{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
أو من أجل فلسفة أخرى
جعفر_11 غير متصل
عضو مشارك
**

المشاركات: 5
الانضمام: May 2007
مشاركة: #1
أو من أجل فلسفة أخرى




يرجع الفضل للفيلسوف الإنجليزي برتراند رسل (1872-1970) في اكتشاف الطاقات الخلاقة لفتجنشتاين L.witgenstein، هذا الشاب النمساوي، المزداد بفيينا سنة 1889، والمنتمي لعائلة أرستقراطية تنتمي لعالم صناعة الحديد.

لم ينشر فتجنشتاين في حياته إلا كتابا واحدا هو "رسالة منطقية-فلسفية". كتبه إبان الحرب العالمية الأولى، ونشر سنة 1922.

كان هذا الكتاب المختصر والمكثف والعميق مدعاة لقراءات وتأويلات متعددة ومختلفة. وقد كان فتجنشتاين واعيا بهذه المسألة، حيث اقترح على ناشره أن يضيف بضعة أوراق بيضاء حتى يصب القارئ الذي لم يفهم شيئا، غضبه فيها.

كان فتجنشتاين فيلسوفا، ومهندسا معماريا، ومحاربا مغوارا وبستانيا، ومعلما. عاش حياته كما أرادها وكما ابتغاها متخليا عن مجمل ثروته التي ورثها عن أبيه، والتي تجعل منه أغنى أغنياء أوربا.

كان فتجنشتاين يرى أن على الفيلسوف ألا يستكين لأية مذهبية. وأن العمل في الفلسفة هو دائما عمل حول الذات. الفيلسوف في نظره هو ذاك الذي يندهش من كل شيء، ويشك في كل شيء، شأن سقراط. كانت القضايا الأقرب إلى البداهة هي التي استأثرت باهتمامه، وكان تحليل اللغة هو سلاحه في هذه المعركة.

لم يتزوج قط، فقد كان يعتبر أن إنجاب أطفال هو في حد ذاته جريمة. إذ لا داعي لإضافة موجودات أخرى لهذا العالم البئيس. وعلى كل حال، فإننا -كما يقول فتجنشتاين- نعيش بما فيه الكفاية.

كان فتجنشتاين يعاني من مرض السرطان، توفي في 29 أبريل 1951، بمنزل طبيبه بكامبردج. كانت آخر عبارة له:

"قل لهم إني قد عشت حياة رائعة".



نقدم فيما يلي نصين هامين لمؤرخين لا يبعدان كثيرا عن صاحبنا:


I - فتجنشتاين، كما عرفه برتراند رسل B. Russell

كان فتجنشتاين على ضرب من العفة لم أعرف مثيلا له، إلا عند مور G.e. Moore .

أتذكر أني استقدمته معي يوما لاجتماع الجمعية الأرسطية. والتي يوجد بها عدة أغبياء أعاملهم بأدب. عند خروجنا انفجر محتجا، مؤاخذا إياي بشدة على هذه المهانة الأخلاقية. لكوني لم اقل لهم مباشرة إنهم مجرد أغبياء. كانت حياته صاخبة ومضطربة، يحياها بقوة ذاتية خارقة للعادة. كان يقتات من الحليب والخبز فقط.

لقد تعود فتجنشتاين على زيارتي كل مساء، عند منتصف الليل، فلا يتوقف ولثلاث ساعات، مذرعا في صمت مخيف غرفتي ذهابا وإيابا، وكأنه دابة متوحشة.

سألته يوما: "هل تفكر في المنطق أم في ذنوبك؟" أجابني من دون أن يتوقف عن الحركة: "فيهما معا" لحظتها كنت أود الإشارة عليه بالذهاب. لكن بدا من المحتمل، لي وله كذلك، أنه سيضع حدا لحياته بمجرد مغادرته لي.

رجع لرؤيتي عند نهاية الدورة الأولى له بكلية ترينتي Trinity:
- هل تعتقد أني مغفل بلغ مداه؟
- لماذا ترغب في معرفة ذلك؟
- إذ لو كان الأمر كذلك، سأصبح ملاحا جويا، وإن كان العكس، سأكون فيلسوفا.
- عزيزي، لا اعرف بالضبط ما إذا كنت غبيا أم لا، لكنك إن كنت تفضل الاستفادة من عطلة لكتابة بحث حول أي موضوع فلسفي تستمر به، فإني سآخذ المسألة على محمل الجد. سأقرأ البحث وأجيبك.

باشر العمل بعد ذلك، ومدّني في الدورة التالية بحصيلة عمله، فاقتنعت بمجرد قراءة الجملة الأولى بنبوغه وعبقريته، وأقنعته بالتخلي في جميع الحالات عن فكرة الملاحة الجوية.

جاء لرؤيتي، عند مطلع سنة 1914، وهو في حالة اضطراب وإثارة، ليقول لي:
- سأغادر كامبردج، سأغادر كامبردج حالا
- لماذا؟
- لأن صهري استقر بلندن، ولا أحتمل أن أكون قريبا منه.
وهكذا قضى ما تبقى من فصل الشتاء بالشمال النائي من بلاد النرويج.

طلبت بإلحاح في الأيام الأوائل من مور Moore رأيه في فتجنشتاين، فكان جوابه: "الخير العظيم". وعندما كنت أرغب في معرفة ذلك، أجابني مور كالتالي: "لأنه يبدو في دروسي في حالة اندهاش، والحال أن لا أحد من تلامذتي هو كذلك".

كان فتجنشتاين وطنيا إلى حد كبير. فالتحق عندما اشتعلت نار الحرب العالمية الأولى بالجيش النمساوي برتبة ضابط. كان بالإمكان، في الشهور الأولى مراسلته وتقصي أخباره. لكن سرعان ما انقطع كل اتصال به، ولم أستعد ذكراه إلا بعد شهر من وقف القتال: وصلت رسالة منه، من مونت كاسينو (أحد معسكرات الاعتقال بجنوب إيطاليا). يشرح فيها أنه وقع أسيرا في يد الإيطاليين أياما بعد الهدنة، ولحسن الحظ كان معه مخطوطه. يبدو، كأن الأمر يتعلق بمؤلف كتبه بخنادق الحرب، ويرغب في قراءته علي. إن فتجنشتاين من ذلك الصنف من البشر الذي لا يثيره البتة، عندما يكون مستغرقا في التفكير في المنطق، ما هو سخيف وعديم المعنى، حتى لو كان انفجار قذيفة.




يتبع..
07-16-2007, 06:24 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  صورة أخرى عن اليانكي المهذب ...!!! نسمه عطرة 6 1,817 04-01-2006, 07:11 PM
آخر رد: stanely
  الكريسماس وأعياد ميلاد أخرى muslimah 1 900 12-26-2005, 10:23 AM
آخر رد: muslimah

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS