هذا خبر - مع خبر اخر عن ضرب زوج لزوجته لأنها صنعت له شوربة العدس - نشرا في صحيفة واحدة لصحفية شابة واحدة في يومين متتاليين ، وتلك الصحيفة صحيفة تشبه الصحف الصفراء تعتمد على الإثارة ، وأحيانا اختلاق الأكاذيب ، وهي موجهة – أي الصحيفة – لفئة الشباب ..
الخبران إن كانا صحيحان فصحتهما لا تعني في صحة الدوافع المبالغ فيها والتي لا تدخل عقل إنسان لديه فهم ولو بسيط ، ومن يصدق خبر طريف وغريب في دوافعه مثل هذا فعليه إن يراجع عقله الناقد لأنه يعاني من مشكلة ما ..
لو تجاوزنا واعتبرنا الخبرين صحيحين فبكل تأكيد ان الزوج لم يطلق زوجته من اجل أنها تشاهد الرجال على التلفزيون ، ولا الرجل الآخر ضربها لأنها صنعت له شوربة العدس ، فقد تكون تلك الأسباب هي الأسباب الأخيرة و القشة التي قصمت ظهر البعير - كما يقال - ، أي انه قد تكون هناك الكثير من المشاكل والترسبات والمشاحنات بين الزوجين التي انفجرت فجأة أخيرا في ذلك الموقف الغريب .. أي انه قد تكون الزوجة تراسل رجالا في القنوات الفضائية ، أو أنها تتابع القنوات مهملة شئون بيتها وغيرها من الأسباب الموضوعية التي تجعل زوجها ينفجر في وجهها فجأة بعد إن نفذ صبره .
في مثل هذه الأخبار الغريبة والطريفة أين الخلل ؟! .. الخلل في من يصدق بها كما هي - لأنها تتناول الشعب السعودي - ، ثم بعد ذلك يقوم بإسقاط عقد نقصه لممارسة شماتة وسخرية مريضة تدل على ذهنيته البائسة .
مثل هذه الأخبار تكثر في العربية نت - التي تتبعها - من الصحف وتنشرها في موقعها .. وهي أخبار غريبة غرابتها تكمن في كيفية حصلت عليها العربية نت ، او لماذا افردت لها مكانا !..
مع ملاحظة ان العربية نت لا تشير بإخبارها الطريفة ، والغريبة هذه للسعودية فقط بل كثيرا ما تأتي بأخبار تتعلق لدول عربية وأجنبية أخرى ، لكن الغريب إن لا احد من النشطاء في النسخ واللصق الذين ينقلون مثل هذه الأخبار ينقلها ها هنا ، إلا أذا كان الأمر يتعلق بكل ما هو سعودي ..
هذه نماذج لهذه النوعية من الأخبار ، وهي أخبار أخذت من نفس الموقع في الصفحات الخمسة الأولى فقط :
من تداعيات فتوى "إرضاع الكبير"
جزائري يهدد زوجته بالطلاق إن لم "تُرضع" رفيقه لإمضاء رمضان معاً
http://www.alarabiya.net/articles/2007/09/23/39476.html
أصبحت كابوسا مزعجا لكثير من الرجال
البكارة الاصطناعية.. ملاذ لتونسيات فقدن عذريتهن قبل الزواج
http://www.alarabiya.net/articles/2007/09/04/38670.html
عثرت في مخبئه على رسائل حب إلى "شقيقتي الصغيرة البقرة"
توقيف تايلندي بتهمة اغتصاب "نساء وأبقار وأشجار موز"
http://www.alarabiya.net/articles/2007/08/29/38434.html
لم تفلت منه إلا بتدخل الشرطة
المغنية مروى تتعرض للتحرش الجنسي في حفل عام بالإسكندرية
http://www.alarabiya.net/articles/2007/08/19/38026.html
مطرانية المحلة تؤكد أنها تحاول تهدئة الناس لكنها تخشى التهاب المشاعر
اختفاء فتاة مسيحية يثير التوتر بمحافظة مصرية وأبوها يتهم منقبة بخطفها
http://www.alarabiya.net/articles/2007/08/17/37967.html
صحيفة اعتبرت الحادث استمرارا لمسلسل التعذيب في أقسام الشرطة
سحل وضرب مصري حتى الموت لإرغام شقيقه على تسليم نفسه للأمن
http://www.alarabiya.net/articles/2007/08/03/37433.html
حكم عليها بسبع سنوات ونصف
سبعينية أردنية تقتل ابنتها بالفأس لإنجابها طفلا غير شرعي
http://www.alarabiya.net/articles/2007/06/26/35912.html
فما الذي يجعل هذه الإخبار حالات شاذة بالنسبة لمجتمعاتها في حين انه يجري التعميم والسخرية المريضة التي يمارسها البعض إذا ما أشارت لحالات شاذة ( هذه إذا كانت صحيحة ) في المجتمع السعودي ؟! ..
الغريب في هذا الموضوع وامثاله مما يتناول اخبارا سعودية هو الرغبة المريضة في السخرية والاستهزاء والشماتة في حين ان النوادر التي تأتي من بعض المجتمعات اشد وأكثر سخرية واصطداما مع العقل والمنطق !.. و الأمر الغريب الثاني هو في تصديق الكثير من أصحاب هذا التوجه الخفيف بهذه الأخبار بدون محاولة تقليبها في عقولهم ، أو محاولة نقد الخبر وقراءة ما بين السطور لمعرفة هل الخبر صحيح أم لا ، أو على الأقل في عدم اعتباره خبر ونبأ شاذ ، وبدلا من ذلك لجوؤهم إلى الشماتة والاستظراف الخفيف الذي يدل على عقول خفيفة ومريضة - في نفس الوقت - .
عزيزي النقي إبراهيم ، صباح الخير يا عسل (f)
مشاعرك صادقة تدل على معدن نقي ، ونفس متسامحة ، وصدقني أنني قابلت الكثير من المصريين الطيبين الذين لهم مشاعر مثل مشاعرك ، الشخصية المصرية بوجه عام طيبة وغير حقودة وأنت خير معبر عنها ، ولا تأخذ ( ولا تواخذ ) البعض على كلامهم فهو يفسر التسامح والوفاء وحفظ العهد وصون العشرة – الذي تتمتع به - بمنطق مادي عنوانه الفلوس والقرش لذلك سوف يصفك بوصف ساخر ومضحك بأنك تفتقد للكرامة ! .. أنها أخلاق ناس يا سيدي ، والناس أجناس كما يقول المثل .
إشارتك لقناة العربية صحيحة ولا غبار عليها ، وتفسيري لها هو ، الرغبة من علية القوم - أي من الأمراء والمقربين منهم - الذين يمتلكون هذه القنوات الفضائية في استهداف المجتمع السعودي والتشنيع عليه بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر في محاولة لتغيير هذا المجتمع المغضوب عليه أمريكيا بما يوافق مصالحهم وتوجهاتهم ، فمثل هذه الأخبار - رغم إن بعضها صحيح يشير لمشكلات ينبغي مواجهتها تتعلق بالمجتمع - ليس توجه قناة العربية فقط بل يمكن ملاحظته في الكثير من القنوات التي يمتلكها أولئك القوم ، مع ملاحظة انه لا يمكن الإشارة لأي خبر في هذه المواقع عن أي أمير أو شخص متنفذ والحديث عن مباذله وسيئاته – التي تملأ أحيانا الصحف العالمية – او اخبار الفقر والعوز والفجوة بين الطبقات الذي بدأ يدب في المجتمع السعودي وهو اغلب المشاكل السلبية التي يمكن ان تلاحظ .. أي ان الظواهر والممارسات المشنع عليها هي ظواهر وممارسات اجتماعية ، ولا يتم ممارسة هذا النوع من التشنيع على الأمور السياسية والاقتصادية والأمنية التي تثير الانتقاد أو التوجس .
ورغم ذلك فتظل هذه الأخبار - ان كانت صحيحة وغير مكذوبة - حوادث فردية تماما تحدث من أشخاص مأزومين لا تعني شيئا سوى في أذهان من يقراها بلغة مريضة تدل عليه .