى جانب اسرائيل

اما حرب الخيبة فقد خاضتها اسرائيل والعالم كله كان يقف الى جابنها بما في ذلك الجانب الاقليمي العربي (المعتدل)
حرب النكسة كانت خاضتها حجافل ثلاث جيوش عربية بكامل قوتها ضد حفنة من اليهود لم يتموضعوا بعد كدولة لها مؤسسات فاعلة او مجتمع مدني الا مؤسسة الجيش الذي تألف من عصابات اجرامية وانتهت بضياع الضفة الغريبة وكامل سيناء وكامل مرتفعات الجولان

حرب الخيبة الاسرائيلية خاضتها اسرائيل بكامل جيشها وكامل قواتها الجوية والبرية وكامل التكنلوجيا العالمية المتوفرة وكامل التعاون الدولي والعربي (المعتدل) ضد حفنة مقاومة اسمها حزب الله الذي لا يتعدى تعداد قواته المقاتلة تعداد لواء واحد في اي جيش عربي , والاهم من ذلك ان مقاتلي حزب الله كانوا يخضون معركتهم بشكل امني مستتر غير مريح وليس بشكل علني نظرا لوجود قوات دولية غير مامونة الجانب في الجنوب اللبناني ووجود حكومة لبنانية تآمرت مع الولايات الامريكية لدعم حرب الخيبة الاسرائيلية
ومع ذلك اخرجت القوات البحرية الاسرائيلية من المعركة واحبطت القوات البرية وشلت وبقيت القوة الجوية تعربد للاسباب الامنية الغير مريحة والمعروفة

بعد حرب النكسة تداعى العرب جميعا الى قمة الخرطوم قمة (اللاءات الثلاث) لا تفاوض لا سلام لا اعتراف

بعد حرب الخيبة الاسرائيلية تداعى العرب جميعا ايضا الى انابوليس للتفاوض والسلام والاعتراف الا ما رحم ربي
لا بل ان بعض العرب تبرع للراعي الامريكي باستنقاذ اولمرت وحكومته

بعد حرب النكسة العربية كان ممنوعا ان يتحدث الرأي العام العربي عن الهزيمة العربية
بعد حرب الخيبة الاسرائيلية اصبح ممنوعا على الرأي العام العربي ان يتحدث عن الهزيمة , لكن الاسرائيلية هذه المرة

بعد حرب الخيبة الاسرائيلية شكّلت إسرائيل اللجان فدرست واستجوبت وحققت ودققت قبل أن تخلص إلى الاعتراف بالهزيمة وان بمصطلح مغسول هو الخيبة وادانت القيادات العسكرية العليا والحكومة لعدم نجاحها مع توفر دعم دولي لم يسبق له مثيل لحرب اسرائيلية سابقة ما استدعى ان تخفي لجنة فينو غراد كثير من المعلومات مراعاة لموجبات الدولة العبرية ومراعاة للعرب المعتدلين ومراعاة لحكومة الامن القومي الامريكي في لبنان والموالاة المسماة 14 اذار وثورة الارز

بعد حرب النكسة العربية استدعت القيادات العربية المشير عبد الحليم حافظ والرائد وام كلثوم واللواء محمد عبد الوهاب والمقدم هاني شاكر وكامل التخت الموسيقي العسكري من طبالين ومزمرين وصداحين , وهوب (الى فلسطين خذوني معكم , اخي جاوز الظالمون المدى , وحنحارب , ودقي قدمك يا ثورتنا دقي حنا النشامى وين العدو يهدي )
بعد حرب النكسة العربية نزل الشارع العربي ليقول لقياداته ممنوع ان تستيقيلي من الحكم
بعد حرب الخيبة الاسرائيلية نزل الشارع الاسرائيلي يقول لقياداته ممنوع ان تبقي في الحكم

ومن المقرر ان ينظم معارضو اولمرت من قوى سياسية والجنود الاحتياط، تظاهرة غدا السبت في ميدان رابين في تل ابيب للمطالبة برحيله عن السلطة. وقد اقيمت خيم احتجاجية امام منازل اولمرت وباراك وليفني مشابهة لخيم المعارضة في بيروت لقراءة نتائج تقرير فينوغراد بمكبرات الصوت.

وماذا بعد
وخجلتاه من لجنة تحقيق اسرائيلية انصفت عدوها الغريب في هذه الامة التي ما زالت ومنذ اربعين عاما تنتصر للحماقة
واخجلتاه من لجنة جامعة عربية قرر وزراء خارجيتها ان يعاقب لبنان بحرب اهلية لانه لم يهزم
واخجلتاه من صمت عربي مريب ازاء ما جاء في تقرير لجنة التحقيق الاسرائيلية

صدقت

كفيت ووفيت (f)

المشكلة اننا بعد كل هذه الهزائم منتصرون ! وبعد كل هذا الفشل ناجحون، وبعد كل هذه الخيبة نصور لانفسنا ان الطريق الوحيد هو هذا الطريق.

العربي هو الوحيد الذي يلدغ من نفس الجحر مليار مرة ويظل يدخل يده وهو مطمئن انه لن يلدغ !

اتمنى ان ينتهي عصر السرسرية قريباً.

:97:

ملحوظة :

كلمة "هزيمة" وجميع مشتقاتها بما فيها مفردة "خيبة" لها معنى خاص في القاموس الإسرائيلي هو كما يلي : أي نتيجة قتال تقل عن الانتصار الحاسم الكاسح على العدو (العربي بالطبع) .

وفي المقابل أفرزت الخبرة العربية في سياق الاحتكاك العسكري مع إسرائيل معنىً عربياً خاصاً لكلمة "انتصار" وجميع مشتقاتها وهو كما يلي : أي نتيجة قتال لا تصل إلى حد الهزيمة الحاسمة الكاسحة أمام العدو (الإسرائيلي بالطبع) .

عملياً يمكننا أن نأخذ حرب 67 كحالة قياسية ، بمعنى أن أي نزول في مؤشر الأداء الإسرائيلي عما حققه في هذه الحرب سيعتبر هزيمة في نظر الإسرائيليين وسيعتبر نصراً في نظر العرب .

ولم تكن حرب إسرائيل مع "حزب الله" استثناءً عن هذا المنطق في النظر إلى الحروب وتقييم نتائجها ، يعني ذلك أن حزب الله انتصر على إسرائيل بمعنى أنه نجح في الإفلات من التدمير الشامل وإن كان دفع ثمناً فادحاً ، لكن طالما استمر الحزب في القتال إلى النهاية وبقيت قيادته على قيد الحياة وأدت وظائفها في تعويض المتضررين ودفع ديات القتلى فهو قد .......انتصر .

أقول هذا من باب أن تعاطفنا المؤكد مع حزب الله لا يعني بالضرورة أن نسّلم بمفاهيمه العسكرية وتعريفه الخاص للنصر والهزيمة .

الزميل العزيز امون
انا لا اناقش بالنصر او الهزيمة انما هي محاكمة ادبية لتوصيف ساحتنا وساحة العدو الاسرائيلي (قراءة في المفارقات)
مع العلم ان فينو غراد ولجنته لم يكن يحاكم قرار الحرب على لبنان الذي كشف التقرير ان الاستعداد له كان يجري على قدم وساق من قبل ان يقوم السيد نصرالله بمغامرته
وتقرير فينو غراد لم يكن موجها للداخل اللبناني او لحزب الله او للمحور الايراني السوري , ولا حتى لعرب الاعتدال الذي راعى التقرير الاسرائيلي ماء وجههم
فينوغراد كان يحاكم الفشل العسكري الاسرائيلي
لماذا فشلت اسرائيل في الحرب ؟ هذا هو لب وجوهر تقرير فينو غراد , واذا راجعت كل الصحف المعتبرة التي تناولت بنود التقرير وتوصياته ستكتشف العجب خاصة بالتوصيات التي الحث على استعادة قوة الردع الاسرائيلية بأي شكل واستنقاذ الشرف العسكري الاسرائيلي والاستعداد لحرب ثانية على لبنان يتم تلافي الاخطاء التي حصلت
لكن هيهات
ما فعلته المقاومة في لبنان هو انها مسحت بقدرة الردع الاسرائيلية الارض بما لم يحدث من قبل وضربتها في الصميم
ما يعني ان المقاومة ضربت علة وجود اسرائيل نفسها وضمان بقائها
يعني ضربة تانية لقدرة الردع الاسرائيلية كلفنا خاطرك ونسألكم الدعاء!!
وشاء ربك ان يمسح التقرير القضائي الاسرائيلي في طريقه كل ترهات الالة الاعلامية العربية وكتبتها

Arrayبعد حرب النكسة العربية نزل الشارع العربي ليقول لقياداته ممنوع ان تستيقيلي من الحكم
بعد حرب الخيبة الاسرائيلية نزل الشارع الاسرائيلي يقول لقياداته ممنوع ان تبقي في الحكم [/quote]

ولكن يهود اولمرت ما زال في الحكم!
وكنت لأنزعج لو قدم استقالته ، ولكن بما أنه ما زال بالحكم فهذا أيضا مؤشر على أن إسرائيل بخيبتها ، وليست بقادرة على تغيير رئيس الوزراء بعد هذا التقرير!

تحياتي (f)

شكرا لكل الزملاء الذيت اهتموا بموضوع تقرير فينو غراد
وهذا تحليل مهم للاخ ابو محمود في شبكة هجر

الأهم في هذا السياق هو الرسالة الواضحة التي وجهها التقرير في اتجاهين رئيسين :
الأول - نحو الداخل والرأي العام الاسرائيلي الذي عاش عقوداً من الوهم والتضليل رسخته سلسلة الحروب والاعتداءات التي شنتها اسرائيل على العرب بنتائجها المعروفة بما فيها حرب تشرين التي شكلت ضربة قاسية لاسرائيل لكنها استطاعت تجاوزها والحد من آثارها.

والثانية - في اتجاه العرب وهنا ينبغي التفريق بين متلقيها شعوباً أو أنظمة.

x بالنسبة للرسالة الأولى يمكن أن نلاحظ أن التقرير سعى بعد الإقرار بالفشل والهزيمة والاعتراف بالتقصير للايحاء بأن القيادة الحالية عسكرية أو سياسية بادرت لاستخلاص العبر والدروس والأهم للاستعداد لحرب قادمة تتدارك هذا العجز والتقصير بما يسوغ استمرارها
وما يعني العرب في هذا الشق من الرسالة، هو أن يتلقفه من يفترض بهم رسم السياسات الاستراتيجية المستقبلية ليكون أسلوب التعاطي مع اسرائيل ما بعد فينوغراد مختلفاً لا سيما لجهة مسيرة السلام التي يجري التغني بها وحقيقة موقف اسرائيل من هذا السلام بعد أن جعله العرب خياراً استراتيجيا.

والتساؤل: هل هو (السلام) خيار حقيقي بالنسبة للطرف الآخر أم أنه مجرد وهم يغلف نيات معروفة للمشروع الصهيوني الذي قامت اسرائيل على قاعدته؟
وهو ماجاء واضحاً لا لبس فيه إذ يقول التقرير: "ان حرب لبنان الثانية أثارت مرة أخرى للتفكير والنقاش قضايا آثر الشارع الاسرائيلي تجاهلها فليس بوسع اسرائيل البقاء في المنطقة ولايمكنها الوجود فيها بسلام أو بهدوء دون أن يؤمن فيها وبمحيطها بأن لاسرائيل زعامات سياسية وعسكرية، قدرات عسكرية ومنعة اجتماعية تتيح لها ردع جيرانها الراغبين بالمساس بها ومنعهم ولو بالقوة من تحقيق هدفهم ان محاولات تحقيق السلام أو التسوية يجب أن تتم من موقع قوة عسكرية ومنعة اجتماعية وسياسية ومن منطلق القدرة والاستعداد للمحاربة.." ‏

وبهذا الكلام يضع فينوغراد الإصبع على جرح اسرائيل الحقيقي : افتقاد الشعور بالأمن مهما تكدست تنازلات العرب واستعدادهم لتقديم الضمانات (وهو ما أشار إليه الكاتب حسنين هيكل في حديثه الأخير) وهو أيضاً ما كشفه نقض اسرائيل لكل ماوقعته مع بعض العرب من معاهدات واتفاقات رغم إطاحة هذه الاتفاقات بالحقوق والثوابت التي ينبغي التمسك بها في أية تسوية..
واللافت في الفقرة آنفة الذكر من تقرير فينوغراد القول (ليس بوسع اسرائيل البقاء في المنطقة) وهو يؤكد أن اسرائيل التي زرعت في المنطقة ومنحت القدرات العسكرية والمادية لتكون الأقوى لا تزال مسكونة بالشعور بأنها مجرد طارئ عليها دون جذور تاريخية أو جغرافية وأنها مستعدة في لحظات الخطر لحزم الحقائب وشد الرحال وأن كل ما تتلقاه من دعم ومساندة لا يعد كافياً ما دامت تفتقد دوافع التضحية والالتصاق بالأرض على عكس الطرف الآخر القوي بإرادة البقاء والجذور الممتدة في التاريخ والجغرافيا وهو ما يمنحه اجتراح المعجزات وابتكار الأساليب لمواجهة الترسانة المدعمة بأحدث ابتكارات الأسلحة ومجابهتها مستفيداً من افتقادها القدرة على التضحية وهذا يعبر عنه فينوغراد بالقول: "إن الجيش واجه «تنظيماً شبه عسكري مكوناً من بضعة آلاف من المقاتلين صمد في وجه الجيش الأقوى في الشرق الأوسط والذي يحظى بتفوق جوي مطلق ومزايا في الحجم والتكنولوجيا».. ويضيف: "ان الجيش فشل بشكل قاطع وتصرف في لبنان كجيش يخاف من وقوع خسائر في صفوفه". ‏

x ولعل أبرز ما شدد عليه التقرير هو خيبة الاسرائيليين عموما من نتائج هذه الحرب أو على الأصح من الجيش الذي وصف يوماً بأنه «جيش بلا دولة» أي أن كل مافي اسرائيل كان مسخراً لهذا الجيش لكنه لم يوفر رداً فعالاً لإطلاق الصواريخ الذي تواصل كل أيام الحرب حين ترك الكثير من السكان بيوتهم وأقاموا في الملاجيء..
لقد خرجت اسرائيل إلى حرب طويلة بادرت هي إليها وانتهت دون أن تنتصر بها..

ويشير أيضاً عند زعمه أن هذه الحرب حققت انجازات بأن اسرائيل «لم تحظ بالانجاز السياسي على أرضيته انجاز عسكري فقد استندت الى تسوية سياسية» وقررت لجنة فينوغراد ان استمرار تعرض البلدات الاسرائيلية للقصف الصاروخي «عبر عن فشل أساسي وخطير في إدارة الحرب » التي لم يتقرر لها سلفاً عند اتخاذ القرار بشنها خطة للخروج منها. ‏

ويقول التقرير ايضا: "اننا وجدنا اخفاقات وعيوبا خطيرة في عمليات اتخاذ القرار وفي العمل الاركاني، سواء لدى المستوى السياسي أو المستوى العسكري أو هامش الوصل بينهما، لقد وجدنا اخفاقات وعيوبا جدية في المستوى القيادي الأعلى في الجيش الاسرائيلي، وخصوصا في القوات البرية، في نوعية الاستعداد، في الجاهزية، في السلوك وفي تنفيذ القرارات والأوامر، ووجدنا اخفاقات وعيوبا خطيرة في كل ما يتعلق بالدفاع عن الجبهة الداخلية، وفي التعامل مع المساس بها". ‏


بالانتقال الى الرسالة التي ينبغي أن يقرأها العرب في التقرير وبين سطوره، حكاما وشعوبا، لا بد بداية من الاشارة الى أن التقرير اختص باستخلاص الدروس والعبر، ولم يخلص أبدا الى أن الحرب كانت خطأ لكن إدارتها هي الخطأ، لاسيما أانه لم يحمل القادة السياسيين أو العسكريين الاسرائيليين اية مسؤولية اخلاقية تجاه ما ارتكب من جرائم ومجازر، ولم يحاول أن ينسب أبشعها وأشدها وحشية الى الخطأ ولو من باب التغطية والتسويغ، وهذا بالتأكيد سيلقي ظلاله على أوهام السلام وعلى ما عقد من آمال بشأن (أنابوليس)، الذي لم يكن إلا محاولة فاشلة لتبرئة ذمة أولمرت والاسرائيليين عموما. ‏

أما النقطة الثانية فتدحض كل ما حاول بعض النظام الرسمي العربي إشاعته لدى تلقي نبأ العدوان من تحميل المقاومة مسؤوليته واتهامها بالمغامرة والعبثية، فجاء التقرير واعترف بمسؤولية اسرائيل بالمبادرة للحرب وأقر (صوابية) المبادرة لكنه انتقد ادارتها
من جهة ثانية فإن نتيجة الحرب والانتصار الذي تحقق ابطلت نظرية المغامرة والعبثية، وأنصفت المقاومة وقدرتها على فعل ما عجزت عنه الجيوش وهي تدفع فيما لو صلحت النيات إلى تبني هذه المقاومة ودعم خيارها، إن لم يكن في اتجاه التحرير كما يتوخى المقاومون وجماهيرهم فعلى الأقل لكسب ورقتها في أي عملية سلام محتملة أو مرتقبة. ‏

أما بالنسبة للجماهير العربية فإن ما قرأته في سطور فينوغراد قد جاء تأكيدا لصوابية خيارها، وتعزيزا لالتفافها حول مقاومتها، وأعطى دفعا وتشجيعا لكل من سار على ا لنهج نفسه لاستكمال الطريق نحو الهدف المنشود ولعل في المثال الفلسطيني خير دليل، وقوات هذه الجماهير في حرب تموز وفي الزلزال الذي اصاب اسرائيل بكل مستوياتها تأكيدا جديدا على القدرة على افشال العدو ومنعه من تحقيق نصر عسكري ميداني، وعلى التأثير على جبهته الداخلية بشريا واقتصاديا، وأن نهج المقاومة وثقافتها ابطلا مفاعيل المشروع الاميركي للمنطقة الذي جاءت رايس تروج له في عز الحرب، وقد التف من حولها من وصفوا بـ «المعتدلين» وهم في الحقيقة وباعترافهم جزء من هذا المشروع، واللافت ان بعضهم فرح لان (فينوغراد) اعطاهم صك براءة حين اغفل ذكرهم بالتحديد، بعد أن اكد وجود تعاون من دول وافراد في المنطقة لشن العدوان واستمراره حتى وصوله لغايته الرئيسة وهي انهاء المقاومة فتأكدت الادانة. ‏

بعد هذه المراجعة ألا تستحق تجربة تموز لفينوغراد عربي يصوب مسيرة التعاطي مع الصراع العربيx الصهيوني ويعيدها الى سكتها الحقيقية، صراع على الوجود والحقوق وليس مجرد نزاع على أجزاء من أراض هنا وهناك؟؟