الإدارة الأمريكية وحماس.. المواجهة أم الحوار؟
2005/07/26

ابراهيم محسن المدهون
تتناقل وسائل الإعلام بشكل مكثف قضية حوارات حماس مع الجوانب الأوروبية والأمريكية المختلفة، وتنقسم الرؤي والآراء ما بين مصدق وغير مصدق، وما بين مؤيد ومشكك ورافض لهذه الاتصالات، إلا أن قيادات حماس لم تلغ إمكانية المحاورة مع كل دول العالم إلا مع العدو الصهيوني، وهذا موقف له مدلول سياسي في براعة المراوغة لدي حركة حماس، وبعدها السياسي الكامن في تحديد الأولويات.
ويدرك الجميع أن صولات حماس في كافة المجالات هو الذي دفع الاتحاد الأوروبي في التفكير في الاتصال، ومحاولة تجاوز العقبات للتواصل مع حماس، بعدما أعطي الضوء الأخضر لإسرائيل بتنفيذ الكثير من عمليات الاغتيال لشخصيات وقيادات بارزة في حركة حماس، طالت زعيمها المؤسس الشيخ أحمد ياسين وخليفته الأول د. عبد العزيز الرنتيسي.
فحماس بعدما تطورت مقدرتها العسكرية، وتنوعت طرق وأساليب عملياتها ضد الأهداف الصهيونية، وأبدعت بسياستها، فرضت أن تكون عاملا مهما وفعالا في الملف الفلسطيني، ولهذا قامت الكثير من الجهات الأوروبية والأمريكية بمحاولة التواصل معها، بعدما فشلت الإدارة الأمريكية علي مدار سنوات متعاقبة من تهميش دور حماس، بل ومعاداتها بوضع اسمها ضمن قوائم الإرهاب وملاحقة مؤسسات تدعمها، واعتقال قياداتها كما حدث للدكتور موسي أبو مرزوق في أمريكا.
وعزز فوزها في انتخابات البلدية بالمرحلة الأولي والثانية من سعي الكثير من القوي العالمية نحو التعاطي معها واسترضائها وكان علي الاتحاد الأوروبي، وبعض المقربين من الإدارات الأمريكية علي رأس القائمة.
إلا أن بوش وإدارته لم تنفك عن وصف حماس بالإرهاب، والمطالبة بإقصائها من الانتخابات، رغم السعي الحثيث لمحاورتها واسترضائها، مما يعطي عدة استفهامات في طبيعة العلاقة بين الإدارة الأمريكية وحماس، وطبيعة النظرة الأمريكية لحركة حماس.
هذا إن وجهنا البوصلة لزيارة رايس الأخيرة وما قدمته من توصيات لاستبعاد الحركة. فماذا تريد الإدارة الأمريكية من حركة حماس؟
ربما في الفقرات القادمة نستطيع تحليل بعض الرموز المتشابكة في علاقة حماس مع الأطراف الخارجية، الأوروبية والأمريكية.
مع العلم أن الاتحاد الأوروبي لا يوجد لديه إشكال كبير في التعاطي مع حماس، ودول أوروبا مقتنعة بدور حماس الايجابي للفلسطينيين، ولولا الضغوط المتزايدة في بداية الانتفاضة بعد موجة عمليات كبيرة جدا لحماس لما وضعها علي قائمة الإرهاب الأوروبية، كما وجه ضربته لحركة حماس برفع الحصانة الدولية عن جناحه السياسي، وجعله في قائمة الإرهاب، ولاحق المؤسسات الداعمة له.
لا شك أن أي علاقة مع حماس من أي طرف دولي يسوء الحكومة الصهيونية، وهذا ما ظهر من غضب كبير حول تغير النظرة الأوروبية لحركة حماس واستعدادات الاتحاد لتعاطي مع حماس.
إن (إسرائيل) تسعي حثيثا لإخراج حماس من دائرة الشرعية الدولية، وتهدف بذلك للضغط علي الحركة بعدما حققت نجاحات وقفزات مختلفة علي المستوي الفلسطيني، والعربي والدولي، مع إدراك الحكومة الصهيونية أن حماس بدخولها الانتخابات التشريعية وفوزها فيها يعد عاملا مهما في التركيبة السياسية، وان حماس ستفرض واقعا جديدا في مواجهة الكيان الصهيوني قائما علي شرعية مستمدة من صندوق الانتخاب.
ولهذا تمارس الإدارة الأمريكية ضغوطا علي السلطة لاستبعاد حماس من خوض الانتخابات، وإدارة الولايات المتحدة تنظر لهذا الأمر بجدية، وتحاول ساعية لاستبعاد حماس من تواجد شرعي تفرضه العملية الديمقراطية، وخصوصا الانتخابات التشريعية لما لها من بعد قانوني وسياسي فاعل.
وصرحت مصادر صهيونية، أن زيارة رايس الأخيرة كانت تهدف إلي الضغط علي السلطة للتشويش علي حماس في دخولها للانتخابات التشريعية التي كانت مقررة في شهر تموز (يوليو) الماضي قبل أن يرجئها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقد نفت السلطة نفيا قاطعا أي تدخل أمريكي بمشاركة حماس أو أي من الفصائل في الانتخابات، معتبرة مشاركة حماس من عدمه شأن داخلي لا يحق لأحد التدخل فيه. وذلك من خلال ما قاله الدكتور صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، لـ الأيام : لم يطرح هذا الموضوع مع الجانب الإسرائيلي أو الجانب الأمريكي لا من قريب ولا من بعيد، ولم يطرح الجانب الإسرائيلي هذا الموضوع (في اجتماعاته مع الجانب الفلسطيني) ولم يطرح الجانب الأمريكي معنا هذا الموضوع وعليه فلا أساس من الصحة لما يدعيه الجانب الإسرائيلي ، مضيفاً أن هذه مسائل فلسطينية داخلية وستبقي كذلك ونحن نرفض بشدة تدخل أي كان في الشأن الداخلي الفلسطيني .
وكانت صحيفة (هآرتس) الصهيونية قد قالت: إن إسرائيل والولايات المتحدة بدأتا مؤخرا بحث مسألة مشاركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وأثارتا إمكانية مطالبة الرئيس أبو مازن بمنع حماس من المشاركة في هذه الانتخابات.
بل وزادت علي ذلك أنها أرجأت تأجيل الانتخابات لهذا السبب، فقد نقلت نفس الصحيفة عن مسؤول كبير في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، قوله: قرار عباس، إرجاء الانتخابات التي كانت مقررة في السابع عشر من تموز (يوليو)، له علاقة، ضمن أمور أخري، بالتحفظات الإسرائيلية علي مشاركة حزب عنصري يدعو إلي إبادة اليهود .
وهذا يبدد مبررات تأجيل الانتخابات التشريعية أنه يعود لترتيبات وللقوانين الجديدة.
وبحسب الصحيفة، فإن الولايات المتحدة وعدت إسرائيل بالامتناع عن إجراء محادثات رسمية مع حركة حماس لحين توقف الكفاح المسلح والموافقة علي الالتزام بالقانون، وقالت: موضوع مشاركة حماس في الانتخابات والمحادثات الأمريكية معها سيثار خلال اللقاء المقرر، بين شارون ووزيرة الخارجية الأمريكية رايس .
وهذا دليل آخر أن زيارة رايس الأخيرة كانت تحمل عنوانا كبيرا هو حماس.
والمتابع لزيارة رايس يدرك أن أولويات الزيارة كانت مناقشة حماس وأثرها السياسي القادم خصوصا بعدما حققت حماس فوزاً انتخابياً ملفتاً في معظم بلديات غزة والضفة الغربية، وبعدما أبدي الكثير من مراكز قوي العالم استعدادهم للحوار مع حماس لما تحمل من برنامج سياسي شامل، وكان علي رأسهم الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية والتي أعلنت أنها ستفتح الحوار مع أعضاء حماس ممن يتقدمون بانتخابات المجلس التشريعي، مما أثار ردات فعل مرتبكة لدي الحكومة الصهيونية والإدارة الأمريكية علي تقدم مستوي الحركة السياسي.
حتي أن صحيفة القدس العربي في عددها الصادر بتاريخ 17/6 عزت الهدف الرئيسي من زيارة رايس إلي المنطقة وإسرائيل إلي الضغط علي السلطة الفلسطينية لمنع حماس من التمدد السياسي والشرعي.
ونقلت الصحف العبرية عن رايس قولها: إنها تسعي لموقف موحد مع الدول الأوروبية لكيفية التعامل مع حركة حماس والاتصالات معها، وتحدثت أنها فقط ستتحدث مع من يحمل السلاح المرخص، وتقصد به السلطة وسلاحها.
ولم تتوقف إثارة الموقف الأمريكي من حماس في هذه الزيارة عند الغرف المظلمة والتسريبات الإعلامية بل تعداها إلي المؤتمر الصحافي بين رايس وعباس حيث قالت رايس: إن موقف الإدارة الأمريكية لن يتغير من حماس، وأنها ما زالت تعتبر حماس منظمة إرهابية، إلا أنها نفت التدخل في مشاركة حماس في الانتخابات، وقالت: إن الانتخابات الفلسطينية شأن داخلي.
فهل تهدف الإدارة الأمريكية لمحاورة حماس وهل تستطيع التعاطي معها؟ رغم أن الولايات المتحدة لم تترك في الفترة الأخيرة أي فرصة من غير أن تصف حماس بالإرهاب، المستمرة علي نزع سلاح حماس، إلا أن أمريكا تدرك أن حماس أصبحت عاملا مهما في المعادلة الفلسطينية، ولا يمكن تنحيتها تماما، والإدارة الأمريكية علي استعداد لتقبل سلطة تشارك فيها حماس، إلا أن هذه المشاركة لن تكون مجانية، وإنما تكون خاضعة لتنازل حماس عن الكثير من أساليبها وأفكارها واستراتيجيتها.
وهذا ما حدث مع منظمة التحرير الفلسطينية، حينما تم اعتبارها علي طوال المسيرة الوطنية للمنظمة أنها منظمة إرهابية، حتي رضخ عرفات للابتزاز الأمريكي، وتوجه نحو واشنطن فكان عليه دفع ضريبة الرضا الأمريكي، بتنازلات مؤلمة.
واليوم الإدارة الأمريكية بمنطق العصا والجزرة تريد تكرار ما فعلته مع منظمة التحرير وهذه المرة مع حماس إلا أن حماس أمرها يختلف، ونستطيع تركيز أوجه الخلاف في التالي:
ـ منظمة التحرير خاضت حروبا خاسرة، أيلول (سبتمبر) عام 1970، ولبنان عام 82، مما أعطاها ضعفا في الموقف، بعكس حماس والتي تعتبر اللحظة في قمة توهجها، وتعتبر منتصرة ونتائج انتصاراتها مزدوجة.
ـ منظمة التحرير لم تجد مأوي بعد طردها من لبنان والأردن من قبل إلا تونس بعقد ينتهي بعد عشرة أعوام مما شكل ضغطا كبيرا علي قيادة المنظمة، إلا أن حماس مركز تواجدها في الداخل مما ابعد هذا التشتت علي عناصرها ومركز ثقلها.
ـ منظمة التحرير خرجت بعداء مع الكثير من أنظمة وشعوب عربية، إلا أن حماس تتمتع بعلاقات طيبة عربية علي مستويات مختلفة.
هذه النقاط تمنع تكرار حالة منظمة التحرير من ابتزازات سياسية مؤلمة، خصوصا إذا كانت هناك شروط للإدارة الأمريكية، للسماح لحماس بأن تلعب دورا أكبر بغطاء شرعي مع توقف الملاحقة.
فتطلب الإدارة الأمريكية من حماس، عدة مطالب: (1) اعتراف حماس بـ إسرائيل . (2) تخلي حماس عن خيار المقاومة العسكرية، والتوجه إلي خيار العملية السلمية. (3) ضبط سلاح حماس تحت مظلة أجهزة السلطة الفلسطينية. (4) نبذ العنف علي حد تعبير الإدارة الأمريكية. والاحتكام للإدارة الأمريكية والرضا فيها حكما ووسيطا لحل القضية الفلسطينية.
تعرض الإدارة الأمريكية هذه الطلبات والشروط أمام ما ستوفره للحركة من خصائص ومميزات سياسية واقتصادية، فلدي الإدارة الأمريكية بعض ما تظن أنه قد يخفف الضغط علي حركة حماس، وتتلخص جعبة الإدارة الأمريكية بالتالي:
ـ رفع اسم الحركة من المنظمات الإرهابية. ـ توفير الدعم المالي والمعنوي لمؤسسات ورموز الحركة الإسلامية. ـ توقف الملاحقة لقيادات الحركة. ـ توفير شرعية دولية للحركة ولمؤسساتها. ـ قبول حماس لاعبا أساسيا في القضية الفلسطينية. ـ تسهيل الطريق لدخول حماس السلطة ومؤسساتها التشريعية والتنفيذية والقضائية.
ويبقي الآن التساؤل ماذا لو لم تستجب حركة حماس للضغوط والتلميحات الأمريكية، ولم تلهث خلف الطعم الأمريكي، فلدي الإدارة الأمريكية عدة نقاط مهمة مازالت تهدد فيها الحركة الإسلامية في فلسطين، وتتركز هذه النقاط في الآتي: (1) الاستمرار بوصف الحركة بالإرهاب، وتشويه صورتها في الإعلام العالمي. (2) الاستمرار بسياسة تجفيف المنابع (المالية)، وملاحقة المؤسسات الداعمة. (3) السماح لإسرائيل بضرب القيادات، وخصوصا الخارجية، والتضييق عليهم وملاحقتهم. (4) الضغط علي الدول العربية لتعامل قاس مع قيادة الحركة ومؤسساتها، ومحاولة تشريدهم من كافة الدول العربية. (5) تقوية الأجهزة الأمنية الفلسطينية لإعادة ضرب الحركة. (6) عدم السماح للحركة بالمشاركة السياسية في القضية الفلسطينية.
وهذه التهديدات ما فتئت أمريكا توجهها لحركة حماس، إلا أن الحركة الإسلامية لم تستجيب لهذه الابتزازات، وفي الوقت ذاته لم تعلن العداء مع أمريكا بشكل كامل بل إنها تردد أن لا مشكلة مع أمريكا ولا عداء مع الولايات المتحدة، وان لا عدو لها غير الصهاينة، وهذا القرار أبعد حماس من مواجهة مباشرة مع الإدارة الأمريكية هي في غني عنها.
فحرص حماس علي توحيد العدو وتعدد الأصدقاء أبعدها عن أخطاء فصائل فلسطينية كثيرة، جعلت لها من الخصوم والأعداء ما تنوء عن حمله.
والي الآن ما زالت حركة حماس تمتلك نقاط قوة كثيرة في مواجهة أي ضغوط لتخليها عن سلاحها ومبادئها، وتعتبر محصنة داخليا بشكل أفضل بكثير من غيرها في مواجهة هذه الضغوط فحماس تمتلك:
المؤسسات الخيرية. قوة جماهيرية كبيرة. مد جماهيري عربي. العلاقات الحسنة بين حماس والعديد من قيادات الدول العربية. قوة عسكرية. امتلاك حماس لشرعية عربية بحوار القاهرة، وامتلاكها بشرعية وطنية بفوزها بالانتخابات التشريعية، وهي نحو شرعية دولية بالحوارات الأوروبية.
هذه بعض جوانب القوة لحركة حماس والذي يعطيها منعة في مواجهة الضغوط الأمريكية.

الخطاالجوهرى فى كل الفكرة لديه والذى يحاول ان ينطلق منه هو انه

يعتقد ان حماس على حافة لحظة مفصلية قد تتمكن خلالها من ان تكون جزءا من قبول ومن عملية سياسية كبرى اوروبية واميركية وعربية ............ وفى نفس اللحظة ان تحافظ على على نفس برنامجها السياسى والايديولوجى...هذا هراء واغراق بالتفكير بالتمنى

الزميل فضل
تعليقك صحيح ...
حينما كنا نجوب شوارع أوروبا تظاهرا وتأييدا للانتفاضة الفلسطينية كانت المشاعر المتأججة والمشتعلة تأييدا ومؤازرة للشعب الفلسطيني في أوجه....
حتى بعد أن قام الحية الرقطاء بيريز الى باريس بعد الصورة التي طبعت وجدان الحجرقبل البشر والمتمثلة بالشهيد محمد الدرة ...
والتي هرع ليقلب الصورة ويقول أن الأمهات الفلسطينيات غير جديرات بهذا اللقب لأنهن يحرمن أطفالهن من الذهاب الى المدارس للتعليم بل لقذف اليهود بالجارة ....ولقد هزؤ منه الجميع ...لهذا التحليل السخيف وشرحنا لهم أن نظام التعليم بفلسطين ينتهي ظهرا وليس مثل التعليم الفرنسي الذي يستمر من الصباح حتى الرابعة بعد الظهر ....
لم يهرع هذا اللئيم الا بعد أن شعروا أن أوروبا باتت تفتح عقولها وآذانها على حقيقة ( اسرائيل ) البالغة بالعنصرية ....
ولكن بعد التفجيرات الجسدية الكاميكاز وما ترتب عليها والضخ الاعلامي هزت الصورة بعض الشيء واقول بعض ...لأن بصدق هناك من تعاطف بشدة وبدأ يتسائل عن كمية المعاناة التي دفعت بشابات مثل الورد مثل وفاء وآيات ....وغيرهن لهذا الدمار الذاتي الا أن يكون ماهو أمر وأنكى ...
ثم جاءت أحداث سبتمبر بكل كوارثها تلقي بظلالها وتلوث بالكامل منجزات الثورة الفلسطينية مع بالغ الأسف .....
وضاعت كل جهودنا المتلاحقة هباء منثورا ....
لك تحية عطرة :97:

نسمة

( ولكن بعد التفجيرات الجسدية الكاميكاز وما ترتب عليها والضخ الاعلامي هزت الصورة بعض الشيء واقول بعض )

هجمات الكاميكازى قد تكون اشكالية لكن الجميع مارسها وليس حماس فقط

هناك اشكالية اهم فيما كتبه المهاجر فى افتراضه لوجود عوامل متحركة وهشة جدا ويفترضها على انها عناصر قوة لحماس بطريقة ستفرض على الاخرين ان يتحركوا ضد مصالحهم العميقة وان يركضوا للتعامل مع حماس وبدون ان تغير حماس من اجندتها وسلوكها ( كما لو ان حماس قوة عظمى )

الاشكالية الاخرى والخطيرة وهى حجم الضغوط التى يتعرض لها ابو مازن لعدم اشراك حماس فى الانتخابات التشريعية وهى ضغوطات جدية وخطيرة من الدول الاوروبية واميركا على افتراض وضمن معاييرهم ان حماس وفقا لبرنامجها السياسى هى قوة عنصرية وفاشية تطالب بازالة دولة عضو فى الامم المتحدة من الوجود وتطرح طرحا عنصريا لا ساميا تجاه اليهود

ابو مازن ليس لديه الان حل سوى المط والتاجيل لهذه الانتخابات بهدف الخروج بصيغة ما لاشراك حماس بها فهومعنى جدا باشراكها لان هذا جيد للشعب الفلسطينى

لكنى قبل ايام كنت اقرا تعميما داخليا لحماس يقول ان تاجيل الانتخابات ياتى لخوف فتح من الهزيمة بها هذا طرح خيالى و ضعف فى فهم الواقع .. قد تخاف فتح من الهزيمة كاى حزب سياسى فى العالم لكن هذا لن يكون السبب فى عدم قيام الانتخابات مطلقا ففتح تقبل ديمقراطية حتى لو ادت لهزيمتها فالقصة ليست كذلك وليس هى ان تفوز حماس بها بل هى هل سيسمح لحماس بصيغتها الحالية ان تشارك بها اصلا ...اما ما يتحدث عنه المهاجر الفلسطينى من عناصر قوة يفترضها كعناصر ثابتة كما يصفها عسكرية وجماهيرية ودعم عربى ( وهمى ) فهو شىء نسبى جدا وقد ينهار خلال ايام

الزميل فضل
ما تفضلت به أن الجميع مارس الكاميكاز صحيح ...ولكن الصراخ الاعلامي كان أوضح لحماس ...
أنا نقلت الصورة التي عشتها في الحالة الأوروبية ليس الا ....
حماس صوتها الأعلى وأسهل على حفظ رمزها الاسمي مثلا من الجهاد الاسلامي ....الخ من التفريعات الأخرى ....

نسمة

( ما تفضلت به أن الجميع مارس الكاميكاز صحيح ...ولكن الصراخ الاعلامي كان أوضح لحماس )

هذا تحديدا ما اراده المرحوم عرفات وهو ان يتم قتل اكبر عدد ممكن من الاسرائيلين وان تكون فتح هى اول و اكثر من يفعل ذلك لكن فى النهاية ان تتحمل حماس التبعات السياسية لذلك.. وان لا ترتبط هذه المسائل رمزيا بفتح فى اذهان العالم الذى عليه ان يفاوضه فى النهاية

كانت هجمات "الكاميكاز" في فلسطين في البداية تعطي للعالم انطباعا ان شيئا سيئا جدا يحدث هناك، و يجبر الشبان على القيام بالعمليات الانتحارية. و قد جعل هذا الكثيرين يتعاطفون معهم و مع قضيتهم و البعض يلومون اسرائيل على ايصال الفلسطينيين الى هذه المرحلة من اليأس.

و لكن الاحداث الجديدة على الساحة، و التي بات فيها العرب و المسلمون يفجرون انفسهم في المواقع العامة في اوروبا و روسيا و اميركا على الطالعة و النازلة، بمناسبة و بدون مناسبة، جعلت الكثيرين يراجعون أنفسهم. يعني مثلا تفجيرات لندن الاخيرة قام بها شبان وُلدوا و نشأوا في بريطانيا، و لهم من العلم و المال ما يكفي، و مع ذلك قاموا بفعلتهم ضد الدولة التي تحتضنهم.

و هكذا تغيرت صورة الانتحاري الفلسطيني من صورة الشاب اليائس الغاضب القابع تحت الظلم و الاحتلال، الى صورة شاب تقوده ايديولوجية اجرامية تحضه على قتل المدنيين اينما كانوا بسبب "كفرهم".

هناك قائمة بالمستفيدين من هذا التحول الجوهري، و على رأسها اسرائيل. فالمسؤولون الاسرائيليون الان على الطالعة و النازلة يشبهون الحركات الاسلامية في فلسطين بإبن لادن و الزرقاوي، ضاربين بهذه الاسماء وترا حساسا في الغرب، و لسان حالهم يقول، "أترون؟ قلنا لكم من البداية ان هؤلاء الناس مجرمون و ليسوا اصحاب حقوق."

هناك في الغرب من يميز بين هذه العمليات و تلك العمليات، و لكن التمييز بات صعبا للغاية، و اصبحت كل العمليات تشبه بعضها، و قلّ عدد المتعاطفين مع أي منها.

لوجيكال

ما تقوله صحيح تماما


فهذا السلوك الانتحارى لم يعد ممكنا ربطه بشعب محبط ليس لديه ادوات قتال امام قوة هائلة ...بل اصبح يتم ربطه مباشرة بقصة اخرى ( البن لادنية ) والتى ليس للشعب الفلسطينى بها علاقة فى نهاية المطاف...

2005/07/26

قبل عامين ولنا عودة لنناقش الزملاء