شهاب الدمشقي
مندس ..
    
المشاركات: 1,114
الانضمام: Jun 2002
|
علماء بهيئة سائقين
مقال طريف جدا يحكي واقع سائقي التكاسي في سورية .. بقلم لقمان ديركي .. رغم أني شخصيا استثقلت ظله قليلا بعد مشاهدتي لبرنامج (نيران صديقة= الكاميرة الخفية بصيغة سمجة) الذي اعده في رمضان ! ..
ما علينا .. اترككم مع مقاله :
علماء بهيئة سائقين
لم أجد في العالم كله من يشبه سائق التاكسي السوري، فهو كل شيء.. بروفيسور.. دكتور.. أستاذ.. باستثناء “شوفير”. فما أن تطأ مقعدتك مقعدَ التاكسي حتى يبادرك “الشوفير” بالقول “الله وكيلك ما بعرف الطريق.. دلني” وهو ينتظر مني أن أسأله “ليش ما بتعرف الطريق؟” ليجيب قبل أن تنهي سؤالك بتنهيدة وجملة حزينة “أنا مو شغلتي شوفير.. أنا أستاذ جامعة.. بس الظروف والرواتب.. أنت بتعرف”. وهكذا صعدت مع مهندسين وأطباء وأساتذة وعلماء ذرة ولكن بهيئة “شوفيرية”، ولكن سيكولوجيا
الشوفير تفوق ما ذكرت هولاً، فالشوفير يعتبر نفسه من أفهم الناس وأكثرهم فهلوية وذكاء، وهو يعتبر كلَّ رجل يصعد معه مشبوهاً حتى يثبت العكس، وكل امرأة مشبوهة حتى لو أثبتت العكس، كما أنه يصرُّ على سماع المسجلة بصوت عالٍ، فإذا أبديت إعجابك بالشريط الموسيقي هزَّ رأسه إعجاباً باختلافه عن عامة الشعب وذوقهم المنحط، وحدَّثك طوال المشوار عن علاقته القديمة بالموسيقا. أما إذا تجرَّأت وطلبت منه تغيير الشريط، فإنه يبادر مباشرة إلى اتهام شريكه في الوردية الأخرى للتاكسي “الله وكيلك ما بعرف من وين يبجيب هالأغاني”، ثم يتابع فصلاً من النميمة ضدَّ شريكه “عالم الذرة” السائق الآخر حتى تصل إلى مشوارك ورأسك مليء بسيرة حياة سائق لا تعرف حتى شكله.
مرة صعدنا مع سائق فهلوي، وكان شعري طويلاً جداً، فما كان من الشوفير إلا وأن أدخل أنفه وسأل أصدقائي عني: “شو.. الأخ أجنبي؟”. تغامزنا وأجابوه: “نعم.. إيطالي.. بس الله وكيلك هلكنا.. ما في أغلظ منه”. هنا ابتسم الشوفير خبير اللغات بتعالٍ، وسألهم إذا كنتُ أعرف العربية، فأجابوه: “جحش.. ما بيعرف ولا كلمة”، ابتسم الشوفير ابتسامة أعرض وقال: “شوفوا شو بدي أعمل لكم فيه لها الإيطالي”. وبدأت ملحمة من الذكاء وخفة الدم والشطارة من الصعب نسيانها.
التفت السائق خبير اللغات وقال لي: “هاو آر يو؟!”، فقلت له: “غود.. فيري غود”.. ابتسم وقال لأصدقائي: “لسّه ما شفتوا شي”، ثم التفت إلي وقال: “سيريا غود يا جحش؟”. فابتسمت وقلت: “غود.. فيري نايس”، ضحك أصدقائي بعنف، فتحمَّس الخبير السياحي "السائق" وقال لي: “يو آر هابي يا حيوان؟!”. قلت: “يس”، وسالت الدموع من أعين الشباب من الضحك بينما كان السائق مبتسماً ومزهواً بخفة دمه وذكائه، وتابع مشيراً بيده وفمه دلائل امتداحي: “يو أر كديش.. بغل.. فيري غود”، فقلت له: “تانك يو”. وانفجرت السيارة من الضحك، ازدادت حماسة الوزير السائق فقال لي: “يو آر فيري نايس.. يو آر.. حمار معبَّى ببنطلون”، ولم يمنع نفسه من الضحك في نهاية الجملة بينما كان الشباب قد أضحوا في غيبوبة من القهقهة، ووصلنا.. فصمت الجميع مانعين أنفسهم من الضحك بينما كان الشوفير يتابع مآثره الكوميدية، فبادرته وبالعربية: “أديش بدّك يا جحش يا زبالة يا بلّوعة؟!”، امتقع وجه الشوفير كأنه وزير قد خُلع من منصبه للتو، فتابعتُ بسادية: “ما قلت يا ألف حمار عم بيعلفوا سوا أديش بدك؟!”