بقلم زوفين إبراهيم
كاراتشي, نوفمبر (آي بي إس) - أكد الأكاديمي والمحلل السياسي المعروف عادل نجام أن القوى الحقيقية المناهضة للجنرال بيرفيز مشرف "ليست هي الأحزاب الدينية المتطرفة، وإنما الطلبة والصحافيون والمحامون والعلمانيون". وشدد على خطأ التساؤل حول وقع حالة الطوارئ في دولة نووية وأثرها على "الحرب على الإرهاب"، مؤكدا أن الأمر يتعلق بقضية "تشبث بالسلطة".
فيما يلي ملخص للمقابلة التي أجرتها وكالة "آي بى اس" مع عادل نجام. سؤال: كباكستاني يعلم السياسات الدولية غالبا ما تواجه العديد من الأسئلة حول حالة الطوارئ المفروضة مؤخرا في بلدك، فماذا تقول؟.
جواب: السياسة الباكستانية معقدة للغاية، بل ومعقدة دون مبرر التعقيد، حتى بالنسبة لنا، فما بالك بالأجانب الذي يكادوا يرونها غير مفهومة. هذا هو أمر خطير لأنه قد يقود لاستنتاجات مبسطة.
لأول وهلة، شغل فرض حالة الطوارئ شاغل الأمريكيين بقدر الباكستانيين أنفسهم إن لم يكن أكثر، ثم تكررت التساؤلات حول ماذا يعنى هذا بالنسبة لبلد نووية أو للحرب على الإرهاب.
وجوابي هو أن هذه التساؤلات خاطئة. بل فهي التساؤلات التي يريد الجنرال بيرفيز مشرف أن تطرح على مائدة النقاش، لأنها ستحمل على التفكير بأنه ربما أخطأ وربما يكون "سيئا"، لكنه أفضل من غيره.
فرض حالة الطوارئ هو قضية تشبث بالسلطة، ولا دخل لها على الإطلاق بالبرنامج النووي أو الحرب على الإرهاب، فهذه التساؤلات تحيد الانتباه إلى القضية الحقيقية أي قضية الديمقراطية.
والسؤال هو إلى أي حد يمكن للولايات المتحدة مواصلة النفاق، فمن ناحية، نراها تنادى بالديمقراطية في كل مكان، ومن ناحية أخرى تتعامل مع قوى مناهضة للديمقراطية في العالم الاسلامى مرارا وتكرارا.
أعتقد أننا نعيش لحظة افتخار بالشعب الباكستاني، فكيف يمكن أن لا تفخر بشعب يخرج إلى الشارع رغم ضربه واعتقاله وسجنه.
القوى الحقيقية المناهضة للجنرال بيرفيز مشرف في باكستان ليست هي الأحزاب الدينية المتطرفة، وإنما الطلبة والصحافيون والمحامون والعلمانيون.
حانت ساعة الديمقراطية في باكستان. وحتى إذا لم نحصل عليها من هذا الوضع، فقد برهنا على أن باكستان مجتمع ديمقراطي.
سؤال: يلاحظ أن الطلبة والتلاميذ من أبناء الصفوة التي ألحقتهم بمراكز تعليم خاصة، هم أكثر من ينظمون المظاهرات في حرم هذه المراكز بالمقارنة بالشبان من مختلف طبقات الشعب. ويبدو أن المنتمون إلى جناح اليمين يبدون الحرص على الديمقراطية، فما هو تعليقك على ذلك؟.
جواب: هذه هو ما أقصده بالتحديد. انظر إلى صور الاحتجاجات وسترى أنه هناك محامون وطلبة وصحافيون وليبراليون متعلمون،أولئك المفترض أن يشكلوا دائرة الجنرال مشرف.
ثم انظر لاكتشاف من هو الغائب عن الاحتجاجات. فباستثناء عمران خان، لا ترى الزعماء السياسيين سوى من خلال بيانات يصدرونها بين الحين والآخر ويصعب تصديقها تماما.
الساسة غائبون حقا، الساسة من كافة الأحزاب. فحتى الملايين التي خرجت لاستقبال (رئيس الوزراء السابقة بنظير) بوتو، لم يجرى حشدها أو تعبئتها، لسبب ما.
غائبون أيضا أتباع تحالف الأحزاب السياسية، بل والعناصر المتطرفة، تلك التي جرت الأمور بحجتها. يبدو أن أولئك الذين فجروا غيرهم من الباكستانيين دون مبرر، يعتبرون أن قضية الديمقراطية لا تكفى للاحتجاج.
*عادل نجام، خبير السياسة الدولية،المدير المشارك لمشروع التنمية البشرية بجامعة بوستون الأمريكية، والأستاذ السابق بكلية القانون والدبلوماسية بجامعة تافس وبمعهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا. نشر عدة مؤلفات منها "الرؤية الجنوبية للتجارة والتنمية المستدامة".(آي بي إس / 2007)
http://ipsinternational.org/arabic/nota.asp?idnews=1046