{myadvertisements[zone_1]}
البرابرة مازالوا أحياء
عصام الدين المهندس غير متصل
عضو مشارك
**

المشاركات: 15
الانضمام: Jun 2007
مشاركة: #1
البرابرة مازالوا أحياء
رغم مرور 63 سنة علي استخدام القنبلة الذرية..
البرابرة مازالوا أحياء
كيف أبادت أمريكا.. المسيحيين اليابانيين؟



بقلم : نبيل زكي


جريدة الاخبار المصرية 13 اغسطس 2007


كلما حلت ذكري القنبلة الذرية علي مدينة هيروشيما اليابانية اتذكر زيارتي لتلك المدينة، وجولتي في شوارعها في أوائل التسعينيات. وتصورت أنني أسمع أنين الضحايا وصرخات الأطفال الذين كانوا في طريقهم الي مدارسهم عندما سقطت قنبلة اليورانيوم في صباح 6 أغسطس قبل 62 عاما. وأخذت استعيد وقائع ذلك اليوم المشئوم وكيف ذابت عيون الأطفال وانفجرت احشاؤهم. كان الجحيم علي الأرض.
نفس المشهد وقع في مدينة ناجاساكي اليابانية يوم 9 أغسطس حيث القيت قنبلة البلوتونيوم.
إنها أكبر جرائم الإبادة الجماعية في تاريخ العالم.
كل الوثائق السرية التي أزيح الستار عنها تؤكد أن الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت (هاري ترومان).. كان يعرف أن الحكومة اليابانية كانت تحاول قبل شهور من ضرب هيروشيما وناجاساكي بالقنابل الذرية ايجاد مخرج لإنهاء الحرب التي انهكت اليابانيين، وأن العقبة الوحيدة أمام الاستسلام الياباني هي اصرار ادارة الرئيس ترومان علي أن يكون هذا الاستسلام بلا قيد أو شرط، مما يعني الاطاحة بالامبراطور هيروهيتو، الذي كان اليابانيون يحترمونه الي درجة التقديس.
وفي شهر أغسطس، كان الجيش الروسي يتقدم عبر منشوريا لدخول الحرب ضد اليابان، مما يؤكد أن هزيمة اليابان لم تعد موضع شك. غير أن الرئاسة الأمريكية لم تكن تريد توزيع غنائم الحرب، ولم تكن ترغب في وجود شريك في الزعامة العالمية.. كان استخدام الاسلحة النووية ضد اليابان بمثابة رسالة الي الجميع: من الذي سيحكم العالم في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية؟ وتكفي شهادة الادميرال 'وليام ليهي'، رئيس هيئة أركان حرب القوات الأمريكية في .1945 فقد كتب، بعد سنوات من المجزرة، يقول: 'في رأيي أنه لم يؤد استخدام هذا السلاح البربري ضد هيروشيما وناجاساكي الي تقديم أي مساعدة مادية في حربنا ضد اليابان'. وقال أن تصرف حكومته 'لم يكن يختلف عن سلوك البرابرة في العصور المظلمة'.
.. نعم، العصور المظلمة في عالم أصبح الذبح المتعمد للمدنيين فيه.. هو القاعدة، بدليل ما يجري في العراق وفلسطين.


