هاجم التنوير السطحي في كتابه الجديد ويدعو إلى تدريس الأديان في المدارس العلمانية الفرنسية
ما الذي حصل لريجيس دوبريه؟ هل انقلب من النقيض إلى النقيض كما حصل لبعض المثقفين العرب عندما انتقلوا من الماركسية الى الأصولية قبل أن يتوب بعضهم أخيرا؟، سوف يكون من قبيل المبالغة أن نقول ذلك. لكن كتابه الذي صدر اخيرا في باريس، صدم الكثيرين بعنوانه على الأقل: «الأنوار التي تعمي»!. كنا نعتقد أن الأصولية الظلامية على طريقة بن لادن والزرقاوي هي وحدها التي تعمي الابصار، فإذا بنا نكتشف اخيرا بأن الحق على فولتير وعصر الأنوار. لكن لا ينبغي الاعتقاد بأن ريجيس دوبريه قد غير موقفه وأصبح أصولياً مسيحياً متعصباً وانقلب كلياً على فلسفة التنوير!.
صرح ريجيس دوبريه بعد صدور كتابه المثير للجدل «الأنوار التي تعمي»، ربما للتخفيف من وقع أثره على القراء، بأنه لا يزال ابن التنوير وعصره الذي لا يمكن الخروج منه لأنه أسس كل هذه الحضارة التي تحيط بنا من كل الجهات: حضارة الحداثة، وبالتالي فلا ينبغي أن نتهمه أكثر من اللزوم أو أن نتسرع في إدانته كما فعل بعض المثقفين الفرنسيين الغاضبين.
وإذن فما الذي حصل بالضبط؟، لكي نفهم ذلك ينبغي أن نموضع الأمور ضمن سياقها الفرنسي لا العربي، لأن دوبريه يتحدث انطلاقاً من هموم وحاجيات ثقافية أخرى غير همومنا وحاجياتنا نحن العرب. ينبغي أن يعلم القارئ العربي أن تعليم الدين ممنوع منعاً باتا في المدارس العلمانية الفرنسية، بل إن الدين غائب كلياً تقريباً عن الحياة العامة للمجتمع وعن الساحة الثقافية. وحتى على مستوى الجامعات ما عادوا يدرسون علم اللاهوت أو التيولوجيا كما كان يحصل سابقاً. هذا في حين ان كلية اللاهوت او العلوم الدينية لا تزال تجاور كلية الفلسفة في الجامعات الالمانية. وبالتالي فرد فعل ريجيس دوبريه مفهوم ضمن هذا السياق فقط. فهناك هيمنة طاغية للتنوير في فرنسا، كما ان هناك هيمنة طاغية للاصولية المتزمتة عندنا، وبالتالي فالحالة معكوسة تماما، وكل هيمنة تثير بمرور الزمن رد فعل عليها، والشيء اذا زاد عن حده انقلب الى ضده، كما يقول المثل، هذا قانون تاريخي. فالتنويريون عندنا وجودهم ضعيف وخائف، والكثيرون منهم لا يجرأون على البوح بأفكارهم، وبالتالي فلو كان دوبريه يعيش في أفغانستان أو العالم العربي أو الباكستان، لما ألف كتاباً بعنوان: «الأنوار التي تعمي»، إنما بعنوان: الأصولية التي تعمي..
هكذا نلاحظ أن السياق التاريخي هو الذي يفرض على المفكر نوعية تفكيره واهتماماته، وبالتالي فلا ينبغي ان يستغل المثقفون العرب كتاب دوبريه هذا للانقضاض على التنوير، كما فعل بعضهم بنوع من التسرع وسوء الفهم. فلو ان الرجل عرف بأنه سوف يستغل في هذا الاتجاه، لما ألفه، واكبر دليل على ذلك ما قاله في نفس الكتاب بعد زيارته لمصر وهو ما سنتعرض له لاحقا.
هذه نقطة أولى.. أما النقطة الثانية، فإن ما يدينه المؤلف ليس الأنوار بحد ذاتها، إنما الصورة القدسية الاطلاقية التي شكلها الفرنسيون عنها. وهي صورة أصبحت متكلسة ومتحجرة بمرور الزمن كما يحصل لأي تراث ثقافي عندما ينجح وينتصر ويسيطر. والأنوار منتصرة في فرنسا وعموم أوروبا منذ قرنين، كذلك العلمانية. والمثقف الفرنسي يستطيع ان يناقش اكبر رجل دين على شاشة التلفزيون معلنا اعتراضه على معظم العقائد الدينية من دون ان يحقد عليه رجل الدين او ان يكفره، ومن دون ان يتهيج الجمهور العام لكي يحقد عليه ويهدده. هذه اشياء انتهت في اوروبا ولم يعد لها وجود، يضاف الى ذلك ان الحياة في الغرب أصبحت مادية استهلاكية قائمة على فلسفة المتعة والملذات. أما كل ما عدا ذلك من قيم ميتافيزيقية وروحانيات، فلا وجود له أو لا معنى له في نظر اغلبية الناس.
بل وحتى الشعر اختفى تقريباً، لأنه لا مردود إنتاجي له في عصر التكنولوجيا والصناعة والمنفعة المادية المباشرة والمحسوسة، وبالتالي ففلسفة الحياة انقلبت رأسا على عقب عما كانت عليه في العصور الوسطى.
اعتقد شخصياً، بأن ريجيس دوبريه يفرق بين التنوير العميق على طريقة جان جاك روسو او كانط، والتنوير السطحي على طريقة فولتير أو بالاحرى الفولتيريين الضيقي الأفق، وهو لا يهاجم إلا التنوير الثاني. وفكرته الأساسية تقول ما يلي: تنقصنا المنهجية المتوازنة التي تعرف كيف تصالح بين المتضادات. فنحن لا نريد عقلانية جافة مسطَّحة تستبعد الدين كليا بحجة أنه ظلاميات. ولا نريد أصولية متعصبة تكفِّر الآخرين وتدعو إلى ذبحهم. إن دراسة الدين أو الاهتمام به لا يعني أنك أصبحت شيخاً أصولياً متعصباً مكشراً عن أسنانك!، فلماذا تمنعنا العلمانية المتطرفة من تدريس الدين في المدارس كظاهرة ثقافية وتاريخية كبرى؟، وهنا يوضح ريجيس دوبريه أنه ليس ضد العلمانية المنفتحة المتسامحة، إنما ضد العلمانوية الضيقة والسائدة في أوساط المثقفين الفرنسيين أو قسم كبير منهم.
وبالتالي فالشيء الذي ينفجر ضده دوبريه هو التالي: إن نوعاً ما من أنواع العلمانية والتنوير يمنعنا من دراسة الأساطير، والرموز، والخيال الجماعي، وكل ما هو لا عقلاني في حياتنا. فالإنسان هو بحاجة أيضاً إلى العواطف والمشاعر والشطحات الهائجة واللاعقلانية. وليس بالعقل وحده يحيا الانسان!. وضمن هذا المعنى يدعو للاهتمام بالدين ودراسته أو إعادة تعليمه في المدارس الفرنسية بعد أن سحب منها منذ تشكيل النظام العلماني قبل مائة سنة أو يزيد (1905، تاريخ فصل الكنيسة عن الدولة في فرنسا). لكن لا ينبغي تدريس الدين بشكل اعتقادي طائفي أو عبادي شعائري، إنما كظاهرة ثقافية أثرت في حياة المجتمعات الأوروبية طيلة قرون وقرون قبل انتصار الحداثة والتنوير. فالطالب الفرنسي الحالي لم يعد يفهم مسرحية لراسين أو كورنيه أو نصاً لباسكال أو سواه، لأنه يجهل المرجعيات الدينية المسيحية التي تقف خلفها جهلاً كاملاً. ومعلوم أن ثقافة العصور السابقة من أدب وتاريخ وفكر كانت مغموسة بالمسيحية ومطبوعة بطابعها.
لكن مع ذلك، فإن العلمانيين المتطرفين لم يغفروا له ما حصل أخيرا: وهي أن الدولة كلفته بتقديم تقرير عن امكانية تعليم الظاهرة الدينية في المدرسة العلمانية. فالكثيرون من أصدقائه القدامى أداروا له ظهرهم ، بل وأصبح بعضهم يتحاشى مصافحته أو السلام عليه إذا ما التقاه فجأة في الطريق أو في أحد الأماكن العامة. وقال له بعضهم صراحة: لقد خيبت آمالنا يا ريجيس دوبريه. فهل تريد أن تعيدنا إلى الخلف؟ أما كفانا ما عانيناه سابقاً في فرنسا من حروب الطوائف والمذاهب المسيحية؟ وهل تريد أن تعيد اطفالنا إلى هذه المشاعر الطائفية والمذهبية لكي يكرهوا بعضهم بعضاً على مقاعد الدرس؟، لا، ما كنا ننتظر ذلك من مثقف عقلاني تقدمي مثلك!. والواقع أن بعض مواقف هؤلاء مفهومة ومشروعة. فإعادة تدريس الدين إلى المدارس الفرنسية، قد توقظ العصبيات النائمة وتذكر التلاميذ بأصولهم المختلفة دينياً ومذهبياً. وعندئذ يأخذون بالنظر إلى بعضهم بعضاً شذراً. ومن هنا تبتدئ المشاكل الطائفية التي عانت منها فرنسا كثيراً في السابق، والتي لم تستطع القضاء عليها إلا بفرض النظام العلماني بعد جهد جهيد. فلماذا يريد دوبريه أن يعود بنا إلى الوراء اذن؟، لكنه يرد قائلاً بأنه لا يريد تدريس مادة التربية الدينية او الشعائر والطقوس، إنما مادة الظاهرة الدينية بصفتها إحدى الظواهر التي أثرت على تاريخ البشرية، فلماذا يكون إذن تدريس مفهوم الظاهرة الدينية يعني أننا أصبحنا متدينين أصوليين؟!. ثم يطرح المؤلف الإشكالية العريضة للتنوير على النحو التالي: نحن لسنا من أعداء التنوير ابدا، لكننا لسنا من مؤيديه من دون شروط وبخاصة إذا كان تنويراً سطحياً. والدليل على ذلك هو أن دوبريه يرفض موقف بعض مثقفي اليهود الذين حقدوا على التنوير بعد حصول المحرقة اليهودية إبان الحرب العالمية الثانية، وراحوا يندبون ويولولون قائلين: كيف يمكن التفكير بعد المحرقة؟ كيف يمكن أن نؤمن بالتنوير بعد المحرقة؟ لعنة الله على التنوير والمتنورين! أليس التنوير هو الذي قادنا الى كل ذلك؟ أليست الحضارة العلمانية الالحادية او القومية المتطرفة هي التي ولدت معاداة السامية بشكلها الحديث؟، هذا ما تورط به بشكل من الأشكال كبيرا مدرسة فرانكفورت الفلسفية: هوركهايمر وأدورنو عندما اتهما فلسفة التنوير بأنها تحمل في طياتها بذور الاستبداد التوتاليتاري. يحصل ذلك كما لو أن كانط أو هيغل مسؤولان على هتلر! على هؤلاء يرد دوبريه قائلاً بأن هذا كلام سخيف ومتسرع ولا يصدر إلا عن تلامذة المدارس الابتدائية!، وهذا نقد عنيف لهوركهايمر وأدورنو. فالمعادلة التي تقول بأن التنوير = التقدم العلمي التكنولوجي، وهذا الأخير يؤدي لا محالة إلى غرف الغاز الهتلرية، هي معادلة عبثية لا يصدقها شخص فيه ذرة عقل.. كل هذا هراء. ثم يردف ريجيس دوبريه قائلا بما معناه: هل الإيمان بالله والتدين الكبير للشعب الفرنسي في العصور الوسطى او حتى في القرن السادس عشر منعه من ارتكاب مجزرة سانت بارتيليمي الطائفية والمذهبية! هل حال بينه وبين الدخول في حرب اهلية طاحنة لم تقم منها فرنسا إلا بعد سنوات طويلة؟، وبالتالي فهناك نوع من التدين أخطر من عدم التدين على الإطلاق. هناك الايمان الذي يقتل والايمان الذي يحيي وينعش.. ولحسن الحظ، فإن فرنسا أو أوروبا كلها، خرجت من الاول بعد التنوير. فهو إيمان ضيق، متعصب، مذهبي، ونحن لا نأسف عليه. فالحداثة التنويرية أدت إلى توحيد الشعب الفرنسي والقضاء على العصبيات الطائفية او المذهبية التي مزقته على مدار القرون، وهذا من أكبر إنجازات الحداثة. يضاف إلى ذلك أن الحداثة قضت على الملاريا والطاعون وبقية الأوبئة المعدية عن طريق تقدم الطب. ومعلوم أن هذه الأمراض كانت تحصد الأطفال والناس بمئات الآلف أو حتى بالملايين. ولا تزال تحصدهم في الدول المتخلفة. يضاف إلى ذلك أن الحداثة العلمية والطبية زادت من متوسط عمر الإنسان إلى الضعف تقريباً.. فهل نأسف على كل ذلك؟ هل نندم على كل التقدم الذي حصل بفضل حضارة التنوير والعلم؟، لا، وألف لا. هكذا نلاحظ ان ريجيس دوبريه لا ينضم إلى جوقة أعداء التنوير، وإن كان يوجه ضربات لئيمة وموجعة أحياناً لبعض فلاسفة التنوير، وبخاصة فولتير. كما ان هجومه على المفكر الرائع ذي النزعة الانسانية العميقة تودوروف، غير مفهوم وغير مقبول على الاطلاق.. لكن لنواصل استعراضنا لأفكاره ومحاجّاته لكي تتوضح لنا الصورة بشكل افضل. فأفكار الرجل مرنة ومعقدة اكثر مما نتصور.
يقول ريجيس دوبريه بما معناه: إن أهمية القرن الثامن عشر، أي عصر التنوير، تعود إلى تحريرنا من السلاسل والأغلال: أي سلاسل الأصولية الدينية، والإقطاع الأرستقراطي، والاستبداد السياسي. وكلها أشياء مرتبطة ببعضها بعضا. لكن لا نستطيع أن ننسى أنه تفصل بيننا وبينه مصائب وأهوال ليس أقلها: المحرقة اليهودية، هيروشيما، ناغازاكي، الحروب العالمية، الحروب الاستعمارية، المجازر الشيوعية والستالينية.. الخ، وبالتالي فعلى الرغم من أن أوروبا شهدت التنوير ومرت به وأصبحت حضارية، إلا أن كل هذه الأشياء المرعبة قد حصلت. فلماذا لم يستطع التنوير أن يحمي أوروبا المستنيرة من السقوط مرة أخرى في وهدة الهمجية والبربرية الوحشية؟، وهنا تكمن المعضلة الكبرى والمحيرة. لكن ألا يمكن أن نرد على هذا الاعتراض قائلين بأن المسؤول عن ذلك ليس التنوير بحد ذاته، إنما الانحراف عن مبادئه وقيمه العليا؟، فالفاشية والنازية، على حد علمي، ما كانتا من انصار فلسفة التنوير والنزعة الانسانية التي بلورها الفلاسفة الكبار من ديكارت الى هيغل مرورا بجان جاك روسو وفيخته وشيلنغ وكانط.. وبالتالي فلماذا نجرِّم التنوير؟ ولمصلحة من؟، هنا اجد ان محاجة دوبريه ضعيفة جدا، بل وواهية وفيها ارتداد على مواقفه السابقة من دون شك.
ثم يحكي ريجيس دوبريه قصة زيارته إلى القاهرة بعد غياب طويل ويقول بما معناه: لقد اصطحبني آلان منار، رئيس رابطة مراسلين بلا حدود، معه إلى العاصمة المصرية لكي نجتمع بالصحافيين والمثقفين المصريين بعد أزمة الصور الكاريكاتورية والمظاهرات العنيفة في كراتشي ودمشق.. الخ، وقد فوجئت بمدى التغير الذي طرأ على المشهد الثقافي المصري. فقبل عشرين سنة عندما زرتها لآخر مرة، لم تكن هناك محجبات كثيرات في الشارع، أما الآن فالحجاب يطغى في كل مكان. فهل انتهى عهد هدى شعراوي يا ترى؟، كان المثقفون المصريون يبدأون كلامهم ببعض الاستشهادات من ماركس أو غارودي أو سارتر او عبد الناصر، فماذا حصل لهم يا ترى؟ هل انتهى عهد لطفي الخولي ومحمد سيد أحمد؟ أين ذهبوا وتبخروا؟.
ثم يعترف المؤلف بأن زيارته الأخيرة لمصر تعود إلى عام 1976: أي قبل ثلاثين عاماً بالضبط. وفي أثناء هذه الأعوام الثلاثين اجتاحت الموجة الأصولية بلاد النيل مثلما اجتاحت العالم العربي والإسلامي. ثم بعد ان اجتمع بمثقفي مصر في رابطة الصحافيين المصريين، راح ريجيس دوبريه يتجول لا على التعيين في شوارع القاهرة. وفجأة يقع على بعض الكتب التي تزعج المثقف الغربي أيما إزعاج حتى ولو كان ثورياً ماركسياً مؤيداً للعرب مثله. فجأة يرى في واجهة المكتبات كتاب «كفاحي» لهتلر، ثم كتاب «بروتوكولات حكماء صهيون» الشهير!، وعندئذ يلتفت إلى مرافقه المصري المترجم ويقول له: ما هذا؟ هل يعقل أن تهتموا بمثل هذه الأدبيات الرثة؟، فيتلعثم المرافق ويحاول التقليل من أهمية الأمر بأي شكل، لكن من دون جدوى. وهنا تكمن الهوة السحيقة بين مثقفي الغرب والمثقفين المصريين والعرب عموماً.
وأخيراً ماذا يمكن أن نقول عن كتاب دوبريه هذا؟ ألا يبدو موقفه تناقضياً ومحيراً؟، فهو عندما يذهب إلى القاهرة يصبح من اكبر المدافعين عن التنوير، وعندما يعود إلى باريس يهاجمه؟، في الواقع إنه لا يوجد أي تناقض كما قلت سابقاً. فما ينقص الساحة المصرية هو عكس ما ينقص الساحة الفرنسية. الأولى بحاجة إلى المزيد من التنوير، والثانية بحاجة إلى التخفيف من طغيان التنوير الذي اكتسح في طريقه كل شيء، بل واستأصل حتى مفهوم الدين ذاته!.. وبالتالي فينبغي أن نموضع الأمور ضمن سياقها الطبيعي لكي نفهمها بشكل صحيح. فنحن متعاصرون مع مثقفي الغرب زمنياً، لكن ليس معرفياً. وحاجياتنا الثقافية غير حاجياتهم وهمومهم، بل إنها معاكسة لها تماماً في ما يخص المسألة الدينية. هم أغرقوا في الإلحاد المادي إلى درجة أنهم قضوا على فكرة التعالي الروحاني او الاخروي من أساسها وحولوا الإنسان إلى مجرد كائن استهلاكي وفيزيولوجي محض. ونحن أغرقنا في الأصولية الدينية، وقضينا على الحرية الفكرية المتضمنة في الآية القرآنية: (لا اكراه في الدين).
هاشم صالح - الشرق الأوسط
في كتابه "نقد العقل السياسي" يرى المفكر الفرنسي ريجيس دوبريه، ان تاريخ العقل السياسي هو تاريخ وهم. بمعنى أن هذا العقل يعيش على أوهام ويندفع نحو أوهام، ويناضل من اجل أوهام، من هنا الحاجة كما يرى دوبريه الى بيان من اجل أوهام العقل السياسي