عون الذي لا يكل

الجنرال عون ليس الشذوذ عن القاعدة في السياسة اللبنانية، فيها ما لا ينسجم مع المنطق أو التاريخ أو الشعارات المرفوعة. إنما الجنرال عون حالة سياسية مضخمة لكل ما قيل حتى صار الوحيد المتفق على تقلباته وكثرة دورانه على نفسه وعلى غيره. وأظن أن الأمر بلغ مرحلة أن لا أحد في الساحة السياسية اللبنانية، وحتى في الهضبة المجاورة، من يريد أن يراه فائزا بأي منصب، وخاصة رئاسة الجمهورية. وأكاد اجزم أن حتى حلفاءه، مثل حزب الله، لا يريدون أن يروا الجنرال في الكرسي الرئاسي، وبالتأكيد لا أحد يريده في الجبهة الأخرى. إذاً لماذا هذا الصخب حول الجنرال البرتقالي، والحديث عن ترسيمه رئيسا؟

إنها لعبة المخرب، تكتيك مألوف في الانتخابات، حيث تظهر، وأحيانا تخترع، شخصيات دورها تخريبي فقط، كما فعل رجل أعمال نكرة اسمه روز بيرو عندما استيقظ صباح ذات يوم وقرر أن يخوض انتخابات الرئاسة الاميركية. بيرو خسر انتخابات عام 92 وأفسد على فريقه الجمهوري. وعون مهما بدا قادرا على إلهاب حماس المسيحيين في لبنان بتخويفهم من السنة، والحديث عن القوة المسيحية، فإنه وبإجماع رفاقه، قبل خصومه، لا يصلح رئيسا، ولا يوثق بقدراته، ولا يراهن على الوقوف معه أو خلفه. انقلب على كل حلفائه، وآخرهم الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك الذي رعاه بعد أن فر من السوريين وعاش بفضله محميا مكرما في فرنسا 15 عاما. ويعرف الساسة اللبنانيون أن عون خير عدو على العدو، لهذا يضعه فريق 8 آذار، الذي يمثل الأقلية، في المقدمة ليحميهم من السهام، ويفرغ طاقته الهائلة في رمي خصومه.

ويستطيع المدافعون عن عون، وهم ليسوا قلة، بالإشارة إلى أن المؤكد في السياسة اللبنانية هو التحول لا الثبات، كلهم بدلوا كراسيهم، وعون واحد منهم ويعتبرونه نابليون لبنان. والحقيقة انه لا يماثل نابليون إلا في قصر قامته، ربما هو اقرب الى موسوليني. والمطمئن حتى الآن ان عون يبدو الأقل مسيحيا حظا بالرئاسة مهما علت شعبيته مع صخب غوغائيته، لأن الرئاسة ليست بالانتخاب المباشر بل برلمانية.

ولا أدري إن كان الجنرال قد فاته قطار التعلم، لأن ما مر به يفترض كافيا ليعي الكثير من الدروس، جيء به من الثكنة ليشكل حكومة ثانية فضرب النظام السياسي. قيل حينها إنه عسكري لا يفهم السياسة، وثبت جهله العسكري عندما وقف مع صدام في غزو الكويت. عجز عن رؤية هزيمة حليفه العراقي المؤكدة على يد القوات الاميركية. عاقب الأميركيون عون بمنح السوريين الإشارة الخضراء لقصف موقعه في بيروت، ليفر سريعا الى السفارة الفرنسية التي حمته ونقلته الى باريس. طرح موضوع عودته إلى لبنان في مفاوضات أولية مع الرئيس الراحل رفيق الحريري، فعاد عون ولكن ضد تيار الحريري ليساند الفريق الموالي لسورية.

من له ان يثق بعون؟ لا أظن حتى عون يثق بنفسه، لكن الجميع يعرف انه خير من يقوم بدور المخرب، لمن شاء استخدامه. عون عينه وعقله على المنصب، قد يفعل ما يلزم لصعود درج قصر بعبدا. اللعبة اللبنانية اليوم كبيرة، ولم تعد خلافات الجميل وعون، ولا الجبل وبيروت، ولا الدروز والشيعة والسنة والمسيحيين، لأن في الفخ ما هو أكبر من العصفور.

alrashed@asharqalawsat.com

بشكل شخصى عاجز تماما عن فهم مايفعله عون والتيار الوطنى الحر يعنى ايه اللى يخلى قائد عسكرى علمانى كان ذو شعبية بين ضباطه السنة قبل الموارنة والشيعة قبل السنة قدم طرحا لدولة مدنية لاطائفية وقاتل عن هذا الطرح حتى قصغته طائرات الاسد فى القصر الجمهورى واعدم عدد هائل من رجاله من كل الطوائف بيد الجيش السورى البطل ماذا يدفع رجل بهذا التاريخ الى التحالف مع قوى طائفية مهووسة مثل حزب الله وانظمة طائفية داخلة فى طور الاحتضار كنظامى دمشق وطهران بشكل شخصى جدا موش فاهم حاجة!

Array
بشكل شخصى عاجز تماما عن فهم مايفعله عون والتيار الوطنى الحر يعنى ايه اللى يخلى قائد عسكرى علمانى كان ذو شعبية بين ضباطه السنة قبل الموارنة والشيعة قبل السنة قدم طرحا لدولة مدنية لاطائفية وقاتل عن هذا الطرح حتى قصغته طائرات الاسد فى القصر الجمهورى واعدم عدد هائل من رجاله من كل الطوائف بيد الجيش السورى البطل ماذا يدفع رجل بهذا التاريخ الى التحالف مع قوى طائفية مهووسة مثل حزب الله وانظمة طائفية داخلة فى طور الاحتضار كنظامى دمشق وطهران بشكل شخصى جدا موش فاهم حاجة!
[/quote]

إنه لبنان يا عزيزي.. :bouncy:

لو إسترجعت شريط أحداث الحرب الأهلية لما إستعجبت من تحالف أعداء الأمس و تقاتل أصدقاء اليوم مستقبلاً ، أبسط مثال قتال إيلي حبيقة و سمير جعجع في مرحلة ما.

إنه لبنان يا عزيزي!

هو شخص سيكون خراب لبنان "رسمياً" على يديه ، تتضخم فيه "الانا" بشكل سرطاني

ولماذا ميشيل عون يجب ان يستثنى من القاعدة اللبنانية اليس الكل يلعب على الكل ويغير مواقفه وتحالفاته .

Array
هو شخص سيكون خراب لبنان "رسمياً" على يديه ، تتضخم فيه "الانا" بشكل سرطاني
[/quote]

هي هتخرب اكثر ما هي خربانة اصلا. لبنان رجع الآن الى وضعه قبل المصالحة الوطنية نتيجة تزمت فريق الاغلبية بامتيازات لن تدوم للابد فعوضا عن اعطاء المعارضة الصوت الضامن وتحميلهم مثل هذا الجميل يرفضون الا ان يهزموا في الشارع وتحصل المعارضة على حقها بصناديق الاقتراع.
لبنان الي خربها من اراد ان يعيد اشعال فتيل الحرب الاهلية بتهريبه السلاح لمرتزقته وامرهم باستهداف الجيش والمدنيين من الشعب اللبناني.ولولا حنكة المعارضة لكانت الحرب الاهلية على قدم وساق الآن.

لبنان اليوم في حرب اهلية بالفعل , ولكن بدون دوي المدافع وازيز الرصاص .

مودتي (f)

قديما قدم البابا "ليون العاشر" مجاملة لطيفة في القرن السادس عشر على ما اتذكر للبطرك الماروني قائلا : ان جبل لبنان المسيحي عبارة عن ((سوسنة بين الشوك)) فهو مزروع بين اهل الكفر والبدع والانشقاق وقبل ذلك متحدين حول ان يبقى ذلك الجبل مهما كلف الثمن ومحذرهم من الانشقاق فيما بينهم حول مصالح فارغة قد تدمر هذا الحلم ، لكن الآن لم يتبقى من لبنان(الذي صنعه الموارنه بدمائهم) الا الاسم كل ما يدور اليوم هو صراع على الهوية اللبنانية وطوائف كالسنة والشيعة تدعى انها الاحق بتلك الهوية ، ومسيحي لبنان مؤسسي لبنان ضاعوا وتفرقوا وعون احدى اسباب الفرقة وكأن البابا ليون عرف ما سيجرى مقدما ...



اخر الانشقاقات جرت اليوم بين حزبي الارمن !

Array
قديما قدم البابا "ليون العاشر" مجاملة لطيفة في القرن السادس عشر على ما اتذكر للبطرك الماروني قائلا : ان جبل لبنان المسيحي عبارة عن ((سوسنة بين الشوك))
[/quote]

عزيزي وضاح

ليحمد الجميع ( الله ) لان الممثلين له لا يحكمون لبنان او اي بلد باستثناء ايران والا لتحول " المؤمنون " من مذهب معين لسوسن وفل ورياحين , وتحول غيرهم من " الكافرين " لاشواك وابر وسكاكين.
فاكبر مصيبة قد تحل بامة او شعب ان يحكمه فئة اغلبية كانوا, او اقلية باسم الله , ويفرضوا على المخالفين الكفرة من ابناء وطنهم آرائهم واهوائهم الالهية.

مودتي (f)

أخ إيراني ...

مشكلة الجانب الاسلامي في بلد كلبنان هو اصراره الشديد على ان لبنان مهما يكن له من خصوصية الا انه لن يعدو واقعا كونه جزء من تاريخ اسلامي اوسع ، لذلك بقى هؤلاء المسلمون يحاربون لبنان حتى انهم قاطعوا الدولة اللبنانية حتى سنة 37 حين وافق سني من طرابلس على قبول منصب رئيس الوزراء، حتى الدروز عمدوا بعد سنة 1920 الى مواجهة عدوهم الماروني ومضايقته باسم (العروبة) متخذين من سنة لبنان حلفاء لهم ، حتى انهم بفترة الحرب الاهلية اجروا تعديلات على المنهج الدراسي لتلاميذ المدارس (بالشوف) رافضين فكرة دولة تسمى لبنان فلم يعدوا يكرمون علم لبنان ولا ينشدون نشيده الوطني وصار الاطفال يجاهرون بكرهم للدولة اللبنانية ، اما شيعته فحدث ولا حرج !!

والمقصود بالسوسنة بين الشوك هو ان يبقى ذلك البلد بلد فريدا يحكمه ماروني مما يمكن للشرق والغرب ان يجتمعا معا على قدم المساواة ، عبد الناصرالزعيم الوحيد الذي عرف خصوصية لبنان لذلك تركه في حاله ولم يحاول ان يزعزعه رغم انه كان بمقدوره ان يقلبه وينهيه من الوجود لكن تركه لما بما من مصلحة للعرب ، لكن بعد ناصر نرى ان ما يجري بمحيط لبنان هي مؤامرة لتدميرة فالسادات وفيصل على سبيل المثال اتفقوا ذات مرة على ذلك في اوائل السبعينيات ، والآن ايران ومملكة آل سعود والدولتين اوسخ واعهر واقذر من بعضهما يتفقون على ذلك ،ايران تحرض وخطاب حلفائها هناك يتعهدون ان يجعلوا لبنان يوما ضيعة صفوية ، وآل سعود باذنابهم بداوا في تخريبه والحريري كمثال امامك الذي يتفاخر بانه سعودي ويتعدون ان يجلعوا لبنان جزء من مملكة الظلام وان لم تصدق اقرا مذكرات رياض الريس اخر الخوارج لتعرف مدى قذارة آل سعود في تدمير الحريات وتمكين الظلام للنيل من لبنان ، ولاتنسى ميلشيا آل سعود المعروفة باسم فتح الاسلام...

كان الله بعون الموارنة الكل يريد أن يركبهم فلاتنسى علويو سوريا ممثلين بضباط الامن والمخابرات فهم يهربون من تحت الدلف السوري العلوي لتحت مزراب الوهابي السني او الصفوي الشيعي الايراني ....اليهود والموارنة لامستقبل لهم والحل الوحيد هو الهجرة

Array
كان الله بعون الموارنة الكل يريد أن يركبهم فلاتنسى علويو سوريا ممثلين بضباط الامن والمخابرات فهم يهربون من تحت الدلف السوري العلوي لتحت مزراب الوهابي السني او الصفوي الشيعي الايراني ....اليهود والموارنة لامستقبل لهم والحل الوحيد هو الهجرة
[/quote]


والله معك كل الحق يا بسام

لبنان "كان" وردة وسط غابة من الشوك ، وكان حلقة وصل بين التقدم الغربي والتخلف الشرقي ، وكانت له خصوصيته التي قام على اساسها وهي انها دولة مسيحية

لكن الامور تغيرت ، والعرب اكثر ما يكرهون هي تلك الاشياء التي لا تشبههم ، ولبنان كان لا يشبههم ، فأدخلوه غياهب العروبة ، ثم ادخلوه حروباً لا ناقة ولاجمل له فيها

هاجر كثير من اهله الي اصقاع الارض ، ومن بقي منهم يتناسل بقانون "خلفة أقل وحياة أفضل" ، ومن حولهم كان الجراد السني يتناسل بمتوالية هندسية ، والنمل الشيعي يتكاثر بقانون النمل والنحل معاً

فسنسمع عن "صوملة" او " عرقنة" او دار فور اللبناني

ففقد لبنان خصوصيته السكانية ، وسيفقد خصوصيته الحضارية ، وسيصبح مثل "بريدة" او " قم" وفي احسن الاحوال سيكون نسخة من دمشق