{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
ماذا لو صار أدونيس زعيماً عربياً..؟؟!!
سيناتور غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,957
الانضمام: Mar 2007
مشاركة: #1
ماذا لو صار أدونيس زعيماً عربياً..؟؟!!
ماذا لو صار أدونيس زعيماً عربياً..؟؟!!
الأدونيسية التي (النسقية التي) لا تنتهي



د. عبدالله محمد الغذامي

ماذا لو صار أدونيس زعيماً عربياً..؟؟!!
الجواب السريع هو: انه سيكون طاغية سياسياً ومتفرد الرأي والحكم.

وهذا ليس افتراضاً وتحسباً ولكنه قول مبني على قراءة في لغة ادونيس ونصوصه التلقائية المباشرة (المحكية كأجوبة صحفية ومناقشات عامة) وتلك التي هي خطاب إبداعي وفكري، وهي قراءة ناقدة للنسق الثاوي خلف فكره وليست سوى كشف للمضمر النسقي عنده. ولا شك أن هذه مسألة جدلية وقد تكون صدمة ضخمة لكثير من القراء والقارئات ممن تعودوا على وصف أدونيس بالحداثة والتحرر.

وحينما تطرح جريدة (الاتحاد) سؤالاً حول الادونيسية وهل انتهت هذه المرحلة فإن السؤال مبني ولا شك على استجابة لما هو في العرف الثقافي العام من أن أدونيس ظاهرة ثقافية طاغية لها تأثيرها ولها مريدوها، وهم أتباع ومريدون تشكلوا حول المعلم بسرعة فائقة، ربما فاقت كل الظواهر الأدبية الاخرى في سرعتها وفي اخلاص عناصرها لظاهرة المعلم الأب. وهي تختلف عن الظواهر الثقافية الاخرى لأن الادونيسية ليست فكراً نوعياً ولكنها نسق يقوم على الفرد كمعلم أول وكرمز أبوي ينضوي تحت عباءته المريدون، وإذا كان الأمر كذلك فإن التساؤل حول وصول الظاهرة إلى حد النهاية يصبح صحيحاً بل ضرورياً تفرضه القراءة الافتراضية عن سيرة الظواهر نشوءاً وانحساراً.

ومن المهم هنا أن نضع شيوع ظاهرة ادونيس وأن نضع السرعة هنا في موضع تأمل، فالظواهر الإبداعية الكبرى والاحتراقية عادة ما تأخذ وقتاً طويلاً في تقبلها وتواجه رفضاً أولياً وخاصة من الطلائع الثقافية بما انها تحمل تغيراً جذرياً ولا تستطيع ثقافة ما تقبل المتغيرات الكبرى إلا بعد وقت وجهد، وإذا حدث ورأينا ظاهرة أدبية تحظى بقبول سريع من طلائع ثقافية عريضة فهذا يوحي بنبأ عظيم ونبأ خطير، وهو الذي نسميه بالاستجابة النسقية، والمقصود هنا بالاستجابة النسقية هو أن في الثقافة - أية ثقافة - منظومات من الأنساق بعضها ظاهر وتحت التوظيف والاستخدام في الخطاب العام وفي الخطاب الخاص، وبعضها مضمر يثوي في المكنون الذهني، ولكنه وهو ثاو ومضمر يظل يوجه الخطاب ويؤثر عليه وانما بصيغ دقيقة حتى لتخفى على الملاحظة العلمية العرفية، وفي هذا النوع من الأنساق المضمرة تكون اللحظات الثقافية الحساسة والخطرة، فهي من جهة تهيأ جواً نفسياً لدى شرائح من المثقفين بحيث يقعون ضحية لهذا النوع من الأنساق، وهي بما انها مضمرة فهي تفعل فعلها وكأنما هي عمل ثوري وتمردي بسبب اختلافها عن النمط العام ولديها القدرة على مخادعة الجمهور المثقف بما تضعه من سطح لغوي - جمالي وبما توهم به من تحول ظاهري وبما تخادع به من تقمص لدعوى الثورة ودعوى الهامش ضد المتن، وتسير الأمور تحت هذا الغطاء الذي هو من أخطر مبتكرات النسق وأقواها مكراً واحتيالاً حتى لتخدع أكثر الناس ثورية وحتى لتعطي نفسها عناوين تستفز القوى الرجعية وحينما تهب الرجعية ضدها تتعزز دعواها بأنها طلائعية وثورية متحججة برد الفعل الرجعي عليها، وما هي في الحقيقة سوى حرب بين نسقين كلاهما رجعي غير أن أحدهما معلن الرجعية ومكشوف والآخر مضمر الرجعية ومحتال.

هذه معركة ثقافية دقيقة جداً، وهي التي تجلب جماهير لكل من الطرفين، فالرجعية لها جمهورها العريض المضمون، والنسقية الجديدة ستجد لها جمهوراً يجري وراءها بسرعة واخلاص، وسيبدو المضمار الثقافي وكأنما يحمل صراعاً بين تيارين: رجعي وحداثي، وستنقسم المعسكرات بين هذين وستأتي دراسات ومقولات ودعاوى عريضة ينتج عنها وعي كبير في أن الثقافة تعيش مرحلة ثورية وسيتأثر الخطاب العام بناءً على ما يأخذه من موقف مع هذا أو مع ذاك، والذي يتعزز في النهاية ونتيجة لهذه اللعبة هو النسق المضمر حتى ليجد ممثليه ورموزه وسيظهرهم على انهم رواد وكبار واستثنائيون.

هذا ما جرى في لعبة الادونيسية، وهي ليست سوى نسق ثقافي توسل بلغة خداعة في حين تبني كل العناصر النسقية، ولقد أفضت في شرح هذه المسألة في كتابي (النقد الثقافي) وفي كتابي (الثقافة التلفزيونية) واتخذت من أدونيس مثالاً عليها في الكتابين معاً، وبنيت القول فيهما على المنتج الرسمي لأدونيس فكراً وابداعاً، واتسم الأمر هنا بالاحالة على النوع الآخر من خطاب أدونيس وهو لغة الاجابات الصحفية وردود المناقشات، وهذه تؤكد تلك. ولا شك أن النسقية ثاوية فيهما معاً، كما ستكشف الأمثلة بعد قليل.

وأقول هنا إن الأدونيسية لم تنته ولن تنتهي، وذلك لأن ظاهرة أدونيس هي مظهر ثقافي يجد فيه النسق أفضل ممثليه، فأدونيس جاء من الهامش وهو جاء بصيغة المتمرد الثائر وثار أول ما ثار على اسمه: علي أحمد سعيد، وهو كما نرى اسم تقليدي تراثي بعناصره الثلاثة، ثم ثار على القصيدة وثار على اللغة وتجول على الأحزاب والسياسات وراح يقرأ التاريخ بطريقته، وراح يجمع المريدين ويحصد الاعجاب.

ولكن... ماذا فعل..

لقد تجاوز الماضي إلى ما هو أكثر مضياً وتمرد على التقليد إلى ما هو أعرق تقليدية، بدءاً من اسمه الذي اختاره، وهو اسم لصنم وثني قديم، وفي زمن التحرر والديموقراطية جاءنا أدونيس متمثلاً شروط الاسم - الصنم، وراح يدفع بأبوية الاسم وبأبوية الخطاب، ويقدم مطلقية إبداعية تقوم على عنصرين نسقين هما: الفحولية، والسحرانية.

لقد قال بالسحرانية لانه ظل يشير بشكل صارخ إلى أن الشعر يقوم على اللامعقول واللامنطقي، وانه سحر لفظي، وهذا أمر يسهل تسريبه الينا لأننا سنقبل هذين الوصفين للشعر وسننخدع بهذا القبول، وسننسى أن هذا هو تعريف الشعر على مدى قرونه كلها، وهو دعوى كل الشعراء قديمهم وحديثهم، عربيهم وأجنبيهم، وحينها سنقع في المصيدة النسقية حينما تتحول حداثنا كلها إلى حداثة سحرانية ويكون خطاب الحداثة شعرياً أو شعرانياً فحسب، ويكون خطاباً في اللامعقولية وفي اللامنطقية، وأي نوع من الحداثة هذه التي لا تتأسس على المنطقي والعقلاني.

لن يصعب أن نقول انها حداثة نسقية، أي حداثة رجعية، وإذا أفلح النسق في جعل حداثتنا رجعية فهو قد قضى عليها ومن ثم يعزز موقعه عبر ممثله الأكبر: الأب أدونيس.

ثم إذا قلنا بالفحولية، وأدونيس نموذج أصيل لها، ولنأخذ فكره مثالاً عليها فهو يقول بالأنا الشعرية الكلية، وهي الأنا المتعالية، وحينما كلفته لجنة (كتاب في جريدة) الذي تصدره اليونسكو لنشر الثقافة، كلفته بعمل مختارات للمتنبي، جاءت مختارات أدونيس لقصائد الأنا الشعرية وخلت من أي نص ذي بعد إنساني، وأكمل ذلك حينما سألته مجلة الوسط التي كانت تصدر كملحق لجريدة الحياة (2002/4/15م) عن المتنبي فأجاب مقرراً بأن هناك تفسيرين للمتنبي أحدهما





يقول به ذوو العقول الكبيرة والآخر يقول به ذوو العقول الصغيرة، وراح يقسم القول بين عقل كبير وعقل صغير، وحينما تتأمل بكلامه تجد أن العقل الكبير هو عقل أدونيس، وغيره هو صاحب العقل الصغير، وهذه طبعاً جملة نسقية تجعل الذات كلية ومطلقة وقولها هو الصواب المطلق، بينما تحرم الآخر من أية قيمة عقلية أو ذاتية، ثم إنه هنا يلحن لحناً ثقافياً قاتلاً، وذلك حينما يحتكم للعقل في قراءة المتنبي، مع انه يقول دوماً بلا عقلانية الشعر ولا منطقيته، وغلطته هذه ليست غلطة ذكاء ولا غلطة تفكير، انها املاء نسقي صحيح، لأن النسق يجعل الذات فوق المنطق وفوق الأخطاء، وفي النسق لا تحاسب الذات ويكون الفحل هو البداية والنهاية، ألم يقل أحد أجداد أدونيس: رفعته على ما يسؤوك وينوؤك، حينما لاحظ عليه أحد اللغويين خطأ في النحو وسأله علام رفعت هذا. وقال آخر: أنا أكبر من العروض، مثلما قال أبو تمام كلمته النسقية: لم لا تفهم ما يقال، مستهتراً بحق الناس البسطاء في الفهم. وهذا كله هوالسجل الثقافي لأدونيس حتى لم يعد يرى في الكون سوى شعرية الكلمات، ولا يرى عقل الأشياء، ولا يرد العقل عنده إلا في لحظة الهجوم على الخصم، حتى انه كتب عن جاك ديريدا بعد وفاته، ليصف ديريدا بأنه شاعر، (الحياة 2004/10/21م) وهكذا فإن أدونيس لم يرَ في أخطر فلاسفة العصر سوى كلمات شعرية - سحرانية غير عقلانية ولا منطقية. والنسق هنا لا يرى في الكون غير المعنى المتشعرن وكله قيمة بلاغية ولعبة لفظية مما يمسخ الحقائق الكبرى للفكر والعقل.

وهذه الفحولية المطلقة العمياء حسب مفهوم العمى الثقافي والمتفردة النافية لمن سواها هي تطبيق عملي لشروط الاسم المختار، حيث يأتي مسمى (أدونيس) الفحل صنماً من باطن المخزن التاريخي ويأتي اسماً مفرداً، أم يقل كلمته أو عنوانه النسقي: مفرد بصيغة الجمع، أي الفرد - الكل ويكون الجمع مجرد انعكاس كلي عام للسيد المطلق، هو الكل كما يكون الطاغية السياسي هو الكل وهو الأمة والتاريخ، حسب شعار أنا الشعب والشعب أنا الذي شاع في دكتاتوريات أمريكا اللاتينية وتردد في ثقافتنا كثيراً، لقد جاء اسم أدونيس المفرد كبديل لاسمه العرفي المركب وصار المتعدد واحداً وصار الشعبي أسطورياً وبدأت رحلة النسق منذ لحظة الاختيار وتقرير المصير. وهي الكلية المطلقة والأبوية المعصومة من الخطأ ، وذلك شرط سياسي مثلما هو شرط نسقي.

هل ستنتهي الأدونيسية إذن..؟؟؟

لا... طبعاً، لن تنتهي الأدونيسية، لأنها خطاب نسقي يلامس مضمرات ثقافية عميقة فينا، وهي مضمرات تقليدية صنعها الشعر على مدى قرون وتوسل بالجمالي والبلاغي من أجل تمريرها، وهي تعيش في المخبوء العميق فينا.

وفي داخل كل واحد منا فحل صغير مخبوء، نستحي من كشفه، فإذا جاء شاعر كبير تحت مسمى الحداثة ومارس هذه الفحولية فإنه يحسن ما نستحي منه ويشجعنا على تبرير جنوننا وتفعيل رغباتنا المكبوتة، وهي فرصة عظيمة للنسق كي يعود الينا من جديد. ولقد وجد النسق له ممثلاً استثنائياً فمنحه الاسم الاول: أدونيس وجعل كلمته هي العليا، وكلمة غيره سفلى.

وفي العودة إلى ما بدأت به أقول لو صار أدونيس زعيماً عربياً لصار طاغية، وهذا ما تشهد به مواقف أدونيس من مخالفيه، فهو يستخدم كلمة الصديق لكل من يقف معه، وهو يثني ثناءً امبراطورياً على كل الذين كتبوا عن الأدونيسية بتبجيل وعلى كل المريدين، في حين يصف نقاده بانهم ليسوا نقاداً ولا يفقهون النقد ويقول عن النقد الثقافي انه تهريج وأخرجه من جنة العلم ونفاه مثلما ينفي السلطان معارضيه ولقد وصفني مرة بأنني امام جامع ولست ناقداً، وقال انني سطحي وتقليدي وتافه (عكاظ 2006/4/13م)، ولم لا يقول هذا..! أو ليست المأرق العاصي والمعارض المخالف (الخائن - اجمالاً)، وليس بخاف على أحد لو أنني مدحت أدونيس وجعلته علامة على التحول النقدي والثقافي وبدلاً من كشف نسقيته قلت انه الفاتح الثقافي الأكبر، لو قلت هذا، ماذا سيقول عني أدونيس وماذا سيقول عن النقد الثقافي...؟؟؟

الجواب واضح طبعاً، وهذا ما يؤكد الصفات النسقية في الأدونيسية وهذا ما يجعلها نسخة مكررة للفحل الشعري القديم مثلما انها صورة ثقافية أزلية للفحل السياسي والاجتماعي، وهذا يصنع ذلك وهذه تنتج تلك.

وليس يعنيني شخصياً ما يقوله أدونيس عني وصدري يتسع له ولكل من يختلف مع مقولاتي غير أني أشير هنا لما تكشف عنده من نسقية متمكنة فيه، وهذا تصرف لا يملك أدونيس أن يتجنبه بما انه يصدر عن ذهنية موغلة في رجعيتها، وتعامله مع ناقديه هو صورة لتعامل السلطة مع المعارضة ومع المختلف، وهو النفي والاقصاء، وإذا انتقدت الفحل حلت عليك اللعنة والسحق، هذا ما نعرفه من تاريخ فحول الشعراء مثلما نعرفه من سير الطغاة، وكلاهما صورتان ثقافيتان لنسق واحد، تملأ أمثلته الذاكرة وسجلات التاريخ. ولست أقول أبداً إن أدونيس يفعل ما يفعل عن سوء خلق أو سوء طوية ولكني أقول انه يخضع للضاغط النسقي وهو يؤدي دوراً ترسمه له المضمرات الثقافية الموغلة في رجعيتها وفي سلطويتها.

والمسألة لم تبدأ من سيرته مع الآخر المختلف بل انها تأسست من منظومته الشعرية والفكرية وهي منظومة تقوم على الأنا الكلية وعلى السحرانية كخطاب جذوي وعلى مركزية الشاعر الفحل وعلى المطلق اللغوي كمضاد للتنوع القولي، وكل قراءة في أي نص شعري أو كتابة فكرية لأدونيس تعزز هذه الأبعاد وتمدها بفيض كلي طاغ وجذري و(للأمثلة أرجو العودة إلى كتابيي المذكورين وفيهما نماذج لهذا كله).

الأدونيسية - إذن - لن تنتهي، لأنها نسقية ثقافية عميقة ولها حيل كثيرة في تعزيز نفسها وترسيخ قوتها، ولقد جاء علي أحمد سعيد كاستجابة ثقافية مضادة للحداثة الحقيقية - كما ذكرت في النقد الثقافي - وجرى تحريف المشروع الحداثي وتزييف الوعي الثقافي في خدعة ثقافية كبرى وخطيرة، وصارت الحداثة الرجعية وسيدها وفحلها أدونيس.
01-10-2008, 09:56 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #2
ماذا لو صار أدونيس زعيماً عربياً..؟؟!!
مدارات ادونيس - المثقفون، أولئك الطغاة الآخرون
أدونيس الحياة - 10/01/08//

- 1 –

في المقابلة التلفزيونية التي أجراها معي الأستاذ الشاعر زاهي وهبي (تلفزيون المستقبل، بيروت 18 كانون الأول الماضي 2007)، سمّيت رداً على سؤال طرحه عليّ، بعض الشعراء العرب الذين أجد في كتاباتهم ما يعنيني بشكل خاص، عارفاً أن الإجابة عن مثل هذا السؤال لا يمكن إلا أن يخالطها شيء من الخطأ، خصوصاً، حين يتحتم عليك أن تحفر التسمية في ثلاثة أشخاص بين عشرات. وبدلاً من أن ينظر الى هذه التسمية في دلالتها التمثيلية نُظر إليها بوصفها حكماً وتقويماً قاطعين: وقوفاً الى جانب شعراء ضد آخرين، وانحيازاً الى بعضهم ضد بعضهم الآخر.

كان ذلك، بالنسبة إليّ، دليلاً إضافياً على أن الطغيان في الحياة العربية لا ينحصر في السياسة، وإنما يمتد كذلك الى الثقافة، بعامة، والى الشعر والرواية، بخاصة. فأنت لست حراً في أن تُفصح عن ذوقك أو رأيك في الشعر والرواية. وإذا تجرأت وأفصحت فسوف تُلاقي «جزاءك». خصوصاً أن بين الشعراء والروائيين مَن لا يجوز المساسُ بهم، كأنهم عجولٌ مقدسة. وبينهم آخرون ينبغي إهمالهم ونبذهم، ولا يجوز التلفّظ بأسمائهم. وبينهم آخرون كلٌ منهم يعدُّ نفسه أنه «الأول»، دون شك، ودون نقاش.

كان أسلافنا يقولون بلسان شاعرهم: «اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية»، لكن، ها هي تجربة الحداثة في الثقافة العربية تقول ما يناقض ذلك تماماً. وها هي الحرب التي تُشنّ باسم الشعر والرواية والفكر لا تقل عنفاً عن الحرب التي تُشنّ باسم السياسة.

الطغيان في الحياة العربية شامل من ألف هذه الحياة الى يائها.

- 2 –

نَعُدّ المال الذي ينفقه النظام في بناء «الوطن»، غير أننا لا نَعدّ المشردين والسجناء والقتلى.

- 3 –

تمرّ الأفكار العظيمة في الحياة العربية كمثل غيوم تعبر الفضاء، دون أن «تُمطر»، ودون أن «تُخصب» أية تُربة، أو «تُغيّر» أي شيء. ويبدو أصحابها كمثل شهبٍ لا تكادُ أن تظهر حتى تنطفئ وتغيب.

- 4 –

منذ الطفولة، وبخاصة في المدارس الدينية، يتعلم العربي «فن» الموت، والنظر الى الحياة كأنها عبءٌ يجب الخلاص منه.

وإذا تذكرنا قول المتنبي: «الموت نوعٌ من القتل»، فإن الطفل العربي يبدأ حياته بتعلّم «القتل».

- 5 –

خَرْقُ «القواعد» الأدبية والفنية في المجتمع، هو، بمعنى ما، خرقٌ لكل ما هو «سياسي» في هذا المجتمع.

الغريب أن هذه القواعد خُرقت جميعها في المجتمع العربي، وبقيت السياسة، كما هي، بأجهزتها، وآلياتها، ومؤسساتها. الانقسام في هذا المجتمع واضح، وأحياناً يبدو حاداً بين «أهل الخرق» و «أهل السياسة».

هكذا يبدو المجتمع العربي جسماً ضخماً يعيش في حالة من الانقسام، أي في حالة من الاحتضار الدائم.

لا بد من استكمال الخرق لكي يعود هذا المجتمع الى الحياة، أو الى استكمال الحياة.

- 6 –

ما أقسى الحياة، إذا لم تحتضنها المخيلة.

- 7 –

كم هي عبثية وفاجعة في آن، حياةُ الفرد العربي:

لا يملكُ، لكي يدفع ثمن حياته،

إلا حياته نفسها.

- 8 –

الحساسية العربية السائدة في المؤسسة الثقافية تنهض أساسياً عن «الحكمة».

وصحيح أن «الحكمة» معرفة، لكنها أقل المعارف شأناً، ذلك أنها فكرٌ مُشترك، رخوٌ، مبتذل.

«الحكمة» شيخوخة الرغبة.

-9-

مكونات الفرد العربي، ثقافياً، دينية – اجتماعية. الجانب الذاتي الإبداعي فيها، شبه غائب أو ضئيل جداً.

لهذا يتحرر العربي ظاهرياً، لكنه في باطنه، في حقيقته، يظل كائناً دينياً.

- 10 –

هل يمكن تجزئة العصر الراهن على مستوى الكون؟

نقول، مثلاً: عصر عربي خاص، داخل العصر الكوني العام؟

بأية صفة آنذاك نصف هذا العصر العربي؟

بالعلم؟ بالتقنية» بالعقل؟ بالحرية؟ بالشعر والفن والرواية؟ بالفكر والفلسفة؟

ما العصر العربي في هذا العصر؟

- 11 –

متى نقدر أن نقول عن فكر أو أدب أو فن إنه يُطيل أمد التخلف؟

عندما يكون خارج المغامرات الكبرى، متصالحاً، ولا يطرح أي سؤال خلاّق على أي شيء.

- 12 –

إذا كان مبدأ السيادة الوطنية معياراً للدولة، فإلى أي مدى يمكن القول إن للدولة في العالم العربي سيادة وطنية، بالمعنى العميق الكامل لهذه الكلمة؟

- 13 –

«هناك عجائب كثيرة في هذا الكون،

لكن، لا شيء أعجب من الإنسان».

(سوفوكليس في «انطيغونا»).
01-10-2008, 11:14 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #3
ماذا لو صار أدونيس زعيماً عربياً..؟؟!!
Array


وحينما تطرح جريدة (الاتحاد) سؤالاً حول الادونيسية وهل انتهت هذه المرحلة فإن السؤال مبني ولا شك على استجابة لما هو في العرف الثقافي العام من أن أدونيس ظاهرة ثقافية طاغية لها تأثيرها ولها مريدوها، وهم أتباع ومريدون تشكلوا حول المعلم بسرعة فائقة، ربما فاقت كل الظواهر الأدبية الاخرى في سرعتها وفي اخلاص عناصرها لظاهرة المعلم الأب. وهي تختلف عن الظواهر الثقافية الاخرى لأن الادونيسية ليست فكراً نوعياً ولكنها نسق يقوم على الفرد كمعلم أول وكرمز أبوي ينضوي تحت عباءته المريدون، وإذا كان الأمر كذلك فإن التساؤل حول وصول الظاهرة إلى حد النهاية يصبح صحيحاً بل ضرورياً تفرضه القراءة الافتراضية عن سيرة الظواهر نشوءاً وانحساراً.




[/quote]


مرة هاجمت آراء أدونيس فانبرى بعض أولاده المريدين للدفاع عنه وكأنني سببت المسيح أو محمد ....كذلك أذنابه يطلقون كل سنة اشاعة بقرب حصوله على نوبل للأدب ....بالفعل البعض كرهني بالأدونيسية ....:angryrazz:
01-10-2008, 11:18 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #4
ماذا لو صار أدونيس زعيماً عربياً..؟؟!!
اقتراح لأولاد أدونيس لماذا لايسجلون لقاءاته ويضعونها على اليوتيوب قبل ما الله ياخد أدونيس لعندو ....
01-10-2008, 11:21 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
سيناتور غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,957
الانضمام: Mar 2007
مشاركة: #5
ماذا لو صار أدونيس زعيماً عربياً..؟؟!!
الطغيان في الحياة العربية شامل من ألف هذه الحياة الى يائها.

ادونيس




اشكرك بسام (f)
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 01-14-2008, 05:05 AM بواسطة سيناتور.)
01-14-2008, 02:58 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  أدونيس - من جديد - "حول الثورات العربية" .... ما رأيكم؟ العلماني 19 3,500 03-29-2012, 01:15 AM
آخر رد: تموز المديني
  حواربين أب وابنته عن الصداقة والجنس والزواج : نينار/أدونيس أنا_بذاتو 0 1,559 04-24-2011, 06:59 PM
آخر رد: أنا_بذاتو
  اذا أردت أن تعرف ماذا سيجري في سوريا.عليك أن تعرف ماذا يجري في الاكوادور..??!!! بسام الخوري 4 1,484 08-20-2005, 11:20 PM
آخر رد: هملكار

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS