لا بد من وقفة للتمعن و التفكير فيما يجري على هذه الساحة.

يحضر إلى ذهني التجادل الدائر بين اليهود و المسيحيين منذ أن جاء عيسى المسيح إلى الوجود و بشر برسالته و حتى يومنا هذا.
اليهود لا يفوتون فرصة لنعت عيسى المسيح بكل ما هو بذيء و مهين من كذب و تزوير و سحر و حتى اتهام أمه بالزنا إلى نهاية صلبه و موته و هو يتألم مضرجاً بدمائه و الذي يعتبرونه الدليل القاطع على انحطاط شأنه و ذلته وكذب ادعاءاته بأنه أبن ألله. و أما عن رسالته فحدث و لا حرج.
أما رد المسيحيين على هذا فيقتصر على أن اليهود في ضلالة و بأنهم لم يدركوا بأن المسيح هو المنقذ الذي كانوا له ينتظرون و لا يستطيعون النيل من أنبياء اليهود، حتى لو أرادوا، لأن هؤلاء مقدسون أيضاً لدى المسيحيين و لو أنهم أقل مرتبة من المسيح نفسه.
و نفس السيناريو يتكرر بين المسيحيين و المسلمين على هذه الساحة. فلا يفوت المسيحيون أي فرصة لنعت النبي محمد بكل ما يمكن تصوره من خسة و شر في أي إنسان كان أو سيكون أو حتى قادر على أن يكون. و أما عن رسالة الإسلام فحدث و لا حرج؛ لا أظن أني سمعت بتجريح للدين الإسلامي شبيه بهذا إلا ذلك الذي يوجهه اليهود للمسيحية.
أما المسلمون فطريقة ردهم على المسيحيين لا تختلف كثيراً عن طريقة رد المسيحيين على اليهود، فهم أيضاً ينظرون إلى المسيحيين على أنهم في ضلالة، كما أنهم حتى لو أرادوا، لا يستطيعون النيل من أنبياء المسيحيين لأنهم هم أيضاً مقدسون في الدين الإسلامي و لو أنهم أقل مرتبة من النبي محمد نفسه.

فهل أنتم أيها الأخوة المتجادلون تعيدون نسقاً فكرياً هو من طبيعة العقل البشري الذي تحركه الأهواء و المخاوف و ما يتشكل منهما من أنماط ذهنية على مدى السنين، لا خيار لكم فيما يحدث بينما تظنون أنكم تختارون و تقتنعون و تردون على بعضكم بعضاً بكامل وعيكم و حرياتكم ؟

There is a mental pattern here that reflects more the nature of mind than what you might think is true understanding of life and religion.

اننا نعيش مرحلة ما قبل بروز ظهور سقراط في الفكر اليوناني .

قبل سقراط كان الفكر الفلسفي ما زال يحبو ، و كان المنطق لم يتطور لدى علماء الكلام ( الفلاسفة ) في ذلك العصر . الى ان اكتمل على يد آخر السوفسطائيين ، الا وهو ( ارسطو ) ، و كان مسيح عصره ، الذي وضع دينا جديدا في الفلسفة هو المنطق الصوري .
اليوم ، ما زالت المنتديات تعج بالحوارات الصورية خاصة في مجال الدين ! و قل من يتبع المنهج النقدي في حواراته . فالكل يدافع عما اعتاد عليه من دين و ايديولوجيا معتبرا الآخر على خطا ، رافضا اي تغيير اوتعديل على معتقداته !

مع ذلك ، اقول : لا باس فليكملوا السفسطة الى تنضج النفوس و العقول ، وعندها لن يكونوا بحاجة لمن يدلهم الى المنطق السليم في الحوار !

تحياتي للملا :97: .


:Asmurf:

الزميل والاستاذ Awarfie
تحياتي
و اسمح لي ان ادافع عن المنتديات اياها بالرغم من كراهيتي لها
بالرغم من سمعة حتى هذا القسم ( عقائد و اديان ) عند باقى اقسام نادى الفكر


ان ما سميته انت
Arrayبالحوارات الصورية خاصة في مجال الدين [/quote]
ليس هو عيبا في المنتديات
بل هو عيب في الشرق العربي بشكل عام
فهل حوار رجل الشارع - او حتى رجل الدين - مع الاخر هو حوار الفكر و المنطق و التحليل ؟
اشك كثيرا


فما المنتديات - و الدينية مثال واضح و ليس المثال الوحيد - الا نشرا لهذا التأخر على الشبكة

و ان امتازت الحوارات الدينية بالانتماء القوى , فهذا ما يجعل الصورة اوضح
و لكن السطحية تشمل كل ما في حياتنا و ليس الحوار الديني فقط

و لكى اظن ان قوة الانتماء الدين + عقل متفح و قادر = بناء فكرى متماسك

قد لا تجده مثلا - البناء الفكرى - في ساحة الحوارات الجنسية او ساحات اخرى يكتب فيها المرء مسترخيا لا مبال بخسارة ما


الفارق بين الحوار الديني سئ السمعة و الحسن
هو الفارق بين تصرف انسان عند ما يسمى في الادب ( العقدة ) و انسان اخر

اقول ان الخلل ليس في الحوار الديني
و ليس الحوار الدين هو المتأخر

بل الحوار جزء من منظومة متأخرة ككل
و لعله - في نظرى - الاقوى و الاكثر تماسكا ان عثرنا على المتحاورين المناسبين


لولا السفسطة لما ظهر المنطق
فهل تتحرك الحوارات الدينية - ان كانت تتحرك وهو شئ صعب الملاحظة لكنه موجود - في طريق التطور - الموجود اصلا و لكنه بعيد عن الشرقيين ككل - متخطية عدة انواع من الحوارات الاخرى ؟

Array
الزميل والاستاذ Awarfie
لولا السفسطة لما ظهر المنطق
فهل تتحرك الحوارات الدينية - ان كانت تتحرك وهو شئ صعب الملاحظة لكنه موجود - في طريق التطور - الموجود اصلا و لكنه بعيد عن الشرقيين ككل - متخطية عدة انواع من الحوارات الاخرى ؟
[/quote]

نعم ، بالتاكيد اخي fancyhoney (f)
هذا ما قصدته في عبارتي التالية :

" مع ذلك ، اقول : لا باس فليكملوا السفسطة الى تنضج النفوس و العقول ، وعندها لن يكونوا بحاجة لمن يدلهم الى المنطق السليم في الحوار ! "

تحياتي .


:Asmurf: