حملة قاسية على البطريرك الماروني تهدد باضطرابات
GMT 18:30:00 2008 الخميس 17 يناير
إيلي الحاج



--------------------------------------------------------------------------------


التاريخ يكرر نفسه بين الجنرال عون والكنيسة
حملة قاسية على البطريرك الماروني تهدد باضطرابات


إيلي الحاج من بيروت: تفاقمت الأزمة بين البطريركية المارونية وما يمكن تسميتها " المعارضة المسيحية " التي أطلقت حملة ضغوط وانتقادات ضد البطريرك الماروني نصرالله صفير لا سابق لها في حدتها وقسوتها ، وتذكر بما كان عام 1989 عندما أقدم بعض أنصار الجنرال ميشال عون تحت وطأة التحريض على الإعتداء جسدياً على البطريرك في مقره.

والحملة المتجددة بدأها الجنرال عون مطالبا بفصل الدين عن السياسة ومعتبراً البطريرك مجرد مواطن يحق له التحدث في السياسة ولكن لا صفة له ليتحدث باسم المسيحيين . في ضوء هذا الكلام التوجيهي أطلق بعض مواقع الإنترنت التي يدور مشغلوها في فلك الجنرال عون موجة من الأنشطة المناهضة للبطريرك تدعوه إلى التنحي وتحمل عليه بتعابير ونعوت قاسية ( تورط في هذه الحملة أحد أفراد عائلة الرحباني الفنية قبل أن يتدخل والده ويُسحب كلامه المهين للبطريرك من أحد مواقع الإنترنت، ولكن من دون اعتذار أو توضيح) . وتطور الأمر على نحو لافت من كل الضوابط مع الحليف التاريخي لسورية وحليف الجنرال الوزير السابق سليمان فرنجية فوصف البطريرك صفير قبل يومين بأنه "موظف لدى السفارتين الاميركية والفرنسية . وهاجمه بشدة في مقابلة تلفزيونية أمس عبر محطة "أن بي أن" التي يملكها الرئيس نبيه بري، واصفا إياه بأنه "نهاية المسيحيين"، ودعاه الى الاستقالة "لأن المطران عندما يصبح عمره 74 سنة يقولون له استقل".

واذ قال ان البطريرك صفير "غطاء لمشروع خطر" ، سأل : "لماذا لا يزوره ( مستشار النائب سعد الحريري) داود الصايغ إلا كل أول شهر؟" . فما كان من الصايغ إلا أن نفى جملة وتفصيلا ما ذهب إليه فرنجية مؤكدا أن علاقة الرئيس الراحل رفيق الحريري وبعده نجله النائب سعد تقوم على الإحترام الكبير لصاحب الموقع الكبير". تصريحات فرنجية لاقت ادانة واسعة واستدعت ردودا غاضبة من قوى 14 آذار/ مارس وأحزاب وشخصيات مسيحية عدة، في حين التزم الجنرال عون وتياره بالصمت.

وبدءأ من صباح اليوم الخميس انطلقت حملة تضامن واسعة مع البطريرك الماروني احتجاجا على ما يتعرض له . وزار الصرح صباحاً الرئيس أمين الجميّل وزوجته السيدة جويس والنائب بطرس حرب وشخصيات عدة . واجتمع في منزل الوزيرة نايلة معوض نواب منطقة زغرتا – الزاوية ، مسقط فرنجية ، وأصدروا بياناً تخوفوا فيه ان يتحول "ادعاء تمثيل المسيحيين تمثيلا عليهم"، متوجهين الى أعضاء التكتل النيابي الذي يترأسه الجنرال عون سائلينهم: "هل تقبلون هذه الحملة المنظمة على البطريرك الماروني ؟" وهددوا باتخاذ مسيحيي قوى 14 آذار مارس خطوات في حال استمرت الحملة ضد البطريرك"، مطالبين الافرقاء كافة بالإلتفاف حوله.

ورد البطريرك الماروني على من يطلقون الحملة ضد الكنيسة من دون أن يسميهم، فقال أمام وفود شعبية : " ان التاريخ يعيد نفسه، والهجوم علينا يرتد على مطلقيه"، وان "الإناء ينضح بما فيه" وان "من يتلقى دروسا هنا وهناك لن يستطيع المحافظة على لبنان"، محذرا من "الخطر الداهم بسبب الانقسام الداخلي"، ودعا اللبنانيين الى "رص الصفوف وشد الايدي دفاعا عن الوطن".

وفي كلمة أمام وفد آخر، شدّد البطريرك صفير على أنّ "من يذهب هنا وهناك لتغليب مصالحه الخاصة على مصلحة الوطن خاسر (...) علينا ألا نكون مرتهنين لأحد إلا لهذا الوطن . نسأل الله ان يجمع صفوفنا ويوحد قلوبنا. ونردد مع السيد المسيح : إغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون ". وصدرت دعوات إلى تجمعات شعبية في الصرح البطريركي دعماً للبطريرك، وردت مصادر "المعارضة المسيحية" بأنها في هذه الحال قد تسيّر هي أيضاً تظاهرات احتجاجية الى بكركي. وأبدت مصادر أمنية خشيتها من وقوع صدامات إذا لم يعالج الموضوع في سرعة.