Array
عارف يا بهاء أيام الإنتخابات الرئاسية السابقة كنت مقيماً بإحدى الدول الأوروبية..
المهم كانت فترة تتميز بفوران عاطفي وحماس وإعتقاد خاطيء إننا على أعتاب مرحلة جديدة والفرصة متاحة لنقلة نوعية..

أكيد بتقول عليا عبيط...إستنى بقى لما تعرف عملت إيه..

المهم بعد قراءة متعمقة لبرنامج نور الإنتخابي، وقد كان برنامجاً محترماً وواقعياً، ونظراً لعدم قدرتي على الوجود على أرض الوطن لأشارك في ما تخيلته "لحظةً تاريخيةً نصنع فيها تاريخاً" عقدت العزم وركبت القطار من شمال البلاد حتى العاصمة..ثمانية ساعات يا مؤمن..

توجهت إلى السفارة المصرية لكي أحاول أن أدلي بصوتي كما جرت العادة في سفارات كل الدول المحترمة إبان الإنتخابات..أساساً أنا لم أشهد أي إنتخابات رئاسية طوال حياتي فاعتقدت إنه يسري عليها ما يسري على غيرها..

المهم دخلت السفارة...وطلبت من الحسناء الأوروبية التي تمنح فيز مصر للسائحين إن تدلني على مكان الإقتراع..نظرت لي بدهشة ثم طلبت مني الإنتظار..إلى أن ظهر إنسان كئيب بوش عكر وبدلة زيتي موديل 82 وقميص وردي.....
المهم
سألني "أستاذ مدحت" عن ما أريد..فقلت له :هو مش النهاردة فيه إنتخابات؟..
.فرد علي وهو ينظر لي بارتياب: إنتخابات إيه؟..
إنتخابات رياسية يا مدحت بيه..
تحولت ملامح وجهه إلى الدهشة وهو يقول لي : وإحنا مالنا يا إبني ديه في مصر...
فتسائلت: يعني ألا يحق للمصريين المغتربين الإقتراع في سفاراتهم كما يحق لسكان الأوروبيين...
وكأنه لم يسمع بشيء من هذا القبيل.
صدمني برفعه حاجبيه و كتفيه في إشارةٍ لا أفهمها إلى الأن وقال لي بقرف: معرفش...
إزاي متعرفش، حقي وللا مش حقي...
قالي معرفش وخلاص إن كنت تريد شيئا أخر فانتظر وإن كنت قد جئت كي تستظرف فياللا من هنا..
إتخنقت ورحلت سريعاً قبل أن أتهور لأني أساساً خلقي ضيق و إيدي طرشة وبصراحة مش عارف مدحت بيه ده بيشتغل إيه وما أبعاد أن أضربه على أرض السفارة.... وكانت أخر مرة أعتب فيها السفارة..
[/quote]
انا يومها صوتت لنور وعلي ما اذكر كتبت هنا عن التجربة ، بصراحة كان القفا جامد جداً لما اعتقل بعدها بايام ، ضربة بعرض الحائط لرايي وراي نصف مليون مصري غيري يرون ان نور احق بالرئاسة.
لكن الواحد اخد خبرة التجربة وعمل اللي عليه برضه.