منذ فجر التاريخ وعندما كان الإنسان لا يملك الأداة العلمية الحديثة لتفسير ظواهر الطبيعة فإنه كان يفسر ما يجهله ويخافه من ظواهرها بأمور ميتافيزيقية. حيث كان يعتبر الرعد والبرق والطوفان والزلازل والبراكين انتقام وغضب الآلهة. وكان يفسر المرض والأوبئة باستيلاء الأرواح الشريرة والشياطين على الإنسان. حتى أنه يوجد حديث عن النبي محمد يفسر الطاعون بأنه وخز إخواننا من الجن!

إذاً تم اختراع مفهوم الإله والقوى الفوق طبيعية لكي تسد حاجة الإنسان التي تعودت على قانون السببية بحيث يجعل مسبب مثل هذه الحوادث هي أمور خارقة مجهولة.

ولكن في العصر الحديث تم تفسير كيفية نزول المطر ودورته في الحياة واختراع تقنية استمطار السحب وأيضا تم تفسير حدوث الرعد والبرق بكونها تفريغ شحنات كهربائية بين السحب أو بين السحاب والأرض. كما تم فهم أسباب الزلازل وتفجر الحمم البركانية واختراع أجهزة لقياسها والتنبؤ بحالات الطقس والمناخ. كما تمكن البشر من تفسير الأمراض بشكل علمي واختراع الأدوية والأمصال واللقاحات التي حفظت ملايين الأرواح.

صحيح أن العلم لم يتمكن من تفسير كل شيء تماما في الكون ولكن المُلاحظ أنه كلما تقدم كلما قلت الفجوات (gaps) التي كانت كثيرة وواسعة في الماضي وكان الإله هو الحل الأمثل لتفسيرها!

فهل الله هو إله فجوات (God of gaps) في عصرنا؟ وماهي مهمته بالضبط أي ماهي المهام التي يقوم بها في الطبيعة ويمكننا ملاحظتها؟

عزيزي read ماذا يقول العلم بخصوص الموت؟

مادام العلم لمن يفسر الموت ولم يقدم دليلا واضحا يطمئن البشر ويهدّئ من روعهم عند ذكر هادم الذات ومفرق الجماعات:D فنحن مازلنا بحاجة لله.

واضح ان الزميل ريد لا زال ملحد ناشىء فى صفوف الناشئين!!

فــ "إله الفجوات" حسب وصف الزميل يضطره للاشتغال-اجبارًا- بقانون السببية الذى كان يحاول نقضه فى موضوعه "القول بالسببية يقتضى القول بالجبرية!" ثم يعود لمصاحبة قانون السببية فى هذا الموضوع كى يستدل به على فكرة "إله الفجوات؟

وانا اسال الزميل : اليس هذا تناقضًا واختلالًا؟؟

هذا اولًا .

ثانيًا : فى الاسلام لايوجد ما وصفته , فلسنا نقول بالعقائد الخرافية , بل تجد القران يقول ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا .. هناك قوانين ناظمة للكون . وليست المسالة كما وصفتها. وقد قال صلى الله عليه وسلم : إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته . نحن لانقول ان هناك اشياء لا نعرف اسبابها وبالتالى ننسبها لله , هذا كلام مردود وغير منطقى .

Array
عزيزي read ماذا يقول العلم بخصوص الموت؟

مادام العلم لمن يفسر الموت ولم يقدم دليلا واضحا يطمئن البشر ويهدّئ من روعهم عند ذكر هادم الذات ومفرق الجماعات:D فنحن مازلنا بحاجة لله.
[/quote]

الزميل العزيز philalethist أعتقد الطب عرّف الموت البيولوجي بأنه توقف الدماغ عن العمل وفقدان النشاط الكهربائي في الدماغ بصورة نهائية، وهناك أيضا الموت الإكلينيكي وهو توقف القلب عن العمل.

يتبقى معرفة الأسباب المؤدية لتوقف هذه الأجهزة ولا نحتاج هنا إلى افتراض قوى خارقة تقبض الأرواح وتوقفها عن العمل.

Array
فــ "إله الفجوات" حسب وصف الزميل يضطره للاشتغال-اجبارًا- بقانون السببية الذى كان يحاول نقضه فى موضوعه "القول بالسببية يقتضى القول بالجبرية!" ثم يعود لمصاحبة قانون السببية فى هذا الموضوع كى يستدل به على فكرة "إله الفجوات؟

وانا اسال الزميل : اليس هذا تناقضًا واختلالًا؟؟
[/quote]
موضوع "القول بالسببية يقتضي القول بالجبرية" لا يقتضي من قريب أو بعيد نفي السببية بل يلزم المؤمن الذي يستدل بالسببية على وجود علة أولى يسميها "الله" بأن هذه العلة الأولى هي التي ستكون مسؤولة عن جميع تصرفات الإنسان لأنه لن يكون قادرا أن يتخذ قرارا إلا بسبب وهذا السبب له مسبب ينتهي بالله.
أما الاعتقاد بإله الفجوات فهو ليس قولي لأني لا أفترض وجود كائنات خارقة لتبرير ظواهر لا نعرف أسبابها بعد وما نجهله اليوم سنعلمه الغد. فما كان في الماضي يُنسب إلى الآلهة وغضبها من الرعد والبرق والمطر أصبح اليوم له تفسيرا ماديا مثبتا ومجربا وهكذا ستقل الفجوات التي كانت تحتلها الآلهة في الماضي كلما تقدم العلم.

Array
ثانيًا : فى الاسلام لايوجد ما وصفته , فلسنا نقول بالعقائد الخرافية , بل تجد القران يقول ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا .. هناك قوانين ناظمة للكون . وليست المسالة كما وصفتها. وقد قال صلى الله عليه وسلم : إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته . نحن لانقول ان هناك اشياء لا نعرف اسبابها وبالتالى ننسبها لله , هذا كلام مردود وغير منطقى .
[/quote]
يعني حسب كلامك فإن الله خلق الكون ووضع فيه قوانينه وأسبابه وجعله يعمل لوحده. وليس هناك ظاهرة كونية يكون الله مسؤول عنها مباشرة (باستثناء المعجزات طبعا والتي انقضى دهرها).
إذا كان هذه ماتعتقد فليس هناك داعٍ أن تقول أن الله خلق فلان وأمات فلان وأحيا فلان لأن كل هذه الأحداث يمكن تفسيرها ماديا وإذا رفضت هذا التفسير فأنت تلقائيا ستكون معتقدا بإله الفجوات.

بالنسبة لحديث النبي حول كسوف الشمس والقمر فأنت لم تكمله فهو قد نفى أن كسوفهما يكون بسبب موت فلان أو حياة علان ، ولكن لكونها ظاهرة غير مبُررة علميا في ذلك العصر فإنه قام بتفسيرها بنظرية إله الفجوات (god of gaps) حيث تقول تكملة الحديث: "وإنما هما آيتان من آيــــــات اللـه يُخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوف الله بهما عباده".

ولا أدري مالمخيف في الكسوف والخسوف؟ يعني هي ظاهرة كونية عادية مثلها مثل طلوع الشمس وغروبها. ويمكن التنبؤ بدقة بمواعيد الكسوف لمئات السنين في المستقبل (كما في موقع ناسا). فهل هذا يعني أنك تتنبأ بالمواعيد التي يخوف الله بها عباده؟

Array
الزميل العزيز philalethist أعتقد الطب عرّف الموت البيولوجي بأنه توقف الدماغ عن العمل وفقدان النشاط الكهربائي في الدماغ بصورة نهائية، وهناك أيضا الموت الإكلينيكي وهو توقف القلب عن العمل.[/quote]
لا يا عزيزي read لا أقصد تعريف الموت بل ما بعد الموت. الإنسان لا يريد أن يموت. إنه حتى لا ولم يقبل أبدا بفكرة أن كل شيء سينتهي في يوم من الأيام. الخلود كان دائما حلم الإنسان الأبدي. لذلك أغلب الديانات، إن لم يكن كلها، تتضمن مفهوم العالم الآخر بعد الموت في جزء كبير من معتقداتها. من الحضارة الفرعونية إلى حضارة الأنكا مرورا حتى بمعتقدات القبائل الافريقية وغيرها... كل يحاول تجاوز الموت بطريقته. كلهم يؤمنون أن الموت ليس نهاية كل شيء ويعدون للميت ذخيرة تكفيه في رحلته في العالم الآخر. هذا إلى جانب من يؤمنون بانتقال الروح من جسد لآخر أو من يؤمنون بعودة الروح إلى جسد الميت، الخ.

الموت حيّر الانسان وكان دائما سببا في بعث الرعب في أوصاله كلما تذكر الإنسان أنه سيموت يوما. والعلم لا يفيد بشيء عندما يعرف الموت بيولوجيا. لو مثلا قدم العلم أكسير الخلود لكي يصبح الإنسان خالدا، عندها ربما يكون قد سد فجوة الموت حقا (أليس الموت بإحدى تلك الفجوات؟)

شخصيا ومن خلال حديثي مع الكثير من المؤمنين أيام الجامعة رأيت الموت يسيطر على جل تفكيرهم. في بعض الأحيان عندما نبدأ حديثا بخصوص الدين تخرج من بعضهم بكل عفوية تساؤلات من قبيل "إذن أين سنذهب بعد أن نموت؟" (كانت تلك جملة من إحدى الزميلات عندما أخبرتها أني لا أستطيع أن أؤمن بوجود إله) إنها حتى لم تكن قادرة على أن تتصور أن الموت هو النهاية. بل كانت تعتقد أنه عندي بديل للرواية الإسلامية بخصوص الموت لذلك كان سؤالها أن أقدم لها تفسيرا للمكان الذي يعتقد الملحد أن الإنسان سيرحل إليه بعد أن يموت.

أعتقد أنه فعلا السبب الرئيسي في خضوع فئة كبرى من البشرية لكل ما يصدر عن الفكر الديني حتى لو كان غير معقول. يعني باختصار الموت شل تفكيرهم تماما وأصبح أي تفسير عذب يريحهم بخصوص الخلود في عالم سحري ملاذهم الأخير.


Arrayيتبقى معرفة الأسباب المؤدية لتوقف هذه الأجهزة ولا نحتاج هنا إلى افتراض قوى خارقة تقبض الأرواح وتوقفها عن العمل.[/quote]
المعرفة وحدها لا تريح العامة ولا توقف رعبهم. هذا بالطبع إن فهموا كلامك ذلك. وعموما العامة لا تحتاج لكي تفهم ولا تهتم بأن تفهم أصلا. هم يريدون فقط أن يؤمنوا ببعض الحلول السحرية وكفى الله المؤمنين شر القتال. ثم إن افتراض قوى خارقة تقبض الأرواح كما قلت هو أسهل بكثير من كلام العلم الذي مصدره الإنسان الخطاء. هل تراهم يؤمنون بقول الله أم بقول الإنسان؟

ثم وكما سبق وقلت لك فالناس تريد أن تفهم ما يوجد بعد الموت وتريد جوابا مفاده أن الموت ليس هو النهاية. فهل يقول علمك ذلك؟

العلم لا يريح
الدين يريح

العامة تريد الراحة
إذن الله موجود :lol:

الملحد يرى ان مآله بعد الموت هو الثقب الاسود حسب حد معرفتي !

philalethist (f)رائع

Arrayالمعرفة وحدها لا تريح العامة ولا توقف رعبهم. هذا بالطبع إن فهموا كلامك ذلك. وعموما العامة لا تحتاج لكي تفهم ولا تهتم بأن تفهم أصلا. هم يريدون فقط أن يؤمنوا ببعض الحلول السحرية وكفى الله المؤمنين شر القتال. ثم إن افتراض قوى خارقة تقبض الأرواح كما قلت هو أسهل بكثير من كلام العلم الذي مصدره الإنسان الخطاء. هل تراهم يؤمنون بقول الله أم بقول الإنسان؟

ثم وكما سبق وقلت لك فالناس تريد أن تفهم ما يوجد بعد الموت وتريد جوابا مفاده أن الموت ليس هو النهاية. فهل يقول علمك ذلك؟[/quote]

نعم عزيزي أتفهم مقصدك. ولكني هنا أريد أشياء في الطبيعة يقوم بها الله مباشرة ونستطيع أن نلاحظها.

بالنسبة للموت فلا أرى حرجا على المؤمن أن يؤمن بأن سبب الموت هو توقف الدماغ لأسباب متعددة (مثل عدم وصول الأكسجين) وفي نفس الوقت يؤمن بأن الله سيبعثه في اليوم الآخر وتكون له حياة خالدة. لكن ليس ثمة ما يبرر أن ينسب سبب عملية الموت نفسها إلى إلـه، وكأن الإله لا يقوم بأي فعل في الطبيعة إلا قبض الأرواح!

اهو قاعد بينيك فى النسوان الى عنده
لحد ماتيجى مصيبة طبيعية زى تسومانى
وساعتها نقول انه عقاب من عنده
وهو يظيط فى الزيطة