Gkhawam
عضو متقدم
المشاركات: 331
الانضمام: Jun 2007
|
أسطورة العدل الإلهي
د. كامل النجار
أسطورة العدل الإلهي
منذ أن نشأ الإنسان البدائي على هذه الأرض عرف من تجاربه أن الرجل القوي يستحوذ على القدر الأكبر من كل شيء ويظلم الضعفاء. واستمر نفس المنوال في المجتمعات الإنسانية عندما ظهرت طبقات ملاك الأراضي والتجار الذين استغلوا وظلموا الأغلبية. وكنتيجة حتمية لهذه الظواهر اخترع الإنسان مفهوم "العدل" الذي يساوي بين جميع الأفراد في أي مجتمع إنساني. ولكن هذا المفهوم النظري الجميل ظل مفهوماً نظرياً يصعب تطبيقه في عالم الواقع. وظل الإنسان يتوق إليه. ولذلك عندما اخترع الإنسان منظومة الآلهة السماوية حبى بعضها بنعمة العدل الذي صعب عليه تطبيقه، وجعل من هؤلاء الآلهة العدول نصيراً للإنسان من ظلم الظواهر الطبيعية القاسية ومن ظلم البشر وبعض آلهة الشر. واخترع الإنسان الأساطير التي ينزل فيها إله الخير لينتقم من إله الشر وينصر المظلومين. ولكن مفهوم العدل ظل مطوياً في الأساطير والقصص ولم يتحقق في المجتمعات الإنسانية.
ثم جاءت الديانات التوحيدية الثلاث وادعت أن الله هو العدل ذاته وليس هناك عدلٌ مثل عدله. ولكن هذه الديانات ناقضت نفسها عندما قالت إن الله خلق الإنسان على صورته، أي صورة الله، ونفخ فيه من روحه. فإذا كان الإنسان قد خُلق في صورة الله العادل وروحه جزء من روح الله، كيف امتلأ العالم ظلماً وشراً؟ وقد حاول عدة فلاسفة تفسير هذا التناقض ولم ينجحوا، مما دعا "بيل" Bayle إلى القول عن الله:
1- إما أن يكون الله راغباً في إزالة الشر والظلم من هذا العالم، لكنه لا يستطيع
2- أو أنه يستطيع ذلك ولكنه غير راغب في إزالته
3- أو هو غير راغب وغير قادر على إزالته،
4- أو هو راغب وقادر.
فإذا كان الافتراض الأول هو الصحيح، فإن الله ضعيف ولا يجوز أن يكون إلهاً. وإذا كان الثاني، فأن الله حسود، ويحسد الإنسان على حياته ويرغب له أن يستمر في ظلمه. وهذا لا يتفق والإلوهية. وإذا كان الافتراض الثالث هو الصحيح، فإن الله حسود وضعيف، وبالتالي لا يصلح إلهاً. أما إذا كان الافتراض الرابع هو الصحيح، أي أن الله راغب في إزالة الشر وقادر على إزالته، فمن المستحيل وجود الشر والظلم بهذا العالم.) انتهى. ولكن بما أن الشر والظلم موجودان بالعالم، فلا بد أن يكون الظلم آتياً من روح الله الذي نفخ بعض هذه الروح في الإنسان الذي أصبح ظالماً. تقول سوزان نيمان (ربما يكون جمال الطبيعة وانضباط قوانينها شهادةً بحكمة الخالق، ولكن المخلوق الذي خُلق في صورة الخالق لا يعكس هذه الحكمة. فإذا تأملنا تاريخ الجنس البشري وظلمه نجد أن وصف الخالق بالحكمة والجمال يصبح وصفاً لا يمكن الدفاع عنه) (Evil in Modern Thought, p 95).
فإذا أخذنا الله في المفهوم الإسلامي نجد أنه يقول عن نفسه (وما خلقتُ الجنَ والإنسَ إلا ليعبدونِ) (الذاريات، 56). فإذاً السبب الأول والأخير في خلق الإنسان هو عبادة الله. والشخص الذي لا يعبد الله يكون قد تنكر لسبب وجوده في هذه الحياة، وسوف يعذبه الله عذاباً شديداً. ولو كان الله عادلاً لخلق الإنسان مبرمجاً لعبادته ما دام هذا هو السبب الرئيسي لخلقه وأنه سوف يُعذب إذا لم يعبد الله. ولكن نجد في القرآن عدة آيات تقول إن أكثر الناس الذين خلقهم الله لا يعبدونه:
1- (أفمن كان على بينةٍ من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماماً ورحمةً أؤلئك يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده فلا تك في مريةٍ منه إنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس لا يؤمنون) (هود، 17)
2- (واتبعتُ ملة آبائي إبراهيم وإسحق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون) (يوسف، 38)
3- (وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين) (يوسف، 103)
4- (ألمر تلك آيات الكتاب والذي أُنزل إليك من ربك الحق ولكن أكثر الناس لا يؤمنون) (الرعد، 1)
5- (ولقد فرقناه بينهم ليذّكروا فأبى أكثر الناس إلا كفورا ) (الفرقان، 50)
6- (ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين) (الصافات، 71)
7- (إنّ الساعة آتيةٌ لا ريب فيها ولكن أكثر الناس لا يؤمنون ) (غافر، 59)
وكان الله قد قرر حتى قبل أن يخلق الناس أنه سوف يملأ جهنم منهم ومن الجن كذلك، فقال:
1- (قال اخرج منها مذموماً مدحوراً لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين) (الأعراف، 18)
2- (ولو شاء ربك لجعل الناس أمةً واحدةً ولا يزالون مختلفين {118} إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجِنةِ والناس أجمعين {119}) (هود)
3- (ولو شئنا لاتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين) (السجدة، 13)
4- (لأملأن جهنم منك وممن يتبعك منهم أجمعين) (ص، 85)
فالله هنا يقول إنه لو شاء لخلق كل الناس على ملة واحدة لكنه خلقهم مختلفين حتى يبرر الكلمة التي سبقت منه "ليملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين". ويبدو أن السبب الرئيسي في خلقهم هو "ليختلفوا" كما قال في الآيات 118 و119 من سورة هود (ولذلك خلقهم) رغم أنه قال سابقاً إنه خلق الإنس والجن ليعبدوه، والآن يقول خلقهم ليختلفوا. وحتى لو تقاضينا عن هذا الاختلاف في سبب الخلق، هل يجوز لإله عادل بإمكانه أن يخلق الناس أمة واحدةً، أي على دينٍ واحدٍ، فيقلل من فرص الاختلاف والتناخر بينهم، أن يخلقهم مختلفين على عدة أديان حتى يبر بوعده أن يملأ جهنم منهم ومن الجن؟ وهل لو كان الإله عادلاً أكان من المعقول أن يستجيب إلى طلب إبليس الذي عصاه ورفض أن يسجد لآدم وقال لله إنه سوف يغوي عباده، هل كان من العدل أن يسمح له بالحياة حتى يغوي العباد الذين ما خلقهم الله إلا ليعبدوه؟ وهل من العدل أن يخلق الله الناس لسبب واحد، هو أن يعبدوه، ثم يعذبهم إذا لم يعبدوه؟ ماذا عن الناس الذين لو أُعطوا الخيار لطلبوا ألا يُخلقوا؟ والله قادر على أن يعطيهم الخيار قبل أن يخلقوا لأنه قال إنه قد أخذ كل ذرية آدم من ظهره وأخذ ميثاقهم ثم أعادهم إلى ظهره.
وهل من العدل أن يضل الله الناس ثم يعذبهم على ضلالهم، كما يقول في سورة الأنعام، الآية 125 (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصّعّد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون).
ويبدو كذلك أن الله يمكر كما يمكر المجرمون، بل أن مكره أشد من مكرهم. فهو يستدرج الذين لا يؤمنون بآياته ليرتكبوا الأخطاء ثم يعذبهم (والذين يكذبون بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون) (الأعراف، 182). الاستدراج محرّم في القوانين الوضعية لأنه يغري الإنسان بارتكاب الجريمة التي ربما لم يفكر فيها لولا أن أغراه بها شخصٌ أخر. ويسمون هذا الاستدراج Baiting أي طُعم، كالطعم الذي نضعه على سنارة صيد السمك لنغري به السمك، أو Entrapment أي الغواية. ولا يُعقل أن يكون الإنسان أكثر عدلاً من خالقه.
ثم هل يجوز للإله العادل أن يأخذ البريء بجريرة الظالم؟ وهو ما فعله الله مع قوم لوط، وعاد وثمود وغيرهم كثيرون، عندما دمّر كل القرية أو المدينة وقتل كل من فيها لأن أقلية منهم أتوا الفاحشة أو عقروا ناقة صالح؟ فما هو ذنب الأطفال في تلك المجتمعات المدمرة وهم لم يرتكبوا أي فاحشة ولم يشاركوا في عقر الناقة؟ وحتى لو كانوا قد شاركوا، ألا تقول كل القوانين الوضعية إن الطفل غير مسؤول عن أفعاله إلى أن يبلغ سن الرشد؟
ونحن نعرف الآن أن الظواهر الطبيعية من زلزال وبراكين لا يمكن أن تكون وسيلة ينتقم بها الخالق من مخلوقاته إذ أننا نعرف الآن كيف ولماذا تحدث. وقد تحدث في مناطق صحراوية أو جبيلية ليس بها مخلوقات يمكن أن يريد الخالق أن يعذبهم. ألا يلقي هذا ببعض الشك في نزاهة وعدل الإله الذي يزعم أنه دمّر بعض القرى بمن فيها بهذه الظواهر الطبيعية؟ هذه النقطة الأخيرة قد شغلت الفلاسفة الأوربيين عدة سنوات بعد الزلزال الكبير الذي أصاب مدينة برشلونة في اليوم الأول من نوفمبر عام 1755. وقد أعقبت الزلزال أمواج بحرية عاتية (تسونامي) كالتي ضربت إندونيسيا حديثاً. أدى ذلك الزلزال إلى موت آلاف الناس والحيوانات ودمر المنازل والميناء الذي كان يكتظ بالسفن التجارية. ووقتها كتب رجالات الدين المسيحي أن الزلزال كان عقاباً من الله انتقم به من المدينة التي أقامت محاكم التفتيش وشوهت سمعة المسيحية. وقال بعضهم أنه عقاب على الملايين من الهنود الحمر الذين قتلهم البرتغاليون في أمريكا الجنوبية. وبعض آخر قال إنه عقاب على التفسخ الخلقي الذي أصاب البرتغال وعاصمتها لشبونة. لكنهم عجزوا أن يفسروا كيف أن الزلزال دمّر عدة كنائس لكنه لم يمس أحد الشوارع بالمدينة وكانت به كل دور المومسات والمواخير.
أما ليبنز Leibniz الذي كان قد قسّم الشر إلى ثلاثة أقسام وسمى الأول: الشر الطبيعي Natural evil، وهو الآلام والعذابات التي يعانيها البشر في حياتهم. والقسم الثاني هو الشر الأخلاقي Moral evil وهو الجرائم التي يرتكبها البشر ويكون عقابها الشر الطبيعي. أما القسم الثالث فسماه الشر الغيبي أي الميتافيزيقي Metaphysical evil وهو التآكل الذي يصيب المواد التي صنع الله منها العالم. وتآكل هذه المواد هو الذي يحدث الزلازل والظواهر الطبيعية الأخرى، وبالتالي لا يمكن أن نلوم الله عليها. فإذا قبلنا بهذا الطرح من أن الشر الأخلاقي هو الجرائم التي نرتكبها، فهل يجوز لإله عادل أن يعاقبنا عليها في هذه الحياة بالشر الطبيعي ثم يعاقبنا في الآخرة بنار جهنم التي لا يخرج منها داخلها ولا يموت، وكلما نضجت جلودهم بدّلها الله بجلود جديدة؟
والمعروف في القوانين الوضعية أن العقاب يجب أن يناسب أو يلائم الجريمة، وكما يقولون بالإنكليزية Punishment must befit the crime، فهل يكون من العدل أن يعيش إنسان ما سبعين عاماً في هذه الحياة، منها خمس عشرة عاماً أو نحو ذلك وهو طفل غير مكلف، ويعصي الله بأن لا يعبده في بقية سنين عمره، ثم يعذبه الله عذاباً سرمدياً لا نهاية له مهما طال الزمن؟ هل هذا العقاب يلائم جريمة عدم عبادة الله على مدى خمسين عاماً؟ لماذا لا يعذبه الله خمسين عاما كالتي عصاه فيها؟
وبعض الجرائم التي يعذب الله عليها الإنسان عذاباً سرمدياً غير محددة. فمثلاً نجد (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا في الأرض ذلك خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم) (المائدة، 33). فالجريمة هنا غير محددة. كيف يحارب الإنسان الله. وما هو الفساد الذي يسعى إليه في الدنيا؟ وحتى لو حدد الفقهاء أنواع الفساد فالعقاب غير محدد بنوع الجريمة. فنجد بعضهم يُقتل وبعضهم يُصلب وبعضهم تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف وبعضهم ينفى في الأرض. فالذي يُنفي في الأرض أقل عقاباً من الذي يُصلب أو تقطع يده ورجله من خلاف، مع أن الجريمة واحدة وهي محاربة الله ورسوله. وكل هذا في الدنيا فقط ولهم في الآخرة عذاب عظيم. هل من العدل أن يُعاقب الإنسان مرتين على نفس الجريمة؟
ثم هناك من الأحاديث عن العذاب ما يشيب له الولدان. فمثلاً هناك حديث يقول: ((ً مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِحَائِطٍ أَيْ بُسْتَانٍ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ أَوْ مَكَّةَ, فَسَمِعَ صَوْتَ إنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ فِي قُبُورِهِمَا, فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: يُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ, ثُمَّ قَالَ: بَلَى, كَانَ أَحَدُهُمَا لَا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ, وَكَانَ الْآخَرُ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ, ثُمَّ دَعَا بِجَرِيدَةٍ فَكَسَرَهَا كَسْرَتَيْنِ, فَوَضَعَ عَلَى كُلِّ قَبْرٍ مِنْهُمَا كِسْرَةً, فَقِيلَ: لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ; لِمَ فَعَلْت هَذَا؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: لَعَلَّهُ يُخَفِّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ تَيْبَسَا ) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.وَعَلَّقَ ابْنُ حَجَرٍ عَلَى الْحَدِيثِ بِقَوْلِهِ: لَا يَسْتَتِرُ فِي أَكْثَرِ الرِّوَايَاتِ بِتائين: الْأُولَى مَفْتُوحَةٌ وَالثَّانِيَةُ مَكْسُورَةٌ.وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ عَسَاكِرَ: يَسْتَبْرِئُ بِمُوَحَّدَةٍ سَاكِنَةٍ مِنْ الِاسْتِبْرَاءِ)) انتهى.
فسواء أكانت الجريمة أنه لم يستتر من بوله أو لم يستبر منه، هل تتطلب هذه الجريمة البسيطة، إن كانت جريمة، أن يُعذب الإنسان في قبره عذاباً مهينا وسرمدياً حتى يسمع النبي أناته وهو يبكي تحت سياط منكر ونكير؟ هل تنبئ مثل هذه الأحاديث بأي ثقة في العدل الإلهي الذي يعاقب أتفه الهفوات بمثل هذا العقاب؟
وإذا نظرنا إلى مصير الأطفال في الأحاديث فسوف نجد العجاب. فقد روى ابن هشام في سيرته (قال ابن إسحاق : ثم خرج حتى إذا كان بعرْق الظَّبْية قُتل عُقبة ابن أبي مُعَيْط. والذي أسر عُقبة : عبدُ الله بن سلمة أحد بني العَجْلان. قال ابن إسحاق : فقال عُقبة حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله : فمن للصبية يا محمد؟ قال : النار ) (ابن هشام، ج3، ص 194)
(وعنه عليه السلام قال: يؤتى يوم القيامة بأطفال ليس لهم رؤوس فيقول الله تعالى: من أنتم فيقولون: نحن المظلومون فيقول: من ظلمكم فيقولون: آباؤنا كانوا يأتون الذكران من العالمين فألقونا في الأدبار فيقول الله تعالى: سوقوهم إلى النار واكتبوا على جباههم آيسين من رحمة الله.) (الحاوي للفتاوى للإمام السيوطي، ج2، كتاب الآداب والرقائق)
فالإله الذي يدخل الأطفال النار لأن أباهم حارب النبي في بدر، والإله الذي يخلق أطفالاً بلا رؤوس ويدخلهم جهنم وهم يائسين من رحمتة لأن آباءهم جامعوا رجالاً في الدبر وقذفوا منيهم فيه، يكون إلهاً عادلاً بمفهوم العدل الذي تعارف عليه الناس؟
ليس هناك أدنى شك أن إله الإسلام الذي صوروه في شكل رجل له يدان ورجلان ويجلس على عرشه الذي يحمله ثمانية من الملائكة، إله لا يعرف العدل الذي تعارف عليه البشر. وإذا ادعى أي مسلم أنّ إلهه عادل فلا بد أن يكون عدلاً إلهياً غير الذي نعرفه.
ولهذه الأسباب أعلن بعض الفلاسفة مثل هيجل موت الله بينما قال أخرون مثل جان جاك روسو أن الله رحيم ولكنا لا نحتاجه ولا نحتاج رحمته. أما إنجلز فقد قال (حتى الآن كان السؤال: ماهو الله؟ وقد أجابت الفلسفة الألمانية عليه بالآتي: الله هو الإنسان. وبعد أن فهم الإنسان هذه الحقيقة فعليه أن ينظم العالم بطريقة إنسانية تخدم مصالحه.) وقال كذلك (الجنس البشري لا يمكن أن يتحرر حتى يأخذ لنفسه السلطة التي أعطاها هو لله) (الشر في الفكر الحديث، سوسن نيمان، ص 106). وعليه سوف تظل فكرة العدل الإلهي أسطورة لأن الإله هو الإنسان والإنسان لم يستطع حتى الآن أن يمارس العدل في حياته.
|
|
10-23-2007, 08:41 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}