رغم مرور السنين، كنت لا أزال أشم رائحة الموت في شوارع هيروشيما.. 200 ألف من المدنيين، الذين لم يشاركوا في اتخاذ أي قرار يتعلق بالحرب،.. ماتوا بلا ذنب أو جريرة، لمجرد أن الولايات المتحدة ارادت أن تجرب السلاح الجهنمي الجديد، ولذلك أدخرت القيادة الجوية الأمريكية مدن هيروشيما وناجاساكي وكوكورا.. للمناسبة 'السعيدة'، فلم تمارس قصفا تقليديا بالقنابل ضد هذه المدن، رغم أنها دمرت واحرقت ستين مدينة يابانية أخري خلال النصف الأول من عام .1945 وقالوا أن ذلك يرجع الي سبب 'علمي'(!) وهو أن تكون هذه المدن 'المدخرة' التي لم يصبها سوي دمار محدود في القصف التقليدي هدفا للقنابل الذرية، حتي يمكن اختبار مدي 'فاعلية' اسلحة الدمار الشامل الجديدة!!. كانت القيادة الأمريكية تريد أن تري ما سيحدث لمبان سليمة ولسكانها الأحياء عندما تنفجر القنبلة. وتم اختيار ناجاساكي وكانت الاحتياطي لأن السحب كانت تغطي مدينة كوكورا، وعجزت الطائرة، التي تحمل القنبلة، عن العثور علي فجوة بين السحب بعد ثلاث دورات فوق المدينة، فقد كانت التعليمات تقضي بالاستعانة بالعين المجردة لتحديد الهدف.. وهذا ينقلنا الي النقطة الرئيسية التي أريد تناولها في هذا المقال.
تري كيف تحدد الهدف في مدينة ناجاساكي.
البعض من العرب وقع في الفخ، وتوهم ان الولايات المتحدة هي المدافع التاريخي عن المسيحية في العالم. وهذا غير صحيح.
كان الميدان الأول لاختبار السلاح النووي قبل ثلاثة اسابيع من قنبلة هيروشيما في 'الامو جوردو' (نيو مكسيكو). وأطلقت الادارة الأمريكية علي الموقع اسم 'الثالوث المقدس' (الأب والابن والروح القدس) أي أن مكان تجربة سلاح الابادة الجماعية أصبح يحمل اسما مقدسا!! والصخرة البركانية، التي صهرتها الحرارة العالية، مازالت في مكانها في ذلك الموقع حتي اليوم وتسمي 'بقايا الثالوث المقدس'! (وليست هناك سخرية واستهزاء بالدين أكثر من ذلك).
كانت ناجاساكي قد اشتهرت في تاريخ المسيحية اليابانية بأنها لم تكن مقرا لأكبر كنيسة مسيحية في الشرق: 'كاتدرائية سانت ماري'، وإنما كانت أيضا تضم أكبر حشد من المسيحيين المعمدين في أنحاء اليابان. وعقب قيام المبشر الجزويتي الشهير فرانسيس اكزافييه باقامة كنيسة في ناجاساكي ومجتمع مسيحي عام 1549، بدأ الحكام اليابانيون ينظرون بارتياب الي المصالح التجارية البرتغالية والاسبانية. ومن هنا أصبح 'دين الأوربيين (المسيحية)، وكذلك اليابانيين الجدد، الذين تحولوا الي المسيحية، هدفا لعمليات قمع وحشية!
وخلال الستين سنة التي أعقبت إقامة كنيسة فرانسيس اكزافييه التبشيرية.. كانت أكبر جريمة في اليابان هي أن تكون مسيحيا. وعاني المسيحيون، الذين رفضوا الارتداد عن المسيحية، من التعذيب وعمليات الصلب، علي الطريقة الرومانية خلال القرون الثلاثة الأولي للمسيحية، وأصبحوا منبوذين من المجتمع. وبعد أن انتهي 'عهد الارهاب'، بدا لكل المراقبين أنه تم استئصال المسيحية من اليابان.
وبعد مرور 250 سنة ظهر في الخمسينيات من القرن التاسع عشر، ومع ظهور دبلوماسية البوارج الحربية لتحقيق أغراض التجارة الأمريكية أن هناك الآلاف من المسيحيين في ناجاساكي يمارسون معتقداتهم في مقابر تحت الأرض، ولا تعرف الحكومة اليابانية أي شيء عنهم. وبدأت الحكومة حملة تطهير جديدة، ولكن الضغط الدولي أوقف عمليات القمع والاضطهاد، وخرجت المسيحية من تحت الأرض في ناجاساكي. وفي عام 1917، قامت الطائفة المسيحية اليابانية بتشييد 'كاتدرائية سانت ماري' الضخمة في حي نهر اوراكامي.
الآن.. أزيح النقاب، لأول مرة، عن ، واقعة تثير فزع المسيحيين في الولايات المتحدة والعالم.
تلقي طاقم الطائرة بي 29 (التي أطلقوا عليها القلعة العملاقة) وتحمل اسم 'عربة بوك' شرحا لمهمة القاء القنبلة الذرية علي ناجاساكي. وعرف الطاقم من خلال الشرح أن عليهم بمجرد رؤية 'كاتدرائية سانت ماري' في المدينة أن يلقوا القنبلة الذرية فوقها!!
حدث ذلك رغم أن الطائرة اقلعت من جزيرة 'ترينيان' في ظل صلوات وبركات القساوسة اللوثريين والكاثوليك!
وهكذا.. تم، في الساعة الحادية عشرة والدقيقة الثانية من صباح يوم 9 أغسطس 1945، إحراق مسيحية ناجاساكي، التي تبخرت وتفحمت، وتحولت الي كربون وسط كرة نارية ملتهبة.. ومحرقة إشعاعية.
وما لم تستطع الحكومة اليابانية أن تفعله طوال 200 سنة من الاضطهاد، فعلته المسيحية الأمريكية في تسع ثوان! وتمت إبادة كل المسيحيين في ناجاساكي.
القس الكاثوليكي للمجموعة 509 (مجموعة السلاح الجوي الأمريكي التي كانت تضم 1500 رجل، ووظيفتها الوحيدة هي ضمان وصول القنابل الذرية الي أهدافها!! كان يدعي الأب 'جورج زابيلكا'. وقد أدرك الرجل، بعد عشرات السنين من انتهاء الحرب، أنه وقع في خطأ فادح عندما قدم مبررات دينية للإبادة الجماعية للبشر.
أخيرا.. اعترف الأب زابيلكا بأن أعداء بلاده ليسوا أعداء الله بل هم أطفال الله الذين يحبهم الله، والذين يجب علي أتباع المسيح أن يحبوهم. وكرس الرجل بقية سنوات حياته للدعوة الي نبذ العنف بكل أشكاله، وخاصة عنف الحروب.
وهناك مشكلة روحية تواجه الكنائس الأمريكية (سواء تلك التي تؤيد بنشاط الحروب 'المجيدة' للأمة أو تلك التي تلزم الصمت علي جرائم القتل الجماعي).
هل تجرؤ هذه الكنائس علي تلقين الاجيال الشابة بالتعاليم الأصلية للمسيحية، وهي تعاليم مضادة للعنف؟ وهل تفعل ذلك قبل أن يتم إرغام هؤلاء الشبان علي تسجيل اسمائهم في كشوف الخدمة العسكرية في العراق؟ وما الذي يمكن أن يفعله المسيحيون المخلصون لتعاليم المسيح لمنع الحروب القادمة والجولات المقبلة من الفظائع.. بل ما الذي يمكن عمله لمنع وقوع ناجاساكي أخري؟! وكيف يمكن انقاذ أجساد وأرواح أبناء الكنيسة..؟ وخاصة بعد انتشار حالات التوتر والاضطراب النفسي والامراض العقلية بسبب اشتراك هؤلاء الشبان في الحروب وتورطهم في ارتكاب الشرور التي تؤرق ضمائرهم...؟؟!

08-13-2007, 06:35 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  حرق 5 أشخاص أحياء لأنهم لم يؤمنوا بالمسيح \ فيديو قاسي للغاية Free Man 28 8,322 11-09-2009, 11:24 AM
آخر رد: Free Man

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS