Array
الإسلام كمعتقد ، مثله مثل المسيحية مثل اليهودية ، لايخلو ولا يخلو غيرها من الغيبيات ما لم يصدقه عقل ، بل يبدو الاسلام أحياناً من هذه الناحية أقل خرافياً ـ حتى لا أستعمل مصطلح أكثر عقلانية ــ من غيره من الاديان
[/quote]


قد لا تكون الخرافات في الاسلام هي السبب الذي أدى على تخلف المجتمعات المسلمة، و لكن قد يكون السبب هو وجود الشريعة الاسلامية. الشريعة الاسلامية فيها من التفصيل ما يكفي لتحريم و تكفير الكثير من الامور التي تؤدي بالمجتمع الى النهوض و التحرر، بينما في المسيحية مثلا، و بالرغم من كثرة خرافاتها و خزعبلاتها، هناك تنديد بالتشريع، فالمسيح نفسه لخص الشريعة اليهودية كلها (سواء كان تلخيصه دقيقا ام لا) بمحبة اللـه و محبة القريب، و هو نفسه ناقض الشريعة و نصوصها و ندد بها، فقام بأفعال تعارض يوم السبت، و اجتمع مع منبوذي المجتمع، و بعد موت المسيح النصوص البولسية أيضا نددت بالشريعة و أحكامها بالرغم من الجدل الكبير (بخصوص أمور مثل الختان و أكل لحوم الذبائح الوثنية، الخ). هذا الأمر فطن إليه في القرون الوسطى الراهب مارتن لوثر، حيث قام بثورة لاهوتية على الكنيسة التي عادت الى انشاء شريعة جديدة على مر السنين، بما يتعارض مع روح الرسالة المسيحية كما رآها مارتن لوثر.

اذن قد يكون السبب في تقدم الغرب هو عدم وجود شريعة مفصلة تعرقل انجازاته.

على فكرة، اليهود لا يعانون من نفس المشكلة بسبب عجز المتشددين اليهود عن التأثير على العلمانيين في اسرائيل. هناك من الحاخامات من يدعون الى حكم الشريعة اليهودية، بل هناك من الجماعات من ينادون الى قلب النظام الديمقراطي و المناداة بتنصيب ملك يهودي يكون خليفة لداود و سليمان، لكن الصهاينة المؤسسين للدولة اليهودية غلبت عليهم العقلية العلمانية التي عاشوها في اوروبا و أنشأوا دولة على غرارها، حيث كانت اليهودية لهم قومية أكثر مما هي دين و شريعة.

عزيزي لوجيكال

ربطنا للخرافات في هذا الموضوع جاء على خلفية الأسس التي قام عليها هذا الموضوع، وليس على الحوار فيما بعده.

نعود لنقطة الثقافة والنص التي ناقشتموها أنت والأخ بهجت

يقول أحد المفكرين ، أن حضارة الإغريق هي حضارة العقل ، وحضارة الفراعنة هي حضارة ما بعد الموت، وحضارة الإسلام هي " حضارة النص" ، وهو لم يخطئ بهذا التوصيف ، فالإغريق هم منبت الفلاسفة ، والفراعنة كل ما عملوه وما وجدناه من أثار هو اهتمامهم لما بعد الموت فشيدوا الأهرامات والمقابر والتحنيط و......

أما المسلمين ، فجل إنتاجهم تركز على النص بشقيه القرآني والسنة ، لذا فربما أخالف الأستاذ بهجت ولو جزئياً عندما يقول أن الثقافة هي التي تقرأ النص لأقول أن الارتباط بين النص والثقافة هي عملية أعقد بكثير ، وهي عملية تبادلية ، تشبه الانتروبي ، أو تصميم دوائر التضخيم الالكترونية ، حيث دوماً من أجل الاستقرار نحتاج الي " تغذية خلفية" ، أي أن جزء من الناتج يتحول الي مُدخل من جديد ، كمية التغذية الخلفية هي التي تحدد بالتالي قدرة التكبير/ التضخيم/ التقدم ، وأرى أن في الحضارة الإسلامية التي تعتمد في جلها على النص ، أن النص هو العامل الأكبر في إنتاج الثقافة ، مع وجود عوامل أخرى ، ففي أزمان التقدم يكون المكون النصي داخل الثقافة/ الحضارة ذو تأثير قليل ، وفي حالات التردي يكون المكون النصي ذو تأثير أكبر

تطرقت عزيزي الي تأثير التشريع ، وأنا أوافقك في هذا ، فالإسلام توسع في التشريع أكثر من غيره من الأديان ولكن .

طريقة قراءة ثقافتنا هي التي تعطي للتشريع تغلغله من عدمه ، وهنا ندخل السنة ، وندخل معها طريقة قراءة النص القرآني ( التفسير) ، وربما ندخل قدسية التفسير وقدسية مجموعة الأشخاص الذين نقلوا السنة ، ثم أن مجمل التراث الحضاري يُستخدم الآن كمصدر للتشريع بحيث أصبحت له قدسية تكاد أن تطال قدسية النص القرآني ، بل في أحيان كثيرة ومن الواقع أن لهذا التراث قدسية أعلى من قدسية النص القرآني

في النص ، وثقافة النص ، نجد أن ليس هناك إجماع ، بل نجد اتجاهات متعاكسة ، وكل اتجاه يأخذ شرعيته من النص ، فهذا النص ، هو مطاط بحيث تُفسِر به الشئ وضده ، والأمر لا يعدو عن كونه هو في طريقة قراءة النص ، فمثلاً ربما يصل أحدنا الي مصاف دول مثل سويسرا والسويد ، وبالوقت نفسه يصل الأخر الي دولة بحيث تبدو طالبان دولة متقدمة عليها ، هنا في هذه الحالة أكون بصف الأخ بهجت من أن الثقافة هي التي تقرأ النص

لوجيكال :97:
Array
بهجت
ما هي رؤيتك لطبيعة النصوص المسيحية، بالمقارنة مع النصوص الاسلامية؟ هل ترى أن أحدها أسوأ من الآخر مثلا في امور مثل العنف و التسالم، التقدم العلمي و التخلف العلمي، الخ؟ أم أنك ترى أن كلا النصين متساويين؟ يعني مثلا أنا لا أتصور أنه بإمكاني أن أقرأ نص كتاب "كفاحي" (تأليف هتلر) و أن أستقي منه دوافعا للسلم و المحبة و المساواة بين البشر. نعم ثقافتي هي التي تؤثر على تفسيري لنص الكتاب، و لكن النص نفسه يضع حدودا لا يمكنني أن أتخطاها.
[/quote]
أريد أن أؤكد أن الأديان البشرية الكبرى مثل المسيحية و بالأخص الإسلام ليست كلا واحدا بل كل منها مكون من مجموعة متنوعة و أحيانا متناقضة من التقاليد الثقافية التي تشكلت نتيجة تفاعل ثقافات متعددة و خلال فترات زمنية طويلة ، أضيف أيضا أن الإسلام السني يختلف عن المسيحية و الإسلام الشيعي الإمامي بعدم وجود هياكل لسلطات دينية عليا ، و بالتالي سنجد أن وحدته الأساسية هو الفرد و ليس الكنيسة أو الحوزة العلمية ،و هو بالتالي يتميز بالتنوع البالغ و المرونة كما أنه يتسع ليعبر عن مصالح مختلفة إلى حد التناقض ، نتيجة ذلك كله ستجد أننا لا يمكننا أن نتحدث و بثقة عن إسلام واحد أو مسيحية واحدة ، بل هناك نماذج متصارعة يسعى كل منها للتعبير عن الأديان الرئيسية كالمسيحية و الإسلام ، ففي المسيحية هناك الكنائس الكبرى الرومانية و الأرثوذكسية و الكنائس البروتسانتية المستقلة ، كذلك في الإسلام هناك الشيعة الإمامية و الإسماعيلية ، و هناك تاريخيا أيضا نماذج سنية متعددة إختفى الكثير منها مثل الخوارج – باستثناء الأباضية - و المعتزلة و أهمها الآن النموذج الوهابي السلفي ، و النموذج الآخير يكاد يحتكر حاليا التعبير عن الإسلام السني وهذا ما يعطي انطباعا خاطئا أن الوهابية السلفية كانت تاريخيا المعبر الحصري عن الفكر السني ، هذا النموذج الوهابي صعد سريعا من كونه مجرد مذهب منعزل في نجد إلى صدارة العالم السني ،و كان هذا الصعود على حساب النماذج السنية الأكثر إعتدالا كالنموذج الأزهري المصري بسبب الدعم المتبادل بين السلطة السعودية الغنية و الوهابية .
هذا التنوع في النماذج لنفس الدين ليس مجرد إجتهاد تنظيري بل حقيقة تؤكدها التجربة التاريخية ، فالمسيحية التي تقودها الآن النماذج الليبرالية المسالمة في الغرب ، هي ذاتها المسيحية التي ألهمت الحروب الصليبية و الحروب الدينية و أيضا حروب النهب الإستعماري لسنوات طويلة ، إن الثقافة الغربية المتسمة بالعنف و التعصب خلال العصور الوسيطة وضعت السيف في يد يسوع الناصري و حرقت النساء البائسات كساحرات و كانت تفتش عن الضمائر في محاكم التفتيش ، كل ذلك تم بإسم الرب المخلص الذي ينشر السلام الآن دون سواه .
إن الثقافة العنيفة كانت دائما قادرة على إلباس النجار الناصري درعا و أن تضع السيف في يده و أن تكلله تاجا من جماجم الضحايا و ليس من الشوك ، في نفس تلك العصور استطاع فقهاء المسلمين المرفهين التغاضي عن سماع كل صيحات القتال في القرآن و أن يجدوا فيه قواعدا لإقامة نظام الملة العثماني الشهير حيث تتعايش الأديان و المذاهب في سلام ، إنه من السهولة دائما على رجال الدين استبدال أغصان الزيتون بآلات الحرب الباترة و أيضا العكس تماما و بمهارة فائقة تخجل أمهر الحواة ، فبهذا يكسبون قوتهم و يحصلون على سيارات المرسيدس الفارهة .

Array
بهجت .
1- هل هذا يعني أنك تنكر تأثير النص الديني على الثقافة؟ أم أنك قصدت أن التأثير يأتي من الثقافة على النص بالغالب و ليس بشكل كامل؟

[/quote]
إن الموروث الديني يتفاعل مع غيره عناصر متعددة خاصة علاقات الإنتاج و العوامل الإقتصادية في تشكيل الثقافة ، و لكنه لن يكون غالبا مهيمنا .
و كي أوضح هذه الفكرة بشكل أكبر ، أقول دعنا ننظر للكون خلال ثوابت العقل الهندي مثلا ، سنجد أنه يدمج أفراد الناس في الكون العظيم ، الذي يفرز الأفراد و يبتلعهم كأنهم الموج يظهر و يختفي على سطح المحيط ، إن هذه النظرة الإندماجية هي من ثوابت العقل الهندي ، فلو فرضنا أن مجتمعا هنديا نشأ على تلك الثقافة و اعتنق الإسلام لسبب أو آخر ، فلن تتغير نظرته وسيفهم النص الديني من خلال ثقافته تلك . هل تراني مبالغا ؟. حسنا أليس هذا ما حدث تماما ، و نشأت طائفة السيخ نتيجة قراءة المتغير العقدي خلال الثابت الثقافي .
ما رأيك الآن يا صديقي في أن الثوابت الثقافية هي التي تعيد قراءة النصوص ، و تشكلها وفقا لأنمطاها و نماذجها و ليس العكس !.
أحب هنا أيضا أن أكرر القول أني لا أقلل من خطورة الأصولية الإسلامية السائدة – خاصة على المسلمين أنفسهم - بل لن أتوقف عن نقدها كأكثر المزالق الثقافية في تاريخ العالم المعاصر .

:thumbup:السلام عليكم

بما انكم تطرقتم "للفسوه" فلا بد ان اذكر نوع يسمى "السميسمي" وهي الفسوة بدون صوت ولكن برائحة نتنه.

بالنسبة لموضوع المجانيييييين.......
يا استاذي العزيز لكل قاعدة شواذ.....وليس هنالك احد معصوم عن الخطأ........ لماذا ان اخطأ المسلم او العربي بشكل عام عمم الموضوع على الامة كلها......... بينما غيرنا ان اخطا ينسى خطأه ويتجاهل لأنه انسان ويخطىء.

انتم اساتذه وتفقونني ثقافة وعلما وسنا......... اجعلوا نظرتكم اوسع...........
لماذا لا تذكر محاسن امتنا؟ وكل التركيز على الاخطاء الشخصية؟
تريد ان تقنعني بأنه ليس هنالك ما هو جيد بهذه الامة؟

كبر عقلك عميييييييييييييييييييييي


:Asmurf:

توارد إلى ذهني وانا اطالع الردود الأخيرة " منذ دخول السيد بهجت" ، جملة كان يرددها والدي كلما اكتشف انه قد وقع ضحية لعملية غش من تاجر، او نفاق من احد الجيران، كان يقول دائما وهو يصب جام غضبه على من يدعون انهم مسلمين وأنهم يتحلون باخلاق الإسلام : " يا عمي، فيه إسلام، بس مسلمين ما بيه"، وهو في ساعة غضبه تلك، أخرج كل أهل بلدتنا من الملة .

المهم، ما أردت قوله، أن غضب والدي ربما جعله لا يزن العبارة جيدا، كما أراها من وجهة نظري،

أنا أرى أن " المسلمين كثر، لكن الإسلام قليل، أو غريب، "

أنا أعزائي أرى أنكم جميعا ربما ظلمتم الإسلام، ولم تعطوه حقه، وأتمنى من كل من يريد الحديث عن الإسلام، أن يبعد عن مخيلته أي شخص يعتبر نفسه ممثلا للإسلام، ومتحدثا باسمه .

" الحق لا يقاس على الرجال، الرجال يقاسون على الحق ".

نحن عندما نصنف المسلمين اليوم، ندرك ما نحن فيه، الإسلام بدأ برجل، ووصل إلينا الآن بجماعات متشرذمة ما أنزل الله بها من سلطان .

ليس شرطا أن يكون الإسلام دينا متخلفا، أو دعوة تأخذ أتباعها إلى ذيل القافلة، بمجرد أن أتباعها الآن هم فعلا في ذيل القافلة.

لا يمكن المقارنة بين الشريعة الإسلامية والديانات الأخرى، وهذه جدلية عويصة، المسلمين منذ النشاة يعتقدون أن هذا الدين جاء ليستمر ويقود البشر إلى نهاية الحياة، أما الديانات الأخرى فهي ديانات جاءت موقوتة لفترات محددة، لذلك هي لا تصلح لأن تكون شرائع تبني أمما وتنظم جماعات .

عزيزي faw:97:
يسعدني أن ذكرتك بوالدك .
رغم هذا فلست أرى أن النماذج الحالية للمذاهب الإسلامية لا تعبر عن الإسلام الحقيقي ، بل على العكس تماما أراها كلها تعبر عن الإسلام بقدر إعتقاد المسلمين فيها ،ولو إعتمد إنسان ما نموذجا بعينه كالشيعة الإمامية أو الأباضية أو الوهابية كمعبر عن حقيقة الإسلام فهو في ذلك يعبر عن ثقافته و معتقداته هو و ليس عن الإسلام ، فالإسلام كأي دين عالمي آخر ليس شيئا محددا واحدا - كما شرحت فكرتي من قبل - بل هو مجموعة متناقضة من التقاليد و الممارسات الثقافية ، و رغم تناقض هذه الممارسات فلا أقر إقصاء أي منها كمروق عن الدين و أن متبعيها هم الفئة الضالة ، فهذا ما فعله المسلمون طوال تاريخهم و قادهم ذلك إلى صراعات مذهبية و طائفية لا نهاية لها ، و كثيرا ما تحولت تلك الصراعات إلى الحروب الدموية كما حدث أثناء الفتنة الكبرى و تمرد الخوارج الحشاشين و الصراع الطائفي في العراق بين الشيعة و السنة.
إن انتصار نموذج ما في فترة تاريخية بعينها لا يعني أن هذا النموذج أصدق تمثيلا للإسلام من غيره ،و لكن يكون ذلك بسبب سيطرة ثقافة على غيرها و قدرتها على فرض قرائتها للعقيدة ، وهذا يتحقق الآن للوهابية كمذهب مهيمن على الفكر السني بسبب الدعم المالي لحكام السعودية .

بالأصح

لماذا يبدوا العرب بصفة عامة كالمجانين امام العالم ؟؟