الطبقة العاملة ، الى أين ؟
الطبقة العاملة كانت دوما اداة بيد من يمسك القوة ، اكانت الراسمالية ام الطبقة الثالثة السوفييتية التي استثمرت تلك الطبقة الرقيقة لسبعين سنة دون جدوى . لكن ما تقراه اعلاه هو تحليل موضوعي يقوم على اسس الديالكتيك .
دوما كانت هناك طبقة مستغة عبر التاريخ ، فالمسألة ليست اخلاقية . التاريخ لا علاقة له بالاخلاق و العواطف . التاريخ هو تعبير عن صراع المصالح . الطبقة التي تحكم دوما هي التي تمسك باسباب القوة و تحكم لانها قوية و ليس لانها اخلاقية أكثر من غيرها من الطبقات . فطبقة العبيد كانت اوضاعها محزنة لكنها عانت لآلاف السنين لانها لم تستطيع الوصول الى السلطة رغم محاولات تمرد كثيرة مثل حركة سبارتاكوس التاريخية التي صفيت عبر مذبحة لم يشهد لها التاريخ مثالا . . كذلك الامر بالنسبة للاقنان ، فقد ظلوا لقرون يخدمون ، مقابل طعامهم ، في اراضي الاقطاعيين و اندثروا كطبقة سياسية . و الآن نجد بان الطبقة العاملة مقبلة على الانقراض كغيرها كما ذكرت في موضوعي " البرجوازية الصغيرة ، هل تصبح الطبقة التاريخية الجديدة ؟ " دون اي تحيز او تحامل . فانا ابن عامل ، لكن الالم و الامل و الاخلاق و غيرها لا تكفي لتغيير واقع مرير ناتج عن تحليل موضوعي و بنيوي للصراع الطبقي في مرحلة معينة .

لقد كنت انظر بنوع من التقية و الاخلاقية و الاحترام الشديد لتلك الطبقة التعسة " الطبقة العاملة " لكن اذا ما نظرت بعين المحلل السياسي فيجب ان أبعد العواطف و المشاعر الذاتية ، فانت هنا تنظر الى ابعد من الوضع القائم . فلو كانت هذه الطبقة مؤهلة لاستلام سلطة ما فما كنت انا او انت او ماركس ليمنعها . لكنها ، و من خلال وضعها ، نعرف بانها مستغلة (بفتح الغين ) وهل لاحد ان يستغل القوي ؟!!!! و بما ان الانسان ذلك الكائن الذي يتمتع بالمخيلة العظيمة لا يهدا على حال ولا يستقر على موال ، فاننا نلاحظ تغييرا دائما لوسائل الانتاج ، مما يتطلب دوما التغيير في ادوات الانتاج. اي لا بد للعاملين ان يتغيروا مع تغير وسائلب الانتاج بفعل الضرورة التاريخية . و بما ان العلم و الاختراعات جعلا من الصناعة الحديثة صناعة ذات صفة تقنية عالية جدا تعتمد على احدث المنجزات في مجال الكومبيوتر و الديجتال فان العامل كما نعرفه اليوم لم يعد مؤهلا للسير بتلك الصناعة، اي لم يعد قادرا على التعامل مع نمط الانتاج الحالي. هذا التناقض يؤدي الى بروز او ظهور طبقة جديدة تقود الانتاج المستقبلي الا وهي طبقة الفنيين و المتخصصين و ذوي العلم. تماما كما حلت طبقة الاقنان محل طبقة العبيد او كما حلت طبقة العمال مكان طبقة الاقنان . و الطبقة العاملة لا تنتمي الى ذلك النوع من الناس حاملي الشهادات و التخصصات . لهذا ستبدا الشركات بالتخلي عن الطبقة لعاملة الامية تقنيا بطريقة تدريجية ، ليحل محلهم العاملون الجدد وهم ذوي الياقات البيضاء اي المتخصصين الذي لا يعرفون في عملهم امام الكمبيوترات و التكنولوجيا المتطورة . و بذلك تنتهي تدريجيا الطبقة العاملة من صفحة التاريخ المقبل لصالح طبقة جديدة ! اذا المسالة ليست سالة رعب من الطبقة العاملة التي توشك على الانقراض بل تحليل ماركسي يقوم على الديالكتيك نفسه !

