{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
كيف تميز ذي العقلية الستالينية .
Awarfie غير متصل
متفرد ، و ليس ظاهرة .
*****

المشاركات: 4,346
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #1
كيف تميز ذي العقلية الستالينية .
كيف تميز الستاليني التفكير :

لا يستطيع ذو التفكيرالنمطي الستاليني ان يميز جدلية الواقع و تناقضاته . ولا التداخل و التشابك و التجادل بين أشياءه و ظواهره . و لذلك فهو يختزل الواقع في ثنائيات جامدة لا حياة فيها ، ولا معنى . انها ثنائيات منهجية ، يميزها منطق الصراع بين الخير و الشر، والظلمة والنور،ولذلك كانت أحكامها دائماً أحكام قيمة، ذاتية وشعورية . و ليست أحكام واقع يفرض وجوده و يطلب حلولا موضوعية . و ترى الستاليني ينظر الى الماركسية نظرة بعيدة عن جذور المناركسية و سياقها التاريخي . و ينظر بازدراء الى الليبرالية و منجزاتها ، و فتوحاتها . و يقلل من اهمية الديموقراطية البورجوازية و انجازها التاريخي العظيم . يستخدم فكرة " الثورة " كعلكة يمضغها في كل مناسشبة مستشهدا بثورة اكتوبر دون اي ربط تاريخي بين ظروف مرحلة اكتوبر وز ظروف بلاده و مجتمعه ! في تحليله للواقع ، لا يرى ، ذو النمط الستاليني في تفكيره ، لاية ظاهرة يناقشها سوى قانون وحدة و صراع الاضداد . فالهزائم العربية لديه يعود سببها الى التآمر الامبريالي – الصهيوني وحسب ! و المشكلات الاجتماعية و السياسية والاقتصادية والثقافية , والظاهرات الداخلية أياً كان نوعها تنبع جميعاً من الصراع الطبقي بين البورجوازية والبروليتاريا, الثنائية التي تختزل الواقع وفيها علاج وحل سائر المشكلات . الحقيقة لديه مطلقة ، تماما كما ينظر الاسلام الى الحقيقة الربانية ! وهي ناجزة مكتملة لا تحول ولا تزول , لا تتغير ولا تتطور، لا تمارس النقد الجذري على نفسها ولا تقبل به. فهي مكونة من نص مقدس لماركس ، او للينين ، او لستالين ، او لتروتسكي ... و تجري اعادة تاويله دوما و ابدا ، بالشكل الذي يدعم النزعة الاستبدادية و الديكتاتورية الحمقاء .
فعلى الصعيد المعرفي ، يستشهد » الماركسي « بنصوص ماركس وإنجلز ولينين المقطوعة عن جذرها المعرفي وسياقها التاريخي ثم يعتبر انه في ايراده الشاهد يحسم النقاش، ويدمغ الخصم ( التروتسكي ، او اللينيني ) بالكفر والانحراف و الخيانة و العمالة ...الخ. و هكذا يكون الشاهد دائماً هو من هذا الزمن وفي هذا المكان يشهد على حالة خاصة في زمان آخر ومكان آخر. الواقع لدى الستاليني الواقع مؤلف من لونين: أبيض وأسود،وليس من عدد لا حصر له من الألوان ! التناقض بين الثنائيات المفترضة : مثلا " البورجوازية و البروليتاريا " لا يمت إلى التناقض الجدلي بصلة ؛ فالحدان التناقضيان متخارجان دائماً، أحدهما يمثل الخير ويرمز إليه والآخر يمثل الشر ويرمز إليه، تناقضهما تعادمي يقوم على شطب الآخر وإلغاء وجوده نهائياً. لذلك لم تميز الستالينية العربية الصراع الطبقي في مجتمع صناعي متقدم وحديث، من الصراع الطبقي في مجتمع متأخر. ولم تفرق بين الصراع في مجتمع رأسمالي مركزي وآخر في مجتمع رأسمالي تابع أو هامشي،و بين صراع في مجتمع مستقل ، وآخر في مجتمع مستعبد ، أو مستعمر، أو شبه مستعمر، أو تابع ومهيمن عليه. وهذا يعكس على صعيد المنهج ، عدم وعي العلاقة بين التناقض ، والحركة التي هي العلاقة بين الشكل والمضمون.

فلا تجد فرقا في الممارسة بين الستاليني و رجل الدين الاسلامي ، بل هناك تماثل في طريقة التفكير لدى كل منهما ! اذ يقوم كل منهما بعزل الظاهرة عن مجالها و شروطها الواقعية . عزل الشيء أو الظاهرة أو الحدث عن مجال علاقاته وترابطاته الداخلية والخارجية إخصاء للعقل الذي لا يعمل إلا بالمفاهيم، والمفاهيم ذاتها لا تتجلى إلا في العلاقات و الروابط الضرورية . فالفكر الفكر المعتقدي، الستاليني، فكر تأملي مثالي. فقد مارست الماركسية الستالينية ولا تزال،ضروباً من التأمل » الفكري « والتجريد الخالص.لعبة التأمل البسيطة، الساذجة التي يمارسها الفكر الإيماني تنطلق من جملة من » المبادئ « الثابتة، جملة من الأقانيم، والأفكار المسلم بصحتها وثباتها وصلاحيتها لكل زمان ومكان، ثم تجري محاولة قسر الواقع على التلاؤم معها بتقليصه و اختزاله أو ببتره أو مطه وتسطيحه. وحين تجري عملية اشتقاق الأفكار من الأفكار، والانطلاق من الأفكار والانتهاء إليها، يتحول الواقع إلى كلام وحسب وتحل الكلمات محل الأشياء لتمارس سحرها على العقول،ويدور الفكر في حلقة مفرغة عقيمة، فتختبر صحة المبادئ بمبادئ أخرى،وليس بنار التجربة الحية والممارسة العملية وتحل معضلات الواقع ومشكلاته بالكلام. فما هو حصاد "خمسين عاما من النضال" السوفييتي ؟ لا شيء !

إذن، لا تقتصر الماركسية الستالينية العربية على الانطلاق من الأفكار والمبادئ المسبقة الناجزة والقطعية، بل تساوي بين جميع الأفكار والمبادئ و التحليلات و القوانين الماركسية والمنسوبة إلى الماركسية في القداسة والتعظيم . فكل ما قاله ماركس وانجلز ولينين وستالين وبريجينف وخالد بكداش صائب ينتمي إلى » المقدس « وتستمد منه المشروعية الثورية، والسيادة العليا، حسب تعبير محمد أركون. الستاليني يرى بان على على الواقع والتاريخ أن يتطابقا مع أفكارنا ، و ليس أن على أفكارنا أن تتوافق وتتطابق مع قوانين حركة الواقع ومنطق التاريخ. فالحلول عن الستاليني هي دوما حتمية و ثورية و جذرية و جاهزة لطرح البديل الثوري الذي يكون جاهزا دون أي تحليل او تركيب او تمحيص في مدى اهلية تلك الحلول . و هو لا ينظر للتقدم بوصفه عملية تخط ، و تجاوز، مستمرة ، للواقع العياني .

الماركسية هي منهج اعمال ماركس ، اما افكاره و مذهبه فمحدودان بالزمان و المكان ، اما الستاليني ، فيجد ماركس ، كما يجد رجل الدين الاسلامي محمد ، على انه رجل ( نبي مقدس و معصوم من الخطا ) امتلك كل الحكمة ، و التي تغطي مشاكل كل العصور !

هل انت ماركسي ، ام ستاليني ؟

تحياتي .



:Asmurf:
07-03-2007, 07:10 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الامراض العقلية والقنوات العصبية طريف سردست 4 3,294 08-05-2011, 02:27 AM
آخر رد: فضل

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS