إن حياة الإنسان الهادفة هي الحياة التي يسعى الإنسان من خلالها لتحقيق أهداف يضعها في حياته ،و يتم تقدير نجاحه بتحقيق تلك الأهداف أو فشلها .هذا يحدث مع كلّ منا لكن هناك عنصر يلازم سعي الإنسان هذا و هو الوقت ،فمن يدرك قيمة و أهمية الوقت، و يجعل هذا الإدراك جزء من قيمه ومبادئه ،يجعل تحقيق الهدف أدق و أبلغ .عن طريق تنظيم وإدارة شؤون الحياة بنجاح و فاعلية ضمن إطار الوقت المتاح .... الذي هو بشكل عام " عمر الإنسان "
العمر ينقص مع تقدم الزمن، و ساعة الصفر و العد التنازلي تبدأ بالعد منذ لحظة الخروج إلى الحياة الدنيا، فعندما نقول أن فلان عمره عشرون عاما ، فان هذا التعبير غير صحيح و التعبير الأدق أن نقول مضى من عمره المقدر غيبا عشرون عاما، أي أن العمر ينقص مع تقدم الزمن ، تماما كالذي ينفق مال من حسابه المودع في أحد المصارف، فكلما سحب من الرصيد قل هذا الرصيد وكذلك عمر الإنسان .
و تحقيق الأهداف دون متلازمة الزمن ينقص من قيمة الهدف و قيمة الإنجاز بتحقيقه .
فأي طالب يدخل كلية ما سيتخرج منها ،و لكن هل من يتخرج بخمس سنين كمن تخرج بعشرة ؟ ! .
و هل يصلح كل هدف أن يستمر على طول العمر ؟
الجواب : لا .....
لكل مرحلة هدف يجب أن يتحقق ضمن فترة هذه المرحلة الزمنية ،و حدود هذه المرحلة تحدد حسب الواجبات التي ستلقى على عاتق هذا الشخص في المرحلة التالية ...فكلما قلت الواجبات ،و لم يشكل التأخر الزمني في إنهاء هذا الهدف عائقاً على حياة الإنسان القادمة ،كلما كان هناك وقت متاح أكبر لتنفيذ هذا الهدف ...أما أن يؤثر هذا الزمن الإضافي على أهداف المرحلة التالية ،كـ /العمل ،بناء كيان ،بناء أسرة ، ... ،إلخ فإنه كمن لم يحقق هدفه .
فالإنسان عندما يبلغ الـ 35 عاماً و هو لم يحقق إلا إنجازات ابن 25 فهو فشل بتحقيق إنجازه .
فتحقيق الأهداف يجب أن يترابط مع الزمن بحيث لا يؤثر على المراحل الحياتية الأخرى ،فلكل مرحلة أهدافها و لكن إنجاز عمره .
و هذه تختلف من شخص لآخر حسب ظروفة و وضع حياته فلا يمكن تفصيل مقاسات عمرية أو هدفية لكل البشر