حاول الشيوعيون الاوائل بنوع من الطوباوية ان يغيروا العالم عن طريق تغيير وضع تلك الطبقة ، عبر حل الطبقات ، و تحويلها الى كل متجانس و بذلك يكونوا قد حولوا الناس كلهم الى طبقة عمالية واحدة . و هذا ما حدث في الاتحاد السوفييتي و الصين . لكن فكرة " الناس كلهم " كانت ضبابية ، اذ لم يتحول الناس كلهم الى " الناس كلهم " بل بقيت هناك فئة كبيرة خرجت من بين " الناس كلهم " و مارست السلطة باسمهم و تمتعت بامتيازات على حسابهم و توسعت مصالحها وما عادت القوانين القديمة تناسب طموحاتهم . فقد كبرت كروشهم وماعادت سعة القوانين تتسع لها فوقعوا بين شاقوفين : اما التخلي عن مصالحهم او تغيير النظام تدريجيا لصالحهم ، و هكذا سقط الاتحاد السوفييتي . و الواقع نفسه حدث في الصين ، لكن الصين كانت سباقة في تعديل قوانينها لاسباب تختلف عن ظروف الروس ، فلم يسقط نظامها ذلك السقوط المدوي . اذ تحركت البنى البرجوازية التي خلقتها الفئة المهيمنة على المصالع العليا في الصين و المهيمنة على القرارات الاقتصادية و بدات تعدل القوانين تدريجيا لتدخل في اقتصاد السوق الحرة . و كان اول الغيث قطرات مثل انشاء شركات مشتركة بين القطاعين العام و الخاص .و لو سالت صينيا يفهم بالسياسة عن اصحاب تلك الشركات لقال لك ببساطة انها ملك فلان و فلان و غيرهم من كبار القادة الصينيين . اذ كيف يمكن لشخص غير مسؤول في الصين ان يمسك بشركة خاصة او مشتركة و يستفيد من ارباحها ما لم يكن من الهوامير الكبيرة او كما يقول المصريون ( من القطط السمان سياسيا ) ؟!!!!

تحياتي .

آورفــاي .
:Asmurf:

Arrayلكن اذا ما نظرت بعين المحلل السياسي فيجب ان أبعد العواطف و المشاعر الذاتية ، فانت هنا تنظر الى ابعد من الوضع القائم . فلو كانت هذه الطبقة مؤهلة لاستلام سلطة ما فما كنت انا او انت او ماركس ليمنعها . لكنها ، و من خلال وضعها ، نعرف بانها مستغلة (بفتح الغين ) وهل لاحد ان يستغل القوي ؟!!!! [/quote]

الزميل اورفاي (f)

أجادت الاحزاب الشيوعية , والاحزاب الدينية اللعب على ( طبقة الاغلبية ) في المجتمع للوصول الى غاياتها السياسية

فالسلاح ضد الجموع وتخدير الجموع ( أما بالدين , او بشيوع رأس المال والوعود بالرفاهية ) هو الطريق لكسب ميول هذه الاغلبية

اما ماحققته هذه الجماعات الدينية والشيوعية لهذه الاغلبية , وهل هو يوازي ماقدمته هذه
الاغلبية للفكرة والايديولوجية التي أمنت والتضحيات بالارواح في سبيل الفكرة والعقيدة هل هو بقدر ما تحقق للقيادات التي ركبت على ظهور الجموع للوصول ثم ركلت الجموع المؤمنة او الطبقة العاملة , ثم ظهرت طبقة
من المستفيدين ممن يستغل هذه الجموع للوصول لمكاسب سياسية .. ؟

لهذا الوعي الثقافي ضروري لجميع طبقات المجتمع , اذا كانت هذه الطبقات مسحوقة ام مرفهة , فلن يستغل الانسان يوما بأسم الدين ويوم أخر بأسم ماركس ونظرياته