، نظر الوزير المخلوع إلى الكتلة الشبابية الجالسة في سيارته وقال بصوت مخنوق: “ما بدي شي.. بخعتوني”. ولم تمضِ أيام حتى صعدنا أنا وصديقي الفنان التشكيلي “أحمد معلا” في تاكسي أخرى، ولكن بعد معاناة، فالتكاسي لا تتوقف إلا للخليجيين في فصل الصيف، لذلك وقفنا عند إشارة المرور وبمجرد وقوف السيارات حدثت سائقاً باللهجة الخليجية، فبشّ في وجهي بعد أن كان متجِّهماً وصعدنا. جلست في الأمام وجلس “أحمد” في الخلف، وقلت للسائق: “نبغي نروح على دمّر ياخوي”، قال السائق المحبِّ للوحدة العربية: “أهلين بإخواننا العرب..من وين حضرتكم بلا صغرة؟!”، قلت: “من الكويت يا خوي”، فانفرجت أساريره وهو يتخيَّل الدينار الكويتي الذي يساوي 170 ليرة عداً ونقداً. نظر “أحمد” إلى العداد وقال لي بلهجة كويتية: “شنو هذا؟!”، فقلت له: “هاذا عدَّاد.. كلما تمشي السيارة يزيد عدد الفلوس اللي لازم ندفعها”. وبالطبع فإن العداد يظهر المبلغ المطلوب بالقروش، فالـ 400 قرش تصبح بعد قليل 500 قرش، أي خمس ليرات، وهكذا حتى نصل إلى دمر، فيكون المبلغ حوالي 2700 قرش، أي 27 ليرة، ولكني شرحت لـ”أحمد” باللهجة الكويتية عن العداد وأنا أقلب القروش إلى ليرات، وقلت له: “شوف.. هالسّع المبلغ 400 ليرة.. هاه هالسع قلَبْ وصار 500 ليرة”. وما إ ن سمع الشوفير عاشق الوحدة العربية جملتي الرهيبة التي قلبت القروش إلى ليرات ببلاهة حتى قال لي: “أهلين.. الكويت وطننا الثاني”، وتابع “أحمد” فرجته إلى العداد وبدأ يعدُّ الأرقام كلما تغيَّرت وازدادت “هاه.. صار المبلغ 700 ليرة”.
وبدأ كيان عاشق الوحدة العربية يهتزُّ طرباً لانقلاب القروش إلى ليرات، صحت بأحمد: “شوف يا خوي صار العداد 1200 ليرة”. وكانت دموع الفرح تهطل من عينيَّ صنَّاجة العرب الذي قال: “يا أخي الكويتيين قبضايات”. وتذكرت غزو الكويت دون أن أعرف لماذا. وصلنا وكان “أحمد” يقول: “هاه.. صار العداد 2700 ليرة..” قلت لصناجة العرب أن يتوقف فتوقف وسألته: “كم تريد؟!”، فقال لي بعد أن ألقى خطبة عصماء عن الكويت وطنه الثاني: “ع العداد أخي.. أنتو إخواننا العرب ما بناخد منكم أكتر من العداد”، قلت: “لا.. نحن نريد ننطيك على كيفك.. اللي تبغيه لأنك آدمي وتحب الوحدة العربية”، فقال وهو يحلف بأغلظ الأيمان: “وحياة مين حرَّر الكويت ما باخد أكتر من العداد”.. فقال أحمد: “لأ.. نريد ننطيك اللي تبغيه”، فقال وقد نفد صبره: “أخي ع العداد.. اقرأ الرقم وادفع.. صار لكم ساعة عم تقروا”، فأصرَّينا على أن يقول الرقم، فقال مستسلماً: “أخي ع العداد 2700 ليرة بس”. نظرنا إليه بسادية وحقارة لا مثيل لهما أنا و”أحمد”، فأعاد الرقم: “2700 ليرة بس.. ع العداد”، تابعنا نظراتنا السادية والحقيرة، وقلت له بلهجة مغرقة في المحلية على اعتبار أن المحلية هي الطريق إلى العالمية: “2700 ليرة أجرة توصيلة من قلب الشام لدمّر.. شو مفكرنا حمير ولاه؟!”، وتابع أحمد: “العمى بعيونك شو نصَّاب، 2700 ليرة ولاه؟!”. زمَّ صناجة العرب سابقاً شفتيه وقال: “انزلوا.. بخعتوني.. ما بدي مصاري”، نزلنا ولم ندفع، وكان السائق يدور بالسيارة بعنف وهو يبرطم بجمل غير مفهومة عن الكويت وغزو العراق لها، بينما كنت أقول لـ”أحمد” أن يستأجر لنا منزلاً في بناء ممره قصير كي لا نضطرَّ إلى البقاء تحت أنظار العلماء لفترة طويلة ونحن نسمع شتائمهم العلمية.
http://www.baladnaonline.com/news/index.ph...&Itemid=120
:25:
|
|
07-31-2007, 02:19 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
بسمة
عضو متقدم
   
المشاركات: 681
الانضمام: May 2003
|
علماء بهيئة سائقين
عزيزي شهاب الدمشقي
لقمان ديركي كاتب قصة جميل جدا، صدر له العديد من الإصدارات كان آخرها مجموعة قصصية بعنوان من سيرة الهر المنزلي، والقصة التي نقلتها من مجموعته هذه. تمتاز المجموعة بخفة الدم، والواقعية الجميلة، حتى أن بعض قصصه أتت باللهجة المحكية. أنصحك بقراءتها، المجموعة القصصية صادرة عن دار الريس في طبعتها الأولى سبتمبر 2006.
أما فيما يخص عن استثقالك ظله في برنامج الكاميرا الخفية فأنا لم أشاهده بحكم أنني لا أتابع التلفزيون أبدا، صراحة أثرت فضولي، فهل من الممكن أن تخبرنا عن الحلقة؟
بالمناسبة له موقع على الانترنت، وهذا هو:
http://www.lukmanderky.ulworld.com/
وهذا صورة غلاف مجموعته القصصية:
دمت بخير
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 07-31-2007, 05:34 PM بواسطة بسمة.)
|
|
07-31-2007, 05:33 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
شهاب الدمشقي
مندس ..
    
المشاركات: 1,114
الانضمام: Jun 2002
|
علماء بهيئة سائقين
Arrayعزيزي شهاب الدمشقي
لقمان ديركي كاتب قصة جميل جدا، صدر له العديد من الإصدارات كان آخرها مجموعة قصصية بعنوان من سيرة الهر المنزلي، والقصة التي نقلتها من مجموعته هذه. تمتاز المجموعة بخفة الدم، والواقعية الجميلة، حتى أن بعض قصصه أتت باللهجة المحكية. أنصحك بقراءتها، المجموعة القصصية صادرة عن دار الريس في طبعتها الأولى سبتمبر 2006.
أما فيما يخص عن استثقالك ظله في برنامج الكاميرا الخفية فأنا لم أشاهده بحكم أنني لا أتابع التلفزيون أبدا، صراحة أثرت فضولي، فهل من الممكن أن تخبرنا عن الحلقة؟
بالمناسبة له موقع على الانترنت، وهذا هو:
http://www.lukmanderky.ulworld.com/
وهذا صورة غلاف مجموعته القصصية:
دمت بخير
[/quote]
تحياتي عزيزتي بسمة ..
أشكرك على الاضافات والموقع (f)..
السنة الماضية اعد لقمان ديركي برنامج تلفزيوني بعنوان (نيران صديقة) وهو ببساطة احدى صيغ الكاميراة الخفية .. وأنا بطبعي أنفر من برامج المحاكاة العربية لفكرة الكاميرة الخفية لأنها تقوم على استفزاز الفرد واثارة اعصابه بافتعال قصص وحكايا .. وفي نهاية المطاف .. وبعد أن يكاد المواطن أن يفقد اعصابه يفاجئك الممثل بالقول بسماجة : ابتسم ... انت في الكاميرة الخفية :P ..
في احدى الحلقات (وكانت مصورة في حديقة السبكي ) قامت حبكة الحلقة على أن يطلب طفل من رجل عابر ان يمرجحه في المرجوحة، ثم يلح عليه أن يزيد قوة المرجوحة، ويستجيب الرجل ارضاء لتوسلات الطفل .. بعد قليل تدخل على المشهد ممثلة تصرخ في وجه الرجل قائلة : كيف هيك بتمرجح ابني وبهالطريقة العصبية !؟ شو عمرك ما مرجحت ولاد انت ؟ .. يحتج الرجل بأن الطفل هو من طلب منه ذلك .. فيرد الطفل ببراءة : كذاب ماما !!! انا ما بعرفو !؟؟؟ .. وتستمر الحبكة (السمجة جدا ) بتقريع الأم المبالغ فيه .. وتكذيب الطفل .. وتعجب الرجل !! ..
ما علينا .. يبدو أننا خرجنا من المقال الى الحديث عن الكاميرة الخفية ..
عموما انا اتفق معك في أن لقمان الديركي يملك اسلوبا جميلا جدا وساخرا بقوة في الكتابة ..
مع التحية ..
|
|
08-01-2007, 08:25 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}