الواد روقه
عضو رائد
    
المشاركات: 1,170
الانضمام: May 2007
|
نصان يهوديان عن بدايات ظهور الاسلام
http://www.4shared.com/file/29151740/5c642...d&signout=1
مقدّمـة
لاشكّ أنّ التعامل مع التقاليد الإسلامية التي تتناول بدايات الإسلام يتطلّب الكثير من الدقة والارتياب؛ وهذا الأمر لا ينطبق على الإسلام على نحو محدّد، بل يمكن تمديده ليطال كلّ الأديان والعقائد وربما التيارات الفكرية، عالمية كانت أم محلية. بالنسبة للواقعة ذات السمات الدينية، يلعب الخلط بين ما هو « ديني - ميثولوجي - غيبي » وما هو « دنيوي - تاريخي - واقعي » الدور الأبرز في تشويش الصورة الفعلية للواقعة. ومن الدراسات اليهودية، على سبيل المثال، نعرف أنّه حتى الآن لم يجرِ تنقية هذه الصورة بحيث يمكن تبيان المعالم بوضوح تام. والحقيقة أنّ الباحثين اليهود عموماً، رغم « علمانيتهم » التي لا لبس فيها غالباً، لم يستطيعوا التخلّص
- للأسف - من البذرة « الغيبية - الميثولوجية » التي تأخذ في أحيان كثيرة دور المرشد والدليل في توجيه مسارات بحوث يفترض أنها علمانية بالكامل. من ناحية أخرى، فالمسيحية، رغم علمانيتها البحثية المشهودة خاصة في الأزمنة الأخيرة، ما تزال تحاول عبثاً التخلّص من نير السيطرة الماورائية على اكتشافاتها الدنيوية؛ بل ما تزال تحاول حتى الآن قسر النصوص المقدّسة السابقة لها لخدمة التوجهات العقائدية الخاصة بها - فالعهد القديم، على سبيل المثال، يطوّع، بغير وجه حق علمي، لجعله بشيراً أو نذيراً بالمسيح، رغم أن الحقيقة التاريخية للشخصية الأخيرة ما تزال محطّ جدل بين الباحثين اللادينيين.
تاريخية التقاليد الإسلامية تثير في وجه الباحث التاريخي ما لا طاقة له على تحمله من المشاكل؛ مهما كانت قدراته وعلومه ومواهبه. مع ذلك، فإنّ مقارنة عقائدية تاريخية سريعة يمكن أن تظهر أنّ المشاكل عند الطرف الإسلامي أقلّ منها عند الطرفين اليهودي والمسيحي - على سبيل المثال - أقلّها أنّ الجدل البحثي مستقر على الحقيقة التاريخية لوجود محمّد، نبيّ الإسلام، في القرنين السادس والسابع في غرب شبه جزيرة العرب؛ في حين أنّ التفاصيل التاريخية لوجود موسى محطّ شكّ - وربما رفض - كبير في الحقبة الأخيرة، وكذلك أيضاً يسوع: وإن بحدّة أقلّ من موسى.
مشكلة التاريخ الإسلامي البدئي هي التدوين. فقد كان التناقل الشفوي هو المسيطر على نقل الحدث أو النصّ في الحقبة الأولى. وحتى القرآن، فنحن لا نمتلك دليلاً مقبولاً حول وجوده بأيّ شكل قبل العقد الأخير من القرن السابع. وربما أنّ ما يدّعى على أنهّ روايات لحوادث تاريخية من القرن السابع لا يفيد إلا في دراسة الأفكار الدينية في القرن الثامن. لكن « القرن الثامن » هذا، ينبئنا بصريح العبارة أنّه كان حقبة ترسّخ فيها تشظّي « أمة الإسلام » إلى فرق وأحزاب متطاحنة متناحرة، يسعى فيها كلّ طرف إلى دعم مزاعمه بترسانات لاهوتية من أحجار عقائدية وتاريخية تُنسب إلى النبيّ ذاته أحياناً وإلى المقرّبين إليه من الصحابة أحياناً. لذلك، إذا ما أخذنا التراث الإسلامي ككلّ، خاصة ما يتعلق منه ببدايات الإسلام، فسوف نجد الخبر ونقيضه؛ روايات متباينة - وربما متعارضة - للحدث الواحد؛ إختلافات صارخة حول قيمة هذه الشخصية أو تلك؛ إختلاقاً لشخوص وحوادث لم يكن لها وجود قط، تدعم التوجه العقائدي للتيار المُخْتَلق؛ وإخفاءً لأمور مفصلية لا تتناسب مع ميول الكاتب وأهوائه.
إنّ تضافر روايات الحدث داخلياً وخارجياً يدعم الحقيقة التاريخية لهذا الحدث. فعلى سبيل المثال، إنّ إشارة المصادر الخارجية - غير « العربية - الإسلامية » - إلى حدث ظهور نبي في غرب شبه جزيرة العرب اسمه محمّد (وإن اختلفت التسميات) يدعم بقوة الحقيقة التاريخية لهذا الحدث الذي تشير إليه المصادر الداخلية - أي، « العربية - الإسلامية ». وهذا ينطبق أيضاً على الكثير من الأحداث المفصلية في التاريخ العربي - الإسلامي.
لقد كتب كثيرون، من غير المسلمين، حول بدايات الإسلام، في تلك البدايات بالذات: كتب الأرمن، الآشوريون، السريان، الموارنة واليهود. وللأسف الشديد، لم نرّ قط عند الباحثين التاريخيين المعاصرين العرب أدنى إشارة إلى تلك النصوص القديمة التي تناولها الكثير من الباحثين التاريخيين في الغرب بالفحص والتمحيص. والأرجح أنّهم لا يعرفونها، أو لم يسمعوا بها.
ضمن « سلسلة النصوص النادرة » هذه، يبدو من المعقول أن نقدّم بعض تلك النصوص التاريخية القديمة - وربما نقدّمها كلّها - علّها تساعد الباحثين التاريخيين والدينيين المحليين على فهم أفضل للنصوص الداخلية التي بين أيديهم. ونستهل ذلك بتقديم نصين يهوديين حول بدايات الإسلام، نعتقد أنّ لهما أهمية استثنائية. النصان هما: « صلاة الحاخام شمعون بن يوحاي » وقصيدة « في ذلك اليوم ». وهما منشوران، على الترتيب، في: Bulletin of School of Oriental and African Studies، جامعة لندن، المجلد 13، الجزء الثاني، 1950، صص 308 - 338، نشر مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية؛ وفي¯ Mélanges d’islamologie، عدد مهدى لذكرى أرمان أبيل، تحرير بيير سالمون، لايدن 1974، صص 197 - 200. والنصّان ترجمهما وعلّق عليهما الباحث برنارد لويس.
نبيل فياض
28/11/1997
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 11-13-2007, 01:57 PM بواسطة الواد روقه.)
|
|
11-13-2007, 01:30 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
إبراهيم
بين شجوٍ وحنين
    
المشاركات: 14,214
الانضمام: Jun 2002
|
نصان يهوديان عن بدايات ظهور الاسلام
Arrayوقد تعجبت أن مؤرخاً واحداً من هؤلاء لم يفلح في الكتابة عن هذه الحقبة الغنية بالأحداث ، أو أنه لم يتسرب إلينا نص يؤرخ لهذه الفترة . [/quote]
صديقي الليبرالي:
نبيل عبقري وإمكانياته لا تظهر كلها على الورق أحياناً ولكنه باحث قدير كما نتفق أنا وأنت على ذلك. مثلا نبيل ترجم عمل هاينريش شباير Heinrich Speyerوسألته عنه بالتلفون عندما كان في الصيدلية في سوريا حيث كان هذا إنجازاً ليس بقليل عندما يترجم من الألمانية للعربية كتاب لـ شباير مثل Die biblischen Erzنhlungen im Qoran . من جهة تأريخ هذه الحقبة، فبصراحة ما هو دون فلهاوزنJulius Wellhausen والنقاد على هذا المستوى فلا آخذ بما يقولون. تفضل هنا مثلا وستجد مجموعة قيمة من كتبه:
http://books.google.com/books?q=Julius+Wel...=1&as_brr=1
عندما كنت بالسميناري المعمداني كانوا يغضبون عليه لأنه صاحب الفرض الشهير المعروف بالـ Documentary Hypothesis والذي لا يعجب المحافظين ويريدون الكتاب المقدس تنزيل العزيز الحكيم. وعليه، ستجد فلهاوزن يؤرق مضجع الجميع.
ولكن له دراسة قيمة عن النبي محمد في المدينة بعنوان Muhammed in Medina: Das ist Vakidi's kitab Al-maghazi. قمت منذ سنين باستعارة الكتاب وحزنت أنه كان بالألمانية فقط وكنت أتمنى لو بالإنكليزية ولكن لأجل خاطر عيون فلهاوزن نتعلم الألماني ولو كنا على حافة القبر. على فكرة، الكتاب موجود لحسن الحظ على موقع جوجل للكتب وهو هنا:
http://books.google.com/books/pdf/Muhammed...IIVr46EhAl90pUY
لو واجهت صعوبة في تحميله أخبرني وسندبر طريقة في توصيله لك، لو تحب. وللعلم يا صديقي، لا يوجد مؤرخ عربي نزيه وقدير يكتب في هذه الحقبة إلا فيما ندر جداً ونحن لا زلنا نتعب ونبحث في أعمال نولدكة وفلهاوزن وهذه المجموعة اللامعة. طاب يومك جميلاً وأذهب للراحة حيث الآن الواحدة تقريباً بعد منتصف الليل. لو تريد أي كتب لـ فلهاوزن أخبرني وسأبحث في وسيلة لتوصيلها لك بشكل أو بآخر.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 11-15-2007, 09:12 AM بواسطة إبراهيم.)
|
|
11-15-2007, 08:51